Post: #1
Title: سبعين في المية من بركاوي الشمالية
Author: أمل الكردفاني
Date: 12-16-2021, 12:31 PM
11:31 AM December, 16 2021 سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر
لم تردني تفاصيل اتفاقية توزيع الموارد هذه بين المركز والشمالية، ولم أهتم كثيراً، إذ أنها اتفاقية صورية كما يعلم الجميع فهي أشبه بانقلاب البكراوي المزيف..مسرحية من مسرحيات لم تعد تنطلِ على طفل ناهيك عن كبار عركوا السياسة وخبروا تاريخ الحركة السياسية الاحتكارية في السودان منذ الاستقلال. ولكن وعملا بافتراض حسن النية، وبما أننا يجب أن نكون عادلين، فإن الاتفاق الذي تنازل فيه كيان الشمال عن سبعين في المائة من البركاوي والقونديلا للمركز يبدو مجحفاً حقاً، فالولايات الشمالية هي أكثر الولايات فقراً، وطوال تاريخها اعتمدت إما على ارتباطها بالشمال المصري، أو بتجارة العبيد وريش النعام وباقي ثروات الجنوب وباقي الأقاليم من حولها. إنها ولاية تحتاج لدعم بسبعين في المائة من الناتج القومي لكل الولايات وليس أن يؤخذ سبعون في المائة منها.
بدلاً عن هذه المسرحيات العقيمة، أما يجدر مرة بالمركز أن يضع اتفاقاً جاداً وحقيقياً وعادلا بالنسبة للجميع؟
دعنا اولاً نتساءل عن إعادة رسم الحدود الإدارية للأقاليم، وخاصة الإقليم الشمالي الذي تمدد غرباً حتى ليبيا بدون مبرر منطقي.. فهذه المنطقة من المفترض أن تكون امتداداً لشمال دارفور التي تم عزلها عن مصر كحدود منطقية لها. سواء تم ذلك بحسن نية او بسوء نية. إن الشمالية وحدها يمكن أن تقسم لخمس ولايات، ولاية أقصى الشمال وولاية أقصى الشمال الغربي لدارفور، وولايتين أو ثلاث أخرى. وبعد إعادة رسم كل الحدود الإدارية للولايات ثم تقسيمها لأقاليم بحسب الامتداد التضاريسي أو البشري أو التعدادي، يتم عمل دراسات شاملة لقياس نسبة التنمية في كل منطقة والاحتياجات الضرورية والعاجلة التي تحتاجها. فربة المنزل تفعل ذلك لو نمى (وتكتب كما كتبناها) إلى علمها حضور ضيوف للغداء أو الإفطار..
لكن المسيطرين على مقاليد الثروة والسلطة يصرون على الإلتفاف على الطريق المستقيم، ويعمدون إلى اتباع مسارات متعرجة لا تفضي إلى إنهاء أزمات الدولة التي باتت مزمنة وتزداد استفحالاً في آثارها الجانبية. لذلك دعونا نكون واقعيين، ولكي نكون واقعيين يجب أن نكون عادلين، ولكي نكون عادلين يجب أن نكون نزيهين وصادقين، وهذا لن يتأتى إذا أستمررنا في التشبث بمصالحنا الضيقة متجاهلين مصالح الآخرين، وحقوقنا متجاهلين حقوق الآخرين، وأصررنا على فسادنا وإفسادنا لغيرنا، فهذا لن يضمن لأحد مستقبل أبنائه وأحفاده.
بدلا عن مثل هذه الخزعبلات المسماة اتفاقية، وأوهام السبعين بركاوي وقونديلا، فلنجلس جميعنا على الأرض، ولنبدأ بخطوات عملية عبر تقديم تنازلات تحقق المساواة بين الحميع. أما إصرار كل من يسيطر على أن يأكل وحده ويقول الفول فولي، فهذا ليس إلا عند أصحاب العقول المماثلة لعقل الدجاجة الحمراء.
كيف تتم مثل هذه الاتفاقيات بمعزل عن تحقيق الشعب فيها تحقيقاً جماعياً، ومشاركته مشاركة تعبر أولا عن المركز قبل أن تعبر عن الأقاليم؟
من أعطى اي شخص تسلط على الحكم في الخرطوم اليوم، الحق في منح أي حقوق او سلبها من الآخرين؟ هل حمدوك يملك تفويضاً بذلك منا؟ هل البرهان يملك تفويضاً بذلك منا؟ فعلى أي أساس تم ذلك؟
ولماذا يتم الإلتفاف على رأي الشعب باستمرار وتجاهل إرادته التي لا تتم إلا عبر صندوق الانتخابات. هذا مرفوض تماماً..مرفوض برمته..وحبله وغاربه وغثه وغثيثه..
والاستمرار في مثل هذه المؤامرات والدسائس لن يعالج أزمة ولن يحمي حقاً ولو ركب البعض البرادو ألفين واحد وعشرين.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/15/2021
عناوين المواضيع المنبر العامبسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/15/2021
عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 12/15/2021
|
|