أصبحت الخلافات من أجل المصالح الشخصية طبخة منتهية الصلاحية، يعمل الساسة على اثارتها وخلق ازمات ، ليظل الحاكمين في نهب البلد والشعب وسرقة قوته وثرواته، وها نحن اليوم نشهد اختلاف ساستنا علي تقسيم الكعكة وبصنيعة سياسية مقيتة، الا وهي الخلافات من أجل مصالحهم الشخصية التي تقف ورائها اجندات وسياسات مستفيدة، وما يدور الآن في الساحة السياسية الا لبداية ذلك المشروع التدميري، لإجهاض الثورة وما تبقى من الدولة السودانية ، وهي لعبة وفتنة سياسية مدفوعة الثمن ومخطط تدميري ، ففي الوقت الذي نحتاج فيه الى التكاتف والتعاون للوقوف صفاً واحداً من أجل بناء دولة مدنية والخلاص من المحاصصات والميليشيات المسلحة خارج الجيش . كنا نترقب وضعاً جديداً لسودان ما بعد البشير ، يخرج علينا من جديد دعاة المحاصصة بدعوة جديدة نحو العنصرية لأثارة الخلافات والصراعات في البلد الذي ما زال غارقاً في بحر القمع والدماء والعنف ضد المتظاهرين ، ليزيد الوضع اضطراباً وتشنجاً بين الاطراف السياسية التي ألقت بمصالحها على الجانب الوطني سرعة النار في الهشيم، ويندفع العامة لخطاب الساسة، الذي يؤجج الوضع القائم ويصب الزيت فوق النار، مما يجعل الساسة هم المنتفع الأكبر من ذلك السلوك والفوضى والحال المأساوي الذي يشهده السودان ، ونتائج الامور تصب في صالحهم. الانتقال من السياسة الحزبية الى السياسة العنصرية هي النغمة الجديدة التي يعزف على وترها جمع من السياسيين والاطراف الحاكمة والمديرة للعملية السياسية في السودان ، وذلك لبقائهم أطول فترة ممكنة للحكم والنفوذ والسيطرة وأحتكار الثروات والسلطة والمناصب، وزيادة زخم النزاعات والخلافات والصراعات بين أبناء البلد بمختلف تنوعاته وأختلافاته ، تحت مسميات وذرائع وطرق شتى تخدم مصالحهم الشخصية والحزبية، متخذين من الجماهير طعماً لنيل صيدهم وتحقيق مكاسبهم، متناسين حقوق هذه الجماهير ووضعهم الاجتماعي والاقتصادي والحياتي السيء الذي يشهده السودان بكافة جوانبه، والذي على أساسه أصبح المجتمع السوداني طبقتين ، طبقة حاكمة مُستغلِة غنية بصورة فاحشة، وطبقة ترزح تحت خط الفقر مستُغَلة ومأكولة من قبل طبقة الحيتان والدينصورات السياسية التي تعيش على صناعة الازمات والحروب والمحن ولا تريد للسودان الاستقرار ابداً، لأن استقراره يعني خسرانهم للكثير مما يحصلون عليه ويكسبوه من داخل السودان وخارجه ممن يديرون العملية السياسية ويبرمجونها ويخططون لها، ويجهل المواطن السوداني البسيط تلك الاجندات والتحركات، وربما يرفض البعض ذلك الكلام ويشكك به ويعتقد أننا نتكلم وفق منطق المؤامرة والخاسر من اللعبة، ولكن الحق والحقيقة ان منطق المؤامرة هو ما تحاك به تلك المؤامرات والازمات التي يجني ثمارها المرة الشعب ، ويستفيد من صناعتها الساسة الذين جعلوا الشعب يدور في حلقة مفرغة، وينتقل من دوامة الى أخرى لا يعرف نهايته، والى أين تسير الاحداث وحياته، وغير مطمأن وآمن على حياته ومستقبله، لأنه مهدد في كل لحظة من خطورة الواقع وجسامة الأحداث التي يعيشها، وهذا ما يجعل أبناء البلد الواحد يعيشون حالة من الرعب والاكراه والصراع المزمن والعنف ، ويجعل الساسة يرقصون على جراحنا وآلامنا ودماء الشهداء الطاهرة ، التي لم يحُسب لها حساب، ولم تُقدر حق قدرها، فسلام على السودان وعلى شعبه . فنحن اليوم بأمس الحاجة الى خطاب وطني عقلاني انساني واعٍ ونير يلملم قضايانا، ويشد جراحاتنا، ويوحد خطابنا السياسي، لمواجهة أعدائنا ومن يريد بنا سوءاً ومحاربتهم، والألتفات والانتباه الحقيقي والجاد للمواطن وتحقيق حقوقه والعمل على كسبه، وترسيخ قيم المواطنة فيه، بدلاً عن خطاب العنف والكراهية الذي يسود العملية السياسية ، وظل الوطن والمواطن يدفع فاتورة ذلك الخطاب وتلك السياسات الرعناء.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق June, 26 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة