تداولت العديد من الصحف الأجنبية علي غرار صحيفة "النبأ" المصرية و"نوفال بلوس" التابعة لإفريقيا الوسطي وغيرهم من الصحف، خبر الإتفاق الذي عقد بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية مولي فيي، والذي تم بوساطة السفير السعودي علي بن حسن جعفر، حيث يقضي هذا الإتفاق بالسماح لدخول وحدة عسكرية لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة للأراضي السودانية، وكذا فسح المجال لدخول مراقبين دوليين لفتح تحقيقات في أحداث قمع المتظاهرين.
وقد تطرقت الصحف الآنفة الذكر، إلي أن عبد الفتاح البرهان تلقي ضمانات قوية من الولايات المتحدة الأمريكية مقابل الموافقة علي مطالبها المذكورة في الأعلي، وتتمثل هذه الضمانات في توفير الحماية الكلية للبرهان من أي خطر يهدد وجوده في السلطة وبشكل خاص قائد قوات الدعم السريع، حيث وعدت واشنطن بإبعاد محمد حمدان دقلو عن السلطة وعزله نهائيا، كما سيتم دمج بعض من قواته في الجيش السوداني وإقالة البعض الآخر، إضافة إلي هذا فقد وعدت الولايات المتحدة البرهان بعدم توجيه أي اتهامات له فيما يخص انقلاب 25 من أكتوبر الفارط أو قضية قتل وقمع المتظاهرين.
وبحسب ما جاء في تقرير صحيفة النبأ المصرية، فقد تحدث المحلل السياسي "آدم والي " عن خطورة هذه القرارات التي اتخذها قائد الجيش البرهان، حيث نوه أن المغزى من إلحاح الولايات المتحدة علي إرسال قوة عسكرية تابعة للأمم المتحدة إلى السودان هو إضعاف المؤسسة العسكرية وإبعادها عن المشهد السياسي وإنهاء دورها في تسيير أمور البلاد، وهو ما سيجعل العواقب وخيمة جدا على هذه المؤسسة، حيث ستشهد تقليصا كبيرا في عدد قواتها، أي بمعني آخر إقالات واسعة الضباط والضباط السامين وإحالة بعضهم إلي التقاعد، كما أن الميزانية المخصصة للجيش سيتم تخفيضها بشكل كبير وذلك بخفض رواتب العاملين فيه، وتقليص واردات الجيش من معدات وعتاد عسكري.
وقد باشر البرهان أمس حسب تقرير صحيفة "الشرق" السوداني حملة إقالات واسعة في صفوف جهاز المخابرات العامة، حيث تمت إقالة 36 ضابطا في هذا الجهاز من مختلف الرتب بين مقدم وعقيد ونقيب، وستتواصل هذه الإقالات لغاية تحقيق الهدف المنشود الذي تسعي إليه الولايات المتحدة الأمريكية.
كما أن الأمر لن يتوقف فقط عند الإقالات، بل إن تواجد المراقبين الدوليين في السودان سيتمخض عنه فتح تحقيقات واسعة النطاق في أعمال العنف الممارسة من طرف قوات الأمن وقوات الدعم السريع في حق المتظاهرين بهدف إدانة كبار الضباط القائمين على هاتين المؤسستين، وتقديمهم إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمتهم، وهو ما تسعي خلفه الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيون، وقد رأينا كلنا الخطابات الشديدة الانتقاد الموجهة إلي المؤسسة العسكرية وقوات الدعم السريع من طرف الدول الغربية.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق June, 26 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة