لا يسلم الشرف الرفيع من الأذي - حتي يُراقُ علي جوانبه الدمُ والظلمُ من شِيَمِ النفوس فإن تجِد - ذا عفةٍ فلِعِلَّةٍ لا يظلمُ ومن البليّةِ عزل من لا يرعوي - عن جهلِه وخطابُ من لا يفهم ،،،، أبو الطيب المتنبيء ،،،،
✍️عُرِفَت أرض دارفور بسحر المكان وجمال الطبيعة وتنوع المناخ وخصوبة التربة وثراءها وغناءها بكل أنواع الموارد والثروات الطبيعية! وإشتهر أهلها بكل ما في الخصال من جمائل وما في الصفات من كرم وشجاعة وحكمة ومروءة وما في القريحة من ذكاء …. ولا غرو فالإقليم أرض الحضارات والممالك والسلطنات الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ البعيد والممتدة إلي الساحل والغرب الأفريقي مثل سلطتان وممالك (الداجو، الفور المساليت، البرنو، والزغاوة وغيرها من الممالك والسلطنات) ،،لذلك تميّز أهلها بأساليب خاصة في فنون الإدارة والحكم خاصة مثل فض النزاعات بين القبائل مع بعضها من جهة والعلاقات بين الإقليم ودول العالم من جهة أخري كالعلاقات الدبلوماسية المستقلة مع الدولة العثمانية وبعض الدول الغربية وكذا الجزيرة العربية والحجاز حتي إشتهر ملوكها وسلاطينها بكساء الكعبة.
☀️وبما أن لكل شيء ثمن فقد دفعت دارفور غالياً ثمن جمالها الفاتن وسحرها الأخاذ وأصبحت ميداناً مشتعلاً بالصراعات والحروب التي لا تنتهي والتي تأخذ أشكالاً متعددة وأسباباً مختلفة لكن النتيجة النهائية واحدة وهي القتل المجاني المستمر للإنسان والحيوان وإحراق الأرض والتدمير المتواصل للخيرات والنعم والتوقف التام لعجلة التنمية والبناء وتحولت كل تلك الوديان التي تجري بالمياه والخيرات مثل وديان (أروم، كَجَا، بِرلِي، قولو، أريبو، باري، وادي هوَر ووادي صالح وغيرها من الوديان والسهول المنبسطة والجروف الخضراء وكذا الشلالات الساحرة المتدفقة من أعالي جبل مرة الأعجوبة) كلها أصبحت تفيض بالدماء وإكتست باللون القاني وتحولت ضفافها وشواطئها إلي مقابر جماعية بدل الجناين والحدائق وتبدل قرير المياه بآهاتٍ وأنين لذوي الضحايا الراحلين من يتامي وثكالي وأرامل وأحبابٍ بقوا يندبون ،،،،،
🔥فعلي الرغم من سياسة التهميش والظلم الممنهج من قبل المركز منذ الإستقلال لكن الحق يُقال فإن من أكبر مصائب وإبتلاءات الإقليم الفاتن الجمال في الوقت الحاضر، أيضاً هم "بعض العاقين" من أبناءه الذين أوجدهم القدر علي رأس الكفاح المسلح والنضال المقدس في سبيل الحقوق وإرساء قيم العدالة والمساواة في الدولة السودانية وإنهاء سياسة التهميش المركزي لكنهم للأسف كانوا أقزاماً ولم يكونوا في مستوي الأحلام والتطلعات بل ظهروا بجلاء كطلاب مناصب باحثين عن كراسي السلطة الزائلة بينما قضية الإقليم الحزينة وشعبها المنكوب هي في أدني سلّم أولوياتهم إن لم تكن غائبة تماماً عن أجندتهم بدليل الوجود الدائم لحاكم الإقليم في الخرطوم عوضاً عن فاشر السلطان! فلا هم تعلموا من شراسة تشي جيفارا في النضال والذي حرر قارة بأكملها! ولا إتخذوا طريق مارتن لوثر كنج في كيفية نيل الحقوق المدنية والعدالة الإجتماعية بأساليب سياسية وقانونية، ولا نالوا شيئاً من حكمة مانديلا في كيفية تحديد الهدف بدقة وقيادة شعبك نحوه بثبات إعجازي حتي الوصول لبرّ الأمان وكأنهم لم يقرأوا سطراً واحداً عن وطنية ونفاذ بصيرة دكتور جون قرنق في أخذه بجذور الأزمة الوطنية ككل!!! لذلك كانوا صغاراً في الحرب وفي السلام!! حاربوا من أجل الإرتزاق وسالموا من أجل المناصب!! وإلا فأخبروني بربكم عن فائدة هذه الجيوش الجرارة وعربات الدفع الرباعي المدججة بالسلاح إن لم تستطيعوا إيقاف الدم المراق في وديان دارفور والقتل الممنهج مِن قِبَل مَن يُسمّونهم جنجويد منفلتين ؟؟ وهل أصبحت البيانات الهزيلة هي سلاحكم الوحيد أمام هذا القتل المستمر لذويكم؟ يا للحسرة فهي سلاح العاجزين! ولم أرَ من عيوب الناس شيئاً - كنقص القادرين علي التمام
فواا أسفي علي دارفور الحزينة المثخنة بالجراح والتي لم يبق في جسدها الممزق مكاناً للسيوف ولا السهام! وأصبحت إذا أصابتها سهامٌ تكسّرت النصالُ علي النصالِ!! لكنها ضريبة الجمال التي دفعها من قبل يوسف بن يعقوب ،،،،،! وكم رمت قسمات الحسن صاحبها - وأتعبت قصبات السبق حاويها وزهرة الروض لولا حسن رونقها - لما إستطالت عليها كفِّ جانيها
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/14/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة