مقاطع صافية من عتيق بدون المختارات الغنائية (للحقيبة خلفية اندلسية) مع تعليق ايضاحي:
لحقيبة الفن السودانية خلفية في التراث الأندلسي الشاعر الحقيبي محمد بشير عتيق يقول في تسجيل صوتي تم العثور عليه حديثا.. وبهذا ينتهي الجدل حول نتيجة بحث الحقيبة.
ارفق هنا سلسلة من اربع حلقات كتابية على أثر هذه المناسبة:
الأولي تحوي ملخص كتابي لتسجيل عتيق الذي قال فيه أن للحقيبة خلفية في الموشح الأندلسي وصنف قصيدته الشهيرة (جسمي المنحول) كموشحة. ويوجد شرح للفرق بين فني الموشح والزجل.
في الحلقة الثانية مقاربة لكلام عتيقة بان الحقيبة من نمطية الموشح الاندلسي بنتيجة البحث ان: الحقيبة من نمطية الزجل الأندلسي.
في الحلقة الثالثة اجابة على السؤال: ما الحاجة لنوع شعري وغنائي جديد ايام العهد الانجليزي في السودان ولماذا تحديدا الزجل الاندلسي دون غيره من فنون العالم!.
في الحلقة الرابعة والاخيرة محاولة لكشف لخطأ المسلمات التي ترجع نمطية الحقيبة النظمية لاشعار السافل والمديح النبوي السوداني وارث سنار. والحديث هنا عن النوع الشعري لا الألحان والإيقاعات والموسيقى. وكيف ان الحقيبة زجل تم تكييفه مع المزاج الغنائي السوداني ايام العهد الانجليزي.
حلقة 1-4
مقدمة:
"شعراء الحقيبة كتبوا الموشح الاندلسي وانا في مقدمتهم” الشاعر الحقيبي عتيق يقول.. هذا ربما عنى أن علينا أن ننظر للخلفية النمطية لنظم الحقيبة بطريقة جديدة!.
تصريحات الشاعر محمد بشير عتيق في تسجيل إذاعي قديم تم نشره حديثاً يقول فيها أن: شعراء الحقيبة كتبوا الموشح الأندلسي أو نظموا على طريقة الموشح الأندلسي.. ذلك يعني أن للحقيبة خلفية نظمية أخرى ليست بالضرورة ذات علاقة مباشرة بالمسلمات السائدة كل الوقت أن: خلفية نظم الحقيبة في شعر السافل والمدائح النبوية وتراث سنار. وإنما ذات علاقة مباشرة بالتراث الأندلسي من حيث طريقة النظم والقاموس والمخيال الشعري.
إنه إخبار واضح وصريح (أنا وزملائي كتبنا، أشعرنا الموشح الأندلسي) ولم يقل تأثرنا بالأثر فحسب كما إستخلص مثلاً البروف على المك من أشعار الخليل، أنه تأثر بشعر الطبيعة الأندلسي .. لا بل قال: نحن كتبنا/أشعرنا الموشح الأندلسي.. وذكر نماذجاً لتلك الموشحات المعنية منها قصيدته الشهيرة "جسمي المنحول"، قال أنها موشحة.
وقال أن الرائد سيد عبد العزيز عنده موشحات كما الشاعرين: عبيد عبد الرحمن وعبد الرحمن الريح وبالطبع أستاذه الشاعر الرائد الكبير صالح عبد السيد أبو صلاح.
وذكر عتيق عديد المرات أن (أبو صلاح) أستاذه وقدوته في الشعر والنظم والمخيال. وقال أنه أطلع بروية على الموشحات الأندلسية من مصادرها التاريخية وأقتفى أثرها.
الشاعر عتيق يقول أن شعراء الحقيبة نظموا الموشح الأندلسي وهو بدوره نظم الموشح وجاء بنماذج لما أسماه موشحات أندلسية من إنتاج عدد من شعراء الحقيبة. والبحث قال أن الحقيبة زجل أندلسي وليست "موشح أندلسي". أي أن نتيجة البحث والشاعر عتيق متفقان أن للحقيبة خلفية نظمية أندلسية ولو إختلفا في نوعها النظمي، لا يهم!.
ملاحظات إستباقية أو مفاتيح الكلام:
1- خلفية أندلسية نَعني بها هنا: مرجعية النمط الشعري النظمية لزجل حقيبة الفن السودانية وفق نتيجة البحث ووفق تسجيل الشاعر الحقيبي محمد بشير عتيق الذي صنف فيه أشعار الحقيبة كموشحات أندلسية (تم العثور على اللقاء مع عتيق فقط هذه الأيام بعد أربعين عاماً من تسجيله) لأسباب مجهولة. ونقول خلفية النمط النظمية لأن الزجل لم يأتي إلى السودان بكل محمولاته اللحنية والآدائية وإنما فقط نظم شعري تم تكييفه غنائياً مع الموروث المحلي اللحني والإيقاعي والموسيقي.
2- الزجل نوع شعري/غنائي/عامي/شعبي منبثق عن الموشح الأندلسي من حيث طريقة النظم نشأ أيام الأندلس المزدهرة ثم عم الشرق أيضاً تلك العهود وما زال يُمارس في كل المجتمعات المتحدثة اللغة العربية بالأصالة وتم مؤخراً إعتماد نوعين منه كإرث إنساني غير مادي بواسطة اليونيسكو/الأمم المتحدة وهما الزجل اللبناني 2014 والملحون المغربي 2024 (فهل يتم تسجيل الحقيبة السودانية أيضاً كإرث إنساني غير مادي!.. تلك هي الأمنية).
3- ما الحاجة إلى نوع شعري/غنائي جديد في السودان بداية العهد البريطاني في السودان؟! .. نضع هذا السؤال في الحسبان للأهمية ونحن نقرأ معاً هذه السلسلة من الحلقات المخصصة لموضعة تسجيل عتيق (الحقيبة موشحات أندلسية) في نتيجة بحث الحقيبة (الحقيبة زجل أندلسي). وستكون أربعة حلقات قصيرة نسبياً تأتي بالتتابع.
4- هذه الكتابة ومجمل الآراء الواردة بها تجد مرجعيتها في خلاصات نتيجة بحث الحقيبة وهو بحث في النظم الشعري للحقيبة وخلفيته النوعية وظروف نشأته التاريخية والآنثروبولوجية أيام العهد البريطاني في السودان.
للحقيبة خلفية أندلسية.. ملخص كتابي للنقاط الجوهرية من تسجيل عتيق التاريخي برفقة الإذاعي خليل محمود محمد:
1- حدثنا عم عتيق عن شغلكم في الموشحات الأندلسية (الجزء الاول من اللقاء يبدأ بمقدمة قصيرة من الإذاعي الألمعي خليل محمود محمد عن الموشح الأندلسي ) اللقاء جرى حوالي 1987 تقريبا.
2- أنا بديت في مدينة كسلا بالدوباي وبعد داك عملت في الموشح الأندلسي (الشاعر عتيق)
3- في البداية نفسي ما كنت عارف أن شغلي موشح لغاية ما جاء الزمن وعرفت (عتيق)
5- "جسمي المنحول" أول موشحة لي عملتها سنة 1937.. سيد عبد العزيز وعبيد عبدر الرحمن وعبد الرحمن الريح كلهم عندهم موشحات أندلسية.
6- أبو صلاح أستاذي وتعلمت منه كل شئ (عتيق). أنا أعتبره شيخ الصنعة "شعره فيه صنعة كبيرة وعندنا مثال جوهر صدر المحافل" (خليل يقول) ويعترض عتيق أن في شعر أبو صلاح أيضاً روح وعاطفة كبيرة.
7- العبادي شاعر متمكن وكذلك ود الرضي وسيد عبد العزيز يمتاز بالرصانة (عتيق)
8- أنا سودنت أبيات شعر فصيحة قال عتيق ذلك و ضرب مثلا.
(ووجدنا مرة أن الرائد سيد عبد العزيز سودن قصيدة في سناء القمر لإبن زيدون إلى في ديارهم حجبو القمر.. كما أخريات).
10- الموشح الأندلسي بتعرف بالقافية الآخيرة (عتيق يقول).. جسمي المنحول موشحة (أنا أشتغلت كتير في الموشح وأول واحد نظم الموشح الأندلسي هو أنا) ولكن "حاول يخفي نفسو" لسيد عبد العزيز ليست موشحة بس فيها رصف للقوافي.. سيد عنده الموشح الأندلسي لكن "حاول يخفي نفسو" لا.. لكن (فرحة للروح) لسيد موشحة أندلسية. . الموشحة بتتعرف بآخر القافية .. يقول عتيق.
ذلك هو ملخص لأقوال الشاعر الجليل عتيق في لقائه الإذاعي مع الأديب خليل محمود محمد. وتبقت لنا بعد ثلاث خطوات لنحاول موضعة كلام عتيق التاريخي في إحداثيات نتيجة بحث الحقيبة تلك المكونة بدورها من ثلاث نقاط:
2- تم تشجيع النمط بواسطة السلطات الإنجليزية لأسباب ذلك الزمان (وفق البحث).
3- لا يوجد دوبيت في السودان بالمعنى الإصطلاحي للكلمة وإنما أنماط شعرية أخرى وتحديداً مواليا وقوما وكان كان (هذه المعرفة تجعلنا نتعرف على القوانين الداخلية لكل نمط وآخر والفرز بينها).
وهنا تعليق ختامي على النقطة الأخيرة لعتيق رقم 10 الواردة بعاليه:
عتيق يعرف أنه نظم الشعر على نهج الموشح الأندلسي كونه يتحدث عن تجربة ذاتية.. ويقول للعلم أن الموشح الأندلسي يتحدد وينفرز عن الأنماط الشعرية الأخرى عبر القافية (نسق القوافي) أي طريقة النظم بشكل عام. وهذه المنهجية هي ذاتها التي أتبعها البحث ليصل إلى أن الحقيبة من نمطية الزجل الأندلسي وليس الموشح.. وهناك أدلة مادية بينة يستطيع ان يتعرف عليها في الحال كل مطلع وعالم بالفرق بين الزجل والموشح والأنماط الشعرية عموما.. هذا ما سيأتي شرحه تفصيلياً في مستقبل السرد وشرح لماذا صنف عتيق تحفته البديعة "جسمي المنحول" كموشحة.. مع انها زجلية!.
تلك كانت حلقة 1 من 4.. البقية تأتي بالتتابع (للحقيبة خلفية أندلسية)
--- التعديل: لإصلاح الأرقام وتثبيت تسجيل عتيق في المقدمة
للحقيبة خلفية أندلسية 2-4 تسجيل عتيق والقيمة المضافة The added value
بداية وكمفتاح أساسي لإستكشاف القيمة المضافة من اقرار عتيق بانه وعدد من صناع الحقيبة كتبوا الموشح الاندلسي او مضوا على نهجه:
1- لا بد هنا أن نتذكر الحقيقة الساطعة والمسلمة المقيمة في الأرض اكثر من مئة سنة أن مرجعية الحقيبة النظمية واللحنية في:
أ- شعر السافل
ب- المدائح النبوية.. وإرث سنار. لا شىء غير ذلك.
وهنا لا نحكي عن تأثر بالأثر أو تشابه بين الأنواع الشعرية مثل أن يقول البروف على المك أن خليل تأثر بشعر الطبيعة الأندلسي أو يقول أحد أفراد البعثة المصرية 1936 أن قصيدة أنة المجروح تشبه الغناء الأندلسي أو يشبه المبارك إبراهيم قصيدة في المداين بموشخ أندلسي. فالأشعار المكتوبة بالعربية تتلاقح مع بعضها البعض هذا طبعاً معلوم بالضرورة. لكن لا تتطابق.
إذ عندما نقول أن الرأي الذي لا رأي غيره حول مرجعية الحقيبة في المديح وشعر السافل ذلك يعني أن:
بناء القصيدة وقوانينها وقاموسها وطرق نظمها كلها في المديح وشعر السافل.. وليس الألحان فحسب.
هذا الرأي لم يعد مجرد رأي بل من المسلمات التي لا تقبل الجدل (الحقيبة مديح وشعر سافل) إذ هو:
1- الرأي الرسمي للدولة ممثلة في وزارات الثقافة والإعلام السودانية في عهود مختلفة.
2- رأي النخب و الطبقات المتعلمة والكتاب والنقاد الفنيين أمثال: على شمو و مبارك المغربي وإبراهيم المبارك وجمعة جابر ومامون الجعلي ومرتضى الغالي وعوض البصيري ومحمد سليمان الدكشنري (من مقدمي برنامج حقيبة الفن) والسر قدور والخ.
هذا الرأي قال به أيضاً بعض شعراء الحقيبة أنفسهم ومنهم أحمد حسين العمرابي وعمر البنا وأشر إليه الرائد ابو صلاح دون يقول صراحة.
3- الرأي الشعبي الذي أصبح من القناعات الراسخة وتجد ذلك في كل الكتابات والنقاشان واللقاءات الحية على مر الزمن.. وبل تزمت وتعصب له لأسباب شوفينية كما ضعف البحث والوعي العلميين في المجال.. في تصوري.
ملاحظة هامة هنا: أن المعني بالحقيبة في الأساس هو الزجل منها. لماذا؟. لأن الإسم جاء كإسم للمادة التي وجدها الرجل الذي أخترع الإسم في العام 1952 (صلاح أحمد محمد صالح) وبثها من لندن ثم لاحقاً أمدرمان. وأن الملحقات الأخرى والإضافات الأخرى التي سُميت بدورها حقيبة جاءت لاحقاً وأندغمت في الإسم الأول لذا وجب فرزها. وأن المقصود بأن مرجعية الحقيبة في المديح السوداني وأشعار السافل هو زجل الحقيبة (المادة التي سْجلت في الأسطوانات أيام العهد الإنجليزي "أدب وفن ما بين الحربين") وهذا ما يعنيه الناس في النقاط الثلاثة الواردة هنا.
هنا نأتي للقيمة المضافة التي نستطيع أن نستنبطها من تسجيل عتيق أمام تلك المسلمات الصلدة وهي أن من المحتمل أن للحقيبة مرجعية أخرى دون المديح السوداني واشعار السافل وتراث سنار. مرجعية نظمية من حيث قوانين النظم لا مجرد تشابهات.. مرجعية واضحة وهي أن عتيق كتب الموشح وآخرين بدورهم كتبوا الموشح الاندلسي ذكرهم عتيق بالإسماء وذكر بعض النماذج لهم وهم: سيد عبد العزيز وعبيد عبد الرحمن وعبد الرحمن الريح. وسيد عبد العزيز من الرواد. وذكر أيضاً في تسجيله أن أبو صلاح (من الرواد) أنه أستاذه وعلمه النظم.
إذاً خلاصة كلام عتيق أن هناك مرجعية أخرى للحقيبة ليست لأشعار السافل او المديح او سنار. قل مرجعية أخرى "مستدركة" بجانب المديح وشعر السافل.. تلك هي الإضافة المهمة والحاسمة في تسجيل عتيق المكتشف حديثا.
السؤال هنا: تسجيل عتيق حدث قبل حوالي 37 سنة تقريباً.. لماذا لم ينتبه له احد من الكتاب والنقاد والمشتغلين بالمجال؟.
لا بد من سبب.. في الحقيقة هناك ثلاث اسباب وفق نظري:
2- قول عتيق أنه وعدداً من شعراء الحقيبة نظموا الموشح (ولم يقل الزجل كونه لم يكن يعبأ بالفرز بينهما لأن الرواد لم يخبروه ولا أحد في ذلك الزمان وكل الأزمان) تلك الحقيقة قد تكون مرة ثانية غيبت الإنتباه. ونلاحظ انه قال انه كان يكتب الموشحات في بداية الامر ولم يكن يعرف انها موشحات.. يعني انه كاني يجاري اساتذته: ابو صلاح وسيد عبد العزيز.. وربما كثير من رفاقه كانوا مثله وبعضهم علم لاحقا والبعض الاخر لم يعرف ابدا.
3- صراع الموت او الحياة الذي نشب بين رواد الحقيبة والطنابرة وايضا محاربة اغاني التمتم التراثية بواسطة أولئك الرواد ساهمت في عدم الكشف عن الهوية النمطية لزجل الحقيبة خشية ان يقلل الافصاح من قيمة الاختراع الجديد الذي دخل للتو في حروب بقاء او فناء مع الانماط الغنائية الاقدم والارسخ.
عند هذه النقطة اقر بانني شخصياً لو لا نتيجة بحث الحقيبة لما أنتبهت لكلام عتيق كونه يقول موشح بينما في الحقيقة هو يعني الزجل. ولا يوجد موشح أبداً في نظم الحقيبة كما علمنا البحث. والمجال متاح طبعاً للتحقق من تلك المعلومة وجميع خلاصات البحث.. فقط فاليجتهد المجتهدون.
إنتباه: حتى بعد أن حصلنا على التسجيل الذي إنتطرناه سنوات عديدة (كان مهملاً أو/و مخفياً) وبعد أن رصدنا له جائزة رمزية.. لم يسعَ العارفون إلى تحليله ووضعه في سياقه الصحيح والإفادة منه والمتعه به.. ولم يشكرنا احد على الإنجاز.. لا مشكلة.. لا بل حدث العكس من البعض!.
وإن لم نتعرف على النوع الشعري فحتماً نضل قوانينه.. فالموشح غير الزجل. وهذا التضليل وقع فيه عتيق نفسه كما حاولنا أن نشرح في سابق السرد. وطبعاً عتيق رجل مبدع فذ وليس بناقد أو باحث في الأنواع الشعرية لكنه كان يعرف جيداً أنه يكتب نمطاً مختلفاً جذرياً عن طريقة نظم الدوباي وأشعار السافل وغيره من أقرانه يفعلون ذلك وذكرهم بالأسماء وذكر لهم بعض النماذج النظمية.
تلك هي النقطة الأولى كقيمة مضافة من تسجيل عتيق.. هما نقطتان أساسيتان.. النقطة الثانية حول ما أسميه بالقيمة المضافة من تسجيل عتيق تأتي مفصلة في
مواصلة النظر في القيمة المضافة من تسجيل عتيق:
قلنا أن النقطة الأولى كقيمة مضافة من الإنتباه لتسجيل عتيق هو أننا لأول مرة نسمع من أحد شعراء الحقيبة بطريقة واضحة وصريحة ولا لبس فيها أن هناك مرجعية نظمية لشعر الحقيبة غير المسلمة الراسخة أن مرجعية شعر الحقيبة النظمية في المديح السوداني وشعر السافل وإرث سنار.. وهو الرأي الرسمي والرأي النخبوي (أصحاب القلم والمجال) والذي أصبح هو الرأي السائد "الشعبي".
عتيق لم يقل أنا وأقراني تأثرنا بالموشح أو نظمنا يشبه الموشح .. لا.. بل قال أنا نظمت الموشح الأندلسي ونظم مثلي سيد عبد العزيز (وهو من الرواد) كما عبيد عبد الرحمن وطبعاً بالضرورة أستاذه ومعلمه أبو صلاح وهو طبعاً من الرواد.
إذاً ذلك يعني أننا الآن نستطيع أن نتلمس بشكل واضح مرجعية جديدة للحقيبة تضاد السائد.. وتساند نتيجة البحث التي تقول بأن الحقيبة من نمطية الزجل الأندلسي وهي تحديداً جرت على نسق الزجلين المملوكي والحوزي.
البحث لم يقل أن نمطية الحقيبة من حيث النوع الشعري زجل وتركها هكذا بل أستطعنا من خلال البحث أن نستكشف إستناداً إلى النتيجة (أن الحقيبة من نمطية الزجل = خلفية أندلسية) ونمضى إلى الأمام في المعرفة الموضوعية.. لقد تمكنا بعد كثير من اعمال الوقت والجهد من:
1- إستنباط طرق النظم الحقيبية "خمسة" .
2- التعرف على قواميس الحقيبة التي أشتغلت عليها "خمسة"
3- رواد الحقيبة "خمسة"
4- مدارس الحقيبة "خمسة".......... (هذه المخمسات صدفة أن تكون هكذا.. صدفة غريبة محببة).
5- أن شعر الحقيبة ينتمي إلى لونية الزجلين الحوزي والمملوكي في الاساس مع تقاطعات مع أعمال إبن قزمان "المؤسس لقواعد فن الزجل”.
6- إستطعنا أن نتعرف على المصادر "المنبع" في الحالين (المملوكي والحوزي)
7- أستطعنا أن نتعرف المراحل التي مر بها النمط بداية بالعام 1910 إلى العام 1954 حيث بدأ برنامج حقيبة الفن وجاءت التسمية لأول مرة وكان المقصود بها فقط "الزجل" أي تلك الأعمال المسجلة في الأسطوانات.
8- أستطعنا أن نتعرف على حقيقة وخلفية وأسباب دعم الإنجليز للنمط الزجلي دون غيره من فنون السودان الأخرى.
9- تعرفنا على عديد النماذج المتكئة على أعمال زجلية تاريخية: ليس أثراُ وتأثراً وتشابها وتلاقحاً طبيعياً وإنما 1- إقتباسات 2- إستشهادات 3- مجاراة بينة واضحة لا لبس فيها لأزجال مملوكية وحوزية. مما قادنا أيضاً إلى التيقن من أن رواد الحقيبة كانوا على دراية لا لبس فيها بالنوع الشعري الذي ينظمون وفق قواعده وقد ذكروا كلمة زجل عديد المرات في أشعارهم وبمعناها الإصطلاحي الدقيق.
10- أستخرجنا تفاعليل وأوزان النظم الحقيبي مقابل أشعار السودان الأقدم (المسماة دوبيت) وأهمية معرفة الأوزان والتفاعيل تجعلنا نتعرف بشكل موضوعي على البناء التقني للقصيدة ومقارنتها بالأشعار الأخرى الاقدم والموازية واللاحقة. كما نستطيع من خلالها القراءة السليمة للكلمة الشعرية وقاموسها.
وآخيراً ومن الأعمال المبهجة لنا غاية البهجة:
11- أستطعنا أن نستكشف أبحر الحقيبة أي المقاييس الشعرية التي نُظمت على أثرها كل أشعار الحقيبة التي سرعان ما تحولت إلى أغاني تم تسجيلها في أسطوانات أو كما هو معلوم
فشهادة عتيق تُعني بكل تلك النقاط العشرة المنبنية على حقيقة أن النمط الحقيبي من لونية "نمطية" لم تكن معروفة في التراث السوداني القديم وإنما وافدة حديثاً في زمن العهد الإنجليزي وتلك النمطية يسميها عتيق "موشح" ويقول البحث "زجل".
ذلك ملخص للقيمة المضافة رقم واحد.
القيمة الثانية: تتمثل في المساهمة في دحض وكشف جذور مخيال العنف اللفظي والحسي الذي واجهه المشتغلين بالبحث حين إعلان نتيجته النهائية ومن ضمنها (ليست الوحيدة) أن الحقيبة من نمطية الزجل الأندلسي.. كانت تلك المعلومة التي تبدو بسيطة صادمة لكل المشتغلين في حقل الفن والغناء وقوبلت برفض عنيف وصل كل حدود الفحش والفجور في الخصومة.. لدرجة أن بعض الفعاليات التي أقيمت في بداية العام 2020 في الخرطوم ومدني حول نتيجة البحث كانت محروسة ودياً ورسمياً جراء توقع العنف الجسدي .. إذ أن الحقيبة أصبحت سلطة في حد ذاتها اضافة الى كونها بيزنس واكل عيش للكثيرين عبر عقود عديدة من الزمن .. أكل عيش فعلاً وحقاً لكل من هب ودب أو كما يقول المثل الشعبي.. وعندها نقابات وحراس وعندها مسلمات راسخة تفسر وجودها ليس من ضمنها أنها زجل أو موشح وإنما إرث سنار و مديح وأشعار سافل مطورة.
لو كان تسجيل عتيق معنا تلك الأيام المظلمة لقلنا للناس انظروا لسنا وحدنا بل هذا الرجل الجليل "منكم" أيضاً قال مثلنا وقبلنا أن من المحتمل للحقيبة مرجعية أخرى غير ما تتدعون أو ما وجدتم عليه أباؤكم.. فلا تعسفوا بنا.. ولكن لم يكن ممكنا حينها حتى حصحص الحق.
وما زال البعض الذاهل والزاهد في المعرفة الموضوعية يسعى إلى جلدنا وكل بطريقته جراء رسوخ سلطة الخرافة.. وتلك هي ليست أقدارنا وحدنا بل كل من يقف أمام لعنة العقل السحري.
ونواصل المرة القادمة (3-4) في موضعة عتيق في نتيجة البحث.
للحقيبة خلفية أندلسية 3-4 قصيدة جسمي المنحول هل هي موشحة أم زجلية؟!
عتيق صاحبها يقول: موشحة.. والبحث يقول زجلية!.
الزجل والموشح يلتقيان في إمور ما ويتفارقان في امور أخرى. إذ يشتركان في المميزات التالية معا: هما اختراع اندلسي من حيث المبدأ.. لهما طرق نظم تختلف جوهرياً عن القصيدة العربية الكلاسيكية المكون بيتها مطلقاً من شطرين.. بينما بيت الموشح/الزجل يستطيع ان يتكون من ثلاثة الى سبعة أشطر في المتوسط.. وشىء مهم بدوره انهما شعر للغناء. وانهما فن حضري اي فن المدن في العادة.
ويختلفان في أن: الموشح فصيح في العموم والزجل عامي مطلقاً أي لا يلتزم باي قدر من التعريب ولا يلتزم الأبحر العربية الرسمية.
الموشح فن الصفوات والقصور بينما الزجل في منشئه فن العامة كما الخاصة. تتعدد طرق نظم الزجل بينما طريقة نظم الموشح واحدة في الأساس. الموشح تراجع وانحسر امام الزجل الذي تسيد كل الوقت واصبح فن العامة والخاصة حتى تاريخ اليوم واخذ كل مساحات الموشح وورثه بالكامل بالذات بعيد عهد المماليك في مصر والشام.. هذا التعريف يلتقي مع التعريفات المدرسية فقط بلغة الكاتب.
ووفق ذلك التعريف العلمي فإن قصيدة "جسمي المنحول" زجلية وليست موشحة.. أصلاً شعراء الحقيبة لم يكتبوا الموشح فقط الزجل أو أنماط شعرية أخرى.
والشئ المهم هنا أن الأنواع الشعرية لا تتعرف بالضرورة بفهم مبدعيها لها ولا بالتصريحات والأقوال المصنفة لها "كِدا بس" وإنما كل نمط شعري عنده قوانينه الخاصة به والمعروفة سلفاً من حيث بناء القصيدة وأوزانها وقوافيها ونوع لغتها "عامي أم فصيح".
و"جسمي المنحول" التي صنفها صاحبها في نوع الموشح لا تنطبق عليها صفات الموشح بل الزجل. غير أنه يبدو جلياً أن عتيق يعني أنها تجري وفق طريقة الموشح من حيث النظم.. هذا صحيح إلى حد كبير.. لكن القصيدة عامية غير معربة فهي زجل تام. وإن كان الزجل التام قد إستلف طريقة نظم الموشح فللزجل طرق نظم أخرى عديدة. وللحقيبة مثلاً كنمط زجلي خمس طرق نظم وإنما طريقة النظم الزجلي التام إحدى طرق النظم الزجلي فحسب. وهذا ما دعى الشاعر عتيق ليرفض أن تكون قصيدة "حاول يخفي نفسو.. لسيد عبد العزيز" موشحة مثلها وجسمي المنحول لأنه يفهم أن الزجل التام وحده هو الموشح ولا يعبأ بطرق النظم الأخرى. وأنت إن لم تتعرف على النوع الشعري لن تتعرف على قوانينه بالكامل. تلك هي القضية عند هذه النقطة. وفي الحقيقة فإن جسمي المنحول وحاول يخفي نفسه ليستا موشحاً بل من نمط الزجل فقط يختلفان في طرق النظم الزجلية.
النقطة المهمة هنا إن النظم الشعري للحقيبة تأسس على فن المجاراة. وبدأ بأنماط زجلية مملوكية وحوزية محدودة ثم أنطلق منها إلى الإبداع الخاص والذاتي مطلقاً. وبالتالي فعدد من شعراء الحقيبة من غير الرواد الأربعة لم يكن يعرف تلك الحقيقة بما في ذلك عتيق نفسه. فهو إنسان مبدع وشاعر مطبوع لذا فإنه كان يجاري تلك الأنواع الشعرية وقد كرر عديد المرات في تسجيله االذي أمامنا أنه كان يقتفي أثر أساتذته وذكر منهم أبو صلاح وسيد عبد العزيز. ثم ذكر أنه أيضاً طور قراءاته في الأدب الشعري الأندلسي لأنه كان يسمع ويشعر أن لهذا النمط الحقيبي علاقة بالأدب الاندلسي لكن دون أن يعرف ذلك على وجه الدقة وإلا لصنف قصيدته (جسمي المنحول) كزجلية وليست موشحة.
وهنا تعليق قديم يناسب هذه المناسبة: هل كان رواد الحقيبة يعرفون بأن الحقيبة زجل؟ وفق زعم البحث والباحث.. ولم يقولوا بذلك صراحة في زمانهم لأسبابهم؟.. ربما تكون الإجابة “نعم”!.. وعرفنا ذلك من: 1- طريقة نظم القصيدة الزجلية (الزجل التام = مطلع + أدوار متكررة في قوافي مختلفة + أقفال متكررة في قوافي متفقة+ خرجة في قافية المطلع وقافية الأقفال في لغة عامية) = زجل.. ولا يوجد نوع شعري في الوجود يتبع تلك الطريقة غيره "حتماً ومؤكد عبر الأزمان”.
2- القاموس المشترك
3- وجدنا إقتباسات وإستشهادات بينة من أزجال مملوكية وحوزية
4- وجدنا مجاراة بينة واضحة ساطعة لا لبس فيها لعدد من الأزجال التاريخية: مملوكية وحوزية وأندلسية مباشرة.
وأهم شئ عند هذه النقطة: 5- ذكر رواد الحقيبة في بعض أشعارهم كلمة (زجل) بطريقة واضحة لا لبس بمعناها الإصطلاحي وتأثر بهم آخرين عالمين أو غير عالمين.. مثال:
وهذه نماذج تؤكد أن رواد الحقيبة الأساسيين كانوا يعرفون معنى كلمة "زجل" في مستواها الإصطلاحي (نوع شعري). وكانوا يعرفون أنه نمط معسول من الكلام المنظوم "حالي، عسل، باهر":
انشِي شعري و"زجلي" وموالي... في ثَناك قليل يا جميل (العبادي)
ضاع صبري زاد من نار الصدود وجلي.. يامعاني الشـعر و"الزَّجــــــــلِ”
يا بيت القصيد يا روح "الزَّجــــــــلِ" (عبيد عبد الرحمن)
مالت على الأغصان تصتنت الزجل (أبو صلاح).
رقصنا وزجلنا (عمر البنا)
لو رد السلام بحكمة و خجل .. كنا نقول كلام احلى من "الزجل" .. (عبد العزيز سيد احمد، متأثراً بالحقيبة إذ لا قبله ولا بعده وفق رصد البحث في 2017).
وود الرضي:
جنْ جلنْ عيونَ الناظرين أنجالِنْ.. جَمعنْ جِنْ وفَنْ جَنْ بيه من "زَجَّالِنْ" .. ديوان ود الرضي ص 296. والزجال هنا هو الشخص المشتغل بفن الزجل (القاموس المحيط).
في كل تلك المرات جاءت كلمة زجل موعية ومعنية بمعني حالي، باهر، عظيم.
هذه الكلمة "زجل" بمعناها الإصطلاحي لا توجد في أي منهج دراسي سوداني معلوم (قديم أم حديث) وغير مستخدمة في اليومي وبل مجهولة تماما بالنسبة للشخص السوداني العادي.. ولم ترد في اي شعر سوداني آخر ابدا غير زجل الحقيبة. لذا فعلا غريبة.. الكلمة.. لكن اهلها كانوا عارفين ( ربما نحن بس الما عارفين وأميين في معرفتنا بفن الزجل إلى هذا القدر).
ولم ترد كلمة زجل في الشعر العربي الكلاسيكي مطلقا كون الزجل أصلاً فن عامي وليس فصيحاً بل ممنوع فيه التعريب حسب رائده الأول إبن قزمان (وجردت فني هذا من الإعـراب كما يجرد السيف من القراب / فمن دخل علي من هذا الباب / فقد أخـطـأ ومـا أصـاب).
أي أن الزجل فن عامي لا يصح فيه التعريب لأنه إذن يفسد التفاعيل فالوزن ويخفي رونق النظم.. حسب إبن قزمان.
مع ملاحظة أن البحث لم يستند على ذلك ليقول أن الحقيبة مضت على نهج الزجل الأندلسي ولا المتشابهات والقواميس المشتركة.. لا.. بل بناء القصيدة وحده يكفي ليحدد ما إذا كانت القصيدة زجل أم لا، كون الزجل التام (الزجل التام) هو ذاته الموشح من حيث النظم (يتكون من مطلع وأدوار وأقفال وخرجة) لكنه فقط غير معرب وذلك هو الفرق الوحيد الجوهري .
وجاء في المقدمة لابن خلدون: "لما شاع فنُّ التوشيح في أهل الأندلس، وأخذ به الجمهور لسلاسته وتنميق كلامه وترصيع أجزائه، نسجت العامة من أهل الأمصار على منواله، ونظموا في طريقتهم بلغتهم الحضرية من غير أن يلتزموا فيه إعراباً، واستحدثوا فناً سموه بالزجل، والتزموا النظم فيه على مناحيهم إلى هذا العهد فجاءوا فيه بالغرائب واتسع فيه للبلاغة مجال، بحسب لغتهم المستعجمة". والمستعجمة هنا تعني غير المعربة.. هذا الوصف ينطبق على الحقيبة.
ثم أنتشر الموشح في كل مكان في المشرق وحتى تاريخ اليوم فقط وصل السودان متأخراً مع العهد الإنجليزي. فقد سادت في السودان أنماط شعرية وغنائية أخرى أخذت الإسم “دوبيت” بينما هي في أصلها العلمي: مواليا وقوما وكانكان.. ليس من بينها الزجل وعبر عدة قرون بداية بالعهد السناري وكل الوقت.
فكل مطلع أو دارس يستطيع أن يفرق بين الأنواع الشعرية من حيث بناء القصيدة وقوافيها وأوزانها أي طريقة نظمها.
في نهاية هذه الحلقة
ونبدا بسؤال: ما الحاجة لتخلق نمط شعري وغنائي جديد في تلك اللحظة التاريخية؟!. ذلك السؤال مهم في تقديري لتأمله اولا.. ثم : لماذا وكيف مات النمط النظمي للحقيبة.. كما حدثنا الواقع!
نظرة في اسباب نشوء النمط:
ربما لأن لا توجد في سالف تاريخ السودان أنماط شعرية وغنائية حضرية (مدينية) بل كل أو جل تلك الأنواع ريفية وبدوية ثم ذات خلفية أثنية آحادية كل الوقت.. مثل:
1- أشعار السافل (كبوشية وشندي والمتمة والدامر) وهي مناطق الجعليين التاريخية.
2- أشعار البطانة وهي في الأساس إنتاج جماعات الشكرية والمسلمية والكواهلة والبطاحين ورفاعة واللحويين. وهي أول الأشعار التي وصلتنا من بدايات العهد السناري. وربما تكون أول الأشعار االعامية التي وصلتنا مطلقا.
3- أشعار الشايقية
4- شمال كردفان (مثال الحسانية والكبابيش والمجانين والجوامعة).
وغير ذلك لا يوجد في أواسط السودان غير غناء الدلوكة بقسميه أ- غناء البنات الأحرار ب- غناء البنات خادمات المنازل (ورد أيضاً في كتاب لهجة عربان السودان بقلم اليوزباشي أميري 1905).
مع بداية العهد الإنجليزي 1900 حدثت تحولات إدارية وإقتصادية وثقافية جديدة أقتضت لزوم تحول في مخيال الشعر والغناء.. هذه بإختصار.
مختصر أسرار ميلاد حقيبة الفن السودانية وأسباب نهايتها.. سرد مختصر حول أسباب نشوء النظم الشعري لحقيبة الفن واسباب نهايته أو موته النظمي.
أسباب نشوء النمط الحقيبي "الزجلي" تتلخص في التغيير السياسي والإجتماعي والإقتصادي والإداري الكبير الذي أعقب مجزرة كرري وإنهيار الدولة المهدية وسيطرة الإنجليز والباشوات على السودان من جديد بعد إنقطاع دام طيلة عهد الدولة المهدية "15 سنة".
فجاءت قيادة جديدة للدولة وجيوش جديدة وجاليات جديدة ومخيالات ثقافية جديدة. كل ذلك تطلب بدوره فن ترفيهي جديد ورقص جديد وكل شئ جديد.
إضافة إلى أن فنون السودان التي كانت سائدة تلك اللحظة كانت عنيفة العبارة ومشحونة بذكر أدوات الحرب والطحان من سيوف وحراب وسيطان وبطان و"الخيل عركسن ما قال عدادن كم.. أحي على سيفو بالحد الروس" بنونة. والرقصات المصاحبة لتلك الأغاني تُمارس حرفياً بإصطحاب السيوف والعصي والسيطان من أنواع العرضة والصقرية والقفز بالسيوف في الهواء وكأنها معركة حربية حقيقية.
تلك في الحقيقة إحدى تمارين خوض الحروب.. أي تدريب الفرسان الأشداء على إستخدام أدوات القتال كما تأهيلهم بدنياً. نعم، هي أقرب لأن تكون تدريبات ومناورات عسكرية منها إلى مجرد رقص ترفيهي.
كما أن تلك الأشعار المغناة يتبعها في كثير من الأحيان كرير عبر الحلق يسمى "الطنبور أو الطمبور" والطنبور في ذات الوقت هو الربابة في منطقة الجعليين الكبرى وله أسماء أخرى في الأرجاء الأخرى.. والكرير تحديداً شكل من أشكال الكورس الغنائي والموسيقى (فلكلوري) متخلف تقنياً عن أشكال الموسيقى الحديثة التي دخلت السودان مع العهد الجديد (العود والكمان والرق).. وقد أسس الإنجليز الفرقة الموسيقية العسكرية العام 1915.
لكل تلك الأسباب لا بد من نشوء فن جديد ألطف في العبارة وأشيك.. وفي لغة قد تكون مفهومة للجنود وقياداتهم والجاليات الجديدة .. أي حاجة مناسبة للأذواق الجديدة من جاليات وافدة وجيوش حارسة للوطن والعهد الجديد وموظفين وعمال يكدون ليل نهار من أجل رفعة إقتصاد البلاد وأمنها وفي الخاطر الإمبراطورية العظمى ومصانع لانكشير وقطن الجزيرة ذلك "الذهب الأبيض".
كل هؤلئك يستحقون فناً جديداً يفهمونه ويروحون به عن أنفسهم (ولا إذاعة بعد ولا تلفزيون ولا أدوات تسجيل) ذلك الزمان . دور الفن والحكاوي الشعبية كان في غاية الأهمية والخطورة ليس فقط في فضاء الترفيه بل ايضاً في إثارة الثورات ضد الحكام من كانوا أو العكس تثبيطها!. كان لا بد من بحث عن فن خالي من ألفاظ وأدوات الأرهاب وخالي من (الربابة وعُوعايْ الطنابرة) ذلك الشكل التاريخي الذي يمكن فقط وضعه في المتاحف ليتفرج عليه زوار الخرطوم التي أصبحت للتو جزءاً من ممتلكات الإمبراطورية العظمى. وكان هناك خمسة مبدعون عظام قاموا بالمهمة في الدورة التمهيدية على الوجه الاكمل ثم أنتقوا معهم لاحقاً آخرين وهم:
إبراهيم العبادي والخليل في خط واحد وود الرضي وصالح عبد السيد أبو صلاح. (الخليل تراجع دوره بعد احداث نوفمبر 1924 وانحيازه للمعسكر المهزوم في المعركة وربما ذلك سببا من اسباب موته المبكر). هؤلئك معاً تولوا أمر الثورة الفنية الشعرية الجديدة (الوعد الجديد) بمنتهى الصدق والعنفوان.
وتولى أمر الألحان والأداء الحاج محمد أحمد سرور. هو الخامس (في التيم) وذو اهمية بالغة.
وتم في الجانب الآخر (في العلن والسر) ردع الطنابرة بعنف شديد ومنظم (فنون السودان الشعبية والتراثية الأقدم والأرسخ).. تحدثت عن ذلك بعض الوثائق ثم عم الصمت بعد التمكين الإنجليزي الذي استمر 60 عاماً. وتم أيضاً محاربة فن التمتم ثم توجيهه في نسق الزجل. وفي جانب آخر كانت هناك أيضاً حرب تجري ضد أغاني التم تم أنتهت بصلح تلقائي بينهما نسبة للحاجة المتبادلة بين الفنيين (راجع إن شئت الحلقات السابقة من هذه السلسلة).
وكان النمط الزجلي مناسباً نسبة لعدة أسباب: 1- لغته في بعض نصوصها الأصيلة تشابه العامية السودانية (متأثرة بالعهد المملوكي) 2- يسهل مجاراته والإنطلاق منه إلى الخصوصية الإبداعية 3- مفهوم ومعروف للجاليات الجديدة الوافدة مع العهد الجديد وللجيوش وقياداتها 4- مموسق ورشيق العبارة بطبيعته النمطية 5- يعيش في تاريخانيته في مَنْأى عن السياسية وتقلباتها إلا شذوذا.
وهكذا انبلج العهد الغنائي الجديد مع ليالي سرور.
هذا بإختصار في شأن أسباب نشوء النمط... وأما أسباب خفوته أو في الحقيقة موته النظمي، فهذه هي الاسباب وفق هذا التصور “ثلاثة أسباب":
1- السبب الاول أن النمط الشعري ليس جزءً من مخيال أي جماعة شعبية سودانية.. بالتالي فإن طريقة نظمه مجهولة بالنسبة للجميع ما عدا أصحاب الصنعة. وفي هكذا حالة فبتوقف أو موت أصحاب النظم يموت النظم. وهذا بالضبط ما حدث. هذا بإختصار حيال هذه النقطة.
2- السبب الثاني في علة النظم نفسه (طريقة نظم الزجل أو طبيعته) معقدة حيث لا بد من: مطلع وأدوار وأقفال وخرجة.. أو أن تتعدد الأوزان وتتعدد القوافي بين الصدر والعجز من البيت الواحد ثم تثليث وتربيع القافية وربما تسديسها (ح/ماماتن.. غ/ماماتن) مثال.. مما يجعله عملاً شاقاً جداً لا تستطيعه إلا المواهب الجبارة وذات الدربة العالية.
ولهذه الأسباب فنمطية الزجل الأندلسي في الغالب لا تصلح للمعاني بل الوصف. ولذا كثير من شعراء الحقيبة لحظة المشاعر أو الرؤى الحقيقية يلجأون إلى الدارجة السودانية القحة وإلى الدوبيت.
3- إنقضاء ظروف النشأة.
ذلك النظم الحقيبي (الزجلي) الباهر كان حتماً عملاً شاقاً جداً في زمانه وليس كما يبدو عليه من شكله الخارجي.. ولا يقدر عليه إلا شخص يمتلك حتماً شيئين جوهريين “معاً”: 1- موهبة فطرية عالية (ليس كافية إلا مع حضور الشئ الثاني) 2- علم مسبق بطرق النظم الزجلي ذات التعقيد الكبير.
وفي غياب هذين الشيئين يغيب كل شئ تقريباً وذلك بالضبط ما حدث وأثبته الواقع .. فغاب نظم الحقيبة وغابت القواميس التاريخية .. وظلت الحقيبة مجرد صدى محبوب يردده الناس كل يوم مع ذكريات الأزمان الجميلة المنصرمة.. وظل كثير من الناس في ظل عدم الوعي العلمي بخلفية نظم الحقيبة ونوعها الشعري وملابسات نشأتها تنسج الأساطير والقصص الخرافية كل الوقت وحتى تاريخ بحث الحقيبة 2017 حيث أمكننا الإجابة العلمية على كل تلك الأسئلة التي كانت بلا إجابة.
وفي المرات المقبلة سنسرد المراحل الزمنية من النواحي النظمية والفنية والعملية التي مرت بها الحقيبة بين الاعوام 1910 و 1953 حيث كان اسم الفن (الشيء الجديد) و1954-الى تاريخ اليوم حيث اصبح اسمه (حقيبة الفن)
تلك كانت الخطوة 3-4 من سلسلة: للحقيبة خلفية أندلسية .. وتبقت لنا الخلاصة في حلقة أخيرة 4-4.
للحقيبة خلفية أندلسية .. حلقة أخيرة 4-4 خلاصة الخلاصة
هذه المرة نعطي ملخصاً لخلفيات مرجعية الحقيبة النظمية.. وطريقة النظم هي الفيصل في تحديد الأنواع الشعرية كما هو معلوم بالضرورة. ووفق السائد من مسلمات (غير علمية طبعاً) هناك إحتمالان فقط بتلك المرجعية والبحث أضاف إحتمالاً ثالثاً يعضده أيضاً تسجيل الشاعر عتيق الذي وصلنا أخيراً وقال فيه أننا نظمنا الأشعار الغنائية على نهج الموشح الأندلسي، إذاً اصبحت لدينا ثلاثة إحتمالات لمرجعية الحقيبة:
1- أشعار السافل = دوبيت (إسم مجازي غير علمي) إذ لا يوجد دوبيت في تاريخ السودان ولا حاضره (الدوبيت فن شعري فصيح وعنده وزن واحد محدد ونمط محدد للقوافي) إنما الذي عندنا: موال وقوما (نسميه دوبيت) وكانكان (نسميه مسدار).. الخلط بين تلك الانواع ووضعها في سلة واحدة ساهم في المزيد من تشويش الفرز بين زجل الحقيبة وتلك الأنماط المختلفة.
2- المدائح النبوية (المديح غرض وليس بنوع شعري) دي Off point
3- خلفية أندلسية (جاءت حديثاً من خارج المعهود السوداني وأصبحت جزءً حتميا منه).. هنا وجب أن تُقرع الأجراس.. أي يَنشد الإنتباه.
ووفق نتيجة البحث الذي أعتمد أساساً: المنهج الأدبي المقارن إضافة إلى المنهجين الآنثروبولوجي والتاريخي.. لم يجد البحث أي علاقة بين أشعار السافل المعنية (الدوبيت والمسدار) بزجل الحقيبة من حيث طريقة النظم (وهي الفيصل ووحدها كافية علمياً حينما تتطابق لتقرير الأنواع الشعرية وفرزها من بعضها البعض) ولا توجد تلاقيات في المخيال ولا القاموس والتفاعيل والأوزان كما لا توجد في زجل الحقيبة إقتباسات وإستشهادات من أشعار السافل كتلك التي جرت بين الحقيبة وأزجال تاريخية منتقاة (مملوكية/حوزية).
لكن نكرر دوماً أن: طريقة النظم هي الفيصل (وحدها كافية علمياً) وما تبقى من القواميس والكلمات المفتاحية والإقتباسات والإستشهادات والمجارات فهي هدية إضافية على النتيجة "هوادة" بالدارجة السودانية.
أما الزعم القائل بمرجعية للحقيبة من حيث النظم في المديح (هنا نتحدث عن القضية الفيصلية في تحديد الأنواع الشعرية) فالمديح النبوي (إرث شعبي قديم يخص المشرق كله كما المغرب لا السودان وحده طبعا). و أي مديح اي كان، ليس بنوع شعري بل غرض شعري ليس إلا. لا يوجد شئ إسمه "مديح" كنمط شعري او نوع شعري. بل غرض يستخدم من أجل هدفه كل الأنواع الشعرية من: الشعر الكلاسيكي (بانت سعاد فقلبي اليوم مبتول) والدوبيت (الموال والقوما) والمسدار (الكانكان) والموشح والزجل وشعر التفعيلة وقصيدة النثر والنثر نفسه. كل شيء.
لا تستطيع ان تنتج من المديح نوعا شعريا كزجل الحقيبة.. مستحيل.
فذلك الإدعاء من حيث الأساس باطلا محضا وهو اظنه نتاج الحيرة الناتجة من ضعف عدد وكم البحوث العلمية والدراسات في مثل هذه المجالات عندنا في السودان وربما في كل شئون حياتنا ليس الأداب والفنون الشعبية فحسب، فتملأ الفراغات العريضة تلك الخرافات العريضة (الطلس) في مثل تلك الحالات، ويسود العقل السحري أو كما هو الواقع المعيش .. الطلس والشعوذة يسودان بشدة كل مناحي حياتنا.
فمعظم المدائح السودانية الخالصة في الأساس دوبيت (مواليا وقوما وكنكان = أنواع شعرية نجملها عندنا في السودان في كلمتي دوبيت ومسدار) كما أسلفنا القول .. وهي الأنواع الشعرية الأقدم والأرسخ والأكبر أثراً على مخيال كثير من شعوب السودان بالذات في الوسط الوسيط ومنه منطقة البطانة.. ثم مدن: كبوشية وشندي والمتمة وبربر "هذه المدن الأربعة هي الحاضنة شبه الحصرية لما يُسمى بشعر السافل". كما في أرجاء الشايقية وشمال كردفان وبعض أرجاء دارفور.. أعني رقعة إنتشار تلك الألوان/الأنماط الشعرية/الغنائية الشعبية/العامية.
المديح النبوي إرث شعبي محبب عندنا وعند كثير الشعوب من حولنا (عابر للمكان والزمان) بحكم إنتشار الطرق الصوفية عبر الزمكانات.
لكنه لم ينتج يوماً لنا حقيبة فن وهو موجود من قبل أن تنشأ دولة سنار 1504م وعبر زمانها كله والعهود التي تلتها من تركية ومهدية.. لم نسمع بأي شيء مشابه للحقيبة.. ولم يُحي لنا الحقيبة بعد أن نشأت بغتة ونضجت 1919 وبدأت في الموت نظمياً 1945 "لذا يقولون، هي فن ما بين الحربين".. أليس كذلك!. كل ذلك حدث في حضور المديح وهو من فريتهم براءة.
فالمديح (جميل في مخيال عامة الناس) لكنه شئ موازي ويعيش عالمه الخاص.. ولم يكن يوماً سبباً في نشأة الحقيبة ولا سبباً في موتها ولم يستطع إحيائها من جديد بعد أن ماتت نظميا.. بل حتى أنه توقف هو ذاته عن مجاراتها نظمياً بعد موتها.. هذا هو الواقع.
شئء آخر مهم إذ أن المداح السودانيين هم من جاروا بعض أشعار/أغاني الحقيبة لا العكس (هناك أدلة صريحة واضحة.. وشهود هم الشيوخ الصوفية العظام ذاتهم الذين جاروا الحقيبة).
والشئ المتعلق بالأمر هنا وذو أهمية بالغة هو أنه سهل عليك أن تجاري قصيدة "غزلية" محددة وتحولها إلى مديح في النبي (وفق المخيال الشعبي) ولكن العكس صعباً ولا يألفه المخيال الشعبي أن تحول مدحة في النبي إلى التغزل في جسد إمرأة فارهة في مخيالك مهما كانت مكانتها او عظمتها. هذا غير معهود.
لذا لم يحدث.. لم نجد أي تصريحات من أصحاب الشأن "الحقيبة" بذلك لكن المداح العظام قال منهم عشرة في أقل تقدير .. الشيوخ: الشريف الهندي والصابونابي وحفيد الماحي والهاشمي وأبو كساوي، والدقوني الابن. مجرد أمثلة لا حصرية.
قالوا علناً أنهم جاروا زجل الحقيبة لما شهدوه فيه بحسهم المرهف من نسق نظم جديد موشح ومرصع (كما قال إبن خلدون ويعنى فن الزجل مطلقاً) وذو قواميس فريدة وتعابير عجيبة قادمة من تواريخ قديمة متلاقحة من قواميس الحاضر (ذلك هو سحر الحقيبة ومكمن فتنتها كما الزجل مطلقاً وهي منه).. فحولوها الى مديح محبب.
لي في شروقنا قمر ويا ليلة ليلك جنًَ من أشهر المدائح هن مجاراة لزجل الحقيبة وليس العكس.
ولكن كثير من الناس تخلط بسبب نقص المعلومة او التطليس وتجعل شعراء الحقيبة مجارون للمديح ولكن الحقيقة عكس ذلك لمن أراد التحقق بنفسه.. وأي خرق لهذه القاعدة فتلك ربما حالة شاذة، شخصياً لم أمر بها.
نظرية الفستق:
بعد علينا أن نتذكر دوماً (نظرية الفستق) أن: الأغاني الناتجة عن أشعار (زجليات) هي التي أخذت الإسم (حقيبة الفن) تلك التي وجدها الرجل الذي إخترع الإسم في الأسطوانات التي تم تسجيلها أيام العهد الإنجليزي (1926-1940) كان زجلاً محضاَ.. وليس شئ غير ذلك.. أي إضافات أخرى تمت بعد ذلك تكون خارج المعنى الأول لكلمة (حقيبة) أو كما هو منطق الأشياء.
قبل ولادة الإسم (حقيبة) سنة 1954 عبر الصدفة وحدها بواسطة الإذاعي صلاح أحمد كان النمط لا إسم له (تلك الأسطوانات لا إسم للمادة التي بداخلها) إسمها فقط: الشئ الجديد.. إبراهيم العبادي جمع الناس سنة 1923 وقال ليهم تعالوا نوريكم الشيء الجديد العملناه (مبارك المغربي).
وهنا العبادي يعني النظم الشعري (الزجل).
سرور دخلني الغرفة قعد ينقرش بالكبريت وقال لي أسمع الشيء الجديد "الغناء الجديد" العملناه (ديميتري البازار يتحدث) المرجع السابق.
وهنا سرور يعني اللحن الجديد للشيء الجديد الذي عناه العبادي.
الشيء الجديد تم تسجيله في أسطوانات بين الأعوام 1926-1939 تم تسجيله وحده (الزجل) لا غيره.
لكي يزول عن خاطرك التشويش وطلس الحقبنجية في الحتة دي.. تأمل في هذه النظرية المخترعة للبيان "نظرية الفستك":
نظرية الفستق بإختصار (مثال للبيان من اختراعي):
عندك كيس فستق سنة 1954 (فهو كيس الفستق معرفاً) أضفت له: تسالي سنة 1964 وما زلت تسميه كيس الفستق.. ثم أضفت على الخليط: فول حاجات 1974 وظللت أيضاً تسميه كيس الفستق.. مع أنه في الحقيقة أصبح كيس الفستق والتسالي والفول السوداني.
تلك هي "الحقيبة" بعد صلاح أحمد محمد صالح والإسم الذي عناه "حقيبة الفستق" وحده = الزجل السوداني فتم إضافات عليها كثيرة ليست من نوعها الأول وظلت تسمى كيس الفستق = الحقيبة. اذ جاء بعد صلاح احمد صالح إذاعيون اخرون اضافوا للحقيبة الاولى (كيس الفستق) اغاني جديدة ليست من نمط الزجل ولو كتبها ذات الشعراء وسميت دواوين كاملة (حقيبة) واصبح شعراء كبار منوعي الانتاج مجرد شعراء (حقيبة) مثل الخليل والعبادي وابو صلاح وود الرضي.. اذ كتبوا الموال والقوما والكانكان والزجل.. اي كل الانواع الشعرية العامية الممكنة في السودان.. وبعد ذلك كلهم التصق اسمهم بالحقيبة واصبح انتاجاتهم كلها (حقيبة).
وجب فك الاشتباك.
وذلك جزءَ ضئيلاً من الضلال الكبير بمحتوى الحقيبة وبالتالي عدم المعرفة العلمية بنمطها الشعري وظروف نشأتها حتى جاء "البحث" بعد مية عام من نشأتها وحدثنا بالخبر اليقين في الضد من "الطلس" المقيم فوق غابة الظلام الكثيف.
الآن لدينا فهم جديد ووعي جديد علميان وفق نتيجة بحث علمي بمرجعية حقيبة الفن وبالظروف السياسية والإجتماعية والطبقية والإقتصادية التي نشأت بها.
وحدد البحث بكل الدقة الممكنة نوعها الشعري/الغنائي بكونه زجل أندلسي من حيث النظم نعني النوع الشعري (عن علم).
وقال الشاعر الجليل عتيق بأنها جرت على نهج او طريقة الموشحات الأندلسية (عن تجربة ذاتية).
إذاً الآن نحن أمام أفق جديد للنظر لفن الحقيبة عملياً وعلمياً والإستماع إليها والإستمتاع بها عن وعي ودراية.
لقد أنتهى زمان السحر والخرافة. الآن لدينا فهم جديد ووعي جديد علميان وفق هذا التصور بمرجعية حقيبة الفن وبالظروف السياسية والإجتماعية والطبقية والإقتصادية التي نشأت بها.
وهنا تحدي احسبه حميد:
يستطيع أي مجتهد حصيف أن يتحقق بنفسه من نتيجة البحث كونها أعتمدت على نقطة جوهرية حاسمة في تحديد النوع الشعري وهي: طريقة النظم.. دعك الآن من كل شئ غيرها.. ذلك هو التحدي. اذهب بهذه القصائد الخمسة للرواد الكبار كمثال إلى أي إنسان عالم حقاً أو مختص فعلاً في المجال (سوداني أو غيره) وقل له أهذه زجليات تجرى على نسق الموشح الأندلسي من حيث النظم أم لا:
1- في الضواحي وطرف المداين للخليل 2- برضي ليك المولى الموالي للعبادي 3- بلغ الأقوال لأبو صلاح 4- أحرموني لود الرضي 5- فرحة الروح لسيد عبد العزيز.
أعني أن نتيجة البحث مفتوحة للجميع للتحقق منها.. وليست مجرد رشح ذاتي أو رغبوي أو ترتيب آيديولوجي زائف. لا؛ ليس ذلك.
البحث لم يقل أن نمطية الحقيبة من حيث النوع الشعري زجل وتركها هكذا بل أستطعنا من خلال البحث أن نستكشف إستناداً إلى النتيجة (أن الحقيبة من نمطية الزجل = خلفية أندلسية) ونمضى إلى الأمام في المعرفة الموضوعية.. لقد تمكنا بعد كثير من اعمال الوقت والجهد من:
1- إستنباط طرق النظم الحقيبية "خمسة" .
2- التعرف على قواميس الحقيبة التي أشتغلت عليها "خمسة"
3- رواد الحقيبة "خمسة"
4- مدارس الحقيبة "خمسة".......... (هذه المخمسات صدفة أن تكون هكذا.. صدفة غريبة محببة).
5- أن شعر الحقيبة ينتمي إلى لونية الزجلين الحوزي والمملوكي في الاساس مع تقاطعات مع أعمال إبن قزمان "المؤسس لقواعد فن الزجل”.
6- إستطعنا أن نتعرف على المصادر "المنبع" في الحالين (المملوكي والحوزي)
7- أستطعنا أن نتعرف المراحل التي مر بها النمط بداية بالعام 1910 إلى العام 1954 حيث بدأ برنامج حقيبة الفن وجاءت التسمية لأول مرة وكان المقصود بها فقط "الزجل" أي تلك الأعمال المسجلة في الأسطوانات.
8- أستطعنا أن نتعرف على حقيقة وخلفية وأسباب دعم الإنجليز للنمط الزجلي دون غيره من فنون السودان الأخرى.
9- تعرفنا على عديد النماذج المتكئة على أعمال زجلية تاريخية: ليس أثراُ وتأثراً وتشابها وتلاقحاً طبيعياً وإنما 1- إقتباسات 2- إستشهادات 3- مجاراة بينة واضحة لا لبس فيها لأزجال مملوكية وحوزية. مما قادنا أيضاً إلى التيقن من أن رواد الحقيبة كانوا على دراية لا لبس فيها بالنوع الشعري الذي ينظمون وفق قواعده وقد ذكروا كلمة زجل عديد المرات في أشعارهم وبمعناها الإصطلاحي الدقيق.
10- أستخرجنا تفاعليل وأوزان النظم الحقيبي مقابل أشعار السودان الأقدم (المسماة دوبيت) وأهمية معرفة الأوزان والتفاعيل تجعلنا نتعرف بشكل موضوعي على البناء التقني للقصيدة ومقارنتها بالأشعار الأخرى الاقدم والموازية واللاحقة. كما نستطيع من خلالها القراءة السليمة للكلمة الشعرية وقاموسها.
وآخيراً ومن الأعمال المبهجة لنا غاية البهجة:
11- أستطعنا أن نستكشف أبحر الحقيبة أي المقاييس الشعرية التي نُظمت على أثرها كل أشعار الحقيبة التي سرعان ما تحولت إلى أغاني تم تسجيلها في أسطوانات أو كما هو معلوم.
كل تلك النقاط العشرة منشورة بالفعل بعديد المواقع السايبرية.
فشهادة عتيق تُعني بكل تلك النقاط ال 11 المنبنية على حقيقة أن النمط الحقيبي من لونية "نمطية" لم تكن معروفة في التراث السوداني القديم وإنما وافدة حديثاً في زمن العهد الإنجليزي وتلك النمطية يسميها عتيق "موشح" ويقول البحث "زجل".
إذاً ربما لدينا إحتمال جديد صلد يقوم على تجربة ذاتية (شهادة) للشاعر الحقيبي العظيم (محمد بشير عتيق) في تسجيل حي يقول فيه أن للحقيبة خلفية أندلسية مباشرة (جرت على نهج الموشح الأندلسي من حيث النظم وقال أنه هو ذاته فعل ذلك وضرب مثالاً بما أسماها موشحته: جسمي المنحول.. تلك الأغنية الشهيرة دون أن يعلم أحد من قبل بذلك الوضوح الساطع).
والبحث أتخذ المنهج العلمي المقارن والآنثروبولوجي ليقول أن للحقيبة خلفية أندلسية جلية فهي أبداع سوداني أصيل من نمطية الزجل الأندلسي.
هنا ننتهي من محاولة موضعة تسجيل عتيق التاريخي (إحتفاءً كبيراً به) في نتيجة بحث حقيبة الفن السودانية.
وختامه: الملاحظة المهمة غاية الأهمية:
أن مثل هذه الأبحاث/الحوارات/القراءات/النقاشات ليست بالضرورة هدف في حد ذاتها بقدر ما هي نافذة مهمة قد نرى من خلالها ذاتنا الجماعية بطريقة أكثر وضوحاً (عبر مراجعة الذات والتراث).. أو هي الخطة المأمولة. وربما نقف عبرها على أسباب فشلنا في صناعة سودان متحضر وموحد وفشل ثوراتنا حتى الآن من جراء شقاقاتنا القائمة على جهلنا بذاتنا الجماعية والبيئة الطبيعية المحيطة بنا.. (مشروع السودان200) .. وإذاً عبر ذلك السبيل ربما نمضي إلى الأمام بطريقة أكثر صحةأو ذلك هو الأمل!
وتلك كانت حلقة 4-4 نهائية وبقية الحلقات 1-3 نشرت في وقت سابق (للحقيبة خلفية أندلسية)
----
حلقة خاصة.. مواصلة في المديح.. شيوخ المديح هم من جاروا الحقيبة ولم يحدث العكس.. يوجد فيديو يفصل تلك المجاراة عبر النماذج التطبيقية بواسطة البروف ابراهيم القرشي.. في ختام هذا السرد!
المديح النبوي وحقيبة الفن مرة أخرى (توجد روابط ووثائق مهمة)
المناسبة الجديدة للحديث عن فكرة أن "نظم الحقيبة متفرع عن المديح أم لا أم من اين جاء" هي أنني قبل عدة أسابيع مضت علقت كتابة على الحلقة التلفزيونية الوثائقية التي نشرتها سودانية 24 العام 2023، حيث خصصها البروفيسور إبراهيم القرشي (المتخصص في الأدب السوداني) عن كيفية مجاراة كبار شيوخ المديح لأشعار الحقيبة، وذكر مجموعة مبدعة استطاعت تحويل زجل الحقيبة إلى شكل آخر ذي هدف سامٍ، وهو مدح النبي “ص”.
وللبروفيسور كتاب مشهور عن تاريخ المديح النبوي في السودان، وتعد هذه الحلقة جزءً ممتعا منه (سأرفق رابطها في الختام). تضمنت الحلقة نماذج إبداعية لشيوخ كبار مثل الشريف الهندي، والشيخ الهاشمي، والصابونابي، والدقوني، والبرعي، وغيرهم، بالإضافة إلى أسلوب السرد الشيق الذي اتبعه البروفيسور الهاشمي.
في بداية الحلقة، ذكر أنه سيركز على مجاراة شيوخ المديح لأشعار الحقيبة، وقال عبارة مفادها: "لا يهم أيهما سبق الآخر، الحقيبة أم المديح". وقد فُسرت هذه العبارة خطأً بأن الحقيبة أيضا جارت المديح بذات المعنى، لكن هذا لم يحدث قط. وهذا لا يقلل من قيمة المديح النبوي، فهو فن مستقل بذاته، له تاريخه ومساحته الخاصة.
كما البروفيسور الهاشمي لم يقدم حلقة أخرى يتحدث فيها عن مجاراة الحقيبة للمديح، سواء في الألحان أو غيرها، لأنه ببساطة لا يوجد دليل على ذلك.
وفي كتابه القيم عن تاريخ المديح في السودان ومراحله الأربعة وفق تصنيفه، لم يذكر أي دليل واضح على أن بعض رواد الحقيبة المعروفين جاروا ألحان المديح أو نظموا على أثره، إلا في حالة واحدة: قصيدة واحدة للعبادي، التي رأى أنها قد تكون مجاراة لـ "ليلة ليلك جن"، لكن دون جزم. أما الأمثلة الأخرى فليس لها علاقة بالحقيبة كنوع زجلي ولا شعراء الحقيبة.
والعبادي نفسه لم يقل ذلك، ولا أي شاعر آخر من شعراء الحقيبة أنني جاريت نظم المديح أو ألحانه. بينما المداحون جاروا العشرات من ألحان الحقيبة وأقروا بذلك، لأن المجاراة في الأدب تتطلب الإقرار، وإلا اعتُبرت نوعا من السرقة وفق إرث النقاد الأدبيين.
تحليل نفسي/اجتماعي: إذا كان البحث العلمي قد أثبت أن مرجعية الحقيبة كنوع شعري تعود إلى الزجل، فلماذا يصر البعض بطريقة هستيرية على ربطها بالمديح النبوي، حتى لو كان ذلك تعسفًا؟
بعد التأمل، وجدت أن معظم المهتمين بمجتمع الحقيبة و"بيزنسها" ونقاباتها يجهلون طبيعتها الشعرية، كما أن خلفياتهم الاجتماعية المحافظة (ذات المخيال السلفي، حتى لو بالمعنى اللغوي وليس الاصطلاحي) تجعلهم يحاولون ربطها بالمديح النبوي – الذي يحظى بقبول اجتماعي – لتبرير ولعهم بالحقيبة وما تحمله من جسدانية قد يخجلون منها في أعماقهم، رغم افتتانهم السطحي بها.. وفق هذا الزعم.
بينما الرواد الأوائل من النقاد الفنيين والإعلاميين الكبار، مثل: صلاح أحمد محمد صالح، والمبارك إبراهيم، وعلي شمو، ومحمود خليل محمد، وعلي المك، ومحمد حساس، ومحمد سليمان الحاوي – الذين عاصروا نشأة الحقيبة وتفاعلوا مع صانعيها – لم يقولوا بهذا الكلام السطحي. بل أكد بعضهم، مثل المبارك إبراهيم وعلي المك ومحمود خليل محمد، أن للحقيبة خلفية في الموشحات الأندلسية. والأهم أن الشاعر الحقيبي محمد بشير عتيق ذكر في مقابلة حديثة أن شعراء الحقيبة كتبوا على نهج الموشحات الأندلسية، وحدد تلك الأعمال بوضوح (رابط اللقاء مرفق هنا).
أما الربط بين الحقيبة وشعر السافل، فهو كلام بدوره أي كلام غير دقيق، وقد ناقشناه في مواضع أخرى. مجاراة شعر السافل شيء مختلفة عن الحقيبة، حتى لو قام به بعض شعرائها. (راجع مقال "حقيبة الفن ونظرية الفستق" لمزيد من التفاصيل).
الحدث الاعظم في تاريخ السودان الحديث الذي يشهد على هشاشة وعينا الجمعي على وجه العموم وبساطة مخيالنا العلمي على وجه الخصوص هو ما يسمى ب(حقيبة الفن السودانية) اي عدم الوعي بمرجعيتها واختلاق قصص خرافية لا حصر لها حولها.. فعندها يتجلى عقلنا الجمعي السحري اللا علمي في اوضح صوره. لذا انا اهتم بها كمثال للكل المركب.. وفق هذا الزعم.
الخلاصة: المديح النبوي غرض شعري وليس نوعا شعريا، أي أنه يمكن تقديمه بكل الأنواع الشعرية والنثرية وبجميع اللغات. أما الحقيبة فهي نوع شعري محدد ومعروف في التراث العربي باسم الزجل. ووجدنا وفق البحث أن للحقيبة خمس طرق نظم كلها من نمطية الزجل الأندلسي أي تجري وفق طريقة نظمه (اطلع على الراوبط المرفقة).
كون كبار شيوخ المديح السوداني جاروا زجل الحقيبة لما رأوا فيه من إبهار، لا يقلل من قيمة المديح، بل يظهر عظمة هذا الأدب وقدرته على التجديد واستغلال كل الوسائل لتحقيق هدفه النبيل: التعبير عن محبة سيد الخلق “ص”.
ومن الجدير بالذكر أن أول من أبدع في الزجل في عمومه وحول غزله إلى مديح في زمكان آخر من شيوخ الصوفية العظام هو القطب محي الدين بن عربي ومن قبله الشيخ الششتري.
وأخيرا إنتباه لطفاً: أمامك روابط وثائقية مهمة آخرها (في الختام) الحلقة المعنية للبروف الهاشمي عن مجاراة المديح للحقيبة “ممتعة وواضحة”. وقبلها روابط لا تقل أهمية وشروحات لها.
الشاعر الحقيبي عتيق يقول إن للحقيبة خلفية في تراث الموشح الأندلسي وإن شعراء الحقيبة كتبوا الموشح ولم يقل تأثروا بالأثر بل كتبوا هم أنفسهم الموشحات وحددها بالأسماء. تسجيل الشاعر عتيق في المقدمة. وملاحظة مهمة: المقالات الأربعة هي المهمة فيما يتعلق بموضوعنا هنا وليس بالضرورة النقاشات المصاحبة.
وهنا رابط اللقاء مباشرة.. لحقيبة الفن السودانية خلفية في التراث الأندلسي الشاعر الحقيبي محمد بشير عتيق يقول في تسجيل صوتي تم العثور عليه حديثا.. وبهذا ينتهي الجدل حول نتيجة بحث الحقيبة. هذا اللقاء مع الشاعر محمد بشير عتيق تاريخي بمعنى الكلمة: شهادة الشاعر عتيق حول مرجعية اللون الشعري للحقيبة هي الاهم؛ كونه كان شاهدا على كل رواد الحقيبة وكل مسيرتها ويعرف جل اسرارها:
فعندما توفي خليل فرح افندي 1932 كان عمر عتيق حوالي 23 سنة.
وعندما توفي ابوصلاح 1968 استاذه الاول او كما قال.. كان عمر عتيق 59 سنة.
وعندما توفي سيد عبد العزيز 1979 كان عتيق 70 سنة.
وعندما توفي ود الرضي 1982 كان عتيق 73 سنة.
وعندما توفي العبادي 1983 كان عتيق 74 سنة.
وعندما توفي عبيد عبد الرحمن 1986 كان عتيق 77 سنة.
وقد ذكر نماذجا لاشعارهم قال انها جرت على نهج الموشح الاندلسي مثلما فعل هو ذاته حتى قبل ان يعلم تلك الحقيقة (قال انه نظم على نهج الموشح قبل ان يعلم اي انه كان يجاري.. وصنف قصيدته: جسمي المنحول كموشحة) .. كل ذلك في التسجيل المرفق.. وعندما تم اجراء هذا اللقاء 1986 مع عتيق كان صديقه ورفيق دربه ومهنته الشاعر عبد الرحمن الريح على قيد الحياة يستمع الى اللقاء.. هذا اللقاء تاريخي . وكان الاذاعي الذي اجرى اللقاء هو الإذاعي الألمعي محمود خليل محمد. وهنا رابط تسجيل الشاعر عتيق وبعده مباشرة حلقة مجاراة شيوخ المديح للحقيبة وليس العكس:
وختامه .. الشيء المهم هنا: حلقة البروف القرشي عن مجاراة المديح للحقيبة.. مجاراة شيوخ المديح الكبار للحقيبة وليس العكس.. سودانية 24 عام 2023:
شكراً للهمة والإهتمام ومع أسمى معاني السلم والسلام.. وإلى الأمام.
صديقي الباحث محمد جمال الدين تحياتي لو سمحت لي ملاحظة عليك بالاهتمام بالتوصيف اللغوي هنا هذا هام جد في البحوث
*خلفية أندلسية وأثرها على شعر الحقيبة السوداني تصحيح وشرح العبارة:نقصد بخلفية أندلسية هنا الإشارة إلى التأثيرات الشعرية الأندلسية في النظم الشعري لزجل حقيبة الفن السودانية. وفقًا للبحث وتسجيل الشاعر الحقيبي محمد بشير عتيق، الذي صنف فيه أشعار الحقيبة كموشحات أندلسية (تم العثور على تسجيل اللقاء مع عتيق مؤخراً بعد أربعين عاماً من تسجيله).
نقول خلفية النمط النظمية لأن الزجل لم يصل إلى السودان بكامل محمولاته اللحنية والأدائية، بل جاء فقط كنظم شعري. هذا النظم تم تكييفه غنائياً مع الموروث المحلي السوداني من حيث اللحن، والإيقاع، والموسيقى.
شرح أوضح: المقصود بالخلفية الأندلسية في هذا السياق هو أن زجل حقيبة الفن السودانية تأثر بشكل كبير بالنظم الشعري الأندلسي، ولا سيما الموشحات. رغم أن الزجل لم يأتي بكامل عناصره اللحنية والأدائية إلى السودان، إلا أنه تم استيعابه وإعادة تشكيله ليناسب التقاليد الموسيقية السودانية. لذا، فإن أشعار الحقيبة السودانية تحمل في طياتها نمطاً شعرياً أندلسياً، بينما تحتفظ بأصالتها من خلال الألحان والإيقاعات المحلية.
النقاط الأساسية: الخلفية الأندلسية: تأثير الشعر الأندلسي، وخاصة الموشحات، على نظم زجل حقيبة الفن السودانية. تصنيف محمد بشير عتيق: صنف الشاعر الحقيبي محمد بشير عتيق أشعار الحقيبة كموشحات أندلسية، استناداً إلى مقابلة مسجلة تم العثور عليها مؤخراً. التكيف المحلي: الزجل وصل إلى السودان كنظم شعري فقط، وتم تكييفه غنائياً مع الموروث اللحني والإيقاعي السوداني. مثال للتوضيح: في تسجيل حديث للشاعر الحقيبي محمد بشير عتيق، الذي يعود إلى أكثر من أربعين عامًا، صنف عتيق أشعار الحقيبة السودانية كموشحات أندلسية. هذا التصنيف يعتمد على النظم الشعري الذي تبنته الحقيبة السودانية، والذي يحمل بصمات واضحة من الشعر الأندلسي. ومع ذلك، لم تنتقل جميع محمولات الزجل الأندلسي إلى السودان؛ فقد تم تكييف هذا النظم ليتم غناؤه وفقًا للإيقاعات والألحان السودانية المحلية.
بهذا الشكل، يمكننا فهم كيف أن الخلفية الأندلسية أثرت على شعر الحقيبة السودانية من ناحية النظم، بينما حافظت على طابعها المميز من خلال التكيف مع الموسيقى المحلية.
* تكيف الزجل مع الإيقاع السوداني هو عملية تطور ثقافي وفني تتضمن تبني النظم الشعري للزجل وتكييفه مع الألحان والإيقاعات المحلية السودانية. إليك كيف يتم هذا التكيف بالتفصيل:
نقل النظم الشعري الزجل الأندلسي وصل إلى السودان من خلال تأثيرات ثقافية مختلفة، مثل التجار، والعلماء، والرحالة. هذا الزجل، الذي يتميز بالنظم الشعري البسيط والمباشر، تبناه الشعراء السودانيون كقاعدة لأشعارهم.
التكيف مع الألحان المحلية الألحان السودانية تتنوع بين المقامات والإيقاعات التقليدية المختلفة مثل:
مقام الصبا: يستخدم في الأغاني ذات الطابع الحزين. مقام الحجاز: غالباً ما يستخدم في الأغاني التي تعبر عن الشوق والحب. الإيقاعات التقليدية: مثل "الدلوكة" و"الطنبور" التي تضفي طابعاً محلياً على الأغاني. التكيف مع الإيقاعات السودانية الإيقاعات السودانية تمتاز بتنوعها واستخدامها للآلات التقليدية مثل الطبل والرق. عند تكييف الزجل مع هذه الإيقاعات، يقوم الشعراء بتعديل النصوص لتتناسب مع التقطيع الموسيقي والإيقاعي السوداني، مما يجعل الزجل أقرب إلى الطابع الشعبي المحبب للجمهور السوداني.
التأثيرات الثقافية الثقافة السودانية غنية ومتنوعة، وتمتد تأثيراتها إلى الفن والموسيقى. الزجل تأثر بالتراث الثقافي الغني، مما أدى إلى:
دمج القصص والحكايات المحلية: في النصوص الزجلية. استخدام اللهجات المحلية: مما يزيد من ارتباط الجمهور بالنصوص. التعبير عن القضايا الاجتماعية: بأسلوب بسيط ومباشر يلائم الألحان الشعبية. التنفيذ الموسيقي الموسيقيون السودانيون يلعبون دوراً مهماً في تكييف الزجل مع الألحان والإيقاعات المحلية. يقومون ب:
تلحين النصوص الزجلية: بحيث تكون مناسبة للأداء الموسيقي المحلي. استخدام الآلات الموسيقية التقليدية: مثل "الكورديون" و"العود" بجانب الآلات الحديثة. تنويع الأداء: لإبراز الجوانب المختلفة للنصوص الزجلية من حزن، وفرح، وشوق، وغضب. مثال على التكيف يمكن أن نرى مثالاً على هذا التكيف في أغاني حقيبة الفن، حيث تجد النصوص الزجلية مشبعة بالإيقاعات السودانية:
أغنية "أنا سوداني": تلحّن على مقام الصبا، وتستخدم إيقاع الدلوكة. أغنية "يا جميل يا مدلل": تعتمد على إيقاع الطنبور وتستخدم نصوص زجلية بلهجة سودانية محببة.
الامر الثالت هو الشاعر بطبيعته مبدع يختبر ويعبر عن مشاعره وأفكاره بطرق فريدة. ومع ذلك، عند محاولة شرح إبداعه ونسبه إلى فصيل محدد من أزوان الشعر أو الموشحات أو الزجل، يواجه تحديات متعددة، أبرزها الأكاديمية التقليدية التي قد تعتبر هذا التحديد ممجوجاً. إليك شرحاً مفصلاً لهذه الظاهرة:
طبيعة الإبداع الشعري الشعر هو شكل من أشكال الفن الذي يعتمد على اللغة كمادة أساسية. والإبداع الشعري يتجلى في الطريقة التي يستخدم بها الشاعر الكلمات لتكوين صور ومشاعر وأفكار. هذا الإبداع غالباً ما يكون معقداً ويتجاوز الحدود التقليدية للأزوان الشعرية المختلفة.
القيود الأكاديمية الأكاديمية التقليدية تسعى إلى تصنيف وفهم الشعر من خلال إطار معين من الأنماط والأوزان والقواعد. عندما يحاول الشاعر نسب إبداعه إلى نمط محدد مثل الزجل أو الموشحات، قد يشعر أن هذا التحديد يحد من الحرية الإبداعية ويفرض عليه قوالب جامدة.
التنوع والتداخل الأشكال الشعرية مثل الزجل والموشحات وأزوان الشعر المختلفة تمتاز بتنوعها وتداخلها. الشاعر المبدع قد يستوحي من عدة مصادر ويبتكر خليطاً جديداً يجمع بين عناصر مختلفة. هذا يجعل من الصعب تحديد الإبداع الشعري ضمن إطار واحد دون إغفال الجوانب الأخرى التي تُثرِي العمل الشعري.
تاريخية الأشكال الشعرية الأشكال الشعرية مثل الزجل والموشحات لها جذور تاريخية وثقافية غنية. الشاعر الحديث قد يتأثر بهذه الأشكال بطرق غير مباشرة ويعيد توظيفها بأسلوب جديد يعبر عن واقع معاصر وتجربة شخصية مميزة. هذه العمليات الإبداعية تجعل من الصعب تصنيف العمل الشعري بشكل صارم وفقاً للأنماط التقليدية.
نقد التجنيس النقاد الأكاديميون قد يعتبرون محاولة الشاعر لنسب إبداعه إلى نمط محدد أمرًا ممجوجًا لأنه يمكن أن يقلل من تقدير تعقيد وتنوع العمل الشعري. الأكاديمية تفضل عادةً النظر إلى الإبداع الشعري ككل وفهم السياقات الأوسع التي يعمل فيها الشاعر بدلاً من محاولة حصره في فئة محددة.
. مثال من الشعر السوداني في حالة الشعر السوداني، وخاصة حقيبة الفن، يمكن أن نرى كيف تم تكييف أشكال الزجل الأندلسي لتتناسب مع الإيقاعات والألحان السودانية. الشعراء مثل محمد بشير عتيق قد ابتكروا أشكالاً شعرية جديدة تجمع بين الموروث المحلي والتأثيرات الأندلسية، مما يجعل تصنيف أعمالهم ضمن إطار واحد أمراً صعباً وغير عادل لإبداعهم.
إبداع الشاعر يتجاوز الحدود الأكاديمية التقليدية، ويجب أن يُنظر إليه في سياق أوسع يشمل التداخلات الثقافية والتاريخية والإبداعية. الشاعر قد يستوحي من أنماط متعددة ويبتكر شيئاً فريداً يعبر عن رؤيته الخاصة، وهذا ما يجعل محاولة نسبه إلى فصيل محدد أمراً معقداً وقد يُعتبر ممجوجاً في السياقات الأكاديمية.
المصادر للحصول على معلومات أكثر تفصيلاً حول هذا الموضوع، يمكن الاطلاع على المراجع التالية:
الشعر السوداني وحقيبة الفن دراسات حول تأثير الزجل الأندلسي على الشعر العربي المصادر مقال عن تأثير الزجل على شعر الحقيبة السودانية[
لا أريد أن أفسد طرحًا أو أقدم سجالًا هوائيًا، ولكنني أحاول أن أفهم، ومعي رهط كبير من الأصدقاء. أخي، عليك بالإبانة والإيضاح لنا." /B]
07-01-2024, 11:26 PM
زهير ابو الزهراء زهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11802
*أنت القائل --- (الزجل والموشح يلتقيان في إمور ما ويتفارقان في امور أخرى. إذ يشتركان في المميزات التالية معا: هما اختراع اندلسي من حيث المبدأ.. لهما طرق نظم تختلف جوهرياً عن القصيدة العربية الكلاسيكية المكون بيتها مطلقاً من شطرين.. بينما بيت الموشح/الزجل يستطيع ان يتكون من ثلاثة الى سبعة أشطر في المتوسط.. وشىء مهم بدوره انهما شعر للغناء. وانهما فن حضري اي فن المدن في العادة.
ويختلفان في أن: الموشح فصيح في العموم والزجل عامي مطلقاً أي لا يلتزم باي قدر من التعريب ولا يلتزم الأبحر العربية الرسمية )
هذا القول الذي تطرحه صحيح إلى حد كبير، ولكنه يحتاج إلى توضيحات وتفاصيل إضافية لتفنيده بشكل دقيق ومفصل.
التشابهات بين الزجل والموشح المنشأ الأندلسي:
صحيح: كلا الزجل والموشح هما من الابتكارات الشعرية التي ظهرت في الأندلس. هذه الأنماط الشعرية تطورت في البيئة الثقافية الفريدة للأندلس حيث تمازجت الثقافات العربية والأوروبية. طرق النظم:
صحيح جزئيًا: الزجل والموشح يختلفان عن القصيدة العربية التقليدية التي تتكون عادة من بيتين متساويين (شطرين). يتميز كلاهما بمرونة أكبر في البنية حيث يمكن أن يتكون بيت الموشح أو الزجل من ثلاثة إلى سبعة أشطر. التفصيل: الموشحات تتبع قالبًا أكثر تنوعًا في التفعيلات والأجزاء، حيث تحتوي على مجموعة متنوعة من الأقسام مثل "الغصن" و"الدور" و"القفل". الزجل أيضًا يتمتع بمرونة بنيوية، لكنه أقل تنوعًا من الموشحات. الشعر الغنائي:
صحيح: الزجل والموشح كليهما كانا يُكتبَان للغناء، وكان لهما دور مهم في الحياة الاجتماعية والثقافية في الأندلس. التفصيل: هذا يتجلى في استخدامهما للمناسبات الاجتماعية والاحتفالات، حيث كانت الموسيقى والغناء جزءًا أساسيًا من تقديم هذه الأعمال. الفن الحضري:
صحيح: كلاهما فن حضري إلى حد كبير، نشأ وتطور في المدن الكبرى في الأندلس حيث كان التفاعل الثقافي والحضاري أكثر كثافة. الاختلافات بين الزجل والموشح اللغة:
صحيح: الموشح عادة ما يُكتب بالفصحى، بينما يُكتب الزجل بالعامية. هذا يجعل الزجل أكثر قربًا من لغة الشارع والحياة اليومية. التفصيل: الزجل لا يلتزم بالقواعد اللغوية الرسمية ولا بالأوزان الشعرية التقليدية، مما يمنحه طابعًا شعبيًا وأقرب إلى اللغة المحكية. على العكس، يحافظ الموشح على مستوى من الفصاحة والالتزام بالتفعيلات الشعرية الكلاسيكية. الأبحر الشعرية:
صحيح: الموشحات غالبًا ما تتبع الأوزان الشعرية التقليدية، بينما الزجل يتمتع بحرية أكبر في الأوزان والإيقاعات. التفصيل: هذه الحرية في الزجل تجعله أكثر تنوعًا ومرونة في التفاعل مع الموسيقى والأداء الغنائي، بينما يحافظ الموشح على جمالية وشكلية تتوافق مع الشعر العربي الكلاسيكي. المصادر والدعم الأكاديمي لتأكيد هذه النقاط، يمكن الرجوع إلى المصادر الأدبية والأكاديمية التي تناولت تطور الشعر الأندلسي:
المصادر الأكاديمية: كتابات الدارسين مثل إميليو غارسيا غوميث وغيره من الباحثين في الأدب الأندلسي تعطي تحليلًا شاملًا عن نشأة وتطور الموشحات والأزجال. المصادر التاريخية: كتب التاريخ الأدبي للأندلس مثل "نفح الطيب" للمقري التلمساني توفر خلفية تاريخية وثقافية عن الظروف التي نشأت فيها هذه الفنون. الدراسات المقارنة: يمكن الرجوع إلى الدراسات المقارنة بين الأدب العربي والأدب الأوروبي لفهم التأثيرات المتبادلة وأوجه التشابه والاختلاف. بناءً على هذه المعطيات، يتضح أن القول المطروح دقيق في مجمله، مع الحاجة لتوضيح بعض النقاط التفصيلية لدعم الفهم الكامل لهذه الأنماط الشعرية.
07-01-2024, 11:35 PM
زهير ابو الزهراء زهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11802
وأخر القول يا صديقي -تحليل الطرح بمفاهيم نقدية معاصرة 1. إستنباط طرق النظم الحقيبية: يتحدث الطرح عن ستة طرق نظم محددة لشعر الحقيبة، وهو يشير إلى أهمية التفكيك المنهجي لهذه الطرق لفهم الخصائص التقنية واللغوية للقصائد. باستخدام مفاهيم النقد البنيوي، يمكن تحليل البنية الداخلية للنصوص لتحديد الأنماط المتكررة والتقنيات المستخدمة.
2. التعرف على قواميس الحقيبة: يعني التركيز على المفردات المستخدمة في شعر الحقيبة، وهنا يظهر الاهتمام بتأثير البيئة الثقافية والاجتماعية على اللغة الشعرية. باستخدام النظرية السيميائية، يمكن تحليل كيف تعكس هذه المفردات ثقافة وزمن الشاعر.
3. رواد الحقيبة: تقديم قائمة بأهم الشعراء الذين أثروا في هذا النوع الأدبي يسلط الضوء على الأدوار الفردية في تطور الشعر. يمكن تطبيق النظرية التاريخية الاجتماعية هنا لدراسة تأثير السياق التاريخي والاجتماعي على هؤلاء الرواد.
4. مدارس الحقيبة: التعرف على المدارس المختلفة لشعر الحقيبة يعكس التنوع والتطور داخل هذا الفن. يمكن استخدام النقد المقارن لتحليل أوجه التشابه والاختلاف بين هذه المدارس المختلفة.
5. تفاعيل وأوزان النظم الحقيبي مقابل الدوبيت: التحليل التفصيلي للأوزان والتفاعيل يكشف عن التراكيب الإيقاعية للشعر الحقيبي وكيف يختلف عن الأنماط الشعرية التقليدية مثل الدوبيت. باستخدام النقد العروضي، يمكن دراسة الأوزان الشعرية وتفاعيلها لفهم البنية الموسيقية للقصائد.
6. انتماء شعر الحقيبة إلى الزجل الحوزي والمملوكي: هذا الادعاء يتطلب دراسة مقارنية عميقة باستخدام النقد الأدبي التاريخي، حيث يمكن تتبع أصول الشعر الحقيبي ومقارنته بأنماط الزجل الحوزي والمملوكي. النظرية البين-ثقافية تساعد هنا في فهم كيفية تلاقح الثقافات المختلفة وتأثيرها على تطور الشعر.
7. المصادر (المنبع): التعرف على المصادر الأدبية والتاريخية التي أثرت في شعر الحقيبة يساعد في رسم خريطة تأثر النصوص. باستخدام النقد النصي، يمكن دراسة النصوص الأصلية والمقاربات بينها وبين النصوص الحقيبية.
8. مراحل تطور النمط: تتبع تطور شعر الحقيبة من بداياته حتى استقراره كنوع أدبي مستقل يعكس التغيرات الاجتماعية والسياسية والثقافية. يمكن استخدام النظرية التطورية الأدبية لفهم كيف يتغير الأدب بمرور الوقت استجابة للظروف المختلفة.
9. دعم الإنجليز للنمط الزجلي: دراسة دوافع الاستعمار في دعم أنواع معينة من الفنون يمكن أن تكون مجالاً للتحليل السياسي الثقافي. يمكن استخدام النظرية ما بعد الاستعمارية لفهم كيف يستخدم الاستعمار الفنون كأداة للسيطرة الثقافية.
10. الاقتباسات والمجاراة: تحليل النماذج الزجلية المتكئة على الأعمال التاريخية يحتاج إلى تطبيق النقد التأثري لدراسة كيف تؤثر النصوص القديمة على النصوص الحديثة. يمكن استخدام النقد بين النصوصي لفهم العلاقات الأدبية بين النصوص المختلفة.
خلاصة: الطرح يستفيد من مجموعة واسعة من المناهج النقدية المعاصرة لفهم وتحليل شعر الحقيبة السودانية. من خلال تطبيق هذه المناهج، يمكن التعمق في دراسة الخصائص التقنية، والتاريخية، والثقافية لهذا الفن، وفهم كيفية تطوره وتأثره بالعوامل الداخلية والخارجية.
07-02-2024, 02:09 AM
محمد جمال الدين محمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5757
أود أن اضيف لمعرفي هذه اللمحة عن الشعر الافريقي المكتوب باللغة السواحلية وعلينا أن نجعل من هذا البوست أنفتاح علي الشعر في أفريقيا ونعمل مقاربة بينه والشعر العربي الشعر السواحلي يتميز بتنوعه وغناه الثقافي، ويشمل أنواعًا متعددة تتشابه في بعض الجوانب مع الزجل العربي. من بين هذه الأنواع، يمكن الحديث عن "أوتندي" (Utenzi) و"مشايري" (Mashairi).
أوتندي (Utenzi) أوتندي هو نوع من الشعر السواحلي الذي يشبه الموشحات والزجل العربي في تركيزه على القافية والأوزان الموسيقية. الأوتندي غالبًا ما يتميز بأسلوب سردي ويستخدم في رواية القصص التاريخية والدينية والأسطورية. يتكون الأوتندي من أبيات شعرية تتألف كل منها من أربعة أسطر، وعادةً ما تتبع نمط قافية محدد.
مشايري (Mashairi) مشايري هو نوع آخر من الشعر السواحلي الذي يشبه الزجل في استخدامه للغة العامية والتعبير عن المشاعر والأحداث اليومية. هذا النوع من الشعر يمكن أن يكون إما مكتوبًا أو مغنى، ويستخدم بشكل شائع في المناسبات الاجتماعية والاحتفالات.
أوجه التشابه مع الزجل العربي القافية والأوزان: مثل الزجل العربي، يعتمد الشعر السواحلي على القوافي والأوزان الموسيقية لإضفاء جمالية صوتية وإيقاعية على النص. المحتوى الشعبي: كلا النوعين يعبران عن تجارب ومشاعر الناس العاديين، ويستخدمان اللغة العامية. الغنائية: الشعر السواحلي، مثل الزجل، غالبًا ما يكون مخصصًا للغناء أو الأداء الشفهي في المناسبات الاجتماعية. أمثلة على الشعر السواحلي إليك مثالًا على بيت من الشعر السواحلي من نوع أوتندي:
Bismillahi, naanza kwa jina la Allah, (بسم الله، أبدأ باسم الله) Mwenye rehema, rahimu mwenye utukufu, (الرحمن، الرحيم، صاحب المجد) Nitajaza hadithi, safari ya mbwa mwitu, (سأروي قصة، رحلة الذئب) Uje kuona uzuri, wa mtindo wa Utenzi. (تعال لرؤية جمال، أسلوب الأوتندي) السياق الثقافي الشعر السواحلي يعكس التنوع الثقافي واللغوي لمنطقة شرق أفريقيا، حيث تمزج التأثيرات العربية والفارسية والهندية مع التقاليد الأفريقية المحلية. اللغة السواحلية نفسها هي مزيج من العربية والبانتو ولغات أخرى، مما يضفي على الشعر السواحلي نكهة فريدة ومتنوعة.
المصادر يمكنك قراءة المزيد عن الشعر السواحلي وأنواعه من خلال هذه المصادر:
Swahili Poetry A Survey of Swahili Poetry
07-02-2024, 03:57 PM
زهير ابو الزهراء زهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11802
تحليل العلاقة بين الأغنية السودانية والزجل العربي بعناصر نقدية التأثيرات التاريخية الرأي: التاريخ المشترك والهجرة والتجارة لعبوا دورًا هامًا في نقل الموسيقى بين السودان والدول العربية في الشمال الافريقي .
النقد: التاريخ المشترك: من المعروف أن السودان كان جزءًا من العالم العربي والإسلامي منذ العصور الوسطى. هذا التاريخ المشترك بالفعل ساهم في تبادل الثقافات، بما في ذلك الموسيقى. ومع ذلك، يجب الاعتراف بأن هناك أيضًا تأثيرات أفريقية مميزة في الموسيقى السودانية لا يمكن إغفالها. الهجرة: الهجرات المتبادلة بين السودان والدول العربية ساعدت في نقل وتأثر الثقافات، ولكن يجب التأكد من مدى تأثير هذه الهجرات مقارنة بتأثيرات أخرى محلية وإقليمية. التجارة: التجارة عبر البحر الأحمر والنيل كانت قناة رئيسية لنقل الثقافات، ولكن تأثيرها على الموسيقى قد يتطلب تحليلًا أعمق لتحديد مدى عمق هذا التأثير مقارنة بالعوامل الأخرى. 2. التشابه في العناصر الموسيقية الرأي: الإيقاع والنغمة والآلات الموسيقية هي عناصر مشتركة بين الأغنية السودانية والزجل العربي.
النقد:الإيقاع: صحيح أن الإيقاعات القوية والمتنوعة موجودة في كل من الموسيقى السودانية والزجل العربي، ولكن يجب ملاحظة أن هناك أنواعًا متميزة من الإيقاعات في الموسيقى السودانية تعود إلى جذورها الأفريقية. النغمة: النغمات قد تكون متشابهة في بعض الأحيان، لكن الموسيقى السودانية تحتوي أيضًا على أنماط نغمية فريدة من نوعها تعكس التقاليد المحلية. الآلات الموسيقية: العود والطبول والمزمار هي بالفعل مشتركة، لكن الموسيقى السودانية تستخدم أيضًا آلات أخرى مثل الـ"أمبوبري" والـ"تومبورا" التي تعكس التنوع الثقافي الأفريقي. 3. استخدام الزجل في الأغاني السودانية الرأي:الزجل يستخدم في كلمات وأداء الأغاني السودانية.
النقد: كلمات الأغاني: استخدام الزجل في كتابة الأغاني قد يكون موجودًا، لكن الأغاني السودانية تعتمد بشكل أكبر على أشكال شعرية محلية مثل "الدوبيت" و"المطارحة". أداء الأغاني: أداء الأغاني باستخدام الزجل يمكن أن يعطيها نكهة خاصة، لكن هذا لا يعني أن الزجل هو الشكل الرئيسي المستخدم في الموسيقى السودانية. التأثيرات المحلية والأفريقية لها دور كبير في تشكيل الهوية الموسيقية السودانية. أمثلة على الأغاني السودانية التي تستخدم الزجل الرأي:العلاقة بين الأغنية السودانية والزجل العربي هي علاقة قوية ومتجذرة.
النقد:بينما توجد تأثيرات عربية واضحة في الموسيقى السودانية، إلا أن الأغنية السودانية تمتلك هوية خاصة بها متأثرة بالعناصر الأفريقية والمحلية بشكل كبير. الزجل يمكن أن يكون جزءًا من هذا التأثير، لكنه ليس العنصر الوحيد أو الرئيسي. يجب أن يتم الاعتراف بالتنوع الثقافي الغني الذي يسهم في تشكيل الموسيقى السودانية. الزجل السوداني هو نمط من الأغنية الشعرية التي تتسم بالبساطة والعفوية وتعبر عن الحياة اليومية والمشاعر بطريقة غير معقدة. هنا بعض النماذج الشهيرة للأغاني السودانية التي يمكن أن تعتبر مكتوبة بأسلوب الزجل:
"مرسال الشوق" - أبو عركي البخيت أغنية تتسم بكلمات بسيطة وعفوية تعبر عن مشاعر الاشتياق والحنين بأسلوب زجلي.
"القمر بوبا" - اسماعيل حسن الصغيرونة الما كبير
الرِقيبة قزازة عصير
العُيون مِتل الفناجيل
السنون براقن يشيل
ما بتحِش قشّ التناقير هذا النص يحتوي على العديد من العناصر التي تميز الزجل، وهو نوع من الشعر الشعبي الذي يتميز بالبساطة والعفوية وقربه من لغة الناس اليومية. لنحلل النص وفقًا لبعض العناصر النقدية الرئيسية للزجل:
. اللغة اليومية والعفوية: الزجل يستخدم لغة بسيطة وقريبة من الناس، وهذا النص يظهر هذه الخاصية بوضوح. مثلًا، استخدام عبارات مثل "الرقيبة قزازة عصير" و"السنون براقن يشيل" يعكس استخدام لغة يومية وسهلة الفهم.
الموضوعات اليومية والشعبية: الزجل غالبًا ما يتناول موضوعات يومية وشعبية. النص يتحدث عن فتاة وخصائصها الجمالية بعبارات تتعلق بالحياة اليومية، مثل ملء الجرة بالمياه ("ما بتشيل جردل على الزير")، وهو موضوع شعبي وبسيط.
. الإيقاع الموسيقي: الزجل يعتمد على إيقاع موسيقي يجعل من السهل تلحينه وغناؤه. النص يحتوي على تكرار للأصوات والإيقاعات البسيطة التي تسهل غناءه، مثل "العيون متل الفناجين" و"القمر بوبا عليك تقيل".
التكرار: التكرار عنصر مهم في الزجل لأنه يعزز الإيقاع ويجعل النص أكثر تأثيرًا وسهولة في التذكر. النص يحتوي على تكرار في وصف العيون والفناجين، والزراق فوقها تقول حرير.
البساطة في التصوير: الزجل يعتمد على صور بسيطة ومباشرة. النص يستخدم صورًا واضحة مثل "الرقيبة قزازة عصير" و"العيون متل الفناجين"، وهي صور بسيطة وتصل بسهولة إلى المتلقي.
بناءً على هذه التحليلات، يمكن القول إن النص بالفعل يتماشى مع أسلوب الزجل. يعكس هذا النص بساطته وعفويته وارتباطه بالحياة اليومية، مما يجعله نموذجًا جيدًا للزجل السوداني.
هذه الأمثلة تُظهر كيف أن الأغنية السودانية تعتمد على أسلوب الزجل في التعبير عن مشاعرها وقضاياها، مما يجعلها قريبة من الناس وسهلة الفهم والتفاعل معها. يمكن ملاحظة هذا الأسلوب في العديد من الأغاني الشعبية التي تغنى بها الناس في حياتهم اليومية والمناسبات المختلفة..
Quote: هذه الأمثلة تُظهر كيف أن الأغنية السودانية تعتمد على أسلوب الزجل في التعبير عن مشاعرها وقضاياها، مما يجعلها قريبة من الناس وسهلة الفهم والتفاعل معها. يمكن ملاحظة هذا الأسلوب في العديد من الأغاني الشعبية التي تغنى بها الناس في حياتهم اليومية والمناسبات المختلفة..
نقلة جديدة منك اخ ابو الزهور باستخدام الذكاء الاصطناعي. يعني الزجل أتواصل بعد الحقيبة؟. اتوقع البوست ديا نفهم منو احسن نتيجة البحث والشعر والغنا السوداني مع الدنيا المن حولنا في افريقيا والبلدان العربية واصل
07-02-2024, 11:48 PM
زهير ابو الزهراء زهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11802
أشكرك على تعليقك وعلى اهتمامك بالمحتوى الذي أقدمه. أود أن أوضح لك نقطة مهمة هنا. أنا متخصص في النقد المقارن، وهو مجال أعمل فيه منذ سنوات عديدة. النقد المقارن يتطلب دراسة وتحليل النصوص الأدبية والشعرية من مختلف الثقافات والمجتمعات، ومقارنة الأساليب والمفاهيم والتأثيرات المختلفة بينها.
بالنسبة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، أريد أن أؤكد لك أنني أعتمد بشكل أساسي على مهاراتي ومعرفتي في هذا المجال. الذكاء الاصطناعي قد يكون أداة مفيدة، ولكنه لا يستطيع استبدال الفهم العميق والخبرة التي اكتسبتها على مر السنين.
فيما يخص الزجل واستمراره بعد الحقيبة، فإن الزجل هو جزء من التراث الشعري السوداني والعربي بشكل عام، وهو مستمر في التأثير والتطور مع الزمن. دراستي وتحليلاتي تهدف إلى فهم هذا التطور وعلاقته بالموسيقى والأدب في السودان والدول الأفريقية والعربية الأخرى.
أتطلع دائماً إلى تقديم أفضل النتائج من خلال البحث والتحليل الدقيقين، وأشكرك مرة أخرى على تفاعلك وتقديرك.
تحياتي،
08-06-2024, 12:38 PM
محمد جمال الدين محمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5757
هل نتيجة البحث قابلة للجدل (النوع الشعري لزجل الحقيبة)؟. الإجابة لا!.
مداخلة من صديق فيسبوككي وإجابة عليها:
Quote: لا اعتقد ان أغاني الحقيبة قد صيغت على القالب الشعري أو الغنائي للموشحات الاندلسية، او تأثرت بها بصورة واضحة...لأن قالب الموشح اكثر تعقيدا من هذا القالب الدائري الذي وسم اغاني الحقيبة التي لم تفارق عروض الشعر العربي التقليدي و أغراضه كثيراً . و الموشح ليس قصيدة شعرية فحسب بل هو نوعٌ فني نشأ في تقاليد اندلسية خاصة للتعبير و الاستماع و التذوق. تميز بتعدد العروض و القوافي و بالجمع بين الفصحى و الدارجة و اللغات المحلبة في سياق واحد. قد يجوز الإدعاء بأن بعض الأخيلة و الصور الشعرية في قصائد الحقيبة قد استمدت من الموشحات و غيرها من ضروب الشعر العربي. و لكن في إثبات علاقتها بفن بالتوشيح صعوبة بينة، دعك عن أن يكون من بين اصولها.
Quote: القصة دي يا أستاذ ما فيها أعتقد وأظن. أنت أمام علم بالشئ أو لا علم.
إذا عندك أي فكرة عن الأنواع الشعرية ح تعرف أن أشعار الحقيبة زجل (نوع شعري) معروف الآن وفي كل مكان وعبر التاريخ مثله والدوبيت وبقية الأنواع الشعرية الأخرى.. عنده طريقة نظم محددة وقافية محددة وقواعد معلومة سلفاً عمرها 900 سنة. تلك القواعد معروفة بدقة متناهية كل الوقت ومكتوبة مثلاً في: بلوغ الأمل في فن الزجل وفي مؤلفات أخرى عديدة مثل العاطل الحالي للصفي والباب رقم 72 للإشبيهي (المستطرف في كل فن مستظرف) وأظن إي طالب نجيب في الصف الثاني في كلية الآداب في المغرب/مصر/العراق/لبنان/الإمارات/السعودية بكون عارف القواعد دي (هذه البلدان تحديداً تقوم كثير من جامعاتها ذات الإختصاص بتدريس الأنواع الشعرية العامية كالمواليا والقوما والكانكان والزجل).
يعني دي مسأله غير قابلة للتهيئات الشخصية أو الظنون أو الإيمان والكفر.
انت يا بتعرف يا ما بتعرف.
إذا ما بتعرف ممكن تتعلم طبعاً إن رغبت في ذلك. وإلا ممكن تسأل العارفين بالأنواع الشعرية (المتخصصين).
ودي ليهم القصائد دي مثلاً:
اذهب بهذه القصائد الخمسة للرواد الكبار كمثال إلى أي إنسان عالم حقاً أو مختص فعلاً في المجال (سوداني أو غيره) وقل له أهذه زجليات تجرى على نسق الموشح الأندلسي من حيث النظم أم لا:
1- في الضواحي وطرف المداين للخليل 2- برضي ليك المولى الموالي للعبادي 3- بلغ الأقوال لأبو صلاح 4- أحرموني لود الرضي 5- فرحة الروح لسيد عبد العزيز.
كلها زجليات تامة (معيارية) تبدأ بمطلع فأدوار فأقفال ثم خرجة.. وفق قواعد الزجل المثالية وفي دقة متناهية تلك الجارية على نهج الموشح الاندلسي.
أعني أن نتيجة البحث مفتوحة للجميع للتحقق منها.. وليست مجرد رشح ذاتي أو رغبوي أو ترتيب آيديولوجي زائف. لا؛ ليس ذلك.
كمان برضو ممكن تسمع الشاعر الحقيبي عتيق يقول أنه وغيره من شعراء الحقيبة كتبوا الموشح الأندلسي (نوع شعري) أي أنه يقر أن للحقيبة خلفية في التراث الأندلسي من حيث النظم.. تاني من حيث إييييييييييييه؟؟؟؟ النظممممممممممممممممم لا الغناء.
ولا بد هنا أن نتذكر دوماً ان بحث الحقيبة يتحدث عن النوع الشعري وحده لا الموسيقى ولا الأداء ولا الإيقاعات.. بل النوع الشعري فحسب.
ولكن كثير من الصحاب بقروا العنوان بس ويسرحو في سرد الخرافات القديمة المتوارثة.. ويضيعوا زمنا كدا والساقية مدورة. وأنا لا أمل.. ومحبة لهم.. بس لازم مرات أقول ليهم الحقيقة بكل سطوع ولو جرحت شيئاً فسأجرح مكان كسلهم من التعرف على نتيجة البحث بروية.. واذن تلك نيران محبة😅♥️💥
تحيات وإحترامات
--- حاجة متعلقة بمحتوى البوست دا.. ولمزيد من التأمل .. وأهم شئ أن: نتيجة البحث مثلما هي علمية يمكن التحقق منها علميا.. طبعاً!
08-13-2024, 12:27 PM
محمد جمال الدين محمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5757
1. البحر التام 2. البحر العامودي 3. بحر القوافي 4. البحر البديع 5. البحر المختلط.
ياتي تفصيل تلك الابحر المعنية مع الامثلة المقارنة في مستقبل السرد للاهمية.. وهي طبعا من نتيجة البحث ولم تكن معروفة او معلومة من قبل .. كوننا اصلا لم نكن قبل البحث 2017 نعرف مرجعية النوع الشعري للحقيبة وفي تلك الحالة سيكون من الطبيعي ان يكون النوع النظمي وقوانينه الداخلية مجهولة بشكل شبه كامل وهو ما يشهد به الواقع بوضوح.
ملاحظة: اسماء الابحر من ابتداعي الخاص وتصبح قابلة للتحسين
هنا ثلاثة أمثلة مفصلة لطريقة النظم الحقيبة الرابعة (البحر البديع):
بديعة وغريبة في نظري!
الطريقة النظمية الرابعة من زجل حقيبة الفن السودانية تقفية صدر البيت بقافية متوافقة وجعله أقصر من عجزه الطويل.. نأخذ ثلاثة أمثلة متتالية من أبو صلاح (قصيدتان من ذات الشاكلة وهما: مثلي كم ضايعين و ضامر قوامك لان) ثم الخليل في تم دور وإتدور:
1-
مثلي كم ضايعين ( أبوصلاح )... مع ملاحظة أن العلامة "/" تشير للشطر القصير "الصدر" والعلامة "//" تشير للعجز الطويل.. ربما هناك متعة في الفرادة والغرابة:
مثلي كم ضايعين/ مالي و مال سهام العين//
لا اطيق تطعين/ و لا استطعت فراق لحظه الدغس لا معين//
تهت بين تمعين/ ماء و نار و خضار في خدودو مجتمعين//
غيرو شفنا متين/ فرع بان ارنع اثمرلو رمانتين//
و كيف درر نابتين/ في مبيسمو و الريحان و الراح داخل التين//
اشواقي مؤتلفين/ و العيون و منامي صاروا مختلفين//
يا ناعس الطرفين/ بالله ابحث شوف نوم عيني ضايع فين//
نومي ضاع ما بين/ الهجر يا شقيق البدري اظهر بين//
اشواقي ليك طالبين/ قلبي هو معاك يا ليتو لي قلبين//
عقلي زاد تجنين/ قلبي بين إيديك و افكاري في تفنين//
يا صغير يا كنين/ يا ملاك ارحم خليك شوية حنين//
انوارك الساطعين/ لا في الانس يا جميل و لا في الحواري العين//
هل في الهلال راضعين/ و الا ( الثريا ) مع ( أبو ريا ) ليك واضعين //
2-
مرة ثانية أبو صلاح في طريقة النظم الرابعة (ضامر قوامك لان):
ضامر قوامك لان/
ضامر قوامك لان قلبك قسى وجافيت ليه يا جدي الغزلان//
أسهرت جفني ملان/ يذرف دمع نازل كالمزن في الهملان//
ما بصح ليك يا فلان/ طرفك دوام ناعس وأنا طرفي ما غفلان//
ظهرت شكلك بان/ كوكب منير أشرق من فوق غصين البان//
كم ليك محب تعبان/ درب العشق ساهل ودرب الوصال صعبان//
كالظبية في اللفتان/ أما الخديد ناعم ذي زهرة البستان//
تجد الطباع آمن/ وحسن بديع رائع منظر جميل فنان//
لا يحصى وصفه لسان/ وجهك بدر كامل من البدور إحسان//
ما قصدي فيك لمسان/ مقصودي بس شوفتك لا تضيعني يا إنسان//
القمري في الاغصان/ ذكرني ألفاظك وقلبي إنطرب فرحان//
يتواري لي لمحان/ بروق درر فاهك بالراح والريحان//
ليه كفك إتحنن/ وليك قلب قاسي ما فيه لي حنان//
يالراقص الفنان/
حبك ملك قلبي وجننت عقلي جنان// أبو صلاح
3-
تم دوره ودور.. فهي تتبع طريقة النظم الرابعة (الصدر أقصر من العجز مع ذات التقفية) كما كانت نمطية أبو صلاح في قصيدتيه الواردتين للتو بعاليه.. وهي طريقة نادرة ومميزة ولم أجدها إلا في الملحون المغاربي وعند هولاء الشعراء الأماجد وغيرهم القليل.. وهذا مثال من البديع خليل فرح:
تم دور وادور /
عم نوره شال فات الحله نور //
زي بدر التمام
واحدين قالوا نور/
واحدين قالوا دوب مروي ما بتنور //
مين يقوم يتهور/
يبري القيف هناك تحته الدابي كور //
زي بدر التمام
قالوا الكون اتطور/
لا عاشق عفيف لا جميل إتصور//
الحسود يتضور /
ناره ماكله لسانه كله زور ومزور//
الطريق الحور/
دمي ما بروح سيدة ليش يتجور//
هز شوقي وتور/ يا نديم إزاي جرحي المخفي غور //
يا قليب إتجبر/
قوم وريني كيف الكرام تتصبر //
نحن ما بنتعبر/ النفوس أن حبت تستحى وتتكبر//
ما خبير أتخبر/
في الزمان الفات والجديد إدبر//
أوعي لا تتشبر /
هل رأيت لك عاشق بالغرام يتنبر //
نحن ما بنطفر /
ما بنهاب سفيه إلا ما بنتزفر//
قولوا لي البتنفر/
ما شالن قناع المعاك تتوفر //
يا زميل إتشطر/
شن بتشوف حداك إلا حور مبطر //
يبقي يومنا مطر /
ماله الكون دهين والفريق معطر //
النحر مغمر/
والسباته حارة والمجال مضمر/
الشعر مخمر/
يرشح كله ند عردب المجمر//
قام محمد بشر/
هز فوق تيجانن سل سيفه وكشر //
قول معاي وإتفشر/
نحن سياج عروضن نحن يوم المحشر //
يا حسن اتذكر/
طيب ليلتنا ديك والصباح السكر //
المدام ما اتنكر/
لا من ديكنا صاح فوق رؤوسنا اتحكر//
كل شىء مفسر /
ما في شىء غريب والعسير ميسر //
ما في عين تتحسر/ دام عريسنا دام والحسود إتحسر // (خليل فرح أفندي)
تلك طريقة النظم الرابعة في نظم الحقيبة.. لاحظ أنها ذات نمطية أبو صلاح أي طريقة النظم الرابعة حسب هذا التصنيف: غريبة وبديعة.
ملاحظة ختامية: أخذ الأمر مني وقتاً وجهداً ليسا هينين لأستطيع إستكشاف هذه الطريقة النظمية التي صنفتها الرابعة "البديعة" نسبة لندرتها وبعض غرابتها.
إذاً تلك طريقة النظم الحقيبية الرابعة (صدر قصير وعجز طويل وبذات القافية) والخامسة خليط بين الأربعة.. وطرق النظم هي نفسها الأبحر أو المقاييس النظمية للحقيبة.
تلك كانت طريقة النظم البديعة أو البحر البديع حسب تسميتي له.. وإنه حقاً نظماً متفرداً وبديعا!
08-18-2024, 00:32 AM
محمد جمال الدين محمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5757
هناك في التاريخ أمثلة لأعمال الخليل وأبو صلاح المتعلقة بالنظم البديع: مغربية.. من الملحون المغربي مثال: هنا مقطع من قصيدة الديجور للشيخ التهامي المدغري 1828م وبعدها مباشرة فيديو تحليلي لها.. تابع بعد الدقيقة 7 ستجد أن قصيدة الديجور (الدجا أي الليل) مكونة من شطر اول طويل وآخر قصير كل الوقت مثلها ونظم الخليل وابو صلاح في الأمثلة أعلاه فقط مع إختلاف في الأشطر بحيث هناك العجز الأطول وهنا الصدر لكن الفكرة طبعاً واحدة:
المقطع:
شوف الديجور أرخى كواكبه من شور القبلة يهيل ويميل ظلامه/ سلطان من السودان ينتقل في همة وسقيم//
لبس بر ناطة فوق من دهم متقلظم كوري في شان صال بتضخامه/ قابض لامان من الشريف وقبل في زيّ فخيم//
من ظن ان بحث الحقيبة والحديث عن نتيجته ترف فكري فهو غلطان وربما بليد.. وعد.. لأن في جهلنا بغنانا وشعرنا اشارة مؤكدة الى جهلنا بالسياسة والاقتصاد والماضي والراهن والحرب والسلام و بكل شىء يخص حياتنا الواقعية ومستقبلنا!
--- مشروع السودان200
08-29-2024, 00:21 AM
محمد جمال الدين محمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5757
الفيديو المرفق: حقيبة الفن السودانية زجل أم موشح ام ماذا؟: مع الشاعر محمد بشير عتيق ونتيجة بحث الحقيبة.. في سبيل مراجعة الذات والتراث.. اللون النظمي للحقيبة زجل أندلسي (النمط الشعري وحده.. هنا لا نتحدث عن اللحن والموسيقى) إذ شعر الحقيبة من حيث النظم وبناء القصيدة لا علاقة له بشعر السافل ولا المديح النبوي فكل له مجراه وشأنه المختلف.
تنبيه: هذه القناة (حضارة السودان) تتشرف بمتابعتكم لها وكل يوم عندنا جديد.. لذا اشترك في القناة بالضغط على الجرس او اعمل لايك للقناة كي يصلك كل جديد.. وشكرا للحضور والحرص والمتابعة
ملاحظة: اي زول جاه احساس الناس في شنو والحسانية في شنو دا زول للاسف مستعجل وما كمل الفيديو لغاية الدقيقة الاخيرة. هنا نحن نصطحب كل المخيالات النيرة والحرب والسلام ومستقبل السودان.. فعنوان الحديث ان كان حقيبة الفن.. نعم.. فمحتواه حقيقة الوطن وسلامة الأهل من المحن والإحن.
مقاطع صافية من عتيق بدون المختارات الغنائية (للحقيبة خلفية اندلسية) مع تعليق ايضاحي:
الشاعر الحقيبي محمد بشير عتيق يتحدث في لقاء تاريخي كاشفا العلاقة العضوية بين فن الحقيبة والموشح الاندلسي من حيث طريقة النظم الشعري
...
لا الالحان والموسيقى ذلك شأن اخر.مكرر للاهمية.--- اساطير الحقيبة (الخرافات البديعة) ظلت تتكرر خلال قرن كامل من الزمان.. مية سنة.. بلا ملل ولا كلل.. فلا ضير اظن من تكرار شيء في مجرد بوست مسكين في القرن الواحد وعشرين😅💥💫
نسمع عتيق وجسمي المنحول تلك الموشحة البديعة.. صاحبها قال انها موشحة!
--- التعديل: لا شي مهم فقط لتثبيت رابط الفيديو من القناة الجديدة على اليوتيوب.. تحيات
عازكم كلكم قعدة وأي زول بوفر ليه شرابه حسب مزاجه من البن والغباشة وعصير القونقليس والكولا و البيرة الباردة والفودكا برضو الباردة وكل زول يشرب حسب نارو.. وناس السجارة نجيب ليهم سجارتهم الخدرا.. والعشاء رجلة بالكسرة وصحن شية بالفحم مع شطة خدرا😅
دا البقدر عليه. كلكم معزومين مدنيين وعسكريين.. ناس لا للحرب وبل بس.. كلكم بلا فرز. لإن عندي أمل أن كلكم ربنا بهديكم إلى سواء الوطن يوم ما قريب.. واليوم داك بس ح تتذكرو الجلسة دي.. وعد. جلسة عادية بس دايماً الحاجات العادية المصنوعة من الحب بتبقى.. أزعم.
الما بحضر القعدة دي.. ما ح يعرف أخوكم ليه تعبان الزمن دا كلو في موضوع الحقيبة (بحث الحقيبة 7 سنة) خليت الدنيا ونعيمها لأني عارفها "زايلي"😅.. وخليت الخدرا والموية والوش السمح (إلى حين) ولو الزول مليان بالحنين لغاية ما الواحد بقى فاقد حنان😅
بعد المقدمة دي أجيكم للكلام الكعب .. سوووري قصدي الموضوع الصعب:
إذا الزول ما سمع اللقاء العملو أخونا البديع أسامة إدريس مع شخصي الضعيف حول نتيجة بحث الحقيبة.. بقول إذا ما سمعت اللقاء كامل من أولو إلى آخرو عمرك ما ح تعرف يعني شنو حقيبة الفن مهما حفظت من أساطير وخرافات (زعم فادح عارف) بس أخوكم مالي يدو!.
وإذا ما عرفت الحقيبة والظروف السياسية والإجتماعية النشأت فيها ما ح تعرف تاريخ السودان القريب الإنبنت عليه اللحظة العويصة الراهنة بالتالي ما ح تكون فاهم سياسة كويس ولا ح تكون سياسي جيد ولا ح تكون شيء غير شخص محترم بس جاهل بذاته وتراثه.. وح تكون النتيجة هي المخيال الشعبي السائد والخراب الواقع.
كمان زيادة على كدا تسمع اللقاء كله وتقرأ الأربع مقالات في الرابط المرفق وهي تحليل لتسجيل الشاعر محمد بشير عتيق القال فيه (نحن في الحقيبة كتبنا الشعر على نهج الموشح الأندلسي).
يعني لازم تلتزم بالروشتة كاملة.. إذا ما عملت كدا المرض ح يتاورك تاني: الدروشة والخرافة والعقل السحري. تسجيل عتيق برضو مرفق.
الكلام دا موجه للأصحاب الخلص.. وللأعداء برضو (إن وُجدو). بقول الكلام دا (الشكلة دي) عشان ما في واحد لقدام إقول لي ما كلمتني😅
بالمناسبة الحرب والغرق والجوع الحاصل لينا دا.. دا سببه.. ح تعرف الكلام الغريب دا لما تكمل الروشتة.. وعد.
وأما بعد: دا الرابط الشارح لبحث الحقيبة من قناتي الجديدة على اليوتيوب وبعديه الرابط الشارح لتسجيل عتيق وفي الختام في أسماء محددة تكلموهم بالجلسة دي لأن الأمر يهمهم بشدة أظن:
للحقيبة خلفية أندلسية يقول الشاعر عتيق.. صراع الفنون من صراع السياسة.. مع تسجيل الشاعر عتيق (المقالات الأربعة المهمة فيما يتعلق بموضوعنا هنا وليس بالضرورة النقاشات المصاحبة) برضو في حيطتي على الفيسبوك:
أمنية: بلغو لو سمحتو الآتية أسماهم بالجلسة دي لأنهم من أحبابنا العظام وهم الأساتذة الأجلاء: مرتضى الغالي و معاوية يس وفيصل محمد صالح وعجب الفيا وميرغني ديشاب وعوض البصيري. أما أساتذتي القريبين والمقربين ديل بعزمهم براي.
يلى اسمعوا (التحدي) وتعالوا شاكلوني.. لو بقت فيكم مروة😅
--- بوست فكاهي من الفيسبوك.. وما هو بفكاهي.. بس سر بينا ما تكلمو بيه اصحابي في الفيس😅💥💫 اعني اخوكم جاد تحت تحت
09-11-2024, 01:56 AM
محمد جمال الدين محمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5757
اغنية جوهر صدر المحافل.. طبعا بديعة وشديدة الابهار.. لكن هنا خطأ ما .. خطأ مزمن!
تحذير إستباقي : لا تقرأ إن لم يكن معك ميزان للذهب وصبر يبل الابري وعندك شوية علم بنتيجة بحث الحقيبة.. غير كدا ح تضيع زمنك ساي.. وعلى اي حال يوجد رابط لنتيجة بحث الحقيبة في اول مداخلة.
زجلية "جوهر صدر المحافل" للشاعر الحقيبي الكبير صالح عبد السيد أبو صلاح.. هناك خطأ في قافية الدور الخامس!
أغنية وتحليلها .. يا جوهر صدر المحافل ( فيها أسرار نظمية زجلية بديعة ولا مثيل لها في طريقة النظم غير برضي ليك المولى للعبادي): جوهر صدر المحافل زجلية تامة أي معيارية (مطلع وأدوار وخرجة) والمطلع والأقفال والخرجة تتكون دائما من غصنيين والأدوار من أربعة أسماط (وفق طريقة الموشح الأندلسي النظمية في أتم كمالها ولكنها زجلية وليست موشحة كونها عامية وفق تصنيف الزجل التام وقواعده).
جوهر صدر المحافل تحتوي على مطلع وأدوار متكررة مختلفة القوافي وكل دور يُختم بقفلة والأقفال مختلفة في قوافيها عن الأدوار ودوماً منسجمة القوافي فيما بينها.. غير أن الشطر الأول من كل قفلة متوحد مع قافية الدور والشطر الأخير للأقفال دوما يحمل قافية المطلع والخرجة.. وتلك طريقة نظمية بديعة وشديدة الصنعة وتحتاج إلى عقل مبدع ودربة عالية. .
وهي طريقة باهرة من الزجل السوداني ربما الأبهر مطلقاً على مر تاريخ الزجل وفق هذا التصور.. ناخذ على سبيل المثال الدور السابع وقفلته من الزجلية:
تمنع طيفك لي يغازل.. داخل قلبي أنا ليك منازل
يا لايم لا تبقى هازل.. أنا في الحب لروحي بازل
قفلة: هل عاشق يسمح لعازل.. خلى نصيحتك عنى زيلا
مع ملاحظة وجود العلامة "/" لفصل القافية عما قبلها فقط لتبيان طريقة النظم:
تمنع طيفك لي يغ/ازل.. داخل قلبي أنا ليك من/ازل
يا لايم لا تبقى ه/ازل.. أنا في الحب لروحي ب/اذل قفلة: هل عاشق يسمح لع/ازل.. خلى نصيحتك عنى ز/يلا
ملاحظة هنا غاية الأهمية أن دوماً قافية المطلع والأقفال والخرجة "يِلا" .. النقطة دي الأهم في النظم.. أتنمى من القاري/الملاحظ أن ينتبه لها بروية وإلا لن تفهم محتوى هذا التحليل بحسب تجربتي في مناسبات سابقة .
وعلى أساس المثال دا ح نشوف مع بعض القصيدة (الزجلية) كاملة.
وهنا القصيدة/الزجلية البديعة (معقدة النظم شديدة الإبهار) كاملة مع ملاحظة وجود العلامة "/" لفصل القافية عما قبلها.. والزجلية مكونة من عشرة أدوار وكل دور يختتم بقفلة وتبدا الزجلية بمطلع وتنتهي بخرجة.. مع ملاحظة ان الحرف السابق للقافية اللامية في الادوار العشرة يتبدل بشكل مستمر ليخلق قافية ثنائية جديدة في كل مرة واخرى مما يعطي حيوية فائقة للنسق النظمي.
مطلع:
يا جوهر صدر المحا/فل .. روحي معاك اتلطف/يلا
دور أول:
ما النور الفى حليه را/فل.. في حق نهده قلوبنا قا/فل كالظبي الفى مقيله غا/فل.. تاره يميل والتانيه جا/فل
قفلة:
وجهه ينور والبدر آ/فل .. فوق للبدر يزيد نف/يلا
دور ثاني:
بالنور خدك لاح مقا/بل.. للشعر الطال ليله سا/بل سهم ألحاظك لي نا/بل.. بى كل شئ دون هجري قا/بل
قفلة: ينسب نوحي على البلا/بل.. وانتى القمره بتنسب/يلا
دور ثالث:
ليك جوز عينين نعسان وكا/حل.. وخصرا يميل وصدر را/حل ولى وجدي اللي جسمي نا/حل.. بحر الشوق ما ليه سا/حل
قفلة: بيني وبين النوم مرا/حـل.. وين للطيف أنا القى ح/يلا
دور رابع:
الفرع البتنى را/تــل.. طيره ينوح في غصونه حا/تل بهوى نسيم لي فكرى شا/تل.. والأسد الفى القيد ينا/تل
قفلة: يتأكد ما ليهو قا/تل .. غير مكحول ظبي النت/يلا
دور خامس:
ضاوى سناك لي بريقه را/سل.. لاح بين عنابتين عوا/سل صدرا يرجح وكتفو خا/تل.. رنا طرفك للسيف يما/سل
هنا خطأ (خا/تل) لا بد أن يكون مكان التاء سين حسب النظم وطريقته المحكمة.. أعتقد أنه خطأ طباعي من الشخص الذي طبعها أول مرة أو لحنها أو أداها.. إنه خطأ مؤكد في تقديري.. أحسبه لن يفوت أبداً على صاحب الإبداع وصاحب النظم البديع والصنعة المحكمة الشاعر والزجال العظيم: أبوصلاح.. لاحظ: قافية الدور ثم الشطر الأول من القفلة ثم راجع مرة ثانية نسق الزجلية كله.. وهنا قفلة الدور الخامس المعنية:
قفلة: ليه ما يجندل كل با/سل .. وساحبه دغس وخدود اس/يلا
دور سادس:
المرنوع لي كتفو ها/دل.. في دروعه ولى معاصمه جا/دل أنا ساهر والليل سا/دل .. شرط الحاكم يبقى عا/دل
قفلة: لا اقبل بهواك مبا/دل.. كيف اعشق وارضى البد/يلا
دور سابع:
تمنع طيفك لي يغا/زل.. داخل قلبي أنا ليك منا/زل يا لايم لا تبقى ها/زل.. أنا في الحب لروحي با/زل قفلة: هل عاشق يسمح لعا/زل.. خلى نصيحتك عنى ز/يلا
دور ثامن:
يوقد جمري ودمعي با/هل .. كيف نار تشعل في منا/هل ضاق بى الكون مع انه ما/هل.. نومي تصعب ووجدي سا/هل
قفلة: لو بى حالة سهري جا/هل .. دى الأنجم أسال سه/يلا
دور تاسع:
لى طيفك ما لقيت وسا/ءِل.. غير بسط النسمات رسا/ءِل اغرب شئ وأعجب مسا/ءِل... حلم الصاحي ودمعه سا/ءِل
ملاحظة: لا تنطق الهمزة على النبرة أو على السطر معربة ستختل القافية مباشرة ويختل السجع والجناس ويختل كل شيء والوزن أيضاً .. هذا الشعر (الزجل) قانونه الأساس أنه غير معرب.. أي تعريب سيمثل خطأً واضحا.. انطقه بلغة الشارع يصح.
قفلة:
لو شكيت في امرى سا/ءِل.. البدرين كونك مس/يلا
دور عاشر (أخير)
زايد شوقي ودمعي ها/مل.. جمر الحب لي جسمي شا/مل حتى الطيف لي لا يجا/مل.. مع كلا ما كنت آ/مل
ذلك النظم المحكم + تعدد قواميس الكلام = الأفيون فيه سر الفتنة كلها "ندري ولا ندري" إنه الترامدول "المخدر" الذي قد يجعلك تتسمر وإنت تستمع للأغنية للمرة الألف دون أن تنتبه لأي معنى أو تسعى إليه في هذه الحالة.. ذلك هو الأفيون العظيم.. ذلك هو النظم الباهر الحالي.
إنه فن الزجل كما أنه أبو صلاح صاحب الإبداع العظيم، على روحة السلام.
في الختام لا ننسى الملاحظة التي وردت في ثنايا السرد أعلاه. حول الدور الخامس. كي نحاول التحقق منها..
دور خامس:
ضاوى سناك لي بريقه را/سل.. لاح بين عنابتين عوا/سل صدرا يرجح وكتفو خا/تل.. رنا طرفك للسيف يما/سل
هنا خطأ (خا/تل) لا بد أن يكون مكان التاء سين حسب النظم وطريقته المحكمة.. أعتقد أنه خطأ طباعي من الشخص الذي طبعها أول مرة أو لحنها أو أداها.. إنه خطأ مؤكد في تقديري.. أحسبه لن يفوت أبداً على صاحب الإبداع وصاحب النظم البديع والصنعة المحكمة الشاعر والزجال العظيم: أبوصلاح.. لاحظ: قافية الدور ثم الشطر الأول من القفلة ثم راجع مرة ثانية نسق الزجلية كله.. وهنا قفلة الدور الخامس المعنية:
قفلة: ليه ما يجندل كل با/سل .. وساحبه دغس وخدود اس/يلا
كيف نتحقق من الحتة دي.. هل هناك نسخة أصيلة مكتوبة بخط الشاعر أبوصلاح أو تسجيل صوتي.. لست أدري.. وإلا أنني أتصور أن الكلمة الصحيحة "خاسل" وتعني الضعيف في إحدى معانيها .. وجاء في لسان العرب: • خَسَلَهُ خَسَلَهُ ُ خَسْلاً: اضعفه. او أبعده عن مواقعه. أي هنا أن الصدر يباعد الكتف عنه لثقله في هذه الحالة ولكن الكتف واهن/ضعيف فلا يتباعد:
صدرا يرجح وكتفو خا/سل
ودا طبعاً مجرد إجتهاد مني فحسب.. لا أجزم به.. ولكن حتماً عندي أن (خاتل) خطأ.
الغنية بصوت المبدع بادي وتقديم الرجل العظيم مبارك المغربي.. والصحيح طبعا (اتلطفيلا) كما فعلها صاحبها العظيم (ابو صلاح) الذي يعرف اسرار نظمه وكما ثبت عبر تحليل الزجلية المرفق:
راجع ايضا ماذا قال عن (جوهر صدر المحافل) الشاعر الكبير محمد بشير عتيق مع محاره الألمعي محمود خليل محمد في حوالي 1986 في لقاء اذاعي مسجل ورد مقدمة هذا البوست.
الليلة جيت من برا مرهق جسدياً بعد يوم طويل في أزقة المدينة. دخلت البيت، وقعدت على الكنبة خمس دقايق، وفجأة رنّ جرس الباب. فتحت، لقيت كمية من البشر مقيدين بالسلاسل والسلب، آلاف الرجال وبعض النساء واقفين في حر الهجير، وقدامهم شخص غريب المظهر، شعره منكوش ووجهه معفّر بالتراب، واقف في المقدمة تحت ظل الشجرة الوحيدة في المكان.
تقدمت منه بحذر، كان يبدو غاضباً. وضع يده المرتعشة على كتفي وقال لي:
– ديل ناس الحقيبة الشتموك زمان أيام البحث، وسبّوا سلسبيلك، وضيعوا زمنك وأتعبوك تعب الموت في الفارغة والمقدودة... فماذا أنت فاعل بهم بعد أن حصحص الحق؟!
– من أنت؟
- أنا نكير... لكن ما نكير الفي راسك، أنا واحد تاني.
– طيب كويس... ما فرقت.
فتأملت من جديد عيون الناس الشاخصة ثم صعدت المنبر، شكرت الشخص الغريب المعفّر على حسن صنيعه، وحمدت الله على نعمه الكثيرة، ثم قرأت على القوم المقيّدين بسلاسل الحديد والسلب نتيجة بحث "حقيبة الفن السودانية" عشر مرات، ومن خلفي يتردد تسجيل الشاعر عتيق، القال فيه إن الحقيبة مشت على نهج الموشح الأندلسي.
بعد ذلك وزعت عليهم أربع مقالات شارحة لتسجيل عتيق، وأمرتهم أن يقروها عشرين مرة، فاتمروا قهراً بأمري.
فالتفت إليّ الشخص المعفّر الذي تحت الشجرة وقال:
– بس كده؟ إذا دا كل العندك، خلّيهم عليّ.
وبدأ يُخرج أشياء من خرج حصانه، مصنوعة من حديد صدئ وعليها آثار قيح، يبدو أنه من مخلفات مناسبات تاريخية شبيهة. أمسكت واحدة منها أتأملها، كانت تشبه "أبو القنفد"، فقال لي:
– دي اشتغلت بيها الخوارج.
فلم أسأله: أي خوارج يعني؟ لكن لم يعجبني ما نوى فعله.
قلت له:
– معليش، خلّيهم عليّ أنا... أصلاً الدنيا عندنا حرب ما ناقصين، فالتعامل معاهم لازم يكون بالحسنى والهداوة.. وانا اضمر في نفسي خطة تعذيب معنوي شديدة الوقع.
فأمرت بالفنانة عشة الجبل، بت حِلّتي (كلنا جبلاب) أن تأتي إليّ. فكتبت لها زجلية من 770 دور، مطلعها يقول:
ود الجبل العسل كشح الزجل.
فصعدت المسرح وغنّت بصوتها البديع أبشع أنواع الهجاء، ثم ترجلت مبتسمة، وفي قمة الأناقة والجمال كعادتها، وهي تشعر بأن كل واحد من الحضور أمامها ما هو إلا غريمتها: مروة الدولية.
وأمرت القوم أن يسمعوني وأنا أغني بصوتي الحاد كالسكاكين اغنية: "جوهر صدر المحافل" 77 مرة. فلما وصلت للمرة 33، سمعت واحد من المساجين يقول للتاني:
– أخنقني... أقتلني... ريّحني، كفاية عذاب!
ولما وصلت لـ 44، كل واحد منهم بقى يخنق في التاني، وأنا شغال... والساقية مدوّرة.
لكن لاحظت حاجة غريبة: هناك تلاتة اشخاص قاعدين وراء، رايقين ومستمتعين، وقدامهم صحن فتة بسليقة اللحمة مع الخبز والرز. قلت ليهم:
– إتّو منو آ جِنّيات؟
قالوا لي:
– نحن بتاعين المركز الثقافي داك، الكنا بناقشك ونقول ليك ان مرجعية الحقيبة في المديح النبوي السوداني الكريم.
– أها انتو الدراويش ديلاك.. اتذكرت!.
ثم ابتسمو في وجهي ببلاهة وقالوا لي:
– والله مديحك الليلة سمح خلاص!
فاغتظت غيظا شديدا.. وصحيت من النوم، لقيت نفسي ماسك رقبتي بيديي الاتنين، أخنق في نفسي... والعرق يتصبب.
- اللعنة. End.
تعليق من خبير استراتيجي:
لا أظنك تفهم القصة أو الكابوس دا... ألا تسمع أو تقرأ عن كابوس اسمه بحث الحقيبة؟ لو بتقدر حاول.. وإلا، نكير ليك بالمرصاد يوم من الأيام.. اني لك من المحذرين.. فما انا الا نذير😅.
يمكنك مثلا الاطلاع على واحد (كفاية) من رابطين اتنين كالتالي: الاول- سلسلة مكافحة طلس الحقبنجية 15 حلقة (فيها تلخيص لنتيجة البحث) موجودة على حيطتي في الفيسبوك وكمان بمنبر سودانيزاونلاين في خيط واحد .. في الرابط دا
والملخص التاني تحت عنوان: للحقيبة خلفية أندلسية أو كما يقول الشاعر عتيق. وتسجيل الشاعر عتيق في المقدمة. ملاحظة هامة: المقالات الأربعة التي بالمقدمة هي الأهم فيما يخص موضوعنا هنا، وليس بالضرورة النقاشات المصاحبة... برضو موجودة على حيطتي على الفيسبوك.. بالمناسبة دي نفس الاربعة مقالات الوزعناها على المساجين الفي القصة الخرافية التي هي في شكل أمنية او دعوة مظلوم😅💥🌹
Breaking news الليلة إنتهيت من إكتشاف الأبحر الشعرية للحقيبة وذلك طبعا حدث جليل لمن لا يعلمون!
نستطيع أن نقول الآن عندنا كتلوج كامل شامل للحقيبة وبل لجميع أشعار وأغاني السودان "صدقني" ونبقى ناس تصدير بس تاني!
ملاحظة إستباقية: تشيل بندقية أو تشيل زهرة فأنت لا شي حقيقي وثابت في الأرض إذا ما شلت معاك القلم.. تحارب وقلمك معاك تسالم وقلمك فوق.. الحرب الصغرى هي حرب البندقية والكبرى وحتماً هي حرب المعرفة والعلم.. العلم بالذات والتراث والآخر والطبيعة. أنت دون ذلك مجرد نوع من البهائم فقط يمشي على قدمين.. معليش للمثال البشع الواضح.
ونمشي للموضوع.. ح أسرده بشكل كدا بسيط.. والأهمية كبيرة.. كبيرة قدر الجبال.. عندي طبعا.. والخير عندكم.
الناس العارفة عارفة أهمية ومتعة الشغل دا.. والناس الجاهلة بإذن الله ما بنخليها تموت بجهلها إلا من أبى!.
أخدت القصة دي مني سبع سنوات.. كل بحث الحقيبة كوم ونتيجته برغم صعوبتها كوم والأبحر الشعرية المجهولة للحقيبة كوم براه.. ما قدرت عليها أيام البحث.. وسنين لقدام.. شيء مستحيل.. قلت مرة ما ضرورية مادام نحنا أكتشفنا النوع الشعري وقوانين نظمه وكمان حصرنا تفاعليه وإستخلصنا كتير من الأوزان لأزجال الحقيبة (ووجدنا عدد من التفاعيل لا توجد في الأبحر الرسمية) كله كان واضح لنا لكن كنا دوما بعيدين من أن نكتشف المقاييس الكلية التي أشتغلت عليها الحقيبة فيما يعادل: الأبحر الشعرية بلغة الفاراهيدي. الحقيبة شعر عامي طبعاً (زجل) ودوماً للشعر العامي أبحره المختلفة أو قل مقاييسه الأخرى التي تختلف كثيراً أو قليلاً عن الأبحر الرسمية ال 16.
قلت ما ضرورية.. من باب العجز.. لكن دائماً القصة دي مغلغلاني.. بقوم أزمان طويلة نص الليالي أهدرب.. وبسبب القصة دي بوعي أو لا وعي أجلت الإشتغال على البحث من أجل نشره في صورته النهائية.. كان دائماً عندي أمل.
كانت مقاييس الحقيبة الشعرية مدينة مستعصية على السقوط محصنة وتقع في قمة جبال عالية وعرة.. لا أحد رأى أو خبر دروبها من قبل.. لم تكن في خاطر الفرسان السابقين برغم بأسهم وشدتهم.. فعمدت إلى محاصرتها سنين دون جدوى وخيلي جَيْئَةً وذَهابًا.
حتى سقطت فجأة جراء الصبر والمثابرة.. واليوم أستلمت مفاتيح المدينة كاملة ودخلت من أبوابها الخمسة.. بحاول اوصل الصورة الاسطورية في خاطري!.
وقبل أن أكشف لكم صحابي عن الأبحر الشعرية والأسماء التي أخترتها لها مبدئياً أعلن التالي لناسي في السودان200 ومن والاهم أن اشعار العامية الوسطسودانية في الاساس اربعة:
1- الدوبيت (اسماءه العلمية: مواليا وقوما.. وأيضاً سلسلة وحماق).. دوبيت تسمية مجازية لا اصطلاحية.. لا يوجد دوبيت في السودان ولا في أي مكان من أمكنة الشعوب المتحدثة العربية بالأصالة منذ أزمان بعيدة فالدوبيت فن فصيح وعنده وزن واحد محدد. أعتقد أن جهلنا بالأنواع الشعرية ووضعها كلها في سلة واحدة تعمينا عن رؤية قوانينها الداخلية المختلفة وبالتالي عدم مقدرتنا على نقدها وتذوقها عن علم ودراية.. يتضمن ذلك تكلسها وعدم تطورها.. وهذا للأسف أظن قدر منه حدث بالفعل لذات العلة. وعليه فان ما نسميه في السودان الكبير بالدوبيت فهي مجرد تسمية مجازية.. وهو من اكثر الفنون سطوعا وقوة وانتشارا واصالة عندنا.
2- المسدار (اسمه العلمي كانكان) عنده وزن واحد وقافية واحدة ويحكي قصة أو وعظ أو أسطورة أو غلوطية .. وكان يا ما كان في سالف العهد والزمان وإلخ. والنوعين ديل هم الاقدم والاكثر اصالة.
3- الحقيبة السودانية (اسمها العلمي زجل) الزجل السوداني.
تعليق: ودا نوع شعري جديد لم يعهده السودان قبل العهد الانجليزي.. النقطة دي هاااااامة والاهم اننا هنا لا نتحدث عن الالحان والمقامات الموسيقية بل النظم الشعري وحده والذي تم اقلمته مع المقامات الموسيقية التراثية القديمة.. دا هام.. عشان ما كل مرة تحصل لخبطة وعك ابدي. كمان تاني ما تلخبط الحقيبة مع الانواع الشعرية الاتنين المذكورين للتو اعلاه.. لان زجل الحقيبة مشتبك معاهم بس في نفس الوقت مختلف جذريا عنهم من حيث النمطية.. لازم عشان تفهم نحن بنقول في شنو.. تفك الاشتباك دا بنفسك. لو ما وضح ليك بعمل ليك برسلك ليك شروحات خاصة عشانك.. نحن تحت امرك (الشخص المهتم الافتراضي اعني). الحتة دي اكتر حتة مرهقة للصحاب المستعجلين وهم الغالبية للاسف في الحكاية دي كلها من بداية الاعلان عن نتيجة البحث 2017 وحتى اشعار آخر.. وبتجي فيها كوش وسنار والمديح وشعر السافل.. لا علاقة لذلك بهذا.. وعك زي دا كتير (تنبيه: الشرح الأخير دا تعليق قديم من فيسبوك فخليته على طبيعته التفاعلية).
4- الاشعار الغنائية الحديثة (خليط بين الانواع الثلاثة الرئيسة)
والآن إلى الأبحر الشعرية التي اشتغلت عليها الحقيبة.. موضوع البريكنق نيوز بتاعتنا هنا.. وجدتها خمسة وأشتغلت تطبيقيا عليها ثم أخترت لها أسماء مبدئية بمزاجي الخاص:
1. البحر التام وأسميته أيضاً البحر العبادي /إبراهيم العبادي ومثاله (برضى ليك المولى) وأبهر الأزجال التي أبتدعها شعراء الحقيبة أو قل زجاليها تمت وفق هذا البحر ومنها طبعاً برضي ليك المولى للعبادي وفي الضواحي للخليل وبلغ الأقوال لأبوصلاح وأحرموني لود الرضي وفرحة الروح لسيد عبد العزيز.. والكثير غير ذلك.
2. البحر العامودي وأسميته بحر العزيز/سيد عبد العزيز ومثاله (قائد الإسطول للعزيز وعزة في هواك للخليل)
3. بحر القوافي وأسميته البحر الرضي/محمد ود الرضي ومثاله (تيه وأتاكا لود الرضي والنسيم هبالي لأبو صلاح)
4. البحر البديع وأسميته بحبر الخليل ومثاله (بدر التمام للخليل)
5. البحر المختلط وأسميته أبوصلاح ومثاله (بدور القلعة)
ملاحظة: الأسماء لا تعني أن الأبحر حصرية على إسم صاحبها.. لا.. دا فقط إسم للمحبة والتكريم.. فكل شعراء الحقيبة أشتغلوا على هذه الأبحر لكن ليس جميعهم أستوفاها كلها البعض الشتغل فقط على بحرين منها أو ثلاثة ونظم كل ازجاله على ذلك.
سياتي تفصيل تلك الابحر المعنية مع الامثلة المقارنة في مناسبات أخرى وفي ندوات خاصة بمحبي فن الزجل السوداني.
وطبعاً قلنا أن عدم مقدرتنا في الماضي على أكتشاف تلك الأبحر/المقاييس كان من اهم الاسباب في تأخر نشر نتيجة البحث في شكلها النهائي .. واظنها حينئذ ستكون ممتعة ومدهشة بذات دهشة الإعلان الأولي عن النوع الشعري للحقيبة والجدل الذي أثير على أثر ذلك.. وكون حقيبة الفن في ذاتها فن باهر وبديع.
ونحن الآن بدأنا نتعرف عليه من بوابة العلم لا العشق وحده.. وما أجمل أن يكون الواقف بالباب هو العاشق العالم والمولَهُ العارف بالله والوطن والحقيبة.
قلنا إيه: تشيل بندقية أو تشيل زهرة فأنت لا شي حقيقي وثابت في الارض إذا ما شلت معاك القلم.. تحارب وقلمك معاك تسالم وقلمك فوق.. الحرب الصغرى هي حرب البندقية والكبرى وحتماً هي حرب المعرفة والعلم.. العلم بالذات والتراث والأخر والطبيعة. أنت دون ذلك مجرد نوع من البهائم فقط يمشي على قدمين.. والله أعلم!.
وعلى أي حال نستطيع أن نقول الآن عندنا كتلوج كامل شامل للحقيبة ونبقى ناس تصدير بس تاني.
--- التعديل: نقلت المداخلة من السابق الى اللاحق عشان في روابط عملت تشويش للنسق الفني للبوست فشطبتها.. مجرد توضيح
طرق نظم الحقيبة (لأول مرة مكتملة وفي مكان واحد) .. حاجة مهمة لأن على أساسها تم تحديد النوع الشعري للحقيبة (توجد في الختام ملاحظات هامة)!
الابحر الشعرية الخمسة التي اشتغلت عليها الحقيبة أي المقاييس وان شئت قل طرق النظم.. بديعة، ممتعة وساحرة.. وشئ جديد عرفناه حديثاً عبر الكفاح!
في هذه الحلقة سنتعرف عبر النماذج البيانية على الطرق التي اشتغل عليها شعراء الحقيبة كي ينتجوا نوعا شعريا/غنائيا غاية في التشويق والابهار والخلود.. ربما الاجمل مطلقا فوق ظهر الكوكب من حيث سبكة واحكام النظم وترصيع اجزاء الشعر بالحلي والديباج والحلل. ولكن قبل ذلك
أرى من اللائق التذكير أن حقيبة الفن من لونية الزجل الأندلسي من حيث النظم (نوع شعري حديث نسبياً في السودان) وعلى كل حال وفق رصد البحث فأن اشعار العامية الوسطسودانية في الاساس أربعة أنواع فحسب:
1- الدوبيت (اسماءه العلمية: مواليا وقوما.. وأيضاً سلسلة وحماق).. دوبيت تسمية مجازية لا اصطلاحية.. لا يوجد دوبيت في السودان ولا في أي مكان من أمكنة الشعوب المتحدثة العربية بالأصالة منذ أزمان بعيدة فالدوبيت فن فصيح وعنده وزن واحد محدد. أعتقد أن جهلنا بالأنواع الشعرية ووضعها كلها في سلة واحدة تعمينا عن رؤية قوانينها الداخلية المختلفة وبالتالي عدم مقدرتنا على نقدها وتذوقها عن علم ودراية.. يتضمن ذلك تكلسها وعدم تطورها.. وهذا للأسف أظن قدر منه حدث بالفعل لذات العلة. وعليه فان ما نسميه في السودان الكبير بالدوبيت فهي مجرد تسمية مجازية.. وهو من اكثر الفنون سطوعا وقوة وانتشارا واصالة عندنا.
2- المسدار (اسمه العلمي كانكان) عنده وزن واحد وقافية واحدة ويحكي حجوة أو قصة أو وعظ أو أسطورة أو غلوطية .. وكان يا ما كان في سالف العهد والزمان وإلخ. والنوعين ديل هم الاقدم والاكثر اصالة.
3- الحقيبة السودانية (اسمها العلمي زجل) الزجل السوداني.
(تعليق حول الزجل ونمضي إلى الأمام: ودا نوع شعري جديد لم يعهده السودان قبل العهد الانجليزي.. هذه نقطة غاية الأهمية .. والملاحظة المهمة بدورها اننا هنا لا نتحدث عن الالحان والمقامات الموسيقية بل النظم الشعري وحده والذي تم اقلمته مع المقامات الموسيقية التراثية القديمة.. دا هام.. عشان ما كل مرة تحصل لخبطة وعك ابدي. كمان تاني ما تلخبط الحقيبة مع الانواع الشعرية الاتنين المذكورين للتو اعلاه.. لان زجل الحقيبة مشتبك معها أحيانا بس في نفس الوقت مختلف جذريا عنها من حيث النمطية.. لازم عشان تفهم نحن بنقول في شنو.. تفك الاشتباك دا بنفسك. لو ما وضح ليك بعمل ليك برسلك ليك شروحات خاصة عشانك.. نحن تحت امرك (الشخص المهتم الافتراضي اعني). الحتة دي اكتر حتة مرهقة للصحاب المستعجلين وهم الغالبية للاسف في الحكاية دي كلها من بداية الاعلان عن نتيجة البحث 2017 وحتى اشعار آخر.. وبتجي فيها كوش وسنار والمديح وشعر السافل.. لا علاقة لذلك بهذا.. وعك زي دا كتير (تنبيه: الشرح الأخير دا تعليق قديم من فيسبوك فخليته على طبيعته التفاعلية).
4- الاشعار الغنائية الحديثة (خليط بين الانواع الثلاثة الرئيسة)
والآن إلى الأبحر الشعرية التي اشتغلت عليها الحقيبة (زجل السودان):
هنا الخمسة طرق نظم/مقاييس/ابحر التي اشتغلت عليها الحقيبة اضعها مرتبة على التوالي مع وصف لكل منها ثم بعد ذلك أضع نموذجاً تطبيقياً لكل واحدة منها.. وفق نتيجة بحث الحقيبة اذ قبل ذلك لم تكن هذه المقايييس مكتشفة ولا متحدث عنها:
1. الطريقة النظمية الاولى: البحر التام وأسميته أيضاً البحر العبادي /إبراهيم العبادي ومثاله (برضى ليك المولى) ودمت أوالي لود الرضي.. وربما أبهر الأزجال التي أبتدعها شعراء الحقيبة أو قل زجاليها تمت وفق هذا البحر ومنها طبعاً برضي ليك المولى للعبادي وفي الضواحي للخليل وبلغ الأقوال لأبوصلاح وأحرموني لود الرضي وفرحة الروح لسيد عبد العزيز.. والكثير غير ذلك.
2. الطريقة النظمية الثانية: البحر العامودي وأسميته بحر العزيز/سيد عبد العزيز ومثاله (قائد الإسطول)
3. الطريقة النظمية الثالثة: بحر القوافي وأسميته البحر الرضي/محمد ود الرضي ومثاله (تيه والتاكا)
4. الطريقة النظمية الرابعة: البحر البديع وأسميته بحبر الخليل ومثاله (بدر التمام)
5. الطريقة النظمية الخامسة: البحر المختلط وأسميته أبوصلاح ومثاله (بدور القلعة)
ملاحظة: الأسماء لا تعني أن الأبحر حصرية على إسم صاحبها.. لا.. دا فقط إسم للمحبة والتكريم.. فكل شعراء الحقيبة أشتغلوا على هذه الأبحر لكن ليس جميعهم أستوفاها كلها البعض الشتغل فقط على بحرين منها أو ثلاثة ونظم كل ازجاله على ذلك. وهنا إنموذج واحد على الأقل لكل طريقة من طرق نظم الحقيبة الخمسة (زجل السودان):
وهنا تأتي نماذج لكل طريقة على حدى:
الطريقة النظمية الأولى أي البحر التام:
دمت أوالي لود الرضي: مثال للزجل السوداني المعياري (المثالي) إذ أن للحقيبة خمس طرق نظم أولها الطريقة المثالية (المعيارية) من الزجل في أصله المنبثقة عن الموشح إذ تبدأ القصيدة بمطلع وعدد من الأدوار تفصل بين الأدوار قفلات وتنتهي الأدوار بخرجة. ولا بد أن تكون قوافي المطلع والأقفال والخرجة متفقة مع بعضها ومن ذات الوزن لكن الأدوار ليست بالضرورة.. هنا مثال جديد من الشاعر (الزجال أيضاً ) ود الرضي في
دمت أوالى (لاحظ العلامة "/" أمام قوافي المطلع والأقفال والخرجة (الموحدة) وكيف أن قوافي الأدوار مختلفة وهي بالزبط الطريقة المثالية للزجل أي المعيارية.. أرفق أيضاً في الختام فيديو تعليمي يشرح تلك القواعد ويوثق للعلاقة بين طريقة نظم الموشح والزجل من جامعة الأزهر كما بوست من سودانيز يشرح بإختصار نتيجة بحث حقيبة الفن السودانية:
الطريقة الثانية للنظم (بحر العزيز) تعتمد تقفية الصدر والعجز من البيت مع تنويع القافية بين الدور والآخر من أدوار القصيدة (راجع تعريف "دور" في مصطلح الزجل).. ومثال ذلك بدور القلعة وجوهرا (ابو صلاح) وقايد الإسطول لسيد عبد العزيز وعزة في هواك للخليل وسنأتي بالمزيد من الأمثلة في مستقبل السرد.. وهناك نمطان من هذه الطريقة وليس واحدا. والآن نأخذ قايد الإسطول (النمط الاول) وعزة في هواك (النمط الثاني) في مناسبة أخرى.
النظم في "قايد الإسطول" يعتمد على تقفية صدر البيت وعجزه كل الوقت وبقافية مختلفة كل مرة وأخرى .. إضافة إلى ذلك تتنوع القافية بين مقطع وآخر لكسر الرتابة والإحتفاظ دوماً بفتنة المفتتن يدري ولا يدري.. نبدأ بهذا المقطع من باب المثال:
يا قائد الأسطول/ تخضع لك الفرسان/
ياذو الفخار والطول/ أرحم بنى الإنسان/
مين لسماك يطول/ ما يطولك اللمسان/
التلاتة أبيات دي بتدينا مثال لنمطية القصيدة كلها .. إذ أن القصيدة دوماً يتكون بيتها الواحد من قافيتين مختلفتين.. صدرها مختلف عن عجزها في كل مقطع وآخر.. لاحظ هنا مرة ثانية أن الصدر ينتهي باللازمة ( طُولْ) والعجز باللازمة (سَانْ):
يا قائد الأس/طولْ تخضع لك الفر/سَانْ
يازو الفخار وال/طولْ أرحم بنى الإن/سَانْ
مين لسماك ي/طولْ ما يطولك الّمَ/سَانْ.
وإلخ. فكل الوقت يكون نسق القصيدة (الزجلية) هو نفسه وفق طريقة النظم الثانية (العامودية).
الطريقة النظمية الثالثة (بحر الرضي):
زجلية: ﺗﻴﻪ ﻭأﺗﺎﻛﺎ لود الرضي.. طريقة نظمها مختلفة عن البحر التام وعن البحر العامودي:
تتبع طريقة (تعدد القوافي في البيت الواحد) ثلاث قوافي منتظمة في كل بيت وهي طريقة زجلية شهيرة معمول بها في الزجلين المشرقي والمغربي.
تأتي قصيدة تيه وأتاكا متعددة القوافي في البيت الواحد (لاحظة أن العلامة “/” تشير إلى القوافي):
كل بيت من أبيات الزجلية منذ البداية وحتى النهاية تكون فيه القافيتان الأولتان (كا) أي كاف ممدودة والقافية الأخيرة ميمية (ام):
ثلاث قوافِ منتظمة في كل بيت وبالضبط .. ومن مثل ذلك: النسيم هبالي لأبو صلاح وانت حكمة ولا آية للأمي (ست قوافي منوعة بين البيت الواحد والآخر).
الطريقة الرابعة:
الطريقة النظمية الرابعة من زجل حقيبة الفن السودانية (البحر البديع) تقفية صدر البيت بقافية متوافقة وجعله أقصر من عجزه الطويل.. نأخذ ثلاثة أمثلة متتالية من أبو صلاح (قصيدتان من ذات الشاكلة وهما: مثلي كم ضايعين و ضامر قوامك لان) ثم الخليل في تم دور وإتدور:
مثلي كم ضايعين ( أبوصلاح )... مع ملاحظة أن العلامة "/" تشير للشطر القصير "الصدر" والعلامة "//" تشير للعجز الطويل.. ربما هناك متعة في الفرادة والغرابة:
مثلي كم ضايعين/ مالي و مال سهام العين//
لا اطيق تطعين/ و لا استطعت فراق لحظه الدغس لا معين//
تهت بين تمعين/ ماء و نار و خضار في خدودو مجتمعين//
غيرو شفنا متين/ فرع بان ارنع اثمرلو رمانتين//
و كيف درر نابتين/ في مبيسمو و الريحان و الراح داخل التين//
اشواقي مؤتلفين/ و العيون و منامي صاروا مختلفين//
إلخ.. كل الوقت تكون القصيدة (الزجلية) بذات النسق.. ومثلها أيضاً: أبو صلاح في طريقة النظم الرابعة.
تم دوره ودور.. فهي تتبع أيضاً طريقة النظم الرابعة (الصدر أقصر من العجز مع ذات التقفية) كما كانت نمطية أبو صلاح في قصيدتيه الواردتين للتو بعاليه.. وهي طريقة نادرة ومميزة ولم أجدها إلا في الملحون المغاربي وعند هولاء الشعراء الأماجد وغيرهم القليل.. وهذا مثال من البديع خليل فرح:
تم دور وادور /
عم نوره شال فات الحله نور //
زي بدر التمام
واحدين قالوا نور/
واحدين قالوا دوب مروي ما بتنور //
مين يقوم يتهور/
يبري القيف هناك تحته الدابي كور //
زي بدر التمام
قالوا الكون اتطور/
لا عاشق عفيف لا جميل إتصور//
الحسود يتضور /
ناره ماكله لسانه كله زور ومزور//
الطريق الحور/
دمي ما بروح سيدة ليش يتجور//
إلخ.. كل الوقت تكون القصيدة (الزجلية بذات النسق) ومثلها أيضاً: أبو صلاح في طريقة النظم الرابعة
تلك طريقة النظم الرابعة في الحقيبة.. والخامسة والأخيرة خليط بين طريقتين أو زيادة ومن أمثلتها بدور القلعة لأبوصلاح.
تلك كانت الحلقة رقم (11) من سلسلة مكافحة طلس الحقبنجية
ملاحظات ختامية:
1- أكتب من الكيبورد وأنشر مباشرة أي أن هذه كتابة أولية همها توصيل الفكرة لا صحة اللغة أي كانت عامية أو فصيحة.. لذا أي أخطاء طباعية تكون واردة إلى حين صدور البحث في صورته الإحترافية في المستقبل القريب (أحتاج عون المخلصين منكم)!.
2- هناك 10 حلقات منجزة ومنشورة بالفعل لمن شاء تحت عنوان يبدوا فكاهي (مكافحة طلس الحقبنجية) لكنه معبر عن الحقيقة الساطعة!
3- هذه الحلقات عبارة عن خلاصة للبحث من جديد بطريقة جديدة قبل أن يخرج في المستقبل القريب بشكل إحترافي في صورة كتاب من تلاتة أجزاء ومعه فلاش صوتي عبارة عن البحث في كلياته بالصوت لمن لا يستطيع أو لا يحبذ القراءة من الورق.
4- هذه القراءة/الحلقات الجديدة (مكافحة الطلس) تستند إلى تجربة الباحث أيام بحث الحقيبة والنقاشات الكثيرة التي تلت ذلك (بخيرها الوفير وشرها) أي كأنها رد جمعي أو عمومي على المخيالات الطلسية العديدة التي تدور حول الحقيبة لحوالي قرن من الزمان.
5- بحث الحقيبة جرى في تفتيش مرجعيات النمط الشعري وحده لأغاني الحقيبة لا الألحان والمقامات الموسيقية.. ذلك شأن آخر لم يتطرق له البحث إلا لماماً. ولمزيد من المعلومات بهذا الصدد تستطيع أن تطلع على الكتابات المنشورة بهذا الصدد على الصفحات الخاصة بهذا الشأن أو بالباحث. في جملة قصيرة: البحث أهتم بالكلمة الشعرية وحدها وخلفيتها النمطية والانثروبولوجية المحتملة والظروف السياسية والإجتماعية التي نشأ في كنفها النمط لا الألحان أو الموسيقى أو الأداء الغنائي.. ذلك شأن آخر.
والملاحظة المهمة غاية الأهمية في حسباني:
6- أن مثل هذه الحوارات/القراءات/الأبحاث ليست بالضرورة هدف في حد ذاتها بقدر ما هي نافذة مهمة قد نرى من خلالها ذاتنا الجماعية بطريقة أكثر وضوحاً (عبر مراجعة الذات والتراث).. أو هي الخطة المأمولة.
وربما نقف عبرها على أسباب فشلنا (حتى الآن) في صناعة سودان متحضر وموحد وتعثر ثوراتنا الشعبية حتى الآن من جراء شقاقاتنا القائمة على جهلنا بذاتنا الجماعية والبيئة الطبيعية المحيطة بنا (زعم).. وإذاً عبر ذلك السبيل ربما نساهم معاً في المضي إلى الأمام بطريقة أكثر صحة: مشروع السودان200.
هذا.. مع كل معاني الإحترام الواجب.. والامنيات بحال احسن.. ولنرى!
10-15-2024, 00:24 AM
محمد جمال الدين محمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5757
اسرار فتنة الملحون المغربي ربما هي ذاتها اسرار فتنة الملحون السوداني!
بعد ان قرأوا لي مقالا في صحيفة مغربية حول (الملحون المغربي).. سألني عدد من أصدقائي ومعارفي المغاربة بالذات من المهتمين بفن الملحون المغربي (زجل المغرب واحد اهراماته الخالدة): عندكم ملحون في السودان؟. الاجابة طبعا: نعم.. فقط لا نسميه ملحون.. بل: حقيبة الفن!. والمقالة (اسرار فتنة الملحون المغربي) في الرابط المرفق.. ومثال لاغنية من الملحون السوداني في اول مداخلة فقط في مقام موسيقى خماسي وليس سباعي ولكن الكلمات ملحون وتحمل كل اسرار الملحون وجيناته وفتنته الخالدة.. اي فان الاسرار هي ذاتها:
قسم بمحيك البدري لوردي (أبوصلاح) من ملحون السودان.. الحقيبة السودانية = فن الملحون في المغرب أي من ذات النمط الشعري والمخيال الأنثروبولوجي ولو تباينت الأمكنة والأزمنة.. ربما فقط قد تختلف المقامات الموسيقية واللحنية أحيانا:
10-15-2024, 00:45 AM
محمد جمال الدين محمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5757
مقاطع صافية من عتيق بدون المختارات الغنائية (للحقيبة خلفية اندلسية) مع تعليق ايضاحي:
لحقيبة الفن السودانية خلفية في التراث الأندلسي الشاعر الحقيبي محمد بشير عتيق يقول في تسجيل صوتي تم العثور عليه حديثا.. وبهذا ينتهي الجدل حول نتيجة بحث الحقيبة.
هذا اللقاء مع الشاعر محمد بشير عتيق تاريخي بمعنى الكلمة: شهادة الشاعر عتيق حول مرجعية اللون الشعري للحقيبة هي الاهم؛ كونه كان شاهدا على كل رواد الحقيبة وكل مسيرتها ويعرف جل اسرارها:
فعندما توفي خليل فرح افندي 1932 كان عمر عتيق حوالي 23 سنة.
وعندما توفي ابوصلاح 1968 استاذه الاول او كما قال.. كان عمر عتيق 59 سنة.
وعندما توفي سيد عبد العزيز 1979 كان عتيق 70 سنة.
وعندما توفي ود الرضي 1982 كان عتيق 73 سنة.
وعندما توفي العبادي 1983 كان عتيق 74 سنة.
وعندما توفي عبيد عبد الرحمن 1986 كان عتيق 77 سنة. وقد ذكر نماذجا لاشعارهم قال انها جرت على نهج الموشح الاندلسي مثلما فعل هو ذاته حتى قبل ان يعلم تلك الحقيقة (قال انه نظم على نهج الموشح قبل ان يعلم اي انه كان يجاري.. وصنف قصيدته: جسمي المنحول كموشحة) .. كل ذلك في التسجيل المرفق.. وعندما تم اجراء هذا اللقاء 1986 مع عتيق كان صديقه ورفيق دربه ومهنته الشاعر عبد الرحمن الريح على قيد الحياة يستمع الى اللقاء.. هذا اللقاء تاريخي . وكان الاذاعي الذي اجرى اللقاء هو الإذاعي الألمعي محمود خليل محمد.
الحدث الاعظم في تاريخ السودان الحديث الذي يشهد على هشاشة وعينا الجمعي على وجه العموم وبساطة مخيالنا العلمي على وجه الخصوص هو ما يسمى ب(حقيبة الفن السودانية) اي عدم الوعي بمرجعيتها واختلاق قصص خرافية لا حصر لها حولها.. فعندها يتجلى عقلنا الجمعي السحري اللا علمي في اوضح صوره. لذا انا اهتم بها كمثال للكل المركب.. وفق هذا الزعم.
وهذه السلسلة الجديدة مخصصة لهذا الغرض: مكافحة "الطلس" الذي ظل يدور حول حقيبة الفن قرن كامل من الزمان.. لذا فانها حتما مهمة صعبة وشاقة لكن لا بد منها!
10-17-2024, 01:55 AM
محمد جمال الدين محمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5757
ادناه عناوين لبعض المشاريع الشغالين فيها من مدة في اطار مشروع السودان200 وشخصي الضعيف يتشرف ان يكون من ثلة السودان200.
بس الحقيبة عاملة شغل وجوطة كبيرة مع الحقبنجية وهم اكبر حزب في السودان.. 40 مليون😅 تاعبني وتاعبهم وانا تاعبكم معاي😅🔥🌹
1. دولة المواطنة vs دولة الهوية
2. ازمة اللون الاسود الكونية .. متي وكيف ولماذا!
3. الانواع والالوان الشعرية والغنائية في تاريخ السودان الحديث (الانماط والتفاعيل والاوزان والمخيالات الانثروبولوجية).
4. حقيبة الفن (اضاءة على نتيجة بحث الحقيبة)
5. العامية الوسطسودانية متى وكيف ولماذا سادت في الوسط النيلي الوسيط دون غيره من ارجاء السودان الاخرى
6. قواعد العامية الوسطسودانية
7. سايكولوجية الزول السوداني
8. المجتمع المدني والدولة.. السودان مثال.
9. انسان الشرق وانسان الغرب (مقارنة انثربولوجية)
10. الشفرة الوراثية (الجينات) والامراض النفسية والعقلية والعصبية كما الامراض الاخرى الجسدية واهمها المتوارثة.. من منطلق علم الانثروبولوجيا.. السودان مثال.
11. مشروع دولة المواطنة.. وهذا المشروع المعني (مقترح مفتوح).. وهنا شرح له: الاول فيديو (ندوة) والثاني نصوص كتابية مرفقة: تعال مع بعض نفتش عن مشروع وطني جامع في الضد من مشاريع التجزئة والكراهية: دولة المواطنة المشروع الغائب
حلقة "13" نظرة في حقيبة الفن السودانية من حيث المراحل الزمنية بين البداية والنهاية!
هناك محطات فاصلة في تاريخ نشوء وتطور نظم وغناء الحقيبة (الزجل السوداني) وبداية نهايته النظمية بين الأعوام 1910 و1954.. في العام 1954 جاء الإسم "الحقيبة" قبل ذلك كان إسم الفن (الشئ الجديد) ولا إسم له غير ذلك.
ففي هذه الحلقة سأسرد بشكل مكثف المراحل التي مر بها فن الحقيبة من حيث النظم الشعري والألحان والأداء والتسجيل في أسطوانات ثم مجئ الإذاعة ونهاية الحرب العالمية الثانية التي أشرت إلى تراجع نظم الحقيبة وصعود أنماط شعرية وغنائية أخرى تخلت عن صرامة نظم الحقيبة وعن قواميسها التاريخية.. وكل ذلك وفق نتيجة البحث.
العام 1910:
نقطة الصفر (البداية النظمية للزجل السوداني) بواسطة الشاعر والزجال خليل فرح أفندي (وحده كسوداني) مع أستاذه الشاعر والمسرحي والأديب والعارف بفن الزجل الأندلسي والذي أصبح لاحقاً وزيراً ومستشاراً لأربع دول عربية في أوقات مختلفة: فؤاد الخطيب (مؤلف مسرحية فتح الأندلس 1905) وآخرين من أساتذته بالكلية وبعدها.
1914:
إنضمام الشاعر الشعبي والزجال المبدع الفذ إبراهيم العبادي إلى خليل فرح في النظم الزجلي.. تحول جديد مهم جدا.. وهنا ملاحظة إستباقية: أعرف أن هاتين المرحلتين غير مسجلات في التوثيق المعتاد فيما قبل نتيجة بحث الحقيبة، مع أن فيهما بذرة الشفرة الجينية للفن الجديد وتفسير لشرارة الإنطلاقة.
1918:
أول المحاولات لتحويل النظم الزجلي إلى لحن وغناء وإنضمام الشاعرين والزجالين الكبيرين محمد ود الرضي وصالح عبد السيد أبوصلاح إلى ركب النظم الزجلي عبر تدريبات من الخليل والعبادي. وهو ذاته زمان حضور الحاج محمد أحمد سرور في بدايات محاولة تلحين وأداء النظم الجديد.
1919:
نجاح تحويل النظم إلى غناء والإستغناء عن الطنابرة (الحرس القديم) فتراجع دور فنان أم درمان الأول محمد ود الفكي (رفض النمط الجديد فرجع إلى مهنته كخضرجي لكنه فدى نفسه بإبن بلدته عبد الله الماحي) وصعد سرور وتم نفي عبد الغفار الطمباري إلى مدني وتم منعه من الغناء أيضاً في مدني لأسباب ذات خلفية سياسية وغيرهم الكثيرين.. وثمة طنابرة آخرين وافقوا لاحقاً على أداء النمط الجديد (الزجل) وسجلوه في أسطوانات بجانب سرور وهم: بشير الرباطابي والأمين برهان وعبد الله الماحي.
1924:
ثورة اللواء الأبيض وطرد الجيش المصري من السودان وإنحياز الخليل لها وتراجع دوره في العملية الإبداعية لأسباب ذات خلفية سياسية وصعد العبادي وتولى العملية الإبداعية بصحبة محمد ود الرضي وأبو صلاح في البداية حتى جاء لاحقاً آخرون.
وتم دعم رسمي لمكتبة البازار للتحكم في المجال الثقافي بواسطة مدير مديرية الخرطوم مستر "بيني" وضمن ذلك الشعر والأدب والغناء والبعثات التي تذهب إلى مصر والقادمة منها (راجع هنا الترتيبات الجديدة التي أعقبت أحداث مقتل حاكم عام السودان في 20 نوفمبر 1924 وتمرد اللواء الأبيض في 28 نوفمبر 1924) وطرد الجيش المصري من السودان وجميع الموظفين المصريين في السلك الرسمي.
وبعد الفراغ الذي تركه غياب الحضور المصري أضطر الإنجليز بحكم الضرورة للقيام بترتيبات جديدة لسد الفراغ الذي تركه إنمحاء الوجود المصري بشكل شبه تام في السودان في كل المجالات الممكنة ومن ضمنها المجال الثقافي والفنون والآداب والموسيقى والترفيه.
فأصبح البحث من جديد عن حضور فن سوداني ملائم للمرحلة ضرورة ملحة في حضور جاليات عديدة وطبقات جديدة ولدتها المؤسسات التعليمية الجديدة وسنامها كلية غردون.. ولكن العامل الأول والأهم هو الجيش الإنجليزي والذين معه من الضباط والجنود المحليين والآخرين في وقت لا توجد به بعد أي وسيلة لنقل الصوت إلى الخارج غير حضور الشاعر/الفنان/الخطيب/الحكاي نفسه إلى الناس بشحمه ولحمه.
بعد هذا العام أنضم عدد آخر من الشباب الذين تم تدريبهم على الزجل بواسطة العبادي وأبوصلاح وود الرضي. وهم بقية ما يعرفون بشعراء الحقيبة لاحقاً (16 في الراي الرسمي) زيادة من هذا العدد، ربما (21) في الرأي الآخر.
1926:
بدأ التفكير في تسجيل الفن الجديد (الزجل) وحده في الاسطوانات والذي سمي لاحقاً (حقيبة الفن) بحكم الضرورة وبعد ان نضح ذلك الفن بعد أكثر من عشرة سنوات من النشأة والتطور. .. وتم ذلك في المقام الاول بواسطة مكتبة البازار هذه المرة.
1935:
في هذا العام بدأ زجَّالو الحقيبة في تَبنِّي إيقاع التم تم ليغذي فن الحقيبة بشئ يعوزه قبل ذلك وهو الإيقاع الأصيل مما حداه إزاء ذلك النقص إلى إستخدام الرق “المصري” في لحظة ما. وفي المقابل حلف المصلحة المشتركة تضمن تغيير نوعي في كلمة غناء التمتم (غناء السيرة والفروسية والمناحة) الى كلمة شعرية جديدة مستحدثة تواكب المرحلة الجديدة (من امثلتها: يا خداري لعبد الرحمن الريح وبف نفسك يا القطار لعبد القادر تلودي).. وتلك نقطة تحول بدورها كبيرة.
1936:
تمت إتفاقية بريطانية مصرية جديدة أعادت بعض النفوذ المصري إلى السودان بالذات في المجال الثقافي وفي ذات العام حضر وفد مصري ثقافي بقيادة عمر طوسون باشا (راجع كتاب البعثة المصرية إلى السودان 1936) وتم بواسطة هذا الوفد تسمية الحاج محمد أحمد سرور عميد الغناء السوداني (الزجل) الذي لم يكن له إسم بعد، فقط: الشئ الجديد .. وقال رئيس البعثة المصرية يومها 1936 أنه يشبه الغناء الأندلسي .. وتلك الجملة المتلاطفة كانت تحمل قدرا من الحقيقة.
1940:
بداية البث الحي لاذاعة "هنا امدرمان".. وانتهاء مرحلة تسجيل الغناء في اسطوانات. ومع بدايات الحرب العالمية الثانية اقر الإنجليز أنهم إذا أنتصروا في الحرب العالمية الثانية (وقد حدث) سيغادرون السودان ويعلنون الإعتراف بإستقلاله بشرط أن يساعدهم السودانيون في دحر الإيطاليين في الجبهة الشرقية.. وبهذا القرار توقفت كل مشاريع الإنجليز في السودان وآخرها كان بخت الرضاء 1938 وبدأ السودانيون التنافس المحموم على ورثة الإنجليز في كل المجالات الممكنة وكان تنافساً شهد التاريخ أنه كان مدمراً فتوقف كل شئ تقريباً، بما في ذلك فن الحقيبة ذاته كنظم من معظم شعرائه الرواد.. وتفرغ الكل للسياسة وورثة هياكل الدولة وتمرد الجنوب وإنشقاقات الأفندية في مؤتمر الخريجين حتى إنقلاب الجيش في العام 1958.. وتلك اللحظة هي التي ربما تولد عنها كل سوء في مستقبل الأيام.
1952- 1954:
تم بمحض الصدفة نبش الأسطوانات المسجلة لل (الشيء الجديد) بواسطة الشاعر صلاح احمد محمد صالح من إذاعة لندن ثم أمدرمان تحت عنوان جديد (حقيبة الفن) ومن هنا بدأت مرحلة جديدة وجاء الإسم (حقيبة) الذي حل اشكالية الاسم ولكنه في ذات الوقت أضاف المزيد من الغموض على محتوى النوع الشعري/الغنائي = الزجل السوداني.. وفق نتيجة بحث الحقيبة.
2017:
جاء بحث حقيبة الفن (العلم) وبالتالي التعرف على خلفية النمط الشعري (نوعه) وظروف نشاته ونشاطه حتى القمة ومن ثمة نهايته المادية.. ثم عودته من جديد كصدى عظيم الأثر!.
اعني تلك ربما كانت مرحلة مهمة بدورها من المراحل التي ربما تذكر في مستقبل الزمن!.
ملاحظات ختامية:
هذه النقاط مستندة إلى نتيجة بحث الحقيبة ونعرف أن هناك وجهات نظر أخرى قديمة لكنا مررنا عليها كلها أو كلما أمكن وأستوعبناها في خلاصة البحث.
تلك نقاط جاءت مختصرة بحكم طبيعة هذه السلسلة التفاعلية .. يوجد شرح إضافي للمراحل الزمنية تحت عنوان "البداية والنهاية" في حلقة سابقة من هذه السلسلة، لمن شاء.
هذه السلسلة الجديدة كانت عبارة عن حوارات صوتية تفاعلية تمت في الزوم وقروبات السودان200 واخرى على الواتساب ثم تحولت الى نسخة كتابية بتصرف. وهي تعبير بصورة او اخرى عن خلاصة بحث الحقيبة بطريقة سهلة وموجزة او هي الخطة المامولة.
تتواصل.. سلسلة مكافحة طلس الحقبنجية
---- توجد روابط لبقية الحلقات المنجزة حتى الان من هذه السلسلة في اول مداخلة
10-20-2024, 11:02 PM
محمد جمال الدين محمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5757
سأختم هذا البوست (سلسلة طلس الحقبنجية) هنا وفي الأماكن الأخرى بحلقة أخيرة (الايام المقبلة) وستكون فيها الخلاصة .. لكنها ستشمل أيضاً شرحاً عبر النماذج التطبيقية للقواميس الخمسة التي وجدناها أشتغلت عليها الحقيبة وفي تلك القواميس الماضوية المتعددة أسرار "فتنة الحقيبة" وخلودها بجانب الترصيع النظمي طبعاً .. هناك حلقة خاصة من هذه السلسلة تشرح يعني شنو: حقيبة؟!.. تحت عنوان معبر عن الحالة: نظرية الفستق!.
وأن كل تلك القواميس المعنية جاءت غير معربة .. وجميعها أشتغلت فقط مع الزجل لا أي نوع شعري آخر في تاريخ السودان المعروف .. ولن ننسى: أسد بيشة (بنونة) وأمثلة مثله أي أعني النظرة المقارنة بما سبق الحقيبة وما تلاها.. أسد بيشة: ليست كلمة قاموسية إنما بنونة جاءت بها من المخيال الشعبي السائد آنها.. كل الناس العاديين كانوا يعرفون أسد في منطقتهم إسمه أسد بيشة.. تلك مجرد لمحة مقدماً لطريقة المقارنة بين القواميس المعنية.
غير أن الزجل يستطيع أن يأتي أحياناً في لغة بسيطة وغير تاريخانية مثل: ما بخاف من شئ للشاعر عبد الله الأمي💐🌹🥀
نعم.. (ما بخاف من شئ) تسير من حيث طريقة النظم على نهج الزجل التام اي المعياري وقوانينه. فهي ليست دوبيت ولا مسدار ولا اي نوع شعري اخر غير كونها من جنس الزجل من حيث طريقة النظم .. هنا لا نتحدث عن القاموس او المعاني.. ذاك شي اخر.. نحن هنا فقط بصدد تحديد: النوع الشعري.
زجلية محمد علي عبدالله الأمي (ما بخاف من شئ) زجلبة تامة تتكون من مطلع وادوار واقفال وخرجة. المطلع والاقفال والخرجة من نفس جنس القافية وللادوار قافية مختلفة.
وهي ملتزمة ايضا بقانون الزجل (لا تعريب) لذا جاءت كلمة (جبون) من الفعل يجبن وهو تصريف غير معروف في الفصيح ففي الفصيح (قلبي لا يُجْبَنُ اي ليس بجبان) ولكن الشاعر يعرف قانون النظم لان مثل هكذا تعريب سيخل بالقافية فالوزن العروضي ان حدث.. ومثل ذلك عبارة (لم يكون) في: لـم اكون كل يوم ليّ لون.. فالتعريب بجزم الفعل يكون سيخل حتما بالوزن العروضي والسجع المساند للقافية. لذا جاء النص بلا تعريب.
وهذه هي الزجلية كاملة ذات مطلع يتكون من غصنين وادوار كل منها يتكون من ثلاثة اسماط (اشطر) واقفال من غصن واحد وكذا الخرجة من غصن واحد.. وهذا طبعا بلغة الزجل المشتقة من الموشح:
مطلع: مابخاف من شي برضي خابر الـمُـقـدّر لابـد يـكـون/
دور تالت: مـاعصيت مولاي ماني فاجر لا و لا بـالـعـالم بـتاجر نـفسي يا احـباب ليها زاجر
قفلة: لـم اكون كل يوم ليّ لون/
دور رابع: الثـبات مـعروف لَيْ مُعاصر لـو بقيت في داخل مَعاصر والإلـه غـير شك ليّ ناصر
قفلة: رغـم انف الواشي الخؤون/
دور خامس: قول لِي شاهد الزور فيم سائر هّـدي روعك قبل الخسائر يـاما قـبلك عـميت بصائر
قفلة: مـن لساني وقولي الهتون/
دور سادس:
قول لي اهل الجور والمساخر مـافي اوّل مالـيـهو آخر مـا بدوم العـز والمـفـاخر
قفلة: وما بدوم الظل و الحصون/
دور سابع "اخير":
عـن لسـان الحق ماني نافر وما جحدت الخير ماني كافر مـاضمرت السوء ماني حافر
خرجة:
للـصديق هاويات السجون/ 💐🌹🥀
--- تنبيه: بعد حلقة القواميس المعنية (تأتي يوم السبت المقبل 26 أكتوبر 2024) ستنتهي مهمة هذا البوست من جانبي إلا إن شاءت أقدار أخرى في غاية الضرورة.. كما تنتهي مهمة البوست الآخر أيضاً: (مكافحة طلس الحقبنجية):
ملاحظة إستباقية مهمة: نتيجة بحث الحقيبة لم تعتمد على القواميس المتشابهة لتقول بنوع الحقيبة الشعري (زجل) بل بطريقة النظم وحدها وما دونها مجرد مقاربة للمخيالات اللغوية والآنثروبولجية لشعر الحقيبة وذلك بدور شئ مهم لكن في مجاله فحسب.
في هذه المرة سنحاول أن نقف على قواميس الحقيبة “الخمسة” عبر نماذج مقارنة ولكن قبل ذلك لدينا سؤال ما هية الحاجة التي دعت رواد الحقيبة للإشتغال بخمسة قواميس لا واحد أو إثنين!.
والأسباب وفق هذا العلم:
1- نقطة الإنطلاقة النمطية لفن الحقيبة كانت تعتمد ثلاثة قواميس في حالة الزجلين المملوكي والحوزي من حيث مبدأ النظم.
2- نظم الحقيبة يقوم في الأساس على تعدد القوافي في البيت الشعري الواحد وهذا يتطلب تعدد القواميس لبناء أمثل للقصيدة (مثال قايد الإسطول لسيد عبد العزيز وانت حكمة لعبد الله الأمي والنسيم هبالي لأبو صلاح) إذ بدون تعدد القواميس يستحيل إيجاد قوافي بهذا الكم من جسد العامية الوسطسودانية وحدها وهي بمثابة القاموس الحاضن لقواميس الحقيبة التاريخية. كما أن تثليث وتربيع القافية بدوره سبب، مثال: (ﺍﻟﺪﻫﺎﺓ ﺑﺎﻟﺴﻠﻮ ﻣﺎ ﺩ/ﻫﻮﻧﻲ ﻋﻦ ﺗﺠﺎﻫﻜﻢ ﻣﺎ ﻭﺟ/ﻬﻮﻧﻲ ﺑﻲ ﺗﺤﻜﻮ ﻭﺷﻤﺘﻮ ﺍﻟﻨ/ﻬﻮﻧﻲ ﻭﺑﺮﺿﻲ ﻫﺎﻳﻢ ﻭﺧﺎﺿﻊ ﻟ/ﻬﻮﻧﻲ ﻻ ﺍﻗﻮﻝ ﻣﺴﺘﻨﻜﻒ ﺩ/ﻫﻮﻧﻲ) ود الرضي. ومثال آخر من أبو صلاح (رى الهلال ينقص وأرى محيو يتج/لالو .. كل يوم يزداد في خديدو نور يح/لالو تتقاصر الأبصار من حسنو من إج/لالو * يتيه يصد باسم آه .. ما ألذ د/لالو).
3- نشأت الحقيبة أيام العهد الإنجليزي في السودان والذي جاءت معه وسيرته عقول بشرية وجيوش عسكرية قدمت من خارج السودان مثلت جاليات جديدة تسنمت السلطة وقمة المشهد الإجتماعي ولا عهد لها بالعاميات السودانية ولا أشعار السودان السائدة آنها أو الأقدم منها، كما كانت (أغنيات/أشعار) السودان مناطقية وشعوبية وعنيفة العبارة ومشحونة بذكر عبارات وأدوات الحرب والقتال وداعية للإستقلالية والثورة على الدخلاء. لذا كان لا بد من بديل لها.
وأخيرا: 4- في تنوع القواميس جاذبية من جراء دغدغة رؤى الفضول والإيحاء بالفرادة والتفرد جراء الغموض الذي يستند إلى لغة القصيدة القادمة من عاميات تاريخية جلها منقرضة ولكنها حلوة الوقع على الأسماع.
تلك هي الأسباب مجملة هذه المرة بلا تفصيل.
وهل في تعدد القواميس فائدة مؤكدة!.
والإجابة قد نجدها بعد أن نفكك مقولة إبن خلدون في كلامه (الزجل فيه متسع للبلاغة أكبر) برغم أنه شعر عامي غير فصيح.. ووجهة نظري أن البلاغة جاءت من واقع تعدد القواميس.
إذ جاء في تاريخ إبن خلدون:
"لما شاع فنُّ التوشيح في أهل الأندلس، وأخذ به الجمهور لسلاسته وتنميق كلامه وترصيع أجزائه، نسجت العامة من أهل الأمصار على منواله، ونظموا في طريقتهم بلغتهم الحضرية من غير أن يلتزموا فيه إعراباً، واستحدثوا فناً سموه بالزجل، والتزموا النظم فيه على مناحيهم إلى هذا العهد فجاءوا فيه بالغرائب واتسع فيه للبلاغة مجال، بحسب لغتهم المستعجمة".
تهمنا هذه الجملة من كلام إبن خلدون: (واستحدثوا فناً سموه بالزجل، والتزموا النظم فيه على مناحيهم إلى هذا العهد فجاءوا فيه بالغرائب واتسع فيه للبلاغة مجال، بحسب لغتهم المستعجمة").
بل تهمنا بشكل أدق هذه الجملة: (فجاءوا فيه بالغرائب واتسع فيه للبلاغة مجال، بحسب لغتهم المستعجمة").
والسؤال هنا كيف يتسع باب للبلاغة مع العجمة؟!. ملاحظة: الحقيبة غير معربة طبعاً.
نعم، يتسع!.
إذ أن الموشح "المرصع بالحلي والديباج والحلل" في الأساس معرب "فصيح".. وبالتالي لغته محدودة بحدود القاموس المحدد وقواعد اللغة المحددة وكنتيجة أيضاً قوافيه "تضيق" وبالتالي باب البلاغة “وفق إبن خلدون”.
لكن تعال معي لنرى ماذا فعل إبن قزمان.. كان إنفجاراً داوياً في زمانه.. ثورة في القاموس والنظم والقافية حينما نقل الموشح إلى عامي "زجل".. لقد حدث شيئان في غاية الأهمية إذ أن:
القاموس العامي والعربي الإتنين يعملان في النص الزجلي (فقط دون تعريب “لا نحو وصرف وفق قواعد العربية”) فيحدث هنا شيء مهم جداً: عندك القاموس يصبح "دابول" باللغة الإنجليزية أي يتضاعف. وبالتالي أيضاً ينجذب جمهور أكثر إلى النمط (زيادة الشعبية).
وعليه هنا يصح كلام إبن خلدون إذ تنفتح مساحات جديدة للزجال فيكون لديه المزيد من المفردات من القاموسين العامي والفصيح ليصنع قصيدته ذات البلاغة الباهرة "فقط غير المعربة" وفرص أفضل ليجد قوافي كثيرة لينتقي منها. وهذا سبب في تعدد القوافي والأوزان في الزجل دون غيره من الأشعار الأخرى. وإمكانية تثليث وتربيع القوافي:
إذاً إبن قزمان عمل عملأً عظيماً في زمانه زلزل الشرق والغرب معاً.. كانت ثورة عظيمة أسس لها ووضع قواعدها (أهم تلك القواعد مطلقاً "لا تعريب") .. فهو المؤسس الحق.. لذا نحن نتحدث عنه حتى هذه اللحظة. فعمل للشعر الأندلسي لاول مرة قاموسين لا واحداً كما كان.
وبقفزة سريعة قلنا ان الحقيبة تنتمي إلى نمطية الزجلين "المملوكي والحوزي". كيف كانت القواميس هناك!.
كان للزجل المملوكي ثلاثة قواميس "قفزة بدورها" القاموسين الأندلسيين (العامي والفصيح "العامل الثابت") واللغات العامية في العهد المملوكي في مصر والشام.
وكذا النوع الحوزي ثلاثة: القاموسين الأندلسيين (العامي والفصيح “العامل الثابت”) وقاموس العامية المغاربية الحاضنة للزجل الحوزي وغيره من انواع الأزجال في المغرب الكبير كالمألوف والصنعة.
والحقيبة السودانية "طفرة جديدة أبعد.. إذ جاءت فوق العادة بخمسة قواميس:
إذن لقد إتسع في زجل الحقيبة مجال أكبر للبلاغة بلغة إبن خلدون.. ولذا كانت أزجال الحقيبة شديدة الإبهار بالذات للمتكلمين بالأصالة العامية الوسطسودانية الحاضنة لنمطية الزجل الحقيبي. إذ اتسع للمفردة والقافية مجالات اوسع للتناول والإستخدام وبالتالي البلاغة مرة ثانية بحسب فهم إبن خلدون في زمانه إذ انت عندك خمسة قواميس بدلاً عن إثنين أو ثلاثة.. والزمان هو الزمان لأن كل تلك القواميس تعيش في جسد الحقيبة!.
ولذلك أيضاً بعض المثالب (الغرابة المنفرة) المتمثلة في إحدى أوجهها: عدم إستيعاب جماعات السودان الأخرى غير المتحدثة العامية الوسطسودانية بالأصالة مثل: النوبة والفور والفونج والبجا ونوبا الشمال من غير المولدين بالوسط الوسيط كما أهل جنوب السودان “عربي جوبا”..
فكلمات مثل: غصين النقا (ود الرضي) وفرع النقا المميح (العبادي) وقلعة الأصفاح (س. عبد العزيز) ، والهوى سباني (ابو صلاح) وفريع الشاو (الخليل) ويا خشيف (ود الرضي) وظبيات وجرة (العبادي).. تكون شديدة الطلسمية عند هؤلك الناس في فجاج السودان البعيدة وبل ربما عند جميع السودانيين بالذات في بداية إنطلاقة الحقيبة حوالي 1920م (95% من الشعب أمي أكاديمياً).. ولا ننسى هنا الأسباب التي جاءت في صدر هذه المقالة حول اسباب إشتغال الحقيبة بخمسة قواميس.. ففي ظني فيها الإجابة.
وهنا لمحات من الخمسة قواميس المعنية:
1- العامية الوسطسودانية هي الحاضنة للخمسة قواميس الوافدة من التاريخ. إذ العاميات السودانية خمسة بحث نظرة خاصتي: الوسطسودانية وعامية سهل البطانة والشايقية وعامية دارفور وجنوب غرب كردفان وعامية عربي جوبا (راجع إن شئت ورقة العامية الوسطسودانية).. وهذا القاموس (العامية الوسطسودانية) يعمل بمثابة اللاصق مثل الغراء (Gorilla Glue) لبقية القواميس لذا فإن أهميته مركزية.
2- قاموس الفصيح (المهمل) من أمثلته ظبية/ظبيات وجرة.. إذ استخدمها العبادي وأبو صلاح في نص زجلي (ملحون أي غير معرب):
ظبية من (ظباء وجرة) أدماء .. تسف الكباث تحت الهدال.. (الأعشى)
ظبيةٌ من (ظباء وجرة) تعطو .. بيديها في ناضر الأوراق .. (عدي التغلبي).
ملاحظة: في حالة الحقيبة تم إعادة صياغة العبارة في زجل (غير معرب) إذ كل الكلمات مبنية على السكون في قصيدتي العبادي وأبو صلاح.. كما ظباء جاءت: ظبيَّاتْ في حالة الشاعر العبادي وظبية في حالة أبو صلاح. ووجرة مكان تاريخي في منطقة الحجاز.. لا عهد للمخيال السوداني به وليس مضرباً لأي مثل.. فقط عبارة
ومثل ذلك الإستخدام لا يماثل أو يقاس "مثلاً" بأسد بيشة لبنونة بت المك (البعض يبرر مخطئً بذلك) لأن تلك حالة شاذة في جسد القصيدة والنسق والنوع الشعري كله لبنونة كما أنها مشكوك في أصالتها “أسد بيشة”.. أما إزاء الحقيبة نحن أمام قاعدة جللت كل النسق الشعري "الزجلي " للحقيبة أي أن الكلمات والعبارات الوافدة من التاريخ البعيد هي القاعدة .. وذلك مجرد مثال لا حصري.
3- القاموس الأندلسي المباشر (عامية الأندلس) من أمثلته:
ما ناح حمام الأيك في الأغصان إلا وتـــزايدت بكـــم أشجانـــي.. (الشاغوري في نسق عامية أندلسية).
حـمام الايـك والـقمري .. يـصيح ينبيك عن امري.. ابو صلاح/حقيبة
سجعت وقد غنى الحمام فرجـــــــــــــــعا وما كنت لولا أن يغني لأسجــــــــــــــــعا ابن خفاجة الأندلسي
ياحمـــام الايك سجعــه وأســـألن الله رجعــــــــا النسيم سارقنى هجعه زال لى عله وزادنى وجعا.. ود الرضي/حقيبة
وحمام الأيك تشـــدو حولنا والمثاني في ذراها تصخب أي عيـــــش قد قطعناه بها ذكره من كل نعمى أطيـــب.. ابن خفاجة الاندلسي
والـبلبل الـغريد يـدور عـلي منبر الاغصان خطيب (سيد عبد العزيز)
لكل وَسيلَة سَبَباً إِلّا تَكُن نَسَبا فَهُو الوداد صَفا مِن غير ما كدر (ابن زيدون)
وكل شئ إن صفا أو كدر في أيادي القضاء والقدر (سيد عبد العزيز).. وذلك إقتباس من مخيال إبن خلدون مع تحوير الفصيح إلى زجل (ذو مصراعين) وهذا الإقتباس والذي يليه من قصيدة سنا القمر (إبن زيدون وحجبو القمر لسيد عبد العزيز).
من يسأل النّاس عن حالي فشاهدها مَحْض العِيَان يُغْني عَن خبَر (ابن زيدون)
حبي هاك القول الأبر العيان يغنيك عن خبر (سيد عبد العزيز).
4- القاموس الحوزي (نوع زجلي وريث الزجل الأندلسي ولغته الحاضنة كانت عامية تلمسان الجزائرية بين الأعوام 1500-1830 (التاريخ الأخير بداية الإحتلال الفرنسي لأيالة الجزائر) وهنا نماذج للقاموس الحوزي:
وهنا أمثلة مقارنة من القاموس الحوزي بين أحمد بن تريكي 1650-1750م وأبو صلاح (حقيبة):
ما يجنيه حديق حاجبين يبريهو بنصالا والشفر القتال سيف صايل للناس قبالا (التريكي) وسهمك صاب احشاي قَلالا (أبو صلاح)
وجهُ تقول هلال تحت سالف خجلا و دلالا (التريكي) صدت من تيها ودلالا (أبو أصلاح)
كتبتلك عقد بالخط عـــــدالا (التريكي) النسام شال الرسالا (أبو صلاح)
جـــــــــــــرحت الخديـــــــن بالمدامع ديما سيـــــــــــالا (التريكي) وقول لي ام خد هجراني مالا وهاج الشوق والدمعة سالا (أبو صلاح)
خدك ورد عبيـــــــــــــــــــق في ريــــــاض مدلل يَتَلالا
الخصلات غسيق والجبين فيه قمرة تَتَلالا (التريكي)
ﺑﺮﺍﻕ ﺳﻨﻚ ﺷﻖ لأْﻻ (أبو صلاح)
ذات القافية يتلالا ولالا من لؤلؤ.
عشقك منيـــــــــــــــــع أعلى من عشيقك و تعـــــــــالا (التريكي)
هذا التصريف "العسالا" بمعنى عاسلة متكرر في الزجل والنوع "الحوزي" على وجه الخصوص.
ذا الحسن البديــــــــــــــــــع ما مثيلك هيفاء ميـــــــــالا (التريكي)
علمتي الغصن الرتالا
شوفتك كم عاشق اتالا
يانسام اوصف جمالا
والقامة السيرك امالا (أبو صلاح)
ظهر لي مثيل البرق إن لاح يخفق مثيل الورق يضوي مصبـاح الجبين كامل وضاح ... والوجه كما المصباح (إبن سهلة/حوزي)
شوفوا المن جبينة صباح والصباح لو لاح لا فايدة فى المصباح … مابتعيرنا محاسن محيها الوضاح (سيد عبد العزيز)
وهذه اللغة الحوزية تتردد في كثير من أشعار أبو صلاح وآخرين عبر هذين المثالين:
يا راشا يا فتانْ يا قاضي البلدانْ ارحمْ الولهانْ
ذبت بالأشواق يا آحيل الأحداق فتنة العشاق
آية تُتْلى
ورد الخدود قد لاح آوآب الوضاح
بلابل الأفراح آية تُتْلى .. (أغنية حوزية 1650م)
هو ملكني فالهوى سلطـــــــــــــــان وأنحل جسمي وكنـــــــــــــــاني قلة لـو يا من ملكت عقلـــــــــــــــي ترتضى بعـــــــــدي و تهجرني قـــــــــــــــال لي أصل السبب قلـي يا عشيق من أيـن تــــــــعرفني قلت لـو أش دلك علــــــــــــى قتلي أش هو عيبي بـــــــــاش تقتلني قلت لـو يا ســـــــــــــــاحر الأذهان بحت أسراري وفؤادي وكنــــــاني هـو ملكني فالهواء سلطـــــــــــــان وأنحل جسمي وكنـــــــــــــاني قد قلت يا مليــــــــــــح أقصر صدك وأعطف عاليا منيش إلا عبدك خلفت جسمي ضريــــــــــــر هـالك و أشهرت عني الجفا أوصدك. … زجل حوزي
5- القاموس المملوكي (عامية العهد المملوكي 1250-1500) وما قبلها بقليل وما بعدها:
ألا يا نسمة الريح ... قفي أبديك تبريحي قفي أخبرك عن جسمي ... وإن شئت أقل روحي (زجل مملوكي)
نسمة السحار ليلى طال هبي أنا مساهر.. ونومي متخبي انتحل جسمي والمحال طبي.. بطران/حقيبة
في رياض صفوف من الأزهار ... قابلتها صفوف واعجب من النهر إذا صفق ... لو من الموج كفوف.. خلف الغباري (زحل مملوكي)
فوق هضاب الوادى الوثيرة ..الزهور منظومة ونثيره والجداول فى حال مسيره ..فى جبينه التل لازى مسيره والغداير حول الهلال العبادي (حقيبة).
لو ترى حمرة خدودو ... وعذاره ذا المنمنم والشقيق حمرا في صفرا ... كنو رايات شاه أرمن.. (كمال الدين بن النبيه/ المرحلة التمهيدية للزجل المملوكي)
صَبّـغْ الخـدين حُمرة بعد ساعة تشوف صفرة والّــ نُمّــت نهـار .. خليل فرح "حقيبة" (النُّمت هنا من نمنمة "تطريز" وليس النوم).
إنتهى.
تلك كانت لمحمة بيانية صغيرة للقواميس الخمسة بغرض النظر والتأمل فحسب فهي في بحور نظم الحقيبة أكثر غزارة.. وفيها كما أسلفنا سر فتنة فن الحقيبة بالذات للمتحدث الأصيل "العامية الوسطسودانية" أي مستدرك للقاموس الحاضن الذي يمثل الحاضر في مواجهة بقية قواميس الحقيبة الماضوية. .. وهذا القاموس (العامية الوسطسودانية) يعمل بمثابة اللاصق مثل الغراء (Gorilla Glue) لبقية القواميس لذا فإن أهميته مركزية.
مع ملاحظة مهمة غاية الأهمية أن نتيجة البحث لم تعتمد على القواميس المتشابهة لتقول بنوع الحقيبة الشعري (زجل) بل بطريقة النظم وحدها وما دونها مجرد مقاربة للمخيالات اللغوية والآنثروبولجية لشعر الحقيبة.
--- تلك كانت الحلقة (15) من سلسلة مكافحة طلس الحقبنجية (تم في المرات السابقة شرح أهمية هذه السلسلة وتبيان يعني شنو "طلس" وشنو "حقبنجية")!
05-19-2025, 07:01 PM
محمد جمال الدين محمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5757
شوف القصيدة دي للزجال البديع عبيد عبد الرحمن.. وركز في للمقطع الاخير منها (ماحي الزجل.. يا بيت القصيد.. ويا روح الزجل).. الشاعر عتيق قال ان عبيد عبد الرحمن ضمن آخرين كان يعرف خلفية النظم الحقيبي الاندلسية
منظر شي بديع ما أحلى الغزل بدر الكون على غصن البان نزل
تيه فى تيه رفل نجم الليل زُها وبالبدر احتفل موفور النفل ... ساح نام فى الكفل اسفل عاليه مرة وأعلا الكان سفل
اتهادى ورتل خسف القمره بدرُه وللمربوع نتل معدوم المثل .... كم أحيا وقتل عام من حينه ساح شـَي فى شـَي حتل
كتفه الإنهدل فى وصف المعاصم حار فكري انبدل غايته نقول جدل .... نحكم بعدل جيد إنسان وصيده متبادلين بدل
ريدها إللىٌ نحل ناعس غير منام وأكحل غير كحل زي شهد النحل.... كالسحب الرحل من تـُقل المرجرج كالخايض الوحل
عمرى الإنسجل وجدي إللي فى هواك مقرون الأجل لى قلباً وجل ... يا ناعس المقل يا ماحي الزجل يا بيت القصيد ويا روح الزجل يا بيت القصيد
05-20-2025, 00:33 AM
محمد جمال الدين محمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5757
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة