كتب أحد مدعي الصحافة في بلادنا مقالاً بهذا العنوان .. أو شيء من هذا القبيل.! فحوى المقال الذي طفح بالأخطاء الإملائية والنحوية، بجانب الركاكة والسذاجة والتملق الزائد الذي يجعل القارئي الحصيف يشعر بالشفقة على الكاتب.!
الذي وجهت إليه دعوة من إحدى دول الجوار .. خرج علينا بعد لقائه بفخامة الرئيس، بمقال عكس حقيقته الفاقدة للرؤية والإحساس بقضايا الحريات وحقوق الإنسان. مقال كله مدح وتملق وتفخيم لفخامة السيد الرئيس ..! لذلك نتساءل ..؟ ما قيمة الإعلام .. ؟ وما قيمة الكتابة ..؟ التي تزيد قيود العقل والروح والخيال..؟ هل خلق الإنسان إن يعيش ذليلاً ومضطهداً ومستعبداً ..؟ منذ لحظة ولادته حتى رحيله إلى القبر ..؟ ما قيمة السلطة التي تكون خصماً على حرية الشعب ..؟ إلى متى يا صديقي تظل الشعوب رازحة تحت أغلال وقيود الطغيان ..؟ وأنت تسخر قلمك لتزوير الحقائق ومدح الطغاة..؟ وتصمت عن رؤية عذابات الشعوب، في منطقة ترزح أغلب شعوبها تحت الطغيان ..! ما قيمة الإعلام الذي يمارس الثرثرة وتسويق الأوهام والأكاذيب ..؟ هل الصحافة مهنة لتغطية جرائم الحكام الطغاة وإخفاء الحقائق، وتجميل القبح والفحش. هل الصحافة سلاح لقهر الذكاء والعقل والكرامة والحرية ..؟ هل الكتابة تخدير لعقول الناس ..؟ يا صديقي، الكتابة قبل أن تكون مصدراً لأكل العيش، يجب أن تكون وعياً ورسالة وموقفاً مشرفاً ضد الظلم والظلام توسيعاً لمساحات العدل والنور وتبشيراً بمفاهيم الديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية. وليس مدحاً للحكام الطغاة في منطقة غارقة في ظلام الإستبداد.!
الكتابة يجب أن تكون إنحيازاً للشعوب المضهطدة التي حولها الحكام الطغاة إلى قطيع، ليس من حقها أن تحاور أو تسائل أو تعارض.! أو تتساءل لماذا ..؟ أو كيف ..؟ وإلى متى يستمر هذا الحال..؟
الكتابة التي تسوق الأكاذيب للناس، ليست أقل خطراً من الطغيان الذي يصادر حريات الشعوب، ويكبل أيدي الشرفاء بالسلاسل والقيود ويرمي بهم في غياهب السجون بلا رحمة.!
الطيب الزين
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 21 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة