يفتل هذا الحبل بعرقه ودمعه ووجدانه لعله يكون لينا فى يده اومن يشتريه لاحقا يمضى يومه من الصباح إلى الظهيرة يفتل فى هذه الخيوط كما الأيام والسنين وعند العصر يخرج إلى الوادى او إلى شاطئ النهر حيث خام الحبل من سعف او اعشاب،،لم يتخلى يوما عن حرفته على الرغم من غزو هذا الحبل البلاستيكى الذى يدرك أنه يمزق الايادى والاوتار ولايلين باختلاط حبات الماء بل ينزلق بين اليدين ويثير حرارة فى الكف لذلك لم يكف يوما عن فتل الحبال التى فتلت عضلاته وظلت يده أيضا تفتل فى شواربه لكنه لم يجنى على احد يوما ولكن هذا ماجناه عليه الزمان حيث لاضوء فى ظلمة سوى هذه الفتيلة التى كانت تأتى كرجاكة الجاز بأضعاف مضاعفة ولا عوض فهو خارج تاريخ الدولة وهمومها يمضى يفتل فى هذا الزمان ويفتله!!! البئر:يمضى الحبل يجره ذلك الجمل الذى أصابه الكبر ولم يصبه الوهن فهو يسقى على ظمأ هذه الشفاه المتيبسة و التى أصابتها القروح من فعل الملح الذى صار كمدة برمدة،صمت لايقطعه الا صرير البكرة او نواح الرياح فى أيام الهبوب التى غالبا ما تبدأ عند نهاية الظهيرة وبداية العصر فكانت تلك العمامة التى يغطى جزء منها الفم والأنف يمضى الجميع لملأ تلك القرب على صوت مزمار ياتى من بعيد أشبه بموسيقى القرب ويذهب كل إلى حال سبيله مع المغيب ينتهى يوما إلى السكون الراعى: يعود فى المغيب حاملا عصاته وقصبته فى المخلاة وبعض بقايا أقراص الكسرة يتبعه كلب الراعى . تذهب الحيوانات إلى الدكة ثم يعود ليبدأ فى الحليب مرسلا صوت آخر على الكورة مشابها لأصوات قصبته فى الصباح ثم يمضى إلى العنقريب ينظر فى السماء إلى بيت نعش والثريا لكنه متيقظا ينفض فرشه مخافة تلك العقرب التى تعود لتختبئ عند برودة الجو تبحث عن دفء ليس فى قبة السماء كما الابراج ولكن فى الارض حيث يمضى الانسان ولا ينظر إلى وطئه!! القهوة: هنا حكايات المقيم والمغادر والعائد حكايات الطريق الذى تختفى معالمه بفعل الرياح يمضى إلى غياهب الصحراء فيموت مطمورا فى وسط الرمال بلا شاهد فياتى ذلك الأجنبي ليتحول بفرشاته ومعاوله إلى فرعون فى زمان غاب فيه الكربون المشع،، الذين ذهبوا إلى الموت الذين عادوا من الموت وذلك الضوء الشارد فى اليل الذى ساق الكثير إلى جوف الصحراء حيث لا معالم سوى كثبان الرمال المتشابهة ولا وادى سوى ظهور اسراب طير فى البعيد دالة على قعب!! الشاى على ذلك الابريق الذى غطى عليه السكن وما سكن يوما من الغليان لكنه ما جأر بالشكوى فحياته تمضى فى هذه الابعاد فوق الثلاثية!!! الكلب: هذا السلوقى ياتى صحبة راكب على مقعد طيران ولكنه بقدمين هنا يكمن الفارق الطفيف يمضى يطارد كل شادن وارنب تتكسر قدماه عند منحنيات الاشجار وتبقى فى وجهه الكدمات من ارتطام اللعوت والسدر و القضيم يمضى نهاره يصحبه مجدعوب يصيبه أحيانا من رميات الخطأ وينتهى إلى بقايا عظام وقرون تدخل الى نقاء هذه الطبيعة العنف والعفن وتجلب الأمراض لهذا القطاع الخالى من الأمراض وكل أنواع التلوث، يعود بأربعة أقدام. كما السلوقى الجريح، كاميرا ولحم الطيور والغزلان والأرانب ومقطع على يوتيوب يصور هذا الخراب والأذى ! الظهير: ظهيران رسما معالم هذه الحياة ليس الظهير الأيسر والايمن ولكن ظهير النيل والصحراء حيث كانت الهجرة الأولى هناك ومن ثم بدأ التسرب خلال أسواق الأسبوع التى خلقت بداية المعاملات البكماء عبر نقد الدمور والذرة واللبن والسمن قبل ظهور الدولار الاسبانى والريال المجيدى ثم ابوحربة الذى بدأ عنده التزوير فعاد الذهب بريقه فكان هو مساعد وكانت هى الريلة مثل الغزال فوق السلم !!! المعبد: جاء يحمل خرط يلبس قبعة ويدخن القامشة فقد نفذ مخزونه من السيجار الاوربى ولم يبقى له خيل بل عربة لاندروفر مكشوفة تحمل قفاف ومعاول وفرشاة كان يمضى وقته من تلة إلى تله يزيح تلك الكثبان يبحث عن أبواب مدافن يمضى بتلك الفرشاة فى صبر وجلد ولكنه ينتهى إلى عظام حيوانات طمرت منذ سنين او ربما هى بقايا رحلة صيد من ذاكرة السلوقى و صاحبه فى الأعلى!!! بعثة فى شكل قرصنة كان الديناميت فى الحقائب الخاصةعند الضرورة لتفجير قمة تلة تنتهى إلى هرم!!! تعلم اللغة أكل أقراص الكسرة بالويكة فهى كانت السائدة من هنا إلى صعيد مصر وعرف أيضا الدروب والمسالك وأشهر طرق الرحلات منذ قرون التى خلقت خط للتواصل ما بين الشمال والجنوب والغرب والشرق فى رحلة الحج التى رسمت ظهير ثالث أدرك معنى الارتكاز منذ زمان بعيد!! قضى سنين عديدة وانتهى إلى فرضيات مازال يردد الحضارة الفرعونية بعد ان تمكن من تهريب بعض المقتنيات الذهبية والحلى وبعض التماثيل يتبعه فى غباء بعض منتسبي كليات الآثار وعمال يومية وكل يفكر فى ما يليه طالما ان التمويل اجنبى والدفع بالعملات الأجنبية والحملات أيضا يقودها أجانب!! سار فى محاذاة النيل شمالا وحنوبا ولم يدرك ظهير الصحراء لأن هذه الأهرام بنيت على نسق النجوم فى السماء التى تحكمها نظرية التثاقل الكونى فلو كان هنا هرم فيجب أن يكون هناك هرم آخر على بعد معين !!! عاد إلى بلاده يكتب فى الصحف يحكى حكايات الرحلات ويصرف من عائد تلك الآثار تاركا وراءه حضارة شوهت بانف مكسور واهرام مهدمة ومعابد صارت مكب للقاذورات وجيف الحيوانات،، الذهب المليشيا: كل شئ هنا بلون الذهب حتى الانسان فكل قساوة ولهيب هذه الحياة تزيده نقاوة يمضى من ظهير إلى ظهير فى صمت ، كل ذلك البريق جذب هذه العيون الطامعة التى تمضى خلف الأجنبي كما فى اعالى التلال ، جاءت ومعها هدير الالات الضخمة وجشعها الذى طغى وصار عاليا تحرس الأجنبي وتطرد المواطن تحرق خيامه فهى صاحبة المربعات والمستطيلات والمثلثات بل هى المنحرف وليس شبهه تحمل كل الموبقات من قتل وتهجير !!! اليل: هنا حكايات المساء تبقى العمة النخلة باقية تتطاول فى السماء كمن يراقب الظهيران فتفتل الحكايات فى السماء من قبة السماء وتفتل الحبال فى الصباح!!!
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 15 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة