الثورة السودانية .. الى اين ؟! (ثورة أم اصلاح ؟) كتبه عبدالمنعم عثمان

الثورة السودانية .. الى اين ؟! (ثورة أم اصلاح ؟) كتبه عبدالمنعم عثمان


05-27-2022, 11:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1653688822&rn=0


Post: #1
Title: الثورة السودانية .. الى اين ؟! (ثورة أم اصلاح ؟) كتبه عبدالمنعم عثمان
Author: عبد المنعم عثمان
Date: 05-27-2022, 11:00 PM

10:00 PM May, 28 2022

سودانيز اون لاين
عبد المنعم عثمان-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





وعدت فى المقال السابق تحت نفس العنوان ، ان اواصل الحديث عن المجتمعين الدولى والاقليمى والعلاقة المحتملة بينهما وسودان مابعد انتصار الثورة ، كقضية هامة بالنسبة لتطور الثورة واتجاهانها المستقبلية . غير ان تسارع الاحداث وبعض المناقشات التى تمت من بعض الاصدقاء لماجاء فى المقال السابق ، ادت الى ضرورة توضيح امر هام من جانبى كنت قد اثرته عديد مرات فى مقالات سابقة غير ان اللبس فيه لايزال يرد باستمرار فى كل ما شاهدت وقرأت من مجادلات حول الوضع الراهن بالسودان ووسائل تخطيه . وهو الامر الذى جاء فى العنوان الثانى ( ثورة أم اصلاح ؟ )، ذلك انى اعتقد ان الاسئلة التى تطرح الآن فى اغلب ما اطلعت عليه كانت بالضرورة ان تأتى الاجابة عليها بمايحدث اذ انها تطرح بالخطأ فى راىى وكأن، القضية هى : ايجاد طريقة سريعة لحلحلة المشكلة الماثلة بأسباب تختلف حسب منطلق المجيب ، فهناك من يجيب بأنه لابد من الجلوس مع الجميع ،عسكر وحرامية ، تفاديا لما قد يحدث من انفجار للاوضاع مثلما حدث فى اقطار الربيع العربى ، وهى نفس الاسباب التى ظل يرددها النظام السابق ، حيث كان يحاول اقناعنا بأن الاستقرار تحت نظامه بكل سوءاته التى اعترف ببعضها ، افضل مما سيجره الوصول الى ماحدث ويحدث هنا وهناك ..ألخ ، ولولا الخجل لقال هؤلاء : ياحليل زمن الكيزان ! ويقول آخرون : كيف تريدون حل المشكلة وايقاف اهراق دم الشباب وانتم ترفعون شعار اللاءآت الثلاثة ، وان هناك سلطة امر واقع ، وان تكن جاءت بانقلاب ، فلابد من الجلوس معها للوصول الى حل . وطبعا هؤلاء يتناسون اننا كنا نرفض الجلوس مع عمر البشير عندما ضاقت الامور بنظامه فلجأ الى حيلة الحوار الوطنى ، والتى رفضتها نفس قوى الثورة صاحبة اللاءات الثلاث وقبلها الممسكون العصاة من منتصفها ، والذين كان قبولهم لطرح اصحاب اللاءات بان السبيل الوحيد لأنهاء النظام هو فى الثورة ، هو الذى ادى الى اسقاط راس النظام على الاقل ، غير ان بعض المواقف المائعة قد ادت الى انتصار خطة اللجنة الامنية للنظام بما نتج عنه استيلاؤها التدريجى على السلطة والعمل فى مرحلة مابعد انقلاب اكتوبر الى اعادة السلطة الانقاذية بقضها وقضيضها لاحقا ! وهناك ايضا من يضع قليلا من البيض فى سلة الشارع ولجان المقاومة وبعضا آخر فى سلة الثلاثية الدولية الافريقية ولكنه يشترط على الثلاثية عدم الجلوس مع العسكر الا اذا تنازلوا عن الانقلاب ومالحقه من اجراءات مثل قانون الطوارئ والاعتقالات ..الخ وهؤلاء كأنهم لايرون ميل المجتمع الدولى والاقليمى الى ضرورة الجلوس مع العسكر وان العسكر لايرون ضرورة للجلوس مع المكون المدنى الا اذا توافقت كل القوى السياسية على امر مشترك ، وهو الامر مستحيل الحدوث فى السودان وفى غيره من بلدان الدنيا الديموقراطية منها والدكتاتورية ولو كان ممكنا فى الماضى لما وصل المكون العسكرى الى السلطة ، ولو امكن الآن او فى اى لحظة لما بقى المكون العسكرى فى السلطة للحظة !
كل هذا الاسهاب فى ما هو معروف او يجب ان يكون معروفا لكل من له علاقة بامور السياسة كان بسبب ايضاح خطأ الطرح الذى يؤدى بالضرورة الى خطأ التحليل وبالتالى النتائج ! وللاتفاق على صحيح مايجب طرحه ، اجدنى مضطرا لتكرار كثير مما ظللت اقول به فى مقالات سابقة ، راجيا من من يطلع عليه القبول به كاساس لأى جدل لاحق اكون طرفا فيه ، او رفضه باسباب مقنعة :
اولا : اختلاف ماحدث فى ديسمبر عن كل انتفاضات ثورية سودانية وغير سودانية ، ففى السودان حدث فى اكتوبر 1964 انتفاضة ضد اول انقلاب نجح فى تسلم السلطة من رئيس حكومة ديموقراطية لمدة ست سنوات . ولما كانت القوى التى ناضلت بحق خلال تلك السنوات هى قوى ثورية رفعت نفس شعارات ضرورة التغيير الجذرى لما ادى الى الانقلاب ، فقد مثلت فى حكومات مابعد الانتفاضة باغلبية كبيرة ، ولكنها قبل ان تتمكن من وضع بصمتها على السياسات من اجل وضع اسس التغيير ، كانت قوى الثورة المضادة قد جمعت اطرافها واستطاعت ان تجبر رئيس الوزراء على الامتثال . ولم يكن ذلك لضعف ذلك الرئيس بقدر ماكان امتثالا لتوازن القوى الذى مال لصالح الثورة المضادة. اما ما حدث فى ابريل 1985 فلم يختلف فى النتيجة وان كانت اسباب اختلال توازن القوى بين الثورة والثورة المضادة كانت قد بدأت منذ السنوات الاخيرة لحكم مايو ، حيث استطاعت جماعة الاخوان المسلمين التسلل الى مواقع السلطة مستغلة تحول نميرى الى خليفة للمسلمين ، الى جانب ماحل بقوى الثورة من بعثرة وتنكيل بقيادة الاخوان ،حيث ضعف وجودهم فى النقابات والتنظيمات المدنية ، ثم تمثلت ثالثة الاثافى فى انحياز وزير الدفاع الذى اتضحت "كوزنته "فى مابعد اضافة الى نائبه الذى اتضح انه كوز كامل الدسم ..الخ ..الخ من بقية اعضاء المجلس العسكرى وكذلك مجلس الوزراء ! اما اختلاف ديسمبر فيكفى فى التدليل عليه ان شارعه اصر لمدة فاقت السنوات الاربع على شعارات التغيير الجذرى ، بينما يزداد توسعا عدديا ونوعيا مقدما من التضحيات الفعلية بالروح والدم ومتمسكا فى نفس الوقت بسلمية حيرت مناوئيه فى السلطة وخارجها من اتخاذ اجراءات تناسب انهائه ، مكتشفا كل يوم لوسائل نضالية جديدة ومفرزا قياداته من خلال النشاط الثورى اليومى .
اذن العمل الثورى اليوم ينحو الى ثورة تغيير جذرى وبالتالى فان علينا ان نتجادل فى ماحدث ويحدث اثناء مسيرتها على هذا الاساس . ولأنى مقتنع بان المطلوب الان وتسعى اليه الجماهير الثورية هو تغيير جذرى ، فانا الاحظ من متابعاتى انها ثورة مستمرة وانها تقوم بالتغيير الجذرى فى مناح كثيرة لمن يرى من نفس المنطلق ، فمثلا، فى المجال الثقافى : تابعت منذ بدء ارسال قناة ( سودان بكرة ) ، ولعل كل من تابعها قد لاحظ عدة اشياء من حيث الشكل والمحتوى . فمن حيث الشكل ، ومع قلة الموارد الا ،ان اسلوب اخراج البرامج والصور المتابعة قد تطور كثيرا . واما من حيث المحتوى فانا ارى انها تسير بالفعل فى اتجاه تحقيق اسمها ( سودان بكرة ) حيث تقدم يرامج عن مستقبل الاشياء فى نفس الوقت الذى لاتهمل فيه مصائب الماضى. فاصبحت تقدم مسرحيات تختلف تماما عما كنا نشاهده طوال سنوات مابعد الاستقلال ، بل وتعقد ندوات فى ايام تالية للعروض لنقد ماقدم . وبالامس شاهدت برنامج يقدم طفلة لم يتجاوز عمرها الثمانى سنوات وهو يعرض اعمالها الفنية الزاهية . ويبدو ان تاثيرها قد امتد الى القنوات السودانية الاخرى التى اصبحت تقدم برامج جاذبة فى العمل السياسى الى جانب الثقافى . وفى هذا لابد من ذكر البرامج التى تعرض الاوضاع السياسية فى سودانية 24 والخرطوم وايضا النيل الازرق ، والتى تشعر وانت تشاهدها بان من يقدمون البرامج ليسوا ابواقا للسلطة على اقل تقدير .كذلك شاهدت مساء الامس برنامجا غنائيا قدم احد المطربين الشباب الى جانب الموسيقار الكبير الموصلى الذى تحدث عن ثورة تحدث فى مجال الغناء السودانى فى اتجاهه نحو العالمية من خلال ادخال علم التوزيع الموسيقى وفى هذا اعلن انه الان يقود فرقة من الشباب يبلغ عددهم السبعين من مغن ومغنية وعازف الآت موسيقية ووعدنا بتقديم اعمالهم قريبا . اليس فى كل هذا مايدل على ان ثورة تحدث فى كل هذه المجالات : ثورة ابداع ؟!
فاذا كان ماقدمنا مقنع ، يصبح لامعنى للمجادلة فى اى اجراء اصلاحى تقوم به اي جهة تعمل فى الحقل السياسى سواء اكانت تلك الجهة محلية بالكامل او خارجية بالكامل او محلية لكنها تمثل اتجاها خارجيا دوليا اواقليميا . وبناء على هذا التقييم فانى ارى ان خطوة التحالف بين الحزب الشيوعى وحركتى عبدالواحد والحلو تعبر تماما عن شعارات وتطلعات الثورة الديسمبرية المتفردة . ومن غير اعتبار لما يقال من ان الحزب بهذا يريد ان ينفرد بالقيادة وانه بهذا قد ابتعد عن الجبهات القائمة بما فى ذلك جزء من قوى لجان المقاومة والتنظيمات المهنية ،فان ماجاء من خطوط عريضة للاتفاق الذى تم يعبر الى حد كبير عن متطلبات الثورة التى تدعو الى سودان جديد لاأظن ان هناك خلاف على اسسه بين الثوريين . وان وجد فان ماسمعناه من تقديم لتلك الخطوط لايمنع من مناقشته مع من يود الانضمام الى التحالف مع تحفظه على قضايا معينة . اللهم الا اذا كان مانع الانضمام هو ما ظل يواجهه الحزب الشيوعى من اتهام .
هناك من يجادل بأن السياسة هى فن الممكن وبالتالى فلا يمكن تحقيق كل مانريد بضربة واحدة ، وبالتالى يقول هؤلاء المجادلون دعونا نتفق اولا على انهاء الانقلاب ومظاهره ومن ثم ننتقل الى استكمال مهام الثورة وشعاراتها . وقد يبدو هذا منطقى اذا كنا نريد اصلاحا مؤقتا . ولعل فى الانتكاسة التى حدثت نتيجة لقبول فرية انضمام اللجنة الامنية لنظام الانقاذ الى الثورة ، ثم تتابع الاحداث بمحو كل ماقامت به الفترة الانتقالية داخليا من اعمال لجنة التفكيك وخارجيا من ارجاع جزئى للسودان للمجتمع الدولى واخيرا عودة الانقاذ بكورتيها ، لعل فيها مايفيد بانك لايمكن ان تنفذ نصف ثورة ابدا ! اذن : هناك الآن سبيلان لاثالث لهما : طريق الثورة الساعى الى تغيير جذرى ، وهوطريق قد يطول فى الاساس بسبب المترددين فى اتخاذ قرار الانضمام الى الثورة المستمرة والتى وضحت معالم انتصارها وكذلك بسبب مواقف اصحاب المصالح المضادة لانتصارها فى الداخل والخارج الاقليمى والدولى . والسبيل الثانى هو تقديم رجل وتاخير اخرى باسباب قد تبدو حقيقية او مختلقة . واقول لأصحاب الاسباب التى تبدو حقيقية ارجو ان تعجلوا بتفهم الامور على حقيقتها ليصبح انضمامكم مفيدا ومشكورا مثل انضما ام اربع واربعين فى الشوط الثانى للمباراة بين الحشرات والعناكب ، حيث تقول النكتة ان الشوط الاول الذى لم تشارك فيه ام اربع واربعين فريق الحشرات انتهى بفوز فريق العناكب 7 مقابل صفر ، ولكن المبارة انتهت 15 مقابل 7 بعد نزول ام اربعة واربعين التى احرزت جميع الاصابات الخمس وعشر . عندما سئلت اين كنت فى الشوط الاول ، اجابت بانها كانت مشغولة بلبس الكدارات ! وطبعا لتقليل وقت الانضمام لابد من لبس الكدارات مبكرا اوتقليل عدد الارجل ايهما امكن !!


عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/27/2022


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 05/27/2022


عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/27/2022