تداعيات في حضرة "الدمازين" لؤلؤة المدائن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 07:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-23-2022, 01:31 AM

بدر الدين العتاق
<aبدر الدين العتاق
تاريخ التسجيل: 03-04-2018
مجموع المشاركات: 679

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تداعيات في حضرة "الدمازين" لؤلؤة المدائن

    00:31 AM July, 23 2022

    سودانيز اون لاين
    بدر الدين العتاق-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم

    تداعيات في حضرة "الدمازين" لؤلؤة المدائن

    القاهرة في : ٢٠ / ٧ / ٢٠٢٢ م

    كتب؛ بدر الدين العتَّاق

    من جملة ما يُقال هنا عن مدينة الدمازين حاضرة ولاية النيل الأزرق من ناحية البناء والتنمية الإجتماعية والإقتصادية والأمنية والسياسية وخلافهم؛ أنَّها مثل غيرها من ولايات السودان المختلفة التي تحتاج فعلاً لبِنْيَة تحتية قوية وعملاقة وشاملة لتنهض بالمنطقة ككل؛ فالكثير منهم يعيش تحت وطأة الفقر والجهل والمرض ما أثَّر سلباً لا في الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة بل كانت نتيجة طبيعية لإفرازات وترسبات سابقة ومظالم تاريخية وقضايا حقيقية تستحق وتحتاج إلى مراجعة شاملة في كل السياسات التي وضعت لها كالتدفقات المالية تحديداً إزاء الولاية وتوزيع عادل للسلطة والثروة؛ فالمنطقة غنية للغاية بالمعادن النفيسة الضخمة وبكميات هائلة مثل الذهب والحديد والنحاس والكروم والسلكا والحجر الجيري لأكثر من ستة وثلاثين معدناً مهماً لو تم استغلالهم بدقة وعدالة لكفى السودان والعالم كله اقتصادياً زاهراً والمنطقة بالأخص ولكفاها الشر الكبير ناهيك عن الثروة الحيوانية والمساحات الزراعية والأعمال التجارية ما يعتمد عليهم أبناء المدينة بنسبة عالية إضافة إلى وجود خزان الروصيرص وتوليد الطاقة الكهربائية وأعمال الري كذلك.

    طالما أنا أتكلم عن منطقة معينة فسأحصر حديثي عنها حتى لا أطيل بلا جدوى لكن الشاهد الحقيقي في هذا المقام هو أنَّ كل ولايات السودان - عدا الخرطوم نسبياً - تحتاج إلى إعادة النظر بصورة متكاملة تماماً حتى ينعم المواطن بخيرات الأرض والسماء ويستفيد من الامكانيات والموارد المحلية ذاتياً ؛ فأهم عاملين بالنسبة لي هما عاملي الخدمات والتعليم بشكل مباشر ثم وضع السياسات والخطط بعيدة المدى للنهوض بالإقليم بعامة وإنسانها بخاصة آخر الأمر .

    في القرن الثامن عشر أو قبله بقليل توافدت الهجرات البشرية من غرب أفريقيا إلى شرقها بهجرات ممتدة ومنتظمة على طول شريط الوسط القاري الذي يتمركز السودان في وسطه ويعرف هذا الشريط بشريط " قبائل أفريقيا" المتنوعة والمتعددة ؛ وهذه الهجرات والنزوحات كانتا بطبيعة الحال إمَّا للتجارة وإمَّا لمواسم الحج وإمَّا لأسباب اقتصادية وسياسية وأمنية وهي الأرجح عندي أو لأسباب أخرى لكن جملة تلك الهجرات أدَّت إلى استيطان مجموعة كبيرة جداً من القبائل الأفريقية مع القبائل الموجودة أصلاً في المنطقة فتصاهر الوافد مع المقيم والمقيم مع الوافد وتشكلت المجموعات الإثنية على طول الخط العرضي للقارة الأفريقية ( راجع الدراسات العلمية الصادرة من جامعة الخرطوم وتحليل الحمض النووي DNA لسكان المنطقة المعنية ) ؛ ومن ضمن تلك المجموعات التي قطنت بشكل دائم في الوسط الجنوبي الغربي والشرقي وحتى ساحل البحر الأحمر من الناحية الشرقية للقارة مثل قبائل : البرنو والبرتا والفولاني والقُمُز والهوسا وأم بررو والزغاوة المجموعة الأكبر من بينهم وهلم جرا؛ وتداخلت وتعايشت وتمددت نسلاً ونسباً وصهراً بشكل سلس وطبيعي وتلقائي وفطري مع المجموعات السكانية التي كانت مقيمة أصلاً في طول الشريط القاري المذكور آنفاً مثل مجموعات: الفونج والعنج والهمج أيام السلطنة الزرقاء ( ١٥٠٤ م - ١٨٢١ م / " ٣١٧ سنة" تقريباً ) وهلم جرا؛ وقبله بمدة طويلة من الزمن / أي : قبل تكوين مملكة الفونج وما يعرف بالسلطنة الزرقاء بقرون إذا ما قارنتها بانتشار الإسلام والمسلمين في أفريقيا بعامة والوسط القاري بخاصة؛ راجع كتاب التونسي في هذا الباب / مما يعني أنَّهم شركاء أصلاء في الأرض والسكن وحق الحياة أسرة واحدة لا خلاف بينهم ولا فيهم ولاعندهم - فيما أرى من الناحية التاريخية بالذات دون الرجوع للجانب القانوني المحلي والقانون الدولي - والحق أنَّ التمازج السكاني أقدم من ذلك بكثير جداً كما حدثتنا المراجع التاريخية عنها مثل الرحالة بيركهارت وماكمايكل وغيرهما في منشوريها ( تاريخ السودان ) ؛ ويمكن مراجعة الدروس الحسنية للبروفيسور الراحل المقيم؛ عبد الله الطيب سنة ١٩٨٦ م بالمغرب العربي ؛ بعنوان : "التعليم في غرب أفريقيا " وهذه المحاضرة متاحة على اليوتيوب لمن يهمه الأمر .

    هاتان المجموعتان ( الوافدة والمقيمة ) هما نواة إنسان تلك المنطقة بالتحديد إذ يغلب عليهما صلة الرحم المباشرة وغير المباشرة فهما أبناء عمومة وخئولة وإخوة في الدم والأمشاج( راجع الدراسات العلمية الصادرة من جامعة الخرطوم وتحليل الحمض النووي DNA لسكان المنطقة المعنية مرة أخرى ) ؛ ومن أشهر تلك الشخصيات التي كان لها الأثر الكبير والمهم في تحقيق تلك النخوة الإسلامية الأفريقية العربية ذات اللسان القومي الواحد هو عثمان بن فوديو وهو من قبيلة ومجموعة الهوسا التي لها أصول في السنغال وتشاد ونيجيريا تحديداً والسلطان أحمد بيلو ابن أخيه على ما أظن؛ كان لهما الدور الكبير في نشر الإسلام والدعوة الإسلامية على طول عرض الشريط الأفريقي من ساحل المحيط الاطلنطي غرباً إلى ساحل البحر الأحمر شرقاً؛ وهما نواة العمل الإسلامي في السودان ولعل أكبر شاهد على ذلك هو مؤسسة دانفوديو الإسلامية ( منظمة الدعوة الإسلامية ) ومنها انطلقت لُحمة التقارب الفكري والوجداني الديني للحركة الإسلامية السودانية المحلية؛ كما هو معروف.

    استقرت تلك المجموعات أغلبها في تخوم ولاية سنار والنيل الأزرق وكسلا والقضارف وحلفا الجديدة ودوكة والقلَّابات وبورتسودان ووسط السودان وصولاً إلى إثيوبيا وارتريا وعموم بلاد الأحابيش ؛ ومنهم من تزاوج واختلط بالقبائل الجنوب سودانية مثل الدينكا والنوير والشلك والزاندي وغيرهم ؛ كما تزاوجوا بشكل واضح وعام بقبائل النوبة في جبال النوبة بمديرية جنوب كردفان ( تعرف قديماً بكردفال؛ بقلب النون لاماً ) والممتد مبدئياً من القبائل القاطنة بغربي السودان من مديريات دارفور الكبرى بكل مسمياتها في نسيج إجتماعي إنساني محض فلا تقدر أن تميز هذا من ذاك؛ بل أبعد من ذلك جداً؛ تزاوجوا من المناطق الشمالية للإقليم السوداني الكبير الشاسع فصاروا سودانيون أرضاً وشعباً في لوحة سريالية بديعة تسمى "الشعب السوداني" ؛ ولا أريد أن أطيل الوقوف تاريخياً فالمساحة الممنوحة لي هنا في الصحيفة لا تكفي للتفصيل وأعد بالكتابة عنها لاحقاً للتوضيح أكتر إن شاء الله.

    أنا أتكلم عن تجربة شخصية عايشتها في تلك المنطقة" الدمازين" قبل أربعة عشر سنة تقريباً؛ ومكثت فترة طويلة هناك بسبب العمل الهندسي المتنقل بين الأقاليم السودانية المختلفة بحكم مهنتي الأساسية مهندساً مدنياً ؛ وشهدتُ الأُمية التعليمية بشكل كبير للغاية وكذلك أبناء هامش الإقليم الذين يعانون أشد أنواع المظالم التاريخية وهضم للحقوق الإنسانية ناهيك عن الحقوق الدستورية في أن ينعم إنسانها ويتمتع بموفور خيرات الأرض حقاً وعدلاً لتحقيق العدالة وإرساء دعائم القانون المجتمعي والدين ورد الظلم عنه وتقديم الخدمات الضرورية لهم من قِبَل الجهات الحاكمة والمختصة؛ مثل مناطق : قبانيت وفادمية وفادمية دوم وروميلك وسالبل وديرنق وباو والكرمك وقيسان وتخومها من سلسلة جبال الأنقسنا بعامة؛ وأذكر من خاصية أهالي تلك المناطق الأخلاقية العالية أن نزلنا ضيوفاً منتصف الليل على أحد البسطاء حيث لا توجد كهرباء ولا شبكات لمياه الشرب ولا طرق معبدة ولا مواصلات ولا مدارس ولا مستشفيات ولا هذا ولا ذاك وما هو قائم منها لا يشفي الغليل ويعمل بأقل من نصف طاقته التشغيلية ؛. بإختصار لا توجد حياة بمعنى الكلمة إذا ما قارنتها بغيرها من مديريات السودان المختلفة ومديرية الخرطوم وجه المقارنة الأول ( المركز and الهامش؛ وهذا التعريف غير جيد لكنه واقع بطبيعة الحال ) ؛ زد على ذلك أنَّ المنطقة جبلية وعرة قاسية المناخ وإن اجتهدت الحكومة السابقة في تحسين الخدمات الضرورية للمواطنين ولكنها لم تصل للحد المقبول الذي يحفظ كرامة المواطن هناك؛ وهذا بالطبع لا يعفى أي حكومة قادمة من رد الحقوق والواجبات والالتزامات لأهلها بلا شك .

    هذا ! استقبلنا أصحاب الدار بأريحية يُنْدِي لها الجبين وهو العم المفضال حمَّاد توتو - رحمه الله حيَّاً كان أو ميتاً ؛ وكان عمره آنذاك خمسة وثمانين عاماً - وحين كان النزول مفاجئاً والوقت متأخراً جداً ما كان منهم إلاَّ أن قاموا بذبح الدجاج المنزلي الساكن في أعلى الشجرة وأوقدوا النيران ودعوا بعضاً من الجيران للتحية وتوسيع مشاركة العشاء المبارك من اللبن الرائب والشعيرية ودمعة الدجاج والشاي الأحمر الحار في اللية المظلمة الباردة وهم يوقدون الشمع وبعض الفوانيس المحلية سراجاً؛ وكانت من أروع الدروس الأخلاقية في المجتمع السوداني خاصة في إكرام الضيف وللعم حمَّاد توتو على وجه الخصوص وأسرته الكريمة ؛ فجزاهم الله خير الجزاء؛ وتذكرت قول الحكمي الطائي حاتماً :
    لعمرك قد عضني الجوع عضة * فآليت أن لا أمنع اليوم جائعا
    فهذا ما لا ينسى كما ترى أخي القارئ الكريم.

    من أمثلة البساطة المدقعة لأهل هامش مدينة الدمازين إذا رأى أحدهم من يصلي ويسجد وقفوا متحيرين ومتأملين قائلين : ده بشم واطة!! فكأنما يتحسسون بآنافهم ما خبأ عنهم؛ وكانت من أكثر التأثيرات السالبة لدي في أنَّ القوم لا يكادون يفقهون حديثاً؛ وكنت أرجو من الجهات الحكومية المجتمعية ذات الصلة أن توفق أوضاعهم بإتاحة المزيد من فرص التعليم بدلاً عن استغلالهم أداة من أدوات الحرب والقتال؛ فالمنطقة وأهلها يحتاجون للتنمية والرفاهية والأمن والأمان والاستقرار ولا يحتاجون للقتال بكل المسميات بالتأكيد.

    أتمنى على الله أن يصل مقالي هذا لمن يعنيهم الشأن وينتبه له فمهمة الصحافي هي تنبيه السلطات الحاكمة ومن والاها للقضايا الوطنية والمجتمعية التي تحتاج إلى تصحيح ومراجعة المسار بلا شك؛ فأنا كتبتها بمناسبة الأحداث الأخيرة للمنطقة فهم يستحقون كل خير بلا ريب وعسى الله أن يصلح الحال كله؛ آمين.







                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de