بدأت عملية التكويش على الثورة منذ البداية، التكويش على كل نضالات الآخرين، وسرقة تاريخهم، قحط التي استخدمت كلمة مدنية كانت أبعد ما تكون عن المدنية، ليس لأن وجدي صالح زرع مسدساً على مؤخرته وكأنما هو (آل كابون)، وليس للفساد الذي استشرى داخل قحط ليماثل فساد الكيزان، بل لأن قحط مارست عنفاً دكتاتورياً قبيحاً جداً تحت سمع وبصر منظمات حقوق الإنسان الأمريكية والأوروبية التي تمولهم، هيومان رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية ومنظمة العمل الدولية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، صمتوا جميعهم على عمليات القمع التي طالت الثوار، وتم إطلاق كتائب حنين، لضرب أي صوت له رأى مختلف، اعتقالات تنتهك القانون، مصادرات عشوائية، تهديد وتشويه سمعة، شيطنة، حتى الكيزان لم يمارسوا مثل هذه القذارة التي مارستها قحط التي لا يعرف أحد من أين أتت رموزها؟ وما تاريخهم النضالي؟.. قحط لا تعرف المدنية ولا تؤمن بها ولا بالدموقراطية، إنها تذكرنا ببداية التسعينات الكيزانية، لقد تعرض جميع معارضي قحط للعنف اللفظي والجسدي، وتم إطلاق البلطجية في كل مكان. لم يسلم حتى ايقونات الثورة، دسيس مان، شوتايم، نوبية، بقادي، الننو، جمهورية أعالي النفق وغيرهم وغيرهم، لقد دبرت لهم المكائد وحيكت ضدهم الدسائس ودخلوا معتقلات قحط. كان شوتايم تحديداً أكثر من تعرض للتعذيب في معتقلات قحط، مما اضطره للجوء للدعم السريع ليجد حماية من بلطجة بلطجية قحط. رجال الدين ورجال الطرق الصوفية وما يؤمنون به من مقدسات، لم يسلموا من بلطجية قحط، رموز القبائل، وزعمائها، وقيادات الكفاح المسلح، لم يسلموا من بلطجة قحط، القضاة، والمحامون، وموظفو الحكومة.. إنها ثلاث سنوات مليئة بالرعب وإرهاب الدولة تحت قناع المدنية، حيث لا حرية ولا سلام وبالتأكيد لا عدالة. إنها المدنية الدكتاتورية، وقد تركهم العسكر يسرحون ويمرحون بل حموهم، لتعرف غالبية الشعب حقيقة هؤلاء الذين تم جلبهم من الخارج لسرقة الثورة بل وتشويه كل معاني النضال ضد الكيزان. لقد خدم القحاطة الكيزان خدمة جليلة، ما كانوا ليحلموا بها، حين توحد الشعب ضد قحط، زعماء القبائل والعشائر، وأيقونات الثورة، مع قوى الهامش، وجميع من تعرض للاعتقال أو الفصل التعسفي من الخدمة أو من تمت مصادرة ممتلكاتهم وتشويه سمعتهم بدعاوى الكوزنة التي أصبحت توزع يمينا ويساراً، حتى لم يعد الأمر بذي بال. انتهت قحط، قبل ثلاثة أسابيع نهاية شعبية، وستنتهي نهاية رسمية خلال بضعة اسابيع أخرى، ووجدي صالح سيكتشف أن مسدسه القابع فوق مؤخرته هذا مجرد مسدس ماء..وأن آل كابون انتهى زمانهم خلف القضبان إن لم يكن مصيرهم أسوأ من ذلك..
#سقطت_بس
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/17/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة