المعروف في كل الحِقب الإستعمارية في التاريخ كانت تُعرف ارض السودان بأرض الذهب، و العبيد..
قامت حروب، و حملات التركية السابقة، ثم اللاحقة، و الدولة العثمانية، ثم الحكم الثنائي الإنجليزي المصري، لنفس ذات الغرض.. ذهب، عبيد، قطن، الموارد الخام بمختلف اشكالها، و انواعها.
كان الهدف لأجل الموارد، نعم العبيد هي السلعة الاهم، و ما ادراك ما الحروب، و الزراعة، و الصناعة، و العمالة بلا اجر، و رغم بشاعة هذا التاريخ المظلم قامت عليه حضارات سادت الدنيا، و لا تزال.
بعد ان بدأت حركة الوعي في تزايد، و الحاجة الي التحرر من وطئة المستعمر بدأت المقاومة، و نهضت الحركة الوطنية، فإتخذت اشكالاً متعددة.
كان لابد للمستعمر من سواعد محلية تحرس مصالحه، فكان الصراع علي اشده بين هذه القوى، و لكنهم مجتمعين يدركون ان الخطر علي مصالحهم هو في تنامي الحركة الوطنية، و المقاومة، والوعي.
بدأ التجنيد، و إصطياد المقربين من حكام ذلك الزمان من خدم، و حشم، و طباخين، و حُراساً ليكونوا اسياداً في مجتمعاتهم المستهدفة، يمكن إستخدامهم في مهام اخرى تخدم مصالحهم بشكل اكبر في وجه إستعماري جديد.
لا نزال تحت وطئة هذه الحِقبة التي تجلت في الصراع بين المستعمر الإنجليزي، و مصر الخديوية.
تبنى المستعمر الإنجليزي التيار المنادي بالسودنة في عملية إحتيال خبيثة لدغدغة المشاعر، و السيطرة علي العواطف، و تم ضرب هذا التيار الي يومنا هذا، و ظلت اسرة المهدي تتوارثه بفضل الهتيفة من المثقفين، و النخب ( الافندية) الذين يبحثون عن التوظيف، و الإستئثار بالمغانم، و التقرب زلفى لخدم، و حشم المستعمر، و عماله.
اما الحركة الإتحادية فمن الإسم هي أُنشأت للإتحاد مع مصر في دولة واحدة، و رفض الإستقلال، جملةً، و تفصيلاً..(دا بالواضح ما بالدس)
هل يعلم الجيل الراكب راس انه تم تمويل حملة الإتحاديين ( المراغنة) في اول إنتخابات في السودان من الالف الي الياء باموال مصرية، و تم الإعداد لذلك من كادر بشري الي مطبوعات داخل القصور الخديوية.
غابت شمس الدولة الخديوية في مصر، إلا في صفحات التاريخ، حيث لا تزال سلالات هذه الدولة موجودة ، فإخرهم ابناء، و احفاد الملك فاروق، فلا احد يعيرهم إهتماماً في حلهم، او ترحالهم، فهذه حركة التاريخ، و تطور الحياة، بالبلدي ( لكل زمان رجالة)
للأسف مكنوا فينا آلة الجهل، و التخلف، و ارادوا لنا لنظل في ذات الحقبة عبيداً نسبح بإسم هذه الدولة، و الحقبة الإستعمارية العفنة، و الغابرة، فقذفتنا بعبيدها، و حشمها، و غفرها.
الذي لا يعلمه البعض اننا انجبنا جيلاً لا يعرف عن هذا التاريخ حتى إسمه، و ما نراه من هتيفة، هم عبارة عن افندية متنطعين، او (دراويش) تجذبهم الاساطير، و القبور، و الدجل، و الشعوذة.
كسرة..
لو ان هذه الطوائف لم تخرج من الاضرحة، و الخلاوى لوجدت حظها في الإحترام، و التقدير بقداسة اهل السودان لدينهم، و معتقداتهم، و طوائفهم.
كسرة، و نص..
إنها السياسة، لطالما إختار لكم سيدكم ولي نعمكم هذا الدور فلا قداسة لأحد لطالما الامر يخص حياتنا، و معاشنا، و مستقبل ابناءنا، و احفادنا.
كسرة، و تلاتة ارباع..
هل رأيتم ما فعلته القداسة عندما تطفلت علي السياسة بعمائم ملالي طهران؟
اخيراً..
بالوعي فقط سنخلع هذه العمامات، و (العبايات) و سيدوس عليها الجيل الراكب راس باقدامهم الطاهرة ليطهروننا من ادوات مستعمر نجسة تعيسة، سطىت علي ماضينا، و تتطفل علي مستقبل اجيالنا.
مرحباً، بالميرغني عاملاً، و والياً، راعياً، لمصالح دولة الخديوي في ارض الذهب، و العبيد..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 20 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة