ينشط بعض قادة التنظيم الاسلاموي الاجرامي هذه الأيام في محاولة جني ثمار إفشالهم للفترة الانتقالية. تصوّر لهم عجلتهم للعودة للاستبداد والنهب، أنّ الشعب قد نسي جرائمهم وأنّ (فشل) الفترة الانتقالية أقنع هذا الشعب ان لا أحد غيرهم يستطيع إدارة هذه البلاد! لا يستطيعون فهم أنّ هذا الشعب قد يصبر على المكاره، لكنه لا ينسى، وأنّ هذا الشعب وأجياله الثائرة الجديدة يستحيل خداعهم .
تجربة الثلاثين عاما والجرائم المروّعة التي ارتكبت فيها ، وبسبب بعض تلك الجرائم لا تزال محكمة الجنايات الدولية تطالب بتسليم قادة ذلك النظام النازي، لتقديمهم للمحاكمة بتهم إبادة شعبهم وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ورغم ذلك لا يستحي هؤلاء القتلة في التحدث عن أخطاء كل الاخرين ويتجاهلون اخطائهم التي لا تغتفر، زاعمين انّ شعبنا عاش ثلاثة عقود في عهدهم في النعيم! لا يختلف ذلك كثيرا عن منهج الجماعة التي اسمت المجاعة فجوة واسمت النهب تمكينا واذلال الناس تأصيلا والهروب من العقاب تحللا، لينتهي بهم الأمر لتسمية الجحيم نعيما!.
طبيعي أن تتعثر الفترة الانتقالية بعد ثلاثة عقود من الحروب والفتن والنهب المنظم للموارد وانهيار الدولة بخدمتها المدنية ومؤسساتها تحت وطأة الفساد التمكيني. طبيعي ان تتعثر الفترة الانتقالية في ظل إصرار عسكر اللجنة الأمنية من صنائع النظام البائد على الاحتفاظ بالسلطة وبالشركات العسكرية التي تتاجر في وتهرّب كل شيء، وفي ظل اصرارهم على إبقاء جيوب النظام القديم في اماكنها وعرقلة كل جهود المخلصين لتصفية ذلك النظام واستعادة أموال الدولة المنهوبة.
طبيعي ان تتعثر الفترة الانتقالية في ظل استمرار إمساك الكيزان بخيوط العملية السياسية من خلف ظهور العسكر والحركات المسلحة، التي اعادتها الثورة لتشارك في الاعداد لفترة تتعافى فيها البلاد من آثار الإنقاذ الكارثية وتتجه بخطى ثابتة نحو انشاء دولة الحرية والعدالة والسلام، لكن تلك الحركات آثرت أن تنحاز لجانب العسكر في انقلابهم على الثورة، ما يدلل على ان تلك الحركات لا تهتم كثيرا بقضايا المواطنين الذين تزعم التحدث باسمهم، وأن جل اهتمامهم ينحصر في اقتسام المناصب والرتب العسكرية والامتيازات.
طبيعي أن تتعثر الفترة الانتقالية والكيزان يواصلون تدميرهم الممنهج للاقتصاد واستغلالهم للقوات الأمنية لتصبح طرفا في الانفلات الأمني الذي تقوم به مجموعات أنشأها النظام البائد لأغراض معلومة. .
يقول الكوز أنس عمر لن نسمح لقحت بتقسيم بلادنا ! لا يكشف ذلك فقط مدى لؤم شخصية الكوز واستهانته بعقول كل الاخرين، فكل الناس يعرفون من الذي دفع الجنوب لخيار الانفصال ومن الذي بذر الفتن شرقا وغربا وشمالا وصنّف الناس على أساس القبيلة، من الذي أنشأ الميلشيات تحرق القرى وتقتل الآمنين! كلامه يكشف أيضا عن خطة التنظيم الاجرامي في تفكيك هذه البلاد كبديل لضياع حكمهم، الخطة التي بدأت منذ سنوات بإحياء القبلية وتقسيم الولايات على أساسها وبذر بذور الفتن بين كل مكونات شعبنا.
من الذي نهب المال العام وحرم فقراء هذه البلاد وهم غالب أهلها من الحقوق التي تكلفها الدولة لمواطنيها في التعليم والصحة وغيرها من الخدمات؟ الدولة السودانية قبل انقلاب الإنقاذ ورغم مواردها الضعيفة لم تتخل عن مواطنيها كما فعلت الإنقاذ التي يتباهى سدنتها بانهم هم من استخرجوا البترول، وليتهم أبقوه في باطن الأرض رصيدا للأجيال القادمة، بدلا من ان تتحول ايراداته الى ماليزيا وغيرها من الدول، حسابات مصرفية وعقارات تضاهي عقارات اثرياء العالم، وحتى المشروعات القليلة التي تم تنفيذها في العهد الخراب (ومعظمها تفتقد للدراسات والتنفيذ الصحيح) قاموا بتمويلها بقروض صُرفت على محاسيبهم وشركاتهم الوهمية ولم يجن شعبنا سوى الوهم والديون.
لابد من حظر المؤتمر الوطني أو اية تنظيم أو تيار يخرج من رحمه، لأنّ هذا الحزب النازي الفاسد اشاع العنصرية وقسّم أهل هذه البلاد وفصل جزءا عزيزا منها ولا يزال يعمل ليلا ونهارا لتمزيق الوطن.
لابد من لجنة تحقيق دولية في الجرائم التي ارتكبت بحق أهلنا في النيل الأزرق وكردفان ودارفور.
الحرية للشرفاء وجدي صالح وعبدالله سليمان
الحرية للمناضل محمد آدم توباك ورفاقه
من دون تفكيك النظام البائد واستعادة الأموال المسروقة ومحاسبة مرتكبي جرائم القتل والتعذيب، لن يتوقف الموت والنهب في هذه البلاد..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة