غاب الوعي الثوري والنضالي وغابت معه اسس المحاسبة والرقابة والمتابعة والثواب والعقاب ومن السخف ان نجرم هذه المرحلة بدون تجريم لمراحل سابقة اعدت لهذه المرحلة بكل ثقافتها وفوضويتها وسطحية قيادتها ونرجسيتها ودكتاتورياتها حتى اصبحت تلك الدوائر فوق الحساب والعقاب والمتابعة ، وسنفترض حسن النوايا في جهاز عريق نضاليا وبمؤسسيه الشرفاء ابو اياد وعاطف بسيسو وامين الهندي واخرين مشهود لهم بالنظافة وحسن الخلق والوطنية العالية ..... ولكن لماذا جهاز المخابرات العامة افصح في هذا التوقيت الصعب والساحة الفلسطينية مليئة بالتناقضات والخلافات والاختلافات وعن قضية تشعل الرأي العام اولا ، اما على المستوى الرسمي فمعايير ردة الفعل تختلف عنها في الرأي العام والشارع الفلسطيني ، والسؤال المطروح هنا ..؟؟ لماذا جهاز المخابرات العامة قد افصح عن تلك الحالة الجاسوسية وفي مكتب مهم لمنظمة التحرير ومقر امين سرها السيد صائب عريقات ؟ وكما فهمنا انه مزروع منذ عقدين من الزمن يعني انه كان جاسوسا مراقبا ومتتبعا ايضا للسيد ياسر عبد ربه امين سر التنفيذية السابق واخرين من شخصيات فلسطينية . منذ الدخول الى ارض الوطن بموجب اوسلو وما تبع ذلك بالاتفاق مع الاسرائيليين بتوفير حماية لكثير من المتعاونيين والعملاء مع الاحتلال ...،، وبما فيهم من افرج عنهم في حصار بيروت ، كانت تلك القوائم عند جهاز المخابرات العامة وبدون صلاحيات فتح مثل تلك الملفات . والسؤال المطروح مرة اخرى لماذا في هذا التوقيت بالذات والساحة الفلسطينية مفتته ومنقسمة وفي اجواء كل يخون الاخر قامت المخابرات العامة بفتح ملف هذا الجاسوس ...؟؟؟ في اعتقادي لاكثر من سبب:: السبب الاول : في ظل الصراع على خليفة عباس وفرضية ترشيح ماجد فرج ربما فتح هذا الملف لاصابة صائب عريقات في العنق وتسليط الضوء باكثر اشعاعا على ملف المفاوضات والفشل والفساد. السبب الثاني :: رسالة للاسرائيليين وخاصة ومنذ اشهر عديدة وبناء على توصيات المركزي وشخصيات فلسطينية بضرورة توقيف ووقف التنسيق الامني اي يعني تهديد بفتح كثير من ملفات العملاء ومطاردتهم واعتقالهم . ولكن على ماذا عولت المخابرات بفضح هذا العميل وكشف ملفه الذي تتبع اسرار الموقف الفلسطيني في المفاوضات وغيره ، لا اعتقد ان المخابرات نسيت ان سيطرة الاحتلال على الضفة 100% وبعملية صغيرة يمكن ان توفر الحماية لهذا الجاسوس او بطلب رسمي من السلطة . في ملفات سابقة تم الكشف عنها في اواخر الثمانينات ملف عدنان ياسين في سفارة تونس وهو مسؤول العلاقات الخارجية في سفارة فلسطين بتونس حيث تبرع ابو مازن للمذكور مبلغ مالي لحالة علاج مرضية لزوجة المذكور ومن ثم تجنيده للموساد ومن ثم قام بزرع جهاز تنصت في كرسي امين سر التنفيذية ابو مازن واستطاعت اسرائيل ان تجهز مواقفها في مباحثات اوسلو مسبقابناء على المعلومات المرسلة مسبقا عن سير النقاشات للقيادة الفلسطينية والمواقف التي يجب ان تتخذ في المفاوضات ...!! المهم ان عدنان ياسين حي يرزق له راتب واولاده يعملون في السلطة ولدية رقم مالي للان ...!!! اتهم عدنان ياسين بتقديم الدعم اللوجستي في عملية اغتيال ابو جهاد وعاطف بسيسو وذكر احد الاصدقاء من جهاز المخابرات العامة وذكره بالاسم ان من اغتال عاطف بسيسو برتبة عقيد متقاعد يقطن الان في الضفة ...!!! ولكن السؤال هنا لماذا الهجوم على فتح وفتح تكاد مصابة كأي فصيل وطني اخر ، فهل نستطيع القول ان الفصائل خالية من الاختراقات ...؟؟ بالقطع لا فحماس اعدمت جواسيس وهناك فصائل تنفذ حكم الاعدام تحت نطاق استشهاد في المهمة حفاظا كما يقولون على سمعة عائلاتهم وسمعة الفصيل اما السلطة وفتح فكل شيء لديها مفضوح...؟؟!! في عالم الامن والجاسوسية والمراقبة عالم واسع استخدمته روسيا وامريكا والمانيا في التجسس على رجالات الصف الاول في كل منها فلقد تنصتت امريكا على الكرملين وعلى بوتن وقبلها على المكتب السياسي للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي وكما تنصتت روسيا على البيت الابيض الامريكي وفي الاونة الاخيرة تنصتت امريكا على ميركل رئيسة وزراء المانيا. ولكن لماذا التضخيم وهو امر متوقع في جميع الدول وهذا لا يتنافى مع مقاومة جميع المناخات التي اتت بمناخات اوسلو ومناخات ان الشعب الفلسطيني محتل ، سبق ان سألت الاخ ابو عمار عام 86 بالسؤال الاتي :: اين العنف الثوري يا اخ ابو عمار لملاحقة الجواسيس والفسدة والزناة وسارقي المال .؟؟... ومن ثم قام الاخ ابو عمار بتفويض الاخ صخر حبش بالاجابة بحكم ان السؤال نابع بوجه نظر فتحاوية ، فاجاب الاخ صخر :: اننا نمارس العنف الثوري ضد العدو ...؟؟؟!!! واستطرد قائلا : نحن نرفض النظريات المستوردة وتجربتنا لها ظروفها الخاصة .... لم اقتنع بالاجابة ولان العنف الثوري يمارس داخليا مع اعداء الثورة والمخترقين والمسيئين سلوكا وممارسة ، اما ما تمارسه الثورة ضد العدو هو شيء اخر من القتال المبرمج والعمليات العسكرية وكل ما يتبعها من مراحل . قد تكون قصة هذا الجاسوس ليست النهاية كامر طبيعي ان فصائلنا وجبهتنا الداخلية معرضة باستمرار لمحاولة الاختراق ولكن المهم ان يكون الجميع على يقظة. سميح خلف
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة