قبل ايام معدودات في احد خطاباته، و هذه المرة امام حشد العملية السياسية “ الإطاري” قال الجنجويدي حميدتي : “ الجيش يحتاج الي إصلاحات عميقة..
آي والله زي ما سمعتو..
و الادهى، و الامر ضجت القاعة بالتصفيق، و الهتاف..
إن دل هذا إنما يدل علي وضاعة الطموح، و ضحالة الاشواق..
من اين لحميدتي بهذه الإصلاحات العميقة؟
حميدتي زعيم لمليشيا قبلية، حتي لم يكن سياسياً، فالجميع يعلم الظروف التي صُنع فيها، و الاغراض التي وجد لأجلها.
فعندما تهتف النخبة السياسية لتصريح كهذا فأعلم اننا في الطريق الخطأ، و الإتجاه الي القاع.
حميدتي لم يكن مهنياً ليحدثنا عن الجيش الذي نُريد، و الإصلاحات العميقة!
التغيير الذي يقصده هذا الجنجويدي هو علي مقاسه، حيث لا يوجد جيش من اصله، حيث يقوم بتحيته رئيس اركانه، و سيطر علي كل مفاصله، و تم تفكيك كل الاسلحة المهمة فيه.
تم تفكيك سلاح المظلات ليحتل مقراته حميدتي بمليشياته، ثم تم تجريف سلاح المدرعات، و معظم مقرات القيادة المركزية في قلب الخرطوم، و جبل الاولياء، اصبحت تحت رحمة حميدتي، اما في الاقاليم فحدث، و لا حرج.
نعم المحاور، و اجهزة المخابرات الإقليمية، و الدولية تُريد جيشاً علي مقاس حميدتي، و مليشياته، بقيادة العميل البرهان لطالما الامر مُرتبط بسرقة مقدرات الشعب السوداني، و التهريب، و البلطجة.
قصة..
منذ اكثر من عشر سنوات مضت كنت اجلس في احد مقاهي القاهرة مع بعض الاصدقاء، فكان يجلس بالقرب منّا إخوة من دولة غرب افريقية.
بدأ احدهم يمدح السودان، و يتحدث عنه بصورة لفتت إنتباهنا، عن نفسي تضخمت حتي شعرت بأن ملابسي قد ضاقت، و تضاعف حجمي لمرات عديدة.
تطفلت علي الرجل بسؤال بلا إستئذان مقاطعاً اياه..
هل سبق لك ان زرت السودان؟
قال لي : لا، انا مُبتعث الي الازهر الشريف، لي اخ يكبرني ذهب الي السودان قبل ثلاث سنوات، و الآن رقيب في الجيش السوداني.
انا سألحق به بعد ان اخلص من دراستي التي تبقى فيها اقل من ستة اشهر.
آي و الله زي ما سمعتو.
شئنا ام ابينا هذا هو الجيش السوداني الذي ورثناه من دولة المشروع الحماري.
ماهي رتبة الرقيب اليوم، و اين هو، و كم مثله؟
ثم اين اخاه خريج الازهر الذي لحق به، و يا تُرى ما نصيبه من مؤسسات الدولة السودانية؟
نعم الجيش السوداني بحاجة لتدخل جراحي عميق، و مهني يستأصل كل الاورام، و التشوهات التي اقعدته، و اقعدت الدولة السودانية بسببه..
شاء من شاء، و ابى من ابى.. تبقى معضلة الدولة السودانية في جيشها..
قصة اخرى..
بالامس كنت اتحدث مع، اخ صديق مُقيم في الولايات المتحدة الامريكية، له إبن تم إختياره ليكون جندياً في الجيش الامريكي، آي والله جندي نفر.
قال لي إستقبل مكالمة من المخابرات الامريكية بعد ان إستأذنوه، بكل لطف، و ادب، فقط يريدون التحقق من معلومات لديهم.
هل لإبنك خال يعمل طيار في الجيش السوداني، و سبق له ان قاد طائرة الرئيس البشير؟
قال: نعم
متي آخر مرة إلتقى بخاله، و هل هناك تواصل بينهم حتى الآن..
نعم لطالما الجيش هو يعمل لحماية الدولة، و تقوم مؤسساته بإمكانيات الدولة فيجب ان يكون ملم بكل كبيرة، و صغيرة عن افراده، منذ الميلاد، الي الوفاة، او التقاعد.
كسرة..
جيش تتم فيه الإصلاحات العميقة بيد جنجويدي قبلي جاهل لا يعرف واو العسكرية الضكر لا يلزمنا في شيئ..
كسرة، و نص..
جيش يؤدي رئيس اركانه التحية العسكرية لجنجويدي رأس مالة التاتشرات، و القتل، و الحرق، و الإغتصاب لا يلزمنا في شيئ..
كسرة، و تلاتة ارباع..
جيش يقوده البرهان، الذي يخضع الي المحاور، و إرادة مخابرات دول اجنبية، لا يلزمنا عشرة مرات..
اخيراً..
ايّ سلطة مدنية لا يخضع لها الجيش، و كل مؤسسات الامن في البلاد تُعتبر طق حنك، و مضيعة للوقت..
ايّ عملية، او تسوية يوكل فيها إصلاح الجيش، و المؤسسة الامنية الي البرهان، و حميدتي، كمن إستأمن الذئب علي قطيع الغنمات.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق January, 23 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة