Post: #1
Title: الانقلاب واثره على الموازنة
Author: اسماعيل عبد الله
Date: 12-16-2021, 12:32 PM
11:32 AM December, 16 2021 سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله-الامارات
مكتبتى
رابط مختصر
اكثر من نصف مليار دولار من التمويل الدولي خسرتها البلاد جراء الانقلاب العسكري، الذي جرت احداثه يوم الخامس والعشرين من شهر اكتوبر الماضي، هذا التمويل الضخم يفترض ان يجد طريقه للخزينة العامة لولا حدوث هذه الحماقة الكبرى، وايضاً فقدت حكومتنا الانتقالية ما تجاوزت قيمته ثلاثة ارباع المليار دولار من المساعدات الاقتصادية الامريكية، هذا اضافة لضياع فرصة موافقة صندوق النقد الدولي على منح السودان قروض تتجاوز قيمتها المليارين من الدولارات، لقد افقد الانقلاب العسكري البلاد السوانح الاقتصادية التي انفتحت ابوابها على مصاريعها، واوقف السفن والطائرات التي تأهبت للاقلاع والابحار باتجاه موانئها البحرية والجوية، لماذا تجرأ العسكريون لان يعتقلوا وطناً باكمله؟ وكيف سوّلت لهم انفسهم لان يرهنوه للظلام مرة اخرى؟، لم لا ينظر الانقلابيون للاختراقات التي احدثها رئيس الوزراء في مجال الانفراجات المالية الدولية؟، هل يدرك المناصرون لهذه لخطوة غير العقلانية بمن فيهم وزير المال العواقب الوخيمة المؤكدة الحدوث جراء وقوفهم ضد المؤسسات المالية العالمية؟
السنة المالية تطوي ايام آخر شهر لها وهو شهر ديسمبر الذي اصبح رمزية لايقونة الثورة السودانية المجيدة، ورئيس الوزراء لم يشكل حكومة ما بعد الانقلاب، وكما يعلم الماليون والمحاسبون أن موازنة العام المقبل يبدأ الترتيب لها مبكراً بحيث يكون الشهر الخاتم للسنة المالية الحالية هو شهر (التشطيبات)، وكون الوضع الان ببلادنا يعيش فراغ حكومي مقصود ومخطط له، سيكون من شبه المستحيل أن تخرج موازنة العام الجديد سالمة غانمة، ومن المؤكد انها ستولد مثل المواليد الخدّج الذين يقضون عامهم الاول تحت رحمة الرعاية والعناية المكثفة، وهذا ينعكس سلباً على الشارع السياسي الثائر الذي يرمي باللوم على المكونات العسكرية - دعم وحركات وجيش – في تعطيلها عمل الحكومة، التي نسف وجودها الانقلاب وابقى على رأسها بعد الضغط الشعبي الداخلي ومجهودات القوى الدولية، وما اضر بالحكومات السابقة الا هذا التخبط الناتج عن الصراع حول النفوذ ووضعه كاولوية سابقة لضرورة مأكل ومشرب المواطن، ففي السنوات الاخيرة لعهد الرئيس المخلوع تبدلت الحكومات وتم تغيير رؤساء وزرائها ثلاث مرات دون جدوى.
هب ان رئيس الوزراء فرغ من تكوين مجلسه الوزاري اليوم، هل يستطيع وزير المالية الجديد ان يخرج بموازنة عامة تستقي معلوماتها المالية بطريقة شفافة؟ وهل يستطيع ان يدخل ايرادات ذهب السودان فيها؟ بعدما افصح رموز لجنة ازالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو (المزالة) عن معلومات يشيب لهولها الولدان؟، المواطنون يريدون ان يروا ايرادات صادر الماشية واللحوم والذهب بقوائم موازنة العام المقبل، فالبلاد اصبحت غرفة صغيرة تتزاحم داخلها الاخبار والاسرار، ولم يعد من المجدي هروب الجهات الحكومية نحو الامام او محاولة التستر على المعلومة المالية، وتعدد المنابر الحكومية والسياسية والتنافس والتشكاس والتناحر بين هذه المنابر، يعتبر واحد من الاسباب المؤدية لجنوح المكونات السلطوية للشفافية غصباً عنها، على طريقة المثل: مجبر اخاك لا بطل، وأحد الدوافع القوية المفروضة على كل من يتولى الحقيبة العامة لمواجهة الحقائق، فالشعوب الواعية بحقوقها والمدركة لتفاصيل ثروتها الخام والمصنّعة والجاهزة للتصدير، من الصعوبة بمكان ان تستغفل او تستهبل.
وزير المالية الجديد سيواجه تحدي واحد لا ثاني له وهذا التحدي طابعه سياسي في المقام الاول، ويتمثل في مدى نجاحه في اعادة فتح ابواب العلاقات المالية الاقتصادية التي اغلقها الانقلاب، فان اكبر الكوارث التي احدثها الانقلابيون هي الوقوف في وجه مؤسسات التمويل الدولي والحرص على عدم تفكيك مؤسسات النظام البائد الفاسدة، وهذا المأزق السياسي الذي سيقع بين براثنه الوزير الجديد يلهبه حماس الحشود المليونية المتظاهرة سلمياً ويومياً، لذلك لم تجانب الحصافة وسداد الرأي بعض المفكرين عندما اصرّوا على رأيهم القائل بأن الأزمة السودانية أزمة سياسية في الاساس وليست اقتصادية، لأن الارض تحمل في احشائها الذهب وفوق ترابها اشجار الهشاب، وتمشي على سطحها ملايين رؤوس الماشية وتنمو عليها اشجار الذرة بانواعها، فاذا ادخلت هذه الايرادات الناتجة عن بيع هذه الثروات بالموازنة، سينعم جميع سكان البلاد بالأمن الغذائي والدوائي والسكني والتعليمي والترفيهي.
اسماعيل عبد الله
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/15/2021
عناوين المواضيع المنبر العامبسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/15/2021
عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 12/15/2021
|
|