اندلعت اشتباكات دامية الأسبوع الماضي في ولاية النيل الأزرق (جنوب شرقي البلاد) بين قبيلتي الهوسا والبرتا، وبالتحديد يوم السبت 9 يوليو/تموز في اليوم الأول لعيد الأضحى، وظلت مستمرة حتى مساء الأحد 17 يوليو/تموز، ما أسفر عن سقوط 105 قتيل حسب ما أفاد به وزير الصحة الأربعاء.
ويعود سبب الإقتتال إلي صراع بين الطرفين حول أراضي زراعية ومناطق الرعي والماء، إضافة إلي نزاعهم حول الإدارة الأهلية في المناطق المشتركة التي يعيش فيها الطرفان، حيث ترفض قبيلة البرتا مشاركة الهوسا في الإدارة الأهلية ودعت لطردهم من المنطقة.
وبرى مراقبون أن السبب الرئيسي خلف هذا النزاع الدموي هو مطالبة قبيلة الهوسا بتأسيس سلطة محلية خاصة بهم في ولاية النيل الأزرق تشرف علي استخدام الأراضي والمياه، حيث طالب زعماء قبائل الهوسا تمثيلهم في الإدارة الأهلية لتمكينهم من أخذ حصتهم من الأراضى والمياه وتوفير الظروف الملائمة لزراعتهم ورعيهم.
ويجدر بالذكر أن قبيلة الهوسا تعد من أكبر القبائل الإفريقية حيث يمتد نفوذها من السنغال إلي السودان، ويمثل عدد سكانها ثلاثة ملايين من إجمالي سكان السودان، فرغم التواجد الكبير لها في السودان إلا أنها تعرضت لتهميش وإهمال كبير لطلباتها من قبل الحكومات السابقة منذ عهد حكومة البشير امتدادا إلي حكومة عبد الله حمدوك، حيث تعاني من فقر كبير ومعاناة لا مثيل لها بسبب التهميش واللامبالاة الذي كانت تمارسه عليها الحكومات السابقة.
ويري مراقبون وخبراء بالوضع السياسي السوداني، أن هذه الأحداث المأساوية التي أودت بحياة المئات من قبيلتي الهوسا والبرتا، هو نتيجة تراكم الضغوط النفسية داخل أفرادها بسبب ما تعرضوا له من احتقار وتهميش وإهمال لأبسط حقوق العيش من طرف حكومة عبد الله حمدوك التي انشغلت بتحقيق مصالحها الخاصة وغفلت عن إنصاف قبيلة الهوسا وإشراك إفرادها في الحياة السياسية، علي الأقل في ولاية النيل الأزرق، فهم لا يريدون سوى إدارة أهلية خاصة بهم تضمن لهم الحق في استخدام المياه والأراضي الزراعية.
وقال مراقبون إن أقل ما تحتاجه قبيلة الهوسا هو التفاتة السلطات لها والعمل علي تحقيق مطالبها الممثلة في تشكيل إدارة أهلية من قادتها لتوزيع مناطق الرعي والسقي بالعدل مع باقي القبائل الأخري، وهو طلب ليس مستحيلا وليس تعجيزيا.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 25 2022