المباينة غير كبيرة ولكنه رغم ذلك يسيطر عليه ويتحكم فيه، وذاك يندلق أمامه ولا يستحي من أن يؤدي له التحية العسكرية المعروفة في العسكرية المصرية بـــ(تعظيم سلام)...فالسيسي الذي يسميه المصريون بــ(القزعة) لشدة قصر قامته، معروف أنه ضيق الأفق، غير ذي حظ في الذكاء، وفوق ذلك فهو عَيِيّ يشبهونه بممثل عندهم، إسمه يونس شلبي، تميز بأداء دور العَيِيّ...ومع كل هذا النقص يسيطر على جنرال قندتو، الذي يماثله في البله والجهل وضيق الأفق، فيستدير إلى حيث يأمره دون أن يلوي على شيء...وهذا يذكرنا بمثل سوداني قديم يعود الى عصر العبودية ((عبدآ بسيدو ولا حرآ مجهجه)) وحمدآ أن البرهان عرف سيده ومولاه ومالك رقبته.
فالسيسي بلغ به ضيق الأفق أنه يعيد في الفشقة، نفس المسرحيات السابقة بحذافيرها، عن طريق رئيس مخابراته اللواء عباس كامل، الذي يعامل مملوكهم البرهان كضابط صغير في جهازه، يأتي إلى الخرطوم ويعطيه قائمة بالمطلوب منه تنفيذه ويعود...يا للعار...ففي خلال الملء الأول الذي تم في 21 يوليو 2020 م، ثم في خلال الملء الثاني الذي إكتمل في 19 يوليو 2021 م، شهدت منطقة الفشقة التي يقع سد النهضة العظيم على مرمى حجر منها، نفس السيناريوهات الجارية أمام أعيننا هذه الأيام ...مزاعم تنشرها وسائل الإعلام الخاضعة للمجلس العسكري، عن حشود لقوات أثيوبية عند الحدود في الفشقة...أو عن توغل جنود أثيوبيين إلى داخل الأراضي السودانية...أو عن إعتداء عصابات الشفتا، على مزارعين سودانيين بالفشقة بدعم من الجيش الأثيوبي ...وخذوا على سبيل المثال لا الحصر، ما نشرته صحيفة (الشرق الأوسط) السعودية بتاريخ 14 أغسطس 2021 ((قالت مصادر سودانية إن الجيش السوداني أسقط طائرة تجسس إثيوبية بدون طيار «درون»، داخل أراضيه قرب الحدود بين البلدين عند منطقة الفشقة السودانية الخصيبة التي أعلن الجيش السوداني استعادتها والسيطرة عليها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد نحو ربع قرن من سيطرة ميليشيات وقوات إثيوبية عليها))...وما نشرته الميديا السودانية بتاريخ 30 ديسمبر 2021 ((حذر مصدر عسكري رفيع من تجدّد الحرب مع دولة إثيوبيا، وأوضح بأنّ أيّ تباطؤ في التدّخل الدبلوماسي بين البلدين سيسارع في اندلاع الحرب.وأعلنت صحيفة الحراك السياسي الصادرة، الأربعاء، عن وجود حشود عسكرية إثيوبية على الحدود على الرغم من حدوث هدنة بين الأطراف الإثيوبية.وقالت الصحيفة بحسب مصادرها أنّ هناك حشود لكنها ليست هناك تعديات غير أنّ الجيش السوداني يتحسّب لأيّ هجمات. وأضافت إذا هاجمونا سنردّ الصاع صاعين، وسندافع عن أراضينا))....وتصاغ كل هذه الأخبار الملفقة العارية من الصحة، في مكتب خاص بسد النهضة في المخابرات العامة المصرية، وتبثها في الوسائط المصرية والسودانية والعربية، لتبرير قصف عميلهم البرهان للأراضي الأثيوبية وإشعال النيران وخلق حالة من الفوضى.
وهذا العنف والفوضى في الفشقة وإستمرارهما ضروري للمخابرات المصرية، لأنها أعدت عصابة من أفراد مأجورين ينتمون للقبائل الأثيوبية التي تشتكي من تهميش مزعوم، دربتها وجهزتها لتتحين الفرصة المناسبة وسط الفوضى وتتسلل عبر الفشقة إلى سد النهضة لإحداث تخريب معين (Sabotage) يعطل الإستمرار في البناء ويوقف التخزين، وذلك دون أن تتحمل مصر التبعات القانونية، وتجعل السودان هدفآ للردود الإنتقامية الأثيوبية بتدمير سدودها وخزاناتها...ومصر لا يهمها دمار السودان، بل أنها ستكون سعيدة لو حدث ذلك حتى تستأثر بكل مياهها.
والعميل البرهان ليس أقل إستخفافآ من السيسي بمصير السودان ومستقبله، فلا يعبأ إن تدمرت سدوده في الروصيرص وسنار والمناصير، في خضم الحرب التي يخوضها بالوكالة عن أسياده المصريين (Proxy war )...ما يهمه أن يدعم السيسي الكرسي الذي يتوهطه بالقصر الجمهوري، مقابل أن يلعق حذاءه ويفتح له خزائن الثروات الطبيعية السودانية، ويعطيه حق إستخدام الأراضي السودانية للعدوان على أثيوبيا، وربما على دولة جنوب السودان في المستقبل، إذا ما تجرأت وبنت سدآ.....فالسيسي ممسك تمامآ بـــ(عنقرة) الجنرال الهزيل، السعيد في عبوديته....ولا عجب إن وجد البرهان في تلك الفوضى التي أحدثتها المخابرات المصرية بالفشقة، فرصة لضرب عصفورين بحجر...أيّ بدق طبول الوطنية الزائفة والدفاع عن الوطن، في محاولة بائسة لتحجيم بركان الثلاثين من يونيو...وقد وجد الطاهر أبوهاجة المستشار الإعلامي للعميل برهان حاجته للنقيق وخلط الأوراق...وكلمة (هاجة) في العربية تعني الضفدعة الأنثى...فلا غرو إن نقنق وزعم ان ما يحدث في الفشقة وما يجري من تحضيرات في العاصمة، هما من مشكاة واحدة...ومن غرائب الصدف أن كلمة (مشكاة) كلمة حبشية، وهي من الكلمات غير العربية في القرآن، وتعني تجويف في الحائط بشكل الشباك ولكنه ليس بشباك...ومن عجائب الصدف أيضآ أن الحبشي آبي أحمد هو من توسط لإقرار معادلة السلطة بين القحاتة ولجنة البشير الأمنية، التي بنيت على أساسها الوثيقة الدستورية، التي بال عليها العميل البرهان في 25 أكتوبر وبال على قحت ووزرائها...ويقول الشاعر(وذل من بالت عليه الثعالب).....ولكن أبا هاجة ورئيسه العميل الرخيص يتذاكيان على شباب الثورة، الذين حذاء أصغرهم سنآ، يرجح في ميزان المعرفة والفضيلة عليهما.
والحالة هذي، فإن السؤال الذي يلح هنا : ما بال طبول الوطنية التي تدق في الفشقة...وما بال صيحات الدفاع عن الوطن التي ترتفع في الفشقة، لا تدق ولا ترتفع في حلايب وشلاتين، لتحرير الأسير (أدروب) من قبضة أكلة لحوم البشر المصريين...قتل المصريون عددآ لا يستهان به من الجنود السودانيين عند إقتحامهم وإحتلالهم لحلايب ...ما هي أسماء أولئك الجنود؟ أين دفنوا وكيف دفنوا على يد الغزاة المصريين المحتلين؟ دفنوهم أم تركوهم طعامآ للضباع؟...فلا وقت لديهم لدفن البرابرة....إن أهلنا البجا بكل سمرتهم النابعة من طمي النيل الأزرق ونهر أتبرا أو عطبرة، هم أسرى لدى الغزاة المحتلين المصريين، ويتم تمصيرهم قسرآ بوثائق مصرية بما يخالف قوانين الأمم المتحدة بصدد الجماعات او الشعوب التي تعيش تحت الأحتلال...ولا أمل في إنقاذهم تحت سلطة الإنقلاب، لأن رئيسها ألعوبة في يد (القزعة) السيسي، وقد قالها هذا العميل بصريح العبارة ((يجب ألا نجعل حلايب شوكة في خاصرة العلاقات السودانية المصرية))...فهو لا يعرف غير النباح في الفشقة كلما طلب منه أسياده المصريين ذلك.
أحمد القاضي
29 يونيو 2022 م
كندا
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق June, 29 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة