جاء في الخبر: أكد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي الدكتور جبريل إبراهيم استعداد الحكومة لمراجعة جميع القوانين واللوائح التي تعيق الاستثمار في السودان لخلق بيئة “جاذبة للاستثمار”.
السيد جبريل إبراهيم يعود لممارسة ما كان يفعله الكيزان من دجل وإيهام للشعب، وصرف أموال على لجان وهمية لتعديل القوانين، تحت مسمى تشجيع الاستثمار. وهم يعلمون -كما يعلم السيد جبريل جيداً- أن المشكلة لم تكن في وجود نصوص قانونية، بل المشكلة في تجاهل ما هو قائم من نصوص. دعني أخبرك يا سيد جبريل عما تعرفه جيداً من فساد ينخر مرافق الدولة، والسماسرة الذين يكسرون كل القوانين تحت سمع وبصر الحكومة، والأمن الاقتصادي، دون أن يقوم أي واحد منكم بأي خطوة حقيقية لمنع الفساد، هل تعرف لماذا يا سيد جبريل؟ ببساطة لأن التماسيح (الكبار)، كبار إلى درجة كبيرة، ومن تحتهم يأكل وكلاء الوزارات والمدراء وصغار الموظفين والسماسرة، كما يحدث في الأراضي، التي نعرف فسادها وقابلناه بانفسنا ورايناه رأي العين، وقدمنا إخطارات لأجهزة القانون وكتبنا في الصحف، والأسافير، ولكنهم كانوا أقوى من القانون، بل أقوى من جبريل نفسه. دعنا يا سيد جبريل نسألكم عن لجوء أي شخص مضرور من الفساد والتسويف والسماسرة للقضاء، اسأل نفسك واسأل المستثمرين، كم يقضي الشخص في القضايا (إذا تمكن من إيصالها أساساً للقضاء) في القضاء. عندما يقوم موظف هلفوت بإخفاء الملفات ليضغط على المستثمر فيدفع له الرشاوى عن طريق السمسار، فهل تعتقد أن هذا المستثمر سيستمر في إضاعة أمواله في الرشاوي ومآكل الموظفين والمسؤولين أم يذهب لإثيوبيا القريبة ويستثمر فيها وهو مطمئن، أو يذهب لمصر ويستثمر وهو مطمئن، أو يذهب للمغرب ويستثمر وهو مطمئن، أو يذهب لجزر الكاريبي فيستثمر وهو مطمئن؟ ما ميزة دولتك غير الموجودة في الدول الأخرى والتي ستجعل صاحب المال يخاطر بماله ليستثمر عندك؟ لا ميزة لك.. إن من يمكن أن يستمثر في دولتك هم الفاسدون الذين إما يمارسون غسيل أموال المخدرات والفساد في دولتك مستفيدين من انهيار مؤسسات تطبيق وإنفاذ القانون وضعف الرقابة الإدارية والمالية والمحاسبية، فضلاً عن ضعف القضاء وعدم الاستقرار السياسي، وعشرات القرارات الإدارية والسيادية التي تأتي متضاربة ويتم اتخاذها دون إلمام بتوابعها وآثارها. يأتي الكيزان فيصدروا قرارات ويأتي القحاطة فيصدروا قرارات تلغي قرارات الكيزان، يعود الكيزان مرة أخرى فيصدروا قرارات تلغي قرارات القحاطة التي ألغت قرارات الكيزان، وكل يوم يصدر قرار يخالف الذي سبقه، نتيجة حكومات يديرها فاسدون بكفاءة عالية في السرقة والاختلاس والحرمنة، فعن أي قانون تتحدث يا سيد جبريل. وهل سيستمر عندك مستثمرون حقيقيون؟ هل تعرف ما هو الاستثمار؟ إنه ليس إعفاءات جمركية وضريبية، بل الاستثمار هو بيئة الأعمال. هل تعرف ما هي بيئة الأعمال؟ هي البيئة الداخلية والخارجية، أي بيئة المشروع ذاته وبيئة محيطه، فهل هذه بيئة إيجابية تشجع على الاستثمار. سأسألك سؤالاً بسيطاً، هل يستطيع شخص اليوم أن يفتح كشك بدون ان يتعرض للموظفين الفاسدين ويرشوهم؟ وإذا لم يتمكن من دفع رشوة، أو لا يعرف كيف يتعامل مع هؤلاء الموظفين فسيتم تصليب الكشك بالبوهية الحمراء مقرونة بأمر إزالة. هل تعرف ماذا اقصد يا سيد جبريل؟ أنا لا أتحدث عن استثمار بملايين الدولارات.. أنا أتحدث عن كشك لا يكلف أكثر من ألف دولار. فهل بيئتك صالحة للاستثمار؟ هل بيئة شبه الدولة هذه صالحة للاستثمار؟ ودولتك مليئة بمافيا الدولار، ومافيا البنزين، ومافيا الدقيق، ومافيا الأراضي، ومافيا السلاح، ومافيا حاويات المخدرات، بل ومافيا الإجراءات الصغيرة، وحدث بكل حرج؟ لذلك يا سيد جبريل لا تعيدنا لاسطوانات الكيزان القديمة المشروخة، فنحن نعلم البير وغطاها، ونعلم أنكم كاذبون، ونعلم أنه لا أنت ولا البرهان ولا البشير قادرون على تنظيف الدولة من الفساد.. أما لماذا؟ فلن أخبرك بما تعلمه وما يمكن أن يعرضني للمساءلة القانونية . لكنك تعلم لماذا؟ وأنا أؤكد بأنك تعلم لماذا، ولو كنت أكذب فلتجبني على السؤال التالي: لماذا تراجعتم عن تحرير الدولار؟ هل تعلم؟ إن كنت لا تعلم فترجل عن وزارتك.. وإن كنت تعلم فأنت خصم والخصم لا يكون حكماً.. أقول لهذا الشعب، هذا البلد منهار تماماً، وأنصح كل من يمتلك دولاراً واحداً أن يغادر هذا البلد، ولا تأكلوا مع هؤلاء الفاسدين، فإنه خزي وندامة، إني لكم ناصح أمين.. والدين النصيحة.. ألا هل بلغت اللهم فاشهد..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 24 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة