اشكاليات القصاص والدية كتبه د.أمل الكردفاني

اشكاليات القصاص والدية كتبه د.أمل الكردفاني


07-22-2022, 12:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1658489869&rn=0


Post: #1
Title: اشكاليات القصاص والدية كتبه د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 07-22-2022, 12:37 PM

11:37 AM July, 22 2022

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




إذا كان القصاص هو معاقبة الجاني المتعمد بمثل فعله، فإذا قطع أنفاً قُطعت أنفه، وإذا قتل نفسها قُتل، فإن هذا في الواقع وإن كان يبدو محققاً للمساواة إلا أنه يتجاهل عدة حقائق؛ من ضمنها:
- لا يهتم القصاص بالعدوان.
- لا يهتم القصاص بالفجيعة.
- لا يهتم القصاص بالفارق الاجتماعي والاقتصادي والثقافي بين الجاني والمجني عليه.
فمن ناحية، لا تعني المماثلة بين العقوبة وفعل الجريمة المساواة على الإطلاق، بل هي تتجاهل انتهاك الشعور النفسي بالأمان حين بادر شخص لا يحترم القانون ولا حقوق وحريات الآخرين بل وقد لا يكترث حتى بإزهاق الارواح، باقتراف جريمته. تخيل أن تسير في الشارع وبدون مبرر مشروع اعتدى عليك مجرم وقطع اذنك أو فقأ عينك. تسير في أمان الله فيهجم عليك مجرم ويرتكب جريمته، فيدخلك في دوامة الملاحقة القانونية بالذهاب إلى الشرطة والنيابة والذهاب إلى المستشفى، ثم المحكمة، ثم الذعر الذي أصابك برؤية دمائك تسيل وجزءً من جسدك مقطوعاً، وأسرتك وأهلك الذين سينقل لهم الخبر، كل هذا يتجاهله القصاص، بل يتجاهل حتى أن المجرم حين ارتكب جريمته كان بامكانه ان يهرب ويفلت من العقاب ولا تتمكن من أخذ حقك، في حين يتم منح المجرم فرصة أن يحاكم ويدافع عنه محامي ثم تأتي مراحل الإستئناف والنقض والمراجعة والمحكمة الدستورية (وحلني) حتى يموت الجمل أو الجمال.. في حين أن المجرم فاجأك وأنت محترم أو رب اسرة وشخص في حالك بكل ذلك الكم الهائل من العدوان العنيف جداً والمتعمد ليسبب لك عاهة ما في عينك أو أذنك أو أنفك أو حتى يزهق روحك.
دعنا نشرح ذلك ببساطة من خلال جرائم الأموال ومنها جريمة السرقة.
ماذا لو سرق أحدهم منك ألف جنيه، فتمت معاقبته بغرامة ألف جنيه؟ هل ستعتبر أن هذه عقوبة؟ الأصوب ليس أن يدفع السارق ألف جنيه بل يدفع فوقها أيضاً خمسة آلاف جنيه، وإلا فإن كل شخص سيسرق فإذا افلت من القانون كسب ألف جنيه وإذا قبضوا عليه وحاكموه أعاد الألف جنيه التي سرقها وكأنما لم يسرق. وهذا هو نفسه وضع القصاص: يأتي مجرم ويعتدي عليك ويقطع أنفك ثم يعاقب بقطع أنفه؟
ولا يراعي القصاص جوانب أخرى كالوضع الاجتماعي، فلو أن شاباً خطب فتاة جميلة فرفضته، فقام بقطع انف الفتاة، فعاقبوه بقطع أنفه، فهل قطع أنفه مساوٍ لقطع أنفها؟ لو كان هناك ممثل أو مطرب وقطعت انفه فسيخسر كل شيء في حين لا يخسر المجرم اي شيء، والفتاة التي قطعوا انفها كيف ستتزوج بعد أن اصبحت مشوهة رغم أنها كانت جميلة وفي مقتبل العمر؟ فماذا سيفيدها قطع أنف مجرم هو وضيع في مجتمعه ومنحط وبلا قيمة وقد يكون متزوجاً وبأولاده؟
القصاص ليس فيه مساواة، بل تجاهل للفجيعة التي تصيب الضحايا الأبرياء، الفجيعة التي قد تؤثر فيهم اجتماعيا واقتصاديا ونفسياً وقد تكون آلامهم مزمنة؟ في المقابل يكون المجرم مجرد إنسان وضيع لا قيمة له. بل أن القصاص يتجاهل حتى الخطورة الإجرامية، فالمجرم الذي يعتدي على الأبرياء، لا يجب معاقبته فقط على عدوانه هذا بل يجب حماية المجتمع الحر منه، وذلك بمعاقبته عقاباً شديداً وإيلامه إيلاماً محسوساً، ذلك أن البعض لا يرتدع حتى لو علقوه على حبل المشنقة من قساوة قلبه وعقله الإجرامي المظلم. مع ذلك يأتي القصاص ويعاقبه بمثل ما فعله بالضحية دون مراعاة لكل ذلك.
ولا يقتصر الأمر على القصاص، بل حتى العفو بمال، وأرى أن العفو بمال لا يجوز أبداً لأن هذا سيجعل أصحاب الأموال من الأثرياء يستمرؤون ارتكاب الجريمة، فالواحد منهم قد يقتل شخصاً ويذهب إلى ولي الدم فيدفع له مليون دولار أو عشرة مليون دولار، ليحصل على العفو، ومن المعلوم أنه لو عفا واحد فقط من أولياء الدم سقط القصاص. وتخيلوا معي أن يقوم مليونير بقتل رجل ثم يغري أشقاء المجني عليه بدفع عشرة مليون دولار، فبالله عليكم ألن يأخذوها؟ وتصبح العدالة مقصورة على الفقراء في حين يفلت الأغنياء من العقاب؟ فإذا قتل الشريف تركوه وإذا قتل الضعيف أقاموا عليه القصاص؟ لذلك لا يجوز أن يتم ترك تحديد العقوبة للأشخاص، بل تحسمها الدولة، وتساوي في العقوبة ولا تتيح للأغنياء ما لا تتيحه للفقراء. وهكذا.
لقد درس علماء الإجرام كل ما سبق، وفصلوا فيه تفصيلاً طويلاً وتطور الفقه القانوني الجنائي في نظريات علم الإجرام criminology وعلم العقاب penology تطوراً كبيراً. أما مسألة القصاص والدية فهي تصلح للمجتمعات القبلية البدائية فقط. لأن القصاص والديات تعالج حروبهم وغزواتهم هم فقط ولكنها لا تصلح لمجتمع متمدين.


عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 21 2022
  • عناوين سودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم July, 21 2022

    عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق July, 21 2022
  • الأرقام/الأعداد في العامية الوسطسودانية .. أو دهشة الحساب!
  • امريكا تهدد بن سلمان المتطلع فى اعتلاء العرش بالحـصــانـة ..
  • جمعية الصداقة السودانية المجرية ‏تنعي الدكتور علي مخير
  • الدمازين والرصيرص تغرقان منذ الأمس في ظلام وانقطاع كامل للكهرباء والميأه
  • الكيانات المنضمة لاعلان توحيد القوى تتخطى ال 50
  • جرعة وعي من أحد ثوار الشرق
  • عبد اللطيف البوني : جنا النديهة
  • مقالات ضابط الجيش السابق خليل محمد سليمان التالية تحمل آراء ومعلومات مفيدة
  • Re: مقالات ضابط الجيش السابق خليل محمد سليمان
  • #لا للعنصرية نحن كلنا في شوارع برلين ولا باريس ولا واشنطون Negro
  • سكرتير حمدون يتحدث عن الفترة الانتقالية وأسباب تمدد العسكر
  • البحث عن صديق في زمن التواصل الاجتماعي
  • امانة ماطلعت عربى جزيرة داقس بنتى وبنت اختى في اجازة قلت لهم جيبو معكم فسيخ خام قالو يعنى شنو فسيخ
  • سماسرة سباقات خيول انجليز يبحثون عن طريق سماسرة خيول كينيين عن dongola horse
  • منح درجة الماجستير لطالب سوداني بعد وفاته بجامعة محمد الخامس بالمغرب
  • يا جماعة هل فعلا حدث انفجار بخزان الروصيرص ام المصرى دا يكذب؟
  • عناوين الصحف الصادرة اليوم الخميس ٢١ يوليو ٢٠٢٢م
  • خارطة طريق واضحة لقوى الثورة!
  • سألت نفسك؟
  • ماذا نتوقعي أن يحدث خلال 48 الساعة القادمة في السودان مع شركات الإتصالات
  • اعترافات بروفسيور علي بلدو خبير الطب النفسي
  • درب الغيوم للزميل ابوذر بابكر يغنيها الزميل ضياء الدين ميرغني

    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 21 2022
  • من يستغـل النعـرات القبلية؟ كتبه مصعب المشـرّف
  • اغتيال مناضل اليوم كتبه محمد الحسن محمد عثمان
  • كاميرون هدسون وكيف تصب فتنة ولاية النيل الازرق في مصلحة حميتي واتفاقية جوبا للسلام ؟ 2/5 كتبه ثروت
  • لا للمشاركة في مباراة دعم الانقلابيين كتبه عبد المنعم هلال
  • الشوفينية ،العبط والعمالة مكنت الطامعين الاجانب من السودان كتبه شوقى بدرى
  • الرئيس الإرتري يخطف الأنظار ويقلب الموازين كتبه محمد عثمان الرضي
  • محاكمات الشجرة: أحكام تحت تأثير الويسكي وكان نميري غائباً يومها عن المدرسة كتبه عبد الله علي إبراه
  • هل أجيب ولا إجابة وأنتحر ؟؟ كتبه أزهري أبواليسر مدني
  • ماذا يريد جبريل إبراهيم؟! كتبه زهير السراج
  • محاولات متكررة من قوى الحرية والتغيير لإستعمال لجان المقاومة كأداة لتسلق كرسي الحكم
  • حتى لايكون التقييم والنقد تبريرا للأخطاء كتبه تاج السر عثمان
  • من دمر السودان..؟ كتبه الطيب الزين
  • السياسة في السودان بقوة السلاح اصبحت واقعاً رضينا ام ابينا.. كتبه خليل محمد سليمان
  • بت الكلب يا الشعيرية ! كتبه ياسر الفادني
  • دروس من الماضي والحاضر للمستقبل كتبه نورالدين مدني
  • لقطات من أجواء الصيف الحار بالســــودان !! بقلم الكاتب / عمر عيسى محمد أحمد
  • اعترافات ب.علي بلدو خبير الطب النفسي المخاطر التي تهدد استقرار المجتمع السوداني كتبه د.الطيب النقر
  • ملخص عناوين أهم اكتشافات طارق عنتر في تاريخ وسياسة المنطقة والعالم كتبه Tarig Anter
  • دور عبد الناصر وشلته المعادي للعرب والداعم للصهيونية العالمية والشام العبرانيين كتبه Tarig Anter
  • مجزرة النيل الأزرق مسئولية جوزيف تُكا وأحمد العمدة وقادة مسيسين من الهوسا.. كتبه عثمان محمد حسن
  • محاربة المحتوى الفلسطيني وجه اخر للاحتلال كتبه سري القدوة