∆ تحد لكل باق على قيد الكتابة هنا، بادئ ذي بدء بمن وضع أول طابوقة لبناء هذا الحوش و حتى ٱخر برلوم سجل فيه و دخله مؤمنا، لگي يدلي لنا بدلوه بكل تجرد و أمانة في عنقه ، بكلمة حق ، حتى و لو گان يراد بها باطلا! هييييييييياااااااوووووو!!!
06-28-2022, 08:59 AM
دفع الله ود الأصيل دفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 14217
احمد عمرابي التاريخ: 23 يوليو 2010 هل كان جون قرنق انفصالياً؟ *زعيم «الحركة الشعبية» كان يقدم طرحاً باسم «السودان الجديد». ورغم أن مغزى دعوة «السودان الجديد» هو أن تحتكر الأقليات غير العربية في البلاد (أهل الجنوب وجبال النوبة والأنقسنا) الحكم المركزي، على حساب الأغلبية العربية الإسلامية، إلا أن الدعوة يمكن أن توصف بأنها وحدوية. *ولكن إذا كان قرنق على هذا النحو شخصية وحدوية تعارض انفصال الجنوب عن الشمال، فلماذا كان يطرح في الوقت نفسه «حق تقرير المصير»، أي حق أهل الجنوب في تقرير مستقبل إقليمهم؟ وكما هو واضح، فإن الدعوة إلى تمكين الجنوب من ممارسة تقرير المصير، هي دعوة تنطوي على الانفصال كاحتمال، على أقل التقدير. *على مدى سنوات عقد التسعينات، ظل زعيم الحركة الشعبية يتمسك بقوة بدعوة تقرير المصير، في سياق مسلسل المفاوضات بين الحركة والحكومة السودانية، التي كانت تجري في إطار وساطة هيئة إقليمية إفريقية تسمى اختصارا باسم «الايقاد».
* بل ذهب قرنق أبعد من ذلك، فظل يمارس ضغوطا شديدة على رفاقه قادة الأحزاب الشمالية المعارضة، المتحالفين مع الحركة في تنظيم «التجمع الوطني الديمقراطي»، حتى حملهم على الاقرار رسميا بمبدأ تقرير المصير للجنوب.
* وهكذا دخلت الحركة الشعبية العملية التفاوضية الحاسمة مع الحكومة السودانية، والتي انتهت إلى إبرام اتفاقية نيفاشا للسلام في عام 2005، والتي تنص في أهم بنودها على إعطاء أهل الجنوب ضمنيا حق الانفصال عن الشمال، من خلال إقرار مبدأ تقرير المصير، وذلك عبر استفتاء عام للشعب الجنوبي!
*كيف، إذن، نفهم ذلك التناقض الحاد في طروحات قرنق، بين الدعوة إلى سودان موحد باسم «السودان الجديد» والدعوة الضمنية إلى الانفصال باسم «تقرير المصير» للجنوب؟
*ليس هناك تناقض، إذا أخذنا في الاعتبار أن «السودان الجديد» كان دعوة «تكتيكية» متحركة، بينما كان مبدأ تقرير المصير هو الدعوة الاستراتيجية الثابتة والمعتمدة.
*ولننظر في الواقع المرئي: بحكم طبيعتها الإثنية، لم تكن الحركة الشعبية سوى تنظيم جنوبي صرف، من أعلى قيادتها إلى أدنى قاعدتها، عبورا بكوادرها القتالية والسياسية. فهي على هذا النحو لا يمكن أن تكون تنظيما قوميا للسودانيين قاطبة، يتبنى وحدة السودان. وحتى تلك الشخصيات الشاذة من الشماليين الذين دخلوا عضوية الحركة كمستشارين لقيادتها الجنوبية، من أمثال منصور خالد وياسر عرمان، لم يكن لهم الصوت الغالب على مستوى سياسة الحركة وتحركاتها.
*الآن وقد صار إجراء الاستفتاء الجنوبي على مقربة بضعة شهور فقط، تتعاظم الارهاصاتيوما بعد يوم بأن انفصال الجنوب واقع لا محالة. والسؤال الذي يطرح هو: أليس غريبا أن تدعي قيادة الحركة الشعبية أنها مضطرة اضطرارا إلى مسايرة التوجه الجماهيري في الجنوب نحو الانفصال،وأن سبب هذا التوجه هو فشل الحزب الشمالي الحاكم «المؤتمر الوطني» في جعل الوحدة «خيارا جاذبا» للجنوبيين؟
*وأليس من الغريب أن تعمد قيادات الاحزاب الشمالية أيضا إلى تحميل المسؤولية التاريخية للحزب الحاكم، متناسية إقرارها سابقا بالانفصال الضمني للجنوب عبر تقرير المصير؟
*لقد انعقدت العملية التفاوضية التي أنجبت اتفاق السلام بين الحركة الشعبية وحكومة حزب المؤتمر الوطني، وجميع الأطراف ـ الحركة والمؤتمر، وأحزاب المعارضة الشمالية، خاصة «الأمة» بقيادة الصادق المهدي و«الاتحاد ي الديمقراطي» بقيادة محمد عثمان الميرغني ـ موافقون تماما على إعطاء الجنوب حق تقرير المصير.
*وهنا علينا أن نستذكر أيضا أن هذا الموقف الجماعي التوافقي، ازداد قوة بموجب عامل خارجي. فقد دخلت الولايات المتحدة على الخط كداعم لحق تقرير المصير للشعب الجنوبي، من خلال وضعها النافذ كراع للعملية التفاوضية.
* على أية حال، لا جدوى الآن من تبادل الاتهامات أو الانتقادات على أي مستوى.
صفحة الماضي انطوت. وفي الحاضر تقتضي الضرورة أن يتضافر الجميع؛ المؤتمر الوطني والحركة وأحزاب المعارضة، في تكثيف الجهود لجعل عملية الاستفتاء سلسة وسلمية، والاستعداد لقبول النتيجة أيا تكن، حتى لو جاءت لصالح الانفصال كتمهيد لإقامة دولة مستقلة في الجنوب. لكن ماذا عن المستقبل، خاصة إذا أقيمت الدولة المستقلة؟!
*نجد إجابة على هذا السؤال المصيري لدى الأكاديمي السوداني الراحل محمد عمر بشير، في كتابه المرجعي «جنوب السودان.. خلفية الصراع». يقول البروفيسور: «الجنوب بحدوده الحالية لم يعش أبدا كدولة مستقلة في الماضي.. إنه يفتقر إلى العناصر الأساسية التي تشكل دولة. فتعدد لغاته وطغيان المنظمات القبلية، تخلق فوارق بين مناطقه ومجموعاته المختلفة. كما يفتقر إلى المتطلبات الإدارية اللازمة لتأسيس الحكم واستمراره بصورة ناجحة».
*إن خلق دولة جنوبية مستقلة على المستوى الحالي من الواقع السياسي والاقتصادي، سوف يقذف بالمنطقة كلها إلى فوضى لن تكون لصالح السلم العالمي أو إفريقيا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة