بعد ستة وستين عاما من استقلال السودان من المستعمر البريطاني الغاشم الذي احتل وحكم السودان لمدة 57 عاما تعرض فيها الشعب السوداني لكل أنواع التعذيب والقتل والعبودية، لا تزال أطماع الحكومة البريطانية قائمة ومتجلية من خلال تدخلاتها المتواصلة في الداخل السوداني، فأحيانا من خلال تصريحات المسؤولين فيها علي الوضع في السودان وأحيانا أخري من خلال مساعداتها الزعومة لإقليم دارفور خاصة وهو ما حدث مثلا في 2016 حين قامت الأخيرة بدعم إقليم دارفور ب 12.5 مليون دولار، ولكن هذه المساعدات لم تقدمها بريطانيا حبا في الشعب السوداني أو شفقة عليه، بل كانت تمويلا مباشرا لبعض الأطراف لخلق فوضي عارمة ونزاع قبلي في المنطقة، وهو ما تبين من خلال دعوة الحكومة البريطانية لمنح إقليم دارفور الحق في تقرير مصيره في 2013، أي بمعني آخر انفصاله عن السودان، ولكن آنذاك لم يكن لمناوي حظ في حكم هذا الإقليم، وهو الرجل الذي تفاني في خدمة البريطانيين، بالطبع فهم من منحو حركته حركة تحرير السودان الدعم المالي والعسكري ضد نظام البشير المعزول، كما زودوه بمكاتب في لندن ودعموه بكافة الوسائل لتشكيل معارضة قوية لنظام الحكم آنذاك، وكانوا ينتظرون لحظة تسلم مناوي هذا الإقليم بفارغ الصبر لتمرير أجندتهم عبره، وتحقيق أهدافهم في هذا الإقليم امتدادا إلي كافة أنحاء السودان.
فبعد تعيين مناوي كحاكم لإقليم دارفور في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 2020، كان أمله كبيرا في تحقيق السلام في دارفور رغم أن الكثير من السياسيين آنذاك تنبأوا بفشله في ذلك لأنه كان رجلا مثيرا للجدل وغير محبوب في أوساط الشعب السوداني، وهذا ما تبين فعلا بعد مرور زمن من تسلمه الحكم حيث نشبت مثلا معارك في ديسمبر الماضي وأسفرت عن مقتل 90 شخصا، وهاهي اليوم تتجدد المعارك لتخلف اكثر من 200 شخص، وهو ما يبين فشله في تحقيق الأمن والسلام في دارفور.
فقرر مناوي طلب دعم بريطانيا ماليا وعسكريا، حيث أطلعتنا مصادر لم تشأ الإفصاح عن هويتها بأن مناوي تسلم شحنة كبيرة من الأسلحة البريطانية التي تضم عددا ضخما من الرشاشات الثقيلة، وقاذفات قنابل يدوية، إضافة إلي راجمات صواريخ وغيرها من المعدات المتطورة، ولكن ما لا يعلمه الكثيرون أن بريطانيا لا تريد سلاما في المنطقة، إذ أنها بدعمه تريد زيادة حدة الصراع والإنفلات الأمني في هذا الإقليم الذي طالما أسال لعابها بما يزخر من ثروات طبيعية هائلة علي غرار الذهب والماس واليورانيوم وغيرها من المعادن النفيسة.
ويجدر التنويه أن ما يحدث الآن من نزاعات ومعارك دامية في غرب دارفور بين مختلف القبائل القاطنة في هذا الإقليم يخدم بشكل كبير بريطانيا، التي ستستخدم ذلك كذريعة للضغط علي الحكومة السودانية من خلال المجتمع الدولي لإعطاء دارفور حق تقرير المصير وبالتالي الإستحواذ عليه من طرفها.
ولكن اللوم لا يلقي علي بريطانيا، لأنها لو لم تجد مناخا مهيئا من طرف عميلها والخائن لوطنه مناوي ماكانت لتمرر مخططاتها في الداخل السوداني.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/04/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة