سعد الشعب بقطع الانترنت بحجة حماية امتحانات المدارس من التسريب. تخيل أن يتم قطع الانترنت عن كل البشر بسبب فشل الحكومة في تأمين الامتحانات من التسريب. ابسط الحلول يتم تطبيقها لتجنب أي حلول حقيقية وحاسمة. بل وحتى قطع الانترنت مع بدء الامتحان لا علاقة له بالتسريب. لأن التسريب في هذه اللحظات لا يحقق اي فائدة لمن يكشف له. إذا كانت الحكومة تريد منع التسريب فلتقطع الانترنت منذ الثامنة مساء وحتى الحادية عشر صباحاً. وحتى هذا مجرد وهم، فهذا الشعب يحب كل وهمة لا تكلفه سوى الضجيج مثل وهمة استاد الهلال (مقبرة الغزاة)، ومصر تكتب ولبنان تطبع والسودان يقرأ، ومثل الشعب المعلم وسلة غذاء العالم. هذه هي الشعوب البائسة التي تعيش على تزييف حقيقتها، وتعملق وتضخم من كل ما هو سطحي، لأنها فارغة من كل ما هو جوهري. وما أسهل الحلول التي تؤسس على الإضرار بالآخرين. إذا لم تستطع القبض على اللصوص امنع المواتر، وإذا لم تستطع مكافحة الجريمة أفرض حظر تجول،...الخ. كل هذه الحلول السهلة تنتهجها الشعوب التي لا تريد بذل مجهود حقيقي لحل مشكلاتها. ينعكس هذا على كل مستويات إدارة الدولة لأن الدولة في الحقيقة ليست سوى شعوب. توجد حرب في دارفور، قم بتسليح القبائل لتدافع عن نفسها بدلا عن ارسال قوات قومية مدعومة بقانون داخلي واعتراف دولي. الاحزاب البائسة تصرخ (اعمل محاصصات)، الشعوب المهمشة تنتفض (اشتري ذمم القيادات)..لا توجد سيولة (اطبع رب رب رب). كل حل سهل هو إضرار حقيقي بالدولة نفسها، لأنه اولاً يضر بآخرين لا ذنب لهم، ولأنه ثانياً يُرحِّل المشاكل إلى المستقبل فتزداد عمقاً وألماً وكثافة.. هذا هو بؤس الشعوب المتخلفة التي تزيف حقيقة تخلفها، حتى يضحى الزيف علامة تجارية لكل إنسان. وهو نفسه الزيف الذي دمر الدولة ودمرنا معها اليوم، بحيث نعاني من انهيار اقتصادي رهيب جداً. ونحن نتحدث (مع وعن) شعوب عصفورية العقول، أفئدتها هواء، يطربها الثناء الكاذب كما يطرب الغزل النساء.. بدلاً عن أن تحاول كشف حقيقة مشاكلها والعمل على ايجاد حلول حقيقية وحاسمة. حنجيب ليكم الدموقراطية (بالضر). وربنا يخارجنا منها بس
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق June, 13 2022