لا يتورع المنافقون عن التستر باسم الشعب، متمترسين خلف الدين، خارج الدين!
علق ( أحدهم) على مقالٍ لي بعنوان (لا يفرقون بين الحكومة الانتقالية و الحكومة القومية ).. و رماني بما يوحي أني قصدت جهل الشعب السوداني بعدم التفريق بين معنى الحكومتين.. كدت أصدِق أني جنيت على شعبنا النبيل، على نحو ما، دون أن أدري، فعدتُ إلى المقال أراجعه سطراً.. سطراً، فوجدت البراءة من التهمة الخبيثة تطل من بين سطوره.. و حمدت الله على السلامة.. و اكتشفت أن أخينا المعلِّق -غير المستوعب- أراد أن يجمع ضدي ( الهتيفة) و المهرجين الذين يشكلون نوعاً من الطابور الخامس في الأسافير.. و الطابور الخامس هو دائم البروز في الأسافير.. يثيرون الضجيج في محاولات لجرجرة القراء بعيداً عن المواضيع المثارة..
و قد كتب أخينا تعليقه دون توقيع، ربما دلالة على عدم اقتناعه بما كتب.. و في ما يلي أقتبس شيئاً مما قال مع الرد عليه.. حيث قال:- " أعتبر الشعب السوداني هو ذلك الِشعب الأمـي المتواضع الجاهل الذي لا يفرق بين الحكومة الانتقالية وبين الحكومة القومية....... وكأن مشاكل السودان انحصرت فقط في معرفة أو جهل الشعب السوداني لتلك المصطلحات.... وهنا قـلم يعيـب على الشعب السوداني لأنه يجهل الفرق بين الحكومة الانتقالية والحكومة القومية ........ "
هكذا قال!
و مقالي يذكر:- ( البعض لا يستوعب، أو لا يشاؤون أن يستوعبوا، الفرق بين الحكومة الانتقالية و الحكومة القومية..)
إنهم يتوارون خلف الشعب السوداني كله.. بينما سطور مقالي لا تلمح إلى أي صلة ل( بعض) الناس ب( كل) الشعب.. فبالله عليكم، أي جرأة تلك التي أتت ب( كل) الشعب السوداني ‘لى ( البعض) إنها جرأة ناس المؤتمر الوطني؟ جرأة تتدنى إلى مستوى الوقاحة!
ثم قال:- ".... وهنا نكــرر النــداء للمعارضة وللنظام القائـم ولكـل حـادب على مصلحـة الســودان: اتقــوا الله .. واتقــوا الله .. واتقــوا الله .. واتقــوا الله .. ولا يهم بعـد ذلك إذا كـان النـداء بالتقوى لا يعجب البعض من الناس في هـذا الســودان.."
و مقالي يعضد التقوى حيث جاء فيه:- ( يطالبوننا بتقوى الله.. ناسين أن في كلمة الحق في وجه الظَلَمة و الجائرين شيئاً من التقوى و مخافة الله تقوى).. وذلك من صميم الايمان حين يرفض المقالُ الكلماتِ تخرج من أفواه هتِّيفة النظام دون أن تعكس " ما وقَر في القلب و صدقه العمل"!
و يسترسل أخونا المجهول قائلاً:- " و يا ليت تلك الأقلام كانت تملك المقدرة في إيجاد البدائل والحلول والشفاء بدلاَ من إهدار السنوات في متاهات الشعارات والكلمات الجوفاء"
و يبدو أنه لم يفهم ما جاء في المقال من بديل للحكومة الجاثمة على صدر السودان المريض حيث ذكر المقال:- (.... نطالب بحكومة انتقالية تعالج الأدران و الأوبئة التي تسببت في إلغاء المؤسسية بلوائح و قوانين من صنع أبالسة الممر الوطني!)..
ففي الحكومة الانتقالية كل البدائل و الحلول و الشفاء من وباء نظام الانقاذ المستفحل!
و لا أدري، هل نتج تعليق أخينا أعلاه عن قِصر في الفهم أم هي محاولة خبيثة لتضليل القراء كما كاد أن يضللني أنا شخصياً..؟
كل الذي أدريه أن هذا النوع من لَّي الحقائق ديدن النظام العابث بالحقائق و ديدن المتلاعبين بالكلمات من الغواصات التابعة ل( الجماعة) إياها.. يحبون ( اللولوة).. و كم لووا عنق الدين بآليات الدنيا، و لا يستنكفون الكذب حتى على أنفسهم.. فيتحدثون باسم الشعب، و يتباهون بأن الشعب ( كله) قد ارتضى بالنظام قيِّماً على البلد المنكوب بهم.. إنه مرض البحث عن أمجاد للحزب مغلَّف بالبحث عن الأمجاد الشخصية..
و في محاولة لعملية تمويهٍ، تفتقر للكثير من الذكاء، يجنح صاحبنا ناحية العاشق للوطن و المتبتل في محرابه، مندداً بكل الأنظمة و لم ينس أن يقذفنا بالمقطع الأثير للجماعة عن فشل الحكومات المدنية.. إذ يقول:- " ولقد دامت سجالات المعارضة تلك الفارغة العقيمة منذ قدوم نظام ( الإنقاذ ) ،، بل نقــول منذ استقلال البلاد لأكثـر من ستين عاما ؟؟ ؟؟"
و هو لا يعلم أن الحكومات المدنية لم تمكث في الحكم طوال الستين سنة المذكورة سوى حوالي 11 سنة متقطعة أما ال 49 سنة و نيف، فكلها حكومات عسكرية شمولية.. لم تترك للتجربة الديمقراطية حيزاً للنمو و للتطور..
و يختتم أخونا المجهول تعليقه بترديد الموسيقى ( الإدانة) باسم الشعب:- " والخاسر في الأول والأخير هو ذلك السودان وذلك الشعب السوداني الذي يعاقب لأنه يجهل الفرق بين الحكومة الانتقالية والحكومة القومية.."
و الله تالله أنا ما عارف الزول ده راكب من ياتو محطة! لكني متأكد من أنه غواصة طفحت على السطح من غير قصد!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة