المؤكد لم يرتعب الكيزان، و سدنة النظام البائد يوم سقوط رأسهم، و ماجنهم لطالما فقد الصلاحية، فظنوا انهم حيال امر واقع يمكنهم تشكله حسب رغباتهم الوريضة، و طموحهم الشاذ.
فإستمرار الإعتصام بعد السقوط كان بمثابة بعبع لأنهم ادركوا حقيقة الثورة العميقة التي لا يمكن ان ينفض سامرها دون ان تسقط آخر قلاعهم، فكان لابد للإعتصام ان يذهب، حيث وجدوا اشواق كثيرين شاركوهم ذات المصلحة، اعني الذين فاوضوا بإسم الثورة، و تهافتو، و تسابقوا علي الكراسي.
جاء ٣٠ يونيو كالصاعقة عندما حزم البرهان، و الجنجويدي، و الفلول امرهم بتشكيل حكومتهم التي دعوا لها الرجرجة، و الدهماء، خدعهم خيالهم المريض، و طموحهم الضحل انهم قد اجهضوا الثورة بجريمة فض الإعتصام.
حدثني ضابط اقدم من البرهان له تواصل معه بشكل يومي، فأخبره قبل ٣٠ يونيو بيوم انهم شرعوا في تكوين الحكومة، و اخبره بأنه سيكون ضمن طاقمها.
قال محدثي هاتفه البرهان قبل ظهيرة ٣٠ يونيو مستفسراً عن احوال الشارع، و ما الامر.
قال لي قلت له سيول بشرية من بانت الي شارع الوادي، قال : صمت البرهان قليلاً ثم قطع المكالمة.
٣٠ يونيو كانت درساً مرعباً قلب الموازين رأساً علي عقب، و اربك كل الحسابات الي يومنا هذا.
للأسف لم تستغل قوى الثورة هذا النجاح الذي فاقت قوته قوة الإعتصام بآلاف المرات، و الذي غيّر قواعد اللعبة، و كسر هيبة لجنة المخلوع الامنية، و حط من كرامتهم المعدومة اصلاً حيث بانت القذارة، و الدناءة، و الوطوء.
المؤسف تكرر ٣٠ يونيو دعماً لحمدوك الذي اعطاه الشعب " شيك علي بياض" و كان الشارع ينتظره ان يحدد مكامن الخلل، و ان يسمي اعداء الثورة، و يسمي الاشياء بشكل واضح لا لبس فيه، فاهدر حمدوك هذه الثقة لأنه عوّل علي الغرف المغلقة التي ادارت المشهد قبل السقوط، لذلك لم يكن للشارع صدى عنده، او معنى، فكل الشواهد تُثبت ذلك في طريقة تعامله مع المليونيات التي وقفت عند ابواب قصره، و جابت الشوارع في مدن السودان المختلفة.
اصبح ٣٠ يونيو علامة مرعبة في مسيرة ثورة ديسمبر، و سيظل يوماً خالداً في ذاكرة الشعب السوداني في سجل إنتصاراته، و الإنجازات التي قادها، و سيقودها عقل جمعي وحد كل اطياف الامة.
٣٠ يونيو الحسرة، و الندامة علي اعداء الثورة في ذكرى خيبتهم، و ميلاد الدولة الحرامية " الرسالية" ذات المشروع الحماري " الحضاري" الذي ورثه، و تربع علي عرشه حرامي الحمير الجنجويدي المجرم القاتل حميدتي، و اسرة آل دقلو القادمة من وراء الحدود، و مجاهيل الصحراء.
#٣٠يونيو_يوم_الخلاص
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق June, 15 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة