"داحس والغبراء" جاهلية العرب، قصة جديدة تدور رحاها في القرن الحادي والعشرين في عدة مناطق في #السودان. لقد حول العبث السياسي في الشأن القبلي أبناء القبائل الوادعة إلى شيع يذيق بعضهم بأس بعض، اليوم تدور بولاية النيل الازرق أحدث النزاعات القبلية وسط دماء وأشلاء الضحايا. يشير مصطلح "القبيلة" إلى كيان اجتماعي حامل للقيم ورابط بين الجماعة يوفر لها الحماية والمصالح.. أما مصطلح "القبلية" فهو ينطوي على عصبية، حيث يصبح مدلول هُوية، ليعطي عضو القبيلة إحساسا وإدراكا بأنها تشكل له هُوية تطغى على الهُويات الأخرى بما فيها الهُوية الوطنية. وإن كانت التضاريس الطبيعية عاملا مساعدا في إقامة الحدود بين القبائل، وبالتالي ضعف التواصل بينها الأمر الذي يخلق بيئة مواتية لأسباب النزاع ومن ثم الصراع، بيد أن قبائل السودان لم تكن تعاني من هذه السلبية. فالمنطقة الواقعة بين أسوان شمالا والنيل الأبيض جنوبا، وبين البحر الأحمر شرقا وتشاد غربا ظلت متصلة اتصالا قويا ببعضها البعض، وأدى ذلك إلى عمق التواصل والصلات بين كل السكان وبرزت مظاهر تلك الصلات الوثيقة والتي دامت آلاف السنين في الجذور والقواسم المشتركة بين كل قبائل السودان. لقد عملت التدخلات السياسية على تسييس القبيلة، مما أحدث استقطابا سياسيا وتوظيفا للصراع القبلي في اتجاهات عديدة، وأيقظت عودة الجهوية ما كان نائما من فتنة الصراع القبلي الدامي في أرجاء عديدة من البلاد، فكانت على سبيل المثال بدعة مجلس شورى القبيلة. فنشط الإحساس القبلي لدى الأجيال الجديدة غير التقليدية ولم تعد مؤسسة القبيلة التقليدية صاحبة النفوذ الواقعي موجودة. فهو إذن إحساس قبلي تتولاه مؤسسة حديثة وليست تقليدية مؤسسة من غير أعراف وتقاليد تضبط سلوك الأفراد والجماعات مع بعضها البعض من ناحية ومع القيادات من الناحية الأخرى.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 18 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة