تجربة الإسلام السياسِي في الحُكم وفي السياسة في السُودان دون أدني ذرة شك تجربة جديرة بالوقوف عندها ودراستها و وضع أساس للتعامل معها والبت في شأنها من كُل السُودانيين وليس فقط مُنتسبيها ومُعتنقي أفكارها وحتي المُتعاطفين معها .. ظلت حركة الإسلام السياسي المنطلقة والمنبعثة من جماعة "الإخوان المُسلمين" في السُودان كفكرة ومنذ الأربعينات من القرن الماضي وبمُسمياتها المختلفة وتحالفاتها كجبهة الميثاق الإسلامي ثم تفريعات تنظيم الإخوان المُسلمين ثم الجبهة الإسلامية القومية ثم المؤتمر الوطني ومن خرجوا منهم من تنظيمات كالمؤتمر الشعبي والإصلاح الآن و السائحون وغيرها من تنظيمات وحتي مابعد الثورة وحل تنظيم المؤتمر الوطني والتكوينات التي نشأت من ذات "منبت وتربة السوء" وعلي نهجها ، ظلت جميعها تسير علي مُرتكزات تخريبية و تستخدم العُنف بشتي صنوفه وأساليب "الغاية تُبرر الوسيلة" تنتهج الإقصاء و لاتؤمن بالديمُقراطية ولا بمبدأ المُحاسبة وتُمارس قناعاتها فقط وهذا بالتجربة العملية في الحُكم وخارجه في المجال السياسِي وفي الجامعات والخدمة العامة ومؤسسات الدولة جميعها و كُل مناحي الحياة والعمل العام وحيثما وجدوا .. هذه التجربة الطويلة لهم أوضحت تماماً مدي "خطورة" هذه الجماعة وأفكارها علي السُودان كدولة وشعب وحاضر ومُستقبل .. وهذا ليس تجنياً أو عداء وكراهية وإنما هذه هي الحقيقة المُجردة ويكفي الواقع الحالي ونظرة لما حدث ويحدث ببلادنا جراء جرائم وفظائع وموبغات هذه الجماعات والعقليات من حركة الأسلام السياسي وسلوكها السياسي والإجتماعي في السُودان .. لن نتحدث عن فشل تجربتهم الطويلة هذه ، فقد إعترف به مؤسسيها وكادرها الأول وعديد قيادات منها علي رأسها حسن الترابي بنفسه و ياسين عمر الإمام وعلي الحاج والطيب زين العابدين والمحبوب عبدالسلام والافندي و غيرهم ، وحتي محاولات بعضهم في الإصلاح لم ولن تُجدي في تقديرنا لأن التربة سئية والمنبت والعقليات مُشوهة والمنهج نفسه "مُختل" غير قابل لإنتاج أي واقع أفضل آخر خاصة إذا ما مضي في الجانب السياسي والحُكم بخلاف عودتهم لمُجرد جماعة دينية دعوية تنتهج السلمية وتنبذ العُنف وتبعد عن التطرف في طرحها فهذا أمر آخر ، أما كونها تُمارس العمل السياسي فهذا كما اسلفنا مُضر وخطر علي الدولة السُودانية حاضرها ومُستقبلها .. تنظيمات حركة الإسلام السياسي في السُودان مارست وتُمارس الإرهاب بكُل صنوفه ، وأدمنت العُنف وتخريب عقول النشئ والشباب وحولت الكثيرين منهم بفضل سياستها وتفكيرها إما لإرهابيين وقتلة وإما لمُدمني مخدرات ، وذلك ببساطة لأن منهج تفكيرها مرتبط فقط بالبقاء في السُلطة وإحتكارها مع الثروة والأموال .. لذلك كما أشرنا في مقدمتنا عنهم أن مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة" هو من يُحركهم .. لن نكتب علي مسألة الإتجار بالدين نفسه وتحويله لعباءة ومجرد العوبة في عقولهم وأيديهم لتمرير سياساتهم ونفوذهم وكل ما إرتبط بذلك من دجل وخُذعبلات وخُرافة لا حدود لها .. الديمُقراطية برغُم إنفتاحها كمنهج لقبول الآخر المُختلف إلا أن لها مقياس ومعيار في تحديد من يتنافسون ويدخلون تحت سقفها ، فلا توجد تنظيمات تنتهج الإرهاب والعُنف كمنهج ووسيلة عمل وتقوم عليها بينات وشواهد وتجارب ماثلة أن يكون لها وجود ضمن سقفها الواسع ، فالإيمان والعمل بالسلمية هو شرط أساسي لعدم تصنيف أي تنظيم بالإرهاب أو إدارته أو المُشاركة فيه خاصة في ظل القوانين التي تحكُم العالم الآن ، فلا أدلّ كذلك علي القوانين التي حاربت وتُحارب الفاشية والنازية وتنظيم القاعدة وداعش والجماعات الجهادية والتكفيرية العنيفة وغيرها ، لذلك فإن المُمارسة العملية وعُمق تفكير حركات الإسلام السياسي في السُودان هي إنتهاج العُنف والإرهاب وهذه عقيدة عندهم موجودة في شعاراتهم وأدبياتهم كما هو معروف "لغة الدماء لغتي وليس سواء الدماء" و "لتُرق منهم دماء ولتُرق كُل الدماء" .. ونُكمل قادماً في جزء ثاني أخير.. نضال عبدالوهاب 10 سبتمبر 2022 عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 10 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة