بدأت الفرص تضيق امام البرهان واركان حكمه،وقد كان من سوء حظ البرهان انه باتت امامه مسؤلية تأريخية من المحال ان تتحرك الأوضاع السياسية في السودان الي الامام الا بمواجهه القضايا التي تمت السكوت عنها كل عمر السودان المستقبل. فالبرهان ادرك هذه الحقيقة كما هو حال كل الشعوب السودانية انه أمام صراعات متعددة الاطراف في دولة بمؤسسات امنية وسياسية غير محايدة تمت تصميمها علي اساس عرقي واتخذت في ديمومتها الطابع العرقي في جلباب ايدولوجيا مع العنف .وتسبب في حروب مع الشعوب المتضررة من شكل البناء السياسي . الذي رهن كل وظائف الدولة بالطابع الجهوي وعمل علي تثبيت سلطة الاقلية للابد. نتج عنها الصراعات التي ولدت عدة جيوش بعضها في العلن ومنها في الخفاء .فسلطة البرهان جاءت علي انقاض نظام البشير المنهار. ولكن ترك مؤسسات في دولة عمرها ثلاث عقود كلها مازالت تحن للماضي البشيري .فان التخلص من هذه المؤسسات كما تريدها الثوار يتطلب هدم كل شئ لان في الاساس لا توجد غيرها هو العودة الي منصة التأسيس الذي قاله. نعم البلاد تحتاج الي انسان جرئ يخترق حاجز الدولة القديمة والتي تمت تصميمها بمقاييس عرقية. فليس هناك فرصة اخري للبرهان سواء السير للامام فان حلم عودة سلطة قبائل الشمال كما تريد الدول العربية ودكتور عبدالله ابراهيم ومشجعيه بترميم هذا الواقع السياسي عملا في حكم المستحيل والا عليه ان يدرك ان البناء آيل الي السقوط. هذه مرة لا احد يعلم تسقط علي رأس من؟ فان الدعم الذي حصل عليه نظام البرهان كان بسبب وعوده بالعودة الي منصة التأسيس .فان التلكؤ والبحث عن المخرج علي ايدي حمدوك والاحزاب العرقية يعد ذلك تراجعا عن وعوده .وفوق ذلك هو مخطئ لو اعتقد ان المخرج علي يد الحرية والتغير يؤمهم حمدوك. اذا اراد ان يكون رجلا عظيما ويضع الدولة امام الجميع عليه ان يكون شجاعا ويمضي في تنفيذ وعوده بان لا يكون هنآك استعلاء عرقي بالعودة الي تأسيس دولة قومية مثل ديكلرك في جنوب افريقيا والقرارات التي اتخذها بعض القادة في الدول الغربية بانهاء العنصرية والعبودية. بالرغم من صعوبتها لا يقدم عليها الا رجلا شجاعا يخلد التاريخ ذكراه هذا اذا اراد ان يمحو صفحته السوداء. وحتي علي الشعوب التي تقاوم فكرة الدولة القومية والتمسك بالنظام العنصري من الافضل الاعتراف وفتح الطريق بدل وضع الشعوب امام خيار واحد . فالجاهل وحده لا يعرف اين تسير الامور في السودان ؟ انها الي فوضي عارمة سببه ثورة الجياع حتما تقتلع كل شئ و لا توجد قوة تقف إمام الجياع . و اول الضحايا من وعدوا الناس بالعودة الي منصة تأسيس الدولة بدلا من ذلك عادوا الي الترميم النظام المنهار .وذلك خروجا من منطق الاصلاح وانتكاسة سياسية.من المحال السكوت عليها. وعلي الحركات المسلحة لا يستقيم منطقا ان تساهم بنفسها في واد الاتفاق الذي ابرموه بانفسهم ولم يتحرك خطوة ! ما الذي يلزمهم علي البقاء حتي الموت وتحمل اللوم ،وهم لم يستطيعوا تحقيق حلمهم بالانقلاب الذي ساندوه.وبل لا يستطيعوا حتي الدفاع عن انفسهم من النعوت بالعبودية هو قمة الازدراء والاحتقار من المحال ان يكون صالحا في مشروع التحرير.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/26/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة