ليست واقعة ضرب المحامي هذه بالجديدة، فالمحامون يتعرضون للضرب منذ وقت طويل. وأتذكر كيف تعرض المحامون في ظل نقابة الكيزان للضرب والطرد من مبنى النقابة بعد ان ابلغ عنهم نقيب المحامين في افطارهم الجماعي في رمضان، ثم انقلبت الآية وقامت نقابة قحط بذات الفعل، واتذكر كيف تعرض مكتب استاذ نبيل اديب لاقتحام الأمن وضرب من فيه واخذ ملفات منه. كما أن المشاجرات ما بين المحامين والقضاة لا نهاية لها، وقبل بضع سنوات قام قاضٍ بحبس محامٍ اثر مشادة بينهما. مع ذلك فانا لا أحمِّل القضاة اي وزر إن فعلوا ذلك. حتى لو كان القاضي مستفزاً أو متعجرفاً، لأنه من المفترض أن المحامي عندما يتعرض لمواقف استفزازية يكون هو الأكثر قدرة ليس على ضبط النفس، بل استخدام القانون فقط بدون رفع الصوت والشجار. فحتى لو صحت واقعة أن القاضي كان يسوف في جلساته، وطرد المحامين متعسفاً في ذلك. فليس للمحامي إلا ان يخرج بكل احترام، وينتظر حتى نهاية الدوام القضائي، ثم يقوم بتقديم شكوى للسلطة المشرفة أو لرئيس القضاء بحسب الأحوال. وإذا تعنت القاضي في طلب من طلبات المحامي، أو رفض تدوين الطلب في المحضر، جاز للمحامي أن يعتبر ذلك الامتناع قراراً بالرفض، فإما استانفه مستقلاً أو طعن فيه أمام المحكمة الأعلى مستانفاً إياه مع باقي الحكم. وهكذا، فكل مشكلة لها حل قانوني، مهما كان القاضي متعجرفاً، أو يخفي مشاكله في التعنت والتطرف. فبكل احترام، يصمت المحامي، ثم يجمع كل الأدلة حول ملابسات الواقعة، ويجهز شكواه أو طعنه بحسب الأحوال، ويرفع شكواه للسلطة القضائية المختصة. بدون أي ضوضاء أو ضجيج. مع ذلك فلا زلنا ندعو لتدريب القضاة على ضبط النفس والتواضع وتقليل شعورهم بالعظمة، لأنهم لو تركوا القضاء لاستقالة أو إقالة فلا سبيل أمامهم إلا المحاماة.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق January, 23 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة