Post: #1 Title: الحرية و التغيير الإعتذار اولاً ثم النقد، و التقييم ثم الدراسات.. كتبه خليل محمد سليمان Author: خليل محمد سليمان Date: 07-22-2022, 12:43 PM
سوء التقدير في السياسة وارد، و الاخطاء واردة ايضاً، لطالما اصل الامر تطبيق لتجارب بشرية غير مبرئة، و تحتمل الصواب، و الخطأ.
شاهدنا ما قدمته الحرية، و التغيير في منبر الديمقراطي من مراجعة لتجربة الحكم بعد سقوط رأس النظام، و الذي شمل برنامج حكومتي الثورة، شئنا ام ابينا تظل هذه في دفتر تاريخ، و رصيد الثورة سالبة كانت، او موجبة، فالإستعانة بهذه التجربة بعد الدراسة الدقيقة بالتأكيد سيسهم في الإصلاح، و وضع الإمور في نصابها مستقبلاً علي اقل تقدير لا يمكن تكرار ما حدث.
اعتقد كل الشعب السوداني شاهد حديث ابراهيم الشيخ الرجل الابرز في الحرية، و التغيير عن الدعم السريع كقوة وطنية لها سهم في الثورة، و التغيير، و ايضاً الثنا علي جنرالات اللجنة الامنية دون خبرة او معرفة بهذه المؤسسات، لا اعرف دوافعه الحقيقية وراء هذه التصريحات في وقتها.
ثم ذات الشخص يصف هؤلاء جميعهم بالإنقلابيين، و المتآمرين!
ايّ حديث نعتمد؟
الثوابت، و المبادئ لا تحتمل الضبابية، و المناطق الرمادية، و فقه الضرورة، و شماعة " السياسة فن الممكن.
اجزم لو لا الإخوة في الحرية و التغيير لسقط الجنجويدي، و لجنة المخلوع الامنية، و لا احد كان يمتلك الشجاعة في مواجهة الشارع في ذلك التاريخ الذي توحدت فيه كل الشعوب السودانية إن صح التعبير، بل وجدوا ضالتهم في فض الأعتصام.
المعلوم بالضرورة ان حميدتي، و لجنة المخلوع الامنية إنحنوا الي العاصفة، و إنحازوا الي مصلحتهم التي تكمن في عدم سقوطهم مع صانعهم، ولي نعمهم الماجن المخلوع، و هذا لسوء تقدير من الإخوة الرفاق الذين تصدروا مشهد الثورة.
"انا شخصياً لا تعجبني مقولة هذا ما في وسعنا، و كنا نستطيع عمله، او تقديمه"
المعلوم نحن لم نكن في وضع سياسي طبيعي قابل للأخذ، و الرد لنقبل بأنصاف الحلول، او الحدود الدنيا التي ظن البعض انها مكسب، و مدخل، فخاب الظن.
كنا في ثورة حقيقية، و عنفوان هز اركان الارض، ان فقط الشرعية الثورية، و كنس كل مخلفات الماضي التعيس بإرادة الشعب السوداني العظيم.
تابعت هذه الفعالية بشكل دقيق، فهالني ما رأيت من تهميش اهم عامل في سقوط التجربة، بذات السيناريو، حيث جاء في جملة خجولة في ذيل كل حديث "ضرورة إصلاح المؤسسة العسكرية، و الامنية"
قلناها منذ توقيع الوثيقة الدستورية بالصوت العالي " التحدي في نجاح الثورة علي الإطلاق مرهون بالإصلاح الجذري للمؤسسة العسكرية، و الامنية المدجنة، و التي اثبتت الايام ضرورة هذا الامر في مسيرة الثورة، و الدولة الوطنية نفسها.
إصلاح هذه المؤسسة التي تُعتبر الترس الحقيقي امام الثورة، و التغيير، لا يمكن ان يأتي بعبارات في مؤخرة الخطابات كما قالها السيد حمدوك في مبادرته دون ان يقدم كيف يتم هذا الإصلاح برغم انه كان رئيساً للوزراء بإرادة الشعب.
اعتقد هي عبارة للإستهلاك فقط، حتي الحرية و التغيير حتي تاريخه لا تمتلك خطة، او برنامج لإصلاح هذه المؤسسة.
إكتفينا بنص خيبان في الوثيقة الدستورية اوكل الامر الي الشق العسكري في إصلاح هذه المؤسسة المهمة، و كأن لسان حالهم قد إئتمنا الذئاب في حظيرة الاغنام.
فكان اول ما فعلوا زوروا لجنة الفصل التعسفي بنص الدستور، و الثورة لصالح الكيزان، و الفلول، و خراءهم الإستراتيجي.
ذكرت في السابق معاناتنا كضباط لمقابلة السيد عبد الله حمدوك عند زيارته للولايات المتحدة الامريكية لتسليمه رؤيا، و دراسات تخص إصلاح هذه المؤسسة، للأسف تعامل معنا البعض و كأننا نريد التقرب زلفى كمرض لازم النُخب، و المثقفاتية.
ام المصائب في التقاطعات الحزبية، التي جعلت من البعض كالقطعان، ان لا يؤمن احدهم بما هو آتٍ من خارج سرب القطيع، و إن كان وحياً منزلاً.
كانت المبادرة من جند الوطن للحرية و التغيير، الكيان الذي كانت إسهاماته واضحة في ميدان الإعتصام، فأرادوا ان لا يكون للضباط الوطنيين المبعدين بآلة الصالح العام ان يكون لهم دوراً فاعلاً، لأن اعداء الثورة يعلمون انهم يعرفون مكامن الداء، و اين تبيض الافاعي.
اقام هذا الكيان وجبة عشاء للسيد حمدوك في مقر إقامته، و تم تسليمه ملف اولي يحمل خطة عاجلة، و كانت هناك عدة ملفات قيد الإعداد وعدوا بتسليمها بعد ايام قلائل.
كتبت في السابق، و قلت جازماً ان لم يكن مكان هذا الملف سلة مهملات الفندق مقر إقامة السيد حمدوك سيكون صندوق قمامة القصر هو مصيره الابدي.
إتضح بما لا يدع مجالاً للشك انه لا احد يمتلك الإرادة في مخاطبة هذا الملف.
المؤسف جميعنا الآن في خانة الضحية للإنقلاب، و تآمر العسكر.
الصحيح نحن ضحية ضعفنا، و هواننا علي انفسنا، و إستسلامنا للأمر الواقع الذي فرضته آليات النظام البائد، و إرادة سدنته.
يجب ان نطوي شماعة الإنقلاب لتمرير الخطاب السياسي، المشحون بالعاطفة، فالضعف يكمن فينا جميعاً، حين خلطنا الاوراق فوضعنا الاهم في الذيل، فتأخرنا نجرجر اذيال النكبة، و الهزيمة.
اعتقد الآن الشعب السوداني اوعى، و انضج من ايّ وقت مضى، فالإعتذار هو المدخل الصحيح الذي بعده ستُبيّض الصحائف، و يكون الصفح، و الغفران.
الإعتذار اسمى مفردات العمل السياسي علي الإطلاق، عندما يكون لصاحب الفخامة، و السيادة، و الريادة.. الشعب العظيم.
اخيراً..
يجب عدم مناقشة ايّ ملف سياسي قبل وضع حد لإستخدام السلاح، و القوة في العمل السياسي، و ان تكون هناك رؤيا واضحة لا تحتمل اللبس، او التأويل في بناء مؤسسة عسكرية قومية موحدة بعقيدة محترمة، و مؤسسات امنية مهنية تقف جميعها في الحد الفاصل بين الإنتماءات الضيقة، و الوطن، و إن إستعصى الامر فللشعب كلمة، و يبقى خيار السلاح للجميع شريعة، و قانون، و ساعتها لكل حدثٍ حديث، فقاع الجحيم يسع الجميع بلا تسابق.
دولة مدنية قوية مُستدامة مدخلها مؤسسة عسكرية قومية بعقدة محترمة، نسلحها بالعلم، و المعرفة، و الوعي قبل المدفع، و البندقية.
كسرة..
برهان ننتظر نتائج التحقيق، و الدغمسة في عملية بيع ال ٣٢ مكنة طيارة..
الباعوهن بسعر مكنة واحدة!
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 21 2022