سألني البعض هذا السؤال، وكانت إجابتي الحاسمة: لا. العسكرية تقدير موقف، والموقف الآن لا يسمح لأي عسكري بالقيام بانقلاب ضد البرهان. الآن يتحمل البرهان وش القباحة كله، فهو في مواجهة مصيرية مع الدعم السريع من جهة، والمجموعات التابعة للغرب، والموقعين على اتفاق جوبا، والصمت على جريمة فض الاعتصام والمحكمة الجنائية الدولية، وغير ذلك من أحمال واعباء سيجدها وريثه الذي يغامر بالإنقلاب عليه ماثلة ولن يتمكن من تحملها. سيضطر أي عسكري ينقلب على البرهان أن يدعم طرفاً محدداً ليقول بأنه جاء لإحداث تغيير، فهو قد يدعم أولاد مو إبراهيم والاتحاد الأوروبي، وهنا عليه أن يواجه حركات اتفاق جوبا، وإنهاء الدعم السريع، والزج بالكيزان في السجون، وتسليم البشير والبرهان وأحمد هارون للمحكمة الجنائية الدولية، وتحرير الاقتصاد، والتوقيع على اتفاقية سيداو، واعادة لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو، وتفكيك القوات المسلحة وإعادة بنائها أو القبول بدور لبعثة يونيتامس لتلعب هذا الدور؛ وهذا كله سيربك المشهد وسيزعزع أمن الدولة. أو قد يقوم العسكري المنقلب بعكس ما سبق؛ فيقف مع الإسلاميين وحركات جوبا، والإبقاء على الدعم السريع، ورفض التعاون مع المحكمة الجنائية..الخ وهذا عين ما يفعله البرهان الآن، وحينها سيتساءل الناس: فلماذا كان الإنقلاب إذا؟؟؟ اعتقد أن الجيش اليوم في وضع صعب، وهو يدير الدولة عبر العمليات التكتيكية، والتي قد تنجح وقد تفشل. ولكنها لن تزعزع وجوده. ولن تؤدي إلى تفكيكه وخسارة مزاياه الإقتصادية والإثنية.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 14 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة