الكومديان ربيع طه في احد حلقات الكاميرا الخفية التي يقدمها، يقف في المكان المخصص لفحص المركبات للترخيص، ويفاوض سائق أمجاد بأن يتقايض معه أمجاده بموتر فما كان من سائق الأمجاد إلا أن قال ضحكاً (ماعصرته علينا)، هذا هو حال الشعب عندما تعلن الحكومة على لسان رئيس لجنة الزراعة بالبرلمان (عبد الله مسار) تلقيهم معلومات عن تلف (600) الف طن ذرة حيث تحولت إلى دقيق نتيجة سوء التخزين، لاحظ عزيزي/تي القارئ/ة لم يقولوا (6) الف طن ولم يقولوا (60) الف طن، إنها (600) الف طن، لا أدري ما الذي تبقى أصلاً عندما تتلف هذه الكمية المهولة، هذه الكمية التي كان العالم وليس السودان لوحده في أمس الحاجة إليها في ظل الظروف التي يمر بها الآن من نقص وغلاء أسعار الغذاء. ليت تصريحه ذاك اكتفى بهذه الطامة الكبرى فقط، بل إنه اردف أن هناك (60) ألف بالة قطن محور وراثياً ببورتسودان تحتاج لتسويق خارجي، هل رأيتم أيضاً قدر الكمية، وما يحتله هذا القطن من مساحة بميناء بورتسودان هذه المساحة التي بالتأكيد ان الميناء يحتاج لها لاستقبال بضائع أخرى وكيف لهذه الكمية الكبيرة أن تنتج ثم ترحل لبورتسودان وليس هناك ترتيبات خارجية لتسويقها. إلى هنا ننتهي من تصريحات رئيس لجنة الزراعة بالبرلمان لتفاجئنا صحف الأحد ان الهيئة القومية للمواصفات بجنوب دار فور أعلنت عن (1005) جوال سكر زنة (50) كيلو جرام تالف، وأشارت إلى أن سوء التخزين أدى إلى تغير الخواص الكيميائية والفيزيائية للسكر وأصبح غير صالح للاستخدام. وبذلك لنا ان نحصي عدد الدولارات التي ضاعت على هذا الوطن بسبب سوء التخزين سوى كان من الجانب الرسمي أو الغير رسمي ففي الأخر هو تعطيل لماكينة اقتصاد هذا البلد وتهدر موارده. الكميات السابقة الذكر جميعها أصبحت الآن غير صالحة تماماً للاستخدام ولو أن هناك مواصفات تتبع في تخزينها لما حدث هذا، ويجب ان نشير إلى أن هذه هي الكميات المعلنة خلال هذا الزمن الوجيز، ناهيك عن الكميات المعلنة في أزمنة سابقة وتلك التي لم تتحلى الجهات التي تشرف عليها بالشجاعة الكافية لإعلانها، لذلك فالأمر خطير، وعلى الجهات المسئولة الوقوف بصورة مباشرة على مواصفات التخزين ومعرفة ما هي اخر التقنيات التي وصل إليها العالم في ما يتعلق بتخزين المؤن والغذاء، حتى لا نتسبب بأيدينا في إرهاق اقتصاد البلاد المرهق أصلاً، ولن تجدى معه الاصلاحات الجارية الآن طالما أن هناك من يصلح ومن يخرب في نفس اللحظة، ونتمنى ان نسمع قريباً عن محاسبات للجهات التي تسببت في هذه الخسائر ونطمح في ان لا يعصروا علينا مرة أخرى.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة