|
Re: نظرة في زجلية يا ملهمة (حقيبة) لعبد الرحمن (Re: محمد جمال الدين)
|
هل التفاعيل والأوزان هي اللحن في الغناء؟
عارف الوقت متأخر هسا على كلام صعب زي دا .. هل؟🤔.. بس عشان زول بهمني جداً وانا له محب.. وبكرا ما عندي وقت.. دا طلبه وأنا له مجيب🌹.. ومن يهتم يقرأ لقدام (ملاحظة: ح أضع روابط لاحقاً في المداخلات تشرح أفضل)
هل التفاعيل والأوزان هي اللحن في الغناء؟ سؤال تكرر كثيراً أيام نقاشات بحث الحقيبة وما يزال!
محاولة لفك الاشتباك.
الإجابة: نعم ولا!
خليك معاي عشان أشرح ليك بهداوة.
أنا شغلي التفاعيل والأوزان في شعر وغناء الحقيبة، وكل الغناء السوداني الشعبي والعامي.
وكما كررت دائمًا: بحث الحقيبة ما كان في الألحان ولا المقامات الموسيقية، بل في الناحية النظرية والنظمية: البنية الشعرية ومرجعيتها وتاريخانيتها، والقاموس اللغوي، والظروف الاجتماعية والسياسية التي نشأ في كنفها هذا الفن.
أولاً: ما هي التفاعيل التفاعيل هي الوحدات الإيقاعية للشعر العربي كلاسيكي أو عامي على حد سواء، مثل: فَعُولُنْ – مَفَاعِيلُنْ – فَاعِلَاتُنْ – مُسْتَفْعِلُنْ
وهي تمثل الإيقاع الزمني للوزن الشعري، أي طول المقاطع الصوتية (القصيرة والطويلة، المتحركة والساكنة).
بمعنى آخر: التفعيلة = ميزان لغوي صوتي يُقاس به الشعر المنطوق، لا الموسيقى الآلية.
ثانياً: ما هو اللحن في الغناء اللحن هو النغم الذي تُغنّى به الكلمات (أي الخطّ الصوتي المتحرك بين الدرجات "دو، ري، مي..." داخل مقام محدد (رست، بيات، كرد إلخ).
يعتمد اللحن على: النغمات (الدرجات الصوتية).
المقام الموسيقي (المسافات بين النغمات). الإيقاع الموسيقي (الزمن).
التعبير الصوتي (القوة، الخفوت، العاطفة).
العلاقة بين التفعيلة واللحن:
الشعر (التفعيلة).
أما الغناء (اللحن): يحدد الإيقاع اللفظي للكلمات يضيف النغمة والإحساس مبني على طول المقاطع (حركة/سكون) مبني على الزمن والنغمة يمكن إنشاده بلا موسيقى يحتاج مقامًا ونغمة يشبه الـ Rhythm يشبه الـ Melody
التفعيلة ليست اللحن، لكنها الإيقاع الداخلي الذي يُبنى عليه اللحن. الشاعر يضع الميزان، والملحن يخلق النغمة فوقه.
مثال تطبيقي : أحرموني ولا تحرموني سنة الإسلام السلام (ود الرضي)
النص (التفعيلة):
أحرموني ولا تحرموني سنة الإسلام السلام.
التقطيع العروضي الدقيق كما يلي:
أَحْرِموني/ وَ لا تحْ/ رِموني/ سُنْنَتَلْ /إسْلامسْ/ سَلامْ
وزنه:
فَاعِلَاتُنْ / فَعُولْنْ / فَعُولْنْ .. فَاعِلَنْ / فَاعِيلِنْ / فَعُولْ هنا تظهر دقة التفعيلة:
المقطع الأول “أحرموني” يحمل فَاعِلَاتُنْ (إيقاع متموّج ناعم).
الشطر الثاني والثالث “ولا تحرموني” ثم “سنة الإسلام” يوازيان فَعُولْنْ فَعُولْنْ فَاعِلَنْ فَاعِيلِنْ، وهي تركيبة متزنة موسيقيًا تمامًا مع إيقاع رباعي (4/4).
الخاتمة “سلام” تختم على فَعُولْ، أي ضربة إيقاعية طويلة، تعطي استقرارًا لحنيًا يشبه "القرار الموسيقي".
كيف يتحوّل الوزن إلى لحن؟
الملحن يسمع الوزن كما لو أنه ميزان زمني منتظم - كل تفعيلة تقابِل نبضة أو أكثر في الموسيقى. فـ"فَاعِلَاتُنْ" تُغنّى في حركة راقصة (مثل إيقاع 6/8 أو 3/4)،
بينما "فَعُولْنْ" تُغنّى على نبضة طويلة مستقرة.
في أحرموني، اللحن الأصلي كما وضعه كرومة أو الكاشف يتبع بالضبط هذا التوازن بين المقاطع، بحيث لا يُمد الحرف إلا حيث يسمح الوزن (دي حتة خطيرة جداً ناوي أجيها يوم قريب.. عليكم الله الناس الناقشة في الحتة دي يذكروني إذا نسيت)!.. عشان كدا بقولو ليك فلانة أو فلان داك صوتو أو طريقتو أوبرالية والسبب لأنه يمد الحرف حيث لا يسمح الوزن.. ودا شغل صعب جدأ أو شبه مستحيل.
تاني نكرر للأهمية الخطيرة:
في أحرموني، اللحن الأصلي كما وضعه كرومة أو الكاشف يتبع بالضبط هذا التوازن بين المقاطع، بحيث لا يُمد الحرف إلا حيث يسمح الوزن.. وهذه قاعدة عامة ليست خاصة بحالة واحدة مفردة.
أي أن الوزن هو الهيكل الزمني للكلمات، واللحن هو الزخرفة النغمية التي تلبس هذا الهيكل.
فوائد معرفة التفعيلة في التلحين:
1. ضبط الإيقاع اللفظي قبل التلحين
تعرف كم حركة وسكون في كل شطرة، فتتفادى الكسر أو التطويل الممل.
2. تحديد الإيقاع الموسيقي المناسب (Tempo / Rhythm) بعض الأوزان تميل لإيقاعات معينة: التفعيلة الإحساس الموسيقي الإيقاع التقريبي فاعلاتن ناعم، متماوج 6/8 أو 3/4 فعولن ثقيل، متأمل 2/4 بطيء مستفعلن نشط، متوازن 4/4 متفاعلن درامي، متوتر 5/8 أو 7/8
3. تسهيل التلحين على البحور المختلفة معرفة الوزن تساعد الملحن يسمع القصيدة قبل أن يعزفها.
4. مرونة في الأداء الصوتي
يعرف أين يجوز المدّ أو الوقف دون كسر الوزن.
5. توحيد الإحساس بين الكلمة والمقام
التفعيلة تحدد المزاج “فاعلاتن” ناعمة، “فعولن” حزينة، “مستفعلن” حيوية.
في جملة قصيرة:
التفعيلة لا تُنتج اللحن، لكنها الأساس الذي يُبنى عليه. الملحن الواعِ بالعَروض يصنع لحنًا متسقًا مع اللغة، والشاعر الموزون يكتب شعرًا صالحًا للغناء بطبيعته. وفي النهاية، هذا المثال من “أحرموني” يوضح بالضبط أحد أهم إنجازات بحث الحقيبة . أنه كشف العلاقة العضوية بين الوزن اللفظي واللحن الموسيقي،
وأثبت أن سرّ الجمال في غناء الحقيبة لا يكمن في الألحان وحدها.
بل في الإيقاع اللغوي نفسه. الإيقاع الذي يجعل اللحن ممكنًا، ويجعل الكلمة تغني قبل أن تُغنّى.
وحتى نعود.. إلى الأوبرا والأبورالية🌹🔥✌️
| |

|
|
|
|
|
|
|