كوستي .. ما بين المولد النبوي و النباري

كوستي .. ما بين المولد النبوي و النباري


10-18-2021, 05:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1634576394&rn=0


Post: #1
Title: كوستي .. ما بين المولد النبوي و النباري
Author: عواطف عبداللطيف
Date: 10-18-2021, 05:59 PM

04:59 PM October, 18 2021

سودانيز اون لاين
عواطف عبداللطيف-قطر
مكتبتى
رابط مختصر




برغم ان الذاكرة تساقط منها الكثير وبات القليل منها بين جوفي هذا الجهاز الذي لا ينبض ولا يحس انه آلة العصر التي مسكت بتلابيب كل شيء .. نعم فبقدر ما ادهشتنا " الحواسيب " ذكاءا وسرعة بقدر ما عطلت مكامن النبض والاحساس فينا .. ففي هذا الزمان من لا يجيد التعامل مع الآلة الصماء الذكية فهو بلا منازع " جاهل " .. هي تحفظ مستنداتنا واخبارنا وفي ذات الوقت تنقلها باسرع من لمح البصر لكل بقاع الارض فقط بالضغط علي ازرارها .. وبها يمكنك ان تسوح هنا وهناك .. تتسوق .. وتختار عطرك الفواح وارغفتك المبللة بالزبدة والمربي .. ولحاف غطاؤك … واحذيتك .. وتحادث أهلك واحبابك .. ومن تعرفهم ومن لم تلتقيهم .. لكنه فاقد للحيوية ولا نكهة له طالما لا تلاقي وتلامس انساني عالقا بالذاكرة ..
في ذلك الزمان الذي أنطوي سريعا وبمدينة كوستي الجميلة الوادعة وبدايات الصبا أرتحلنا اليها من مدينة الحديد والنار عطبرة الثائرة .. نعم هي ذاتها صاحبة السبق في مسارات ثورة ديسمبر ٢٠١٩م المجيدة التي ما ان حاول البعض أغتيال وهجها هبت هذه العطبرة بقطارها الذي سجل كعلامة تجارية ثورية عالمية .. فقطار عطبرة هو العلامة التي لم يسبق العالم أن أتى بها او عرف مكنونها ورمزيتها ..
وبمدينةُ كوستي العاصمة النهرية التي ربطت بوثاق المحبة والالفة والتكامل الانساني والتجاري بين شقي الوطن شماله وجنوبه وقبل ان تذبح هذه العلاقة الانسيابية بفصل جنوب السودان ..
في ذلك الزمان يبدو ان طفولتنا لم تكن تعرف دهاليز السياسة ومكرها ومعتركاتها التي تفتت الاوطان وتقطع اوصالها …
بذات قطار عطبرة وصلنا لمدينة كوستي تدافع كثير من الصبايا والصبيان لافراغ اغراضنا من عربة القطار لمنزلنا الجديد بحي السكة حديد والذي تحفه " القطاطي " تلك المساكن التي أبدع في تصميمها الانجليز واللذين غادروا السودان منذ ما يقارب الخمسة وستون عاما ويزيد ولم توضع بعدها طوبة علي طوبة لأجل الكادحين الطبقة العاملة … ملح الارض ..عمال الدرايسة والنقل النهري والسكك الحديدية …
نصحو وصياح الديكة التي لم يكن يخلوا منها بيت ومعز ودجاج وقطط .. نتناول شاي مقنن من ايادي أمي المبروكة بت كانور او من جارتنا نفيسة او فاطمة ونركض لخلف منازلنا منطقة خضراء علي امتداد البصر موزعة لاحواض بامية وعجوز وملوخية وطماطم وبطيخ وشمام .. نقطف من هذه وتلك ومزارعي هذه " النباري " التي لا اعرف دلالت تسميتها ومغزاه فغالبيتهم كانوا " صعايدة " وهم في طريقهم لاسواق كوستي العامرة … يلوحون لنا باياديهم من على حميرهم وقفاف ملئية بالخضر بألا نخرب الخضار كتصريح لاخذ المتاح..
فنكتفي بقطف " عجورة " او حزمة جرجير او شمامة .. وكأسراب طيور النورس بعد ان تملا بطونها نعود لرحلة الذهاب للمدارس فتبديل الملابس وحمل " خرتاية " الكتب سهلة هينة .. وما بجوف الكتب من انشودة كفيلة عقولنا البريئة ونفوسنا الصافيه حفظها ترتيلا مموسقا ونحن نطوي المسافات ما بين بيوتنا ومدارسنا بنشوى وعنفوان طفولي ..
عمي صديق ذلك الدنقلاوي القح يستقبلنا بحوش قطيته وفي معيتنا امهاتنا وكل نساء الحي فنغوص بين جوالات الفول نقشره ونأكل بعضه وكان ذلك أولي بشريات هلال ربيع الاول وقرب مولد المصطفي عليه افضل السلام .. وما ان يبدأ عمي صديق صناعة قوالب حلوة المولد السمسمية والفولية وعرائس يبدع في تزيينها وأحصنة بحوافز رمز للقوة إلا ويغلق الابواب دوننا … فنتعلق علي نوافذ القطية ومن خلال سلك النملي نستنشق روائح حلوة المولد ونكتفي بأمتاع النظر والتمني ان يكون لنا نصيب في عروسة بزي مزركش وإن غلى ثمنها .. وما ان تنصب خيام المولد نتجول زرافات وزرافات وسط الدكاكين وخيام المديح … نعم كنا شركاء في صناعة الحلوة الشهية حتى ولو بتقشير فولها وغربلة سمسمها .. وسعيدة الحظ من يشتري لها ابوها عروسة تكون ملك للجميع للتمعن والنظر وحتى يحول عليها الحول.. فيصنع عمي صديق اخريات بعمالة رخيصة لتقشير الفول والسمسم تنتهي مهمتها مع بداية صنع حلوة المولد النبوي الشريف .. وتبقي ليلة المولد هي سر الليالي ..
عواطف عبداللطيف
[email protected]

عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/18/2021
  • كاركاتير اليوم الموافق 18 اكتوبر 2021 للفنان عمر دفع الله
  • ميثاق الدفاع عن الثورة السودانية

    عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/18/2021
  • أحزان الجمهوريين: رحيل الأستاذة عائشة مختار محمد طه للرحاب العلية
  • حديث الدكتور مصطفى الجيلي في سمنار السلام والعدالة والديمقراطية
  • وزير الخارجية الأسبق كولن باول يتوفى من مضاعفات الكرونا
  • تجلي الخيانة في ابهى معانيها .. اردول حالة غريبة على المباديء ولكن..
  • المكان وتعزيز الانتماء عبر الأغنية السودانية (10)
  • محتجين (مسلحين)القصر يحيطون بمجلس الوزراء وهتاف الموت الموت ولا حمدوك
  • عناوين الصحف الصادره اليوم الاثنين 18 اكتوبر
  • لطفي زكريا .. ما يدور في السودان فوضي!
  • منصة اعتصام القصر توجه المحتجين بغلق الطرقات في محيط رئاسة الوزراء.
  • يا بارينا بي نبينا الهادي يتلمّ الشتات والخير يعم الوادي
  • إلى من يصفوننا بالفلول .. جبريل: عندما نقاتل في الأحراش كنتم تتاجرون مع المؤتمر الوطني
  • زواج الوزراء بإذن من الرئيس .. مصر أمورها مرتبة
  • خطاب مفتوح ثاني للمؤسس حمدوك ومركزية قوى الحرية والتغيير ...
  • سلام جوبا ووو الخ؟؟؟
  • مني أركو مناوي: أنا موجود في الخرطوم لأنها تحتكر مال دارفور (فيديو)
  • خديجة بن كوز فى مقدمة اعداء الثورة السودانية
  • معنا المستقبل ، وبناء العالم الجديد !فضيلي جماع
  • لم تسقط بالمليشيات والدبابات هل تسقط بالطحنية والبطاطس؟
  • كل الوزراء وأعضاء مجلس السيادة من ولاية واحدة وهي ولاية شمال دارفور وهم
  • ما هو رأيكم في .. رأي القائد منى مناوي ..عن الأعتصام؟
  • بعد الموكب المخترق والإعتصام المضروب حركة العدل والمساوة علي شفا الهاوية - عراك في الإعتصام !
  • عبد العزيز عثمان سام

    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 10/18/2021
  • خالدة ودالمدني:مأزق العسكر
  • أمل أحمد تبيدي:أين العقلاء؟
  • عجز الطالب والمطلوب حكومة كفاءات حجوة ام ضبيبينة!!!
  • عبد الوهاب، عبد البرهان، و السنبلاية..
  • الثورات لاتصنع بالمال...ولايقوم بها المرتزقة...والخونة للوطن
  • على قحت بشقيه العودة لمنصة الوطن والعسكر إلى ثكناته
  • مناوي - جبريل وترك - ارض النفاق
  • موفق السباعي:كيفَ نَحْتَفي بمَولدِ الهُدى؟
  • أزمة الشرق بين سندان العسكر ومطرقة المدنيين
  • عار على الجُندِيَّة أن تباري رتب الخلا
  • الطيب الزين:حكايتنا مع الانتهازيين.!
  • انسحابات وفضح الانتحال والاعتصام الفضل!!!
  • سندعم د. حمدوك.. لكن..!!:كمال الهِدي
  • دكتاتورية قحط: نهاية النهاية:د.أمل الكردفاني
  • فتيانُ التلالِ عصاباتٌ محترفةٌ وجماعاتٌ منظمةٌ
  • صحيفة الجريدة, مالها امتنعتْ فجأة عن نشْر مقالاتي!!
  • البرهان لا سلطة له و لا يملك لنفسه نفعا و لا ضرا, فأيّ بيان تطلبون؟
  • التحول الديمقراطي وآجال التغيير امتحان القانون النجاح والفشل مهددات المرحلة الانتقالية
  • موكب 21 اكتوبر موكب لا يقبل القسمة علي 2
  • الديسمبريون، وصراع شركاء الدم ( أربعة طويلة وتسعة طويلة)
  • الأمي المنافق مني اركو مناوي- قال هذا الشعب تحترق آماله وتتلاشى قال!!..
  • مَسِيرة 16 أكتوبر أخرجت الفلول من جحُورِهم، ومَسِيرة 21 أكتوبر لتصحِّيحَ مَسَار الثورَة
  • هيثم الفضل:هيهات لن يكون ..!
  • المخطط الاسرائيلي لتهويد القدس سرقة وتزوير للتاريخ
  • فصل الرخاء والتقدم للشعب ومقاومة إيران!