قد يستغرب البعض من عنوان هذا المقال ، وقد أتعرض لبعض السب والشتم من المخدوعين بالقحاتة وغيرهم من الساسة الفاشلين ، ولكن في قناعتي من أراد قول الحقيقة عليه تحمل كل شيء ، الوصول الى السلطة قد أصبح امنية لدى كل الخونة والعملاء في بلادي ، ولعل ظاهرة ثورة ديسمبر المجيد مجرد محاولة للانتقال من دولة الظلم والعنصرية التي عشناها ثلاثون عاما في ظل القتل والتشريد والاغتصاب إلي دولة شبه مدنية تدار بين العسكر وبعض الاحزاب اليسارية التي خدعة الشعب باسم المدنية ووقعت وثيقة دستورية مشوهة ضمنت للعسكر عدم المحاسبة في جرائم القتل التي ارتكبوها في حق الشعب السوداني ، الكل يعلم علم اليقين من الذي نفذ جرائم الإبادة الجماعية في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان ، وثيقة اللجنة التسيرية لنقابة المحامين هي نفس الوثيقة الأولي وبذلك قد يكون رجعنا إلى المربع الأول إلا وهو إعادة إنتاج النفايات من جديد ، ظل الشعب المغلوب علي أمره يهتف حرية سلام وعدالة ، ولكن الاشكالية الأبرز التي تواجه هذه الشعارات التي رفعت في الثورة هي الأحزاب التقليدية التي ترغب في الحصول علي السلطة ، ومع احتمالية المعاناة يكتشف الشعب أن هذه الأحزاب هي صورة طبق الأصل في الإقصاء والاستهتار بعقول الشعب ، عندما يصبح الساسة نشطاء منابر وكثيري الحديث والثرثرة في القنوات الفضائية تأكد أنهم لا يستطيعون أن يقودوا الدولة ، كل وعودهم مجرد كذب وخداع . دولة الأحزاب التي يجمعها توافق المصالح الحزبية لا توافق المصلحة الوطنية ، هذه الأحزاب لا تصل بنا الى فكرة الدولة ، ولا تتجاوز منطق المحاصصة ، وهذا يبدأ من تركيبة الأحزاب نفسها ، لأنها تفتقد للديمقراطية فكيف لها أن تطبيق الديمقراطية في الدولة ، مثل هذا الشجن لا يعيد ترتيب البيت من جديد ، ولا يخلق دولة قادرة على الوقوف أبدا ، لأنهم عاجزين عن صناعة حكومة تستطيع حل أزمة الدولة السودانية، هذه الاحزاب تريد الانخراط السياسي من صوت الشارع ونبض الظل المغيب طوال العقود الماضية ، الدولة العلمانية لا تختلف عن الدولة الإسلامية في السودان كلاهما من مسار اقصائي واحد . المعاناة الكبرى التي يعيشها الشعب هي معاناة واحدة سرقة ثورته ، فمعلوم أن الثورة باسم المدنية والوثيقة الدستورية المشوهة ، لذلك الإعلان الجديد هو انتاج النفايات بشكل ولون جديد . هل تعني الوطنية ان نوافق بدستور قحت ، هل تعني الوطنية ان نطبل ونرقص لهؤلاء الفاشلين ونغض الطرف عن محاسبة المجرمين الحقيقين ، هل تعني الوطنية أن نهتف في الشوارع مدنياااو مدنياااو مدنياااو وحال البلد تزداد إلي الاسوء ، هل كل من قال الحقيقة فهو كوز ، هل هذه هي اهداف الثورة التي كنا نحلم بيها الحرية والسلام والعدالة في السودان ، هل هؤلاء الساسة تهمهم مصلحة الوطن والمواطن ، هل مشكلة السودان أصبحت بين الدين والعلمانية ، هل اللقاءات والكلام بلغة التخوين يحل أزمة الدولة السودانية ، هل كل الشعب علي صواب وانا وحدي علي خطأ . كل الشعب يغمض عينيه، ويواصل في تقديس الأشخاص وليس الإنجازات وبمجرد قول الحقيقة فتتهم أنت من الكيزان دون ان يعرفوا خلفيتك السياسية وتاريخك النضالي . يعيش المتضررين الحقيقين من النظام البائد في معسكرات اللجوء والنزوح وفي شوارع أوروبا ، أين حقوقنا التي ناضلنا من أجلها حتي تركنا الوطن وترابه وأصبحنا لاجئين ومشردين بين الدولة ، أوجه هذه الرسالة الى كل مدعي الوطنية ان يتوقفوا عن ممارسة الخداع .
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 20 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة