ينصح صندوق النقد الدولى ومؤسسات التمويل الدولية دوما -رغم روشتاتها التى يرفضها الكثيرون - “صناع القرار المالى ” فى السودان ببذل مزيدا من الجهود لتنويع الاقتصاد وتطويره الى جانب تحسين عملية جمع الضرائب وتطوير قطاعات اقتصادية بديلة.اخر وزيرللنفط فى السودان قبل الانفصال “د لوال دينق “والذى كان مستشارا اقتصاديا لجنون قرنق وهو من ذوى التوجهات الوحدوية قال فى لقاء مفتوح مع اقتصاديين فى الدوحة قبل الانفصال باشهر “البترول جاء بالأمس وسينتهي ولايمكن أن نربط علاقة الشعوب بشيء سينتهى ويرى بان النفط سيكون عاملارئيسيا لاستقرار السودان فى حالتى الوحدة او الانفصال وسيكون النفط قاسما مشتركا وان تمكنا من العيش معا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا فانه امر جيد وتوقع “لوال ” العودة للوحدة فى غضون عشر سنوات ” كلام المسؤول الجنوبى عقلانى وواقعى لانه لايمكننا الاعتماد على ثروة ناضبة ( 6,4 مليار برميل احتياطى السودان ) قبل الانفصال وكفانا دروس ومرارات الانفصال ” والبهدلة” التى ادخلنا انفسنا فيها بعد فقدان اكثر من 40% من ايرادات الميزانية لعدم قدرتنا على ترتيب اولويات الصرف بعناية ومن هنا يجب حساب دروس “لعنة النفط “بعناية وارتباطه ايضا بالعلاقات الدولية و”صراع الكبار” على الاستثمارات الافريقية ” حيث يشير الخبراء والمختصون في العلاقات الدولية إلى تاثيرات الزحف الصيني تجاه افريقيا عبر بوابة السودان (تملك بيجين اكثر من 1000 مشروع فى افريقيا عبر 800 شركة ) وها هم الروس يتحركون ايضا نحو القارة السمرا ء عبر بوابة السودان للاستفادة من موقعه "الجيو استراتيجى والامنى الهام مما زاد من قلق عدد من الدول بينها امريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا،ودول خليجية وقال مصدر أمريكي إن التقارب السودانى الروسي يهدد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ونوه إلى أنه فى الوقت الذى تهيمن فيه الحرب الأوكرانية على الاهتمام العالمى يركز الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على تمديد نفوذه فى الشرق الأوسط وإفريقيا. .فى مقالات سابقة طالبت بضرورة اعطاء الاولوية للقطاع الزراعى الانتاجى والتصديرى والتصنيعي والخدمى لضخ المزيد من العملة الصعبة لخزينة الدولة وعدم الركون الى عائدات النفط الذى يعتبر ثروة ناضبة و توجيه الموارد كافة لدعم مقاصد النهضة الزراعية والحيوانية وقطاع التعدين وتقليص تكاليف الانتاج وتوفير برامج التسويق فى الداخل والخارج وهى قطاعات نملك فيها مزايا نسبية يمكن ان تحقق قيمة مضافة عالية للاقتصاد الوطنى بما يدعم برامج تنويع الاقتصاد الذى اضحى الان استراتيجية طموحة لكل دول العالم اغنياء وفقراء الى جانب تطوير برامج قطاع الاعمال المحلى وفتح نوافذ خارجية لنشاطة.وارى بان اى مشروعات للتنمية لا تحقق رفاهية المواطن واستقراره لا فائدة منه وهو مبدا يجب ان يكون شعار المرحلة القادمة فعلاملموسا على الارض وليس قولا" وكلام ساكت " وارى بان تصحيح المسار الاقتصادى ووقف تراجعه وتدهوره وتحريك القطاعات المنتجة يجب ان يحظى باولوية الانفاق فى المرحلة القادمة ..ومن الضرورى اعادة الاعتبار الى الاقتصاد الوطنى باليات عمل واضحة على الارض و اهل الاستراتيجيات والمخططين يعرفون جيدا ان الاقتصاد يعتبر المحرك الرئيسى لكل القضايا والهموم الاجتماعية والسياسية بل هو سبب الثورات والتحولات الاجتماعية والسكانية والهجرة واقول ان حركة الحياة والمعيشة يغذيها ويحركها قطار “الاقتصاد” وليس السياسة التى اعتبرها معول هدم لكل المبادرات الاقتصادية وحصان طروادة لكسر عظم الخصوم ونوافذها المشرعة فى كل الاتجاهات تحمل فى ” جوفها ” العديد من الخصومات والخلافات والاحقاد ومايحدث الان من مناكفات سياسية بين العسكريين والمدنيين واضحة وجليه تسببت فى خلق المزيد من الازمات تلو الازمات بينما اهلنا الغبش يعانون معاناه مرة ؟؟ ان “الربكة ” التى اصابت اقتصادنا الوطنى والتباينات السياسية الكثيرة فى وجهات النظر فى كيفية الخروج من هذه ” الورطة ” يجب الا تترك بصماتها تنعكس سلبيا فى استقطاب رؤوس الاموال الاجنبية خاصة الخليجية والعربية والاسيوية ومن المهم ايضا المحافظة على المشروعات التى توطنت فى السودان لاسيما الخليجية والعربية والمضى قدما فى تحسين المناخ الاستثمارى والتشريعات المصاحبة لها وكسر شوكة ” السماسرة والمرتشين واصحاب المصالح الشخصية. ومن الضرورى اتباع سياسة رقابية صارمة على اداء الدولة ومنصرفاتها الى جانب زيادة كفاءة الاداء الحكومى المترهل ووقف الهدر فى الصرف والتصدى لغول الفساد وضبط سعر صرف الجنيه السودانى وتحجيم التضخم و معالجة معاناة شريحة الفقراء وذوى الدخل المحدود من خلال توفير السلع الاستهلاكية الاساسية باسعار مدعومة عبر منافذ البيع المختلفة وحسم ” التفلتات السعرية" فى اسواقنا . يواجه السودان تحديات هائله فى المرحلة القادمة ويجب حسن توظيف وادارة الموارد الماليه بحرفية وبتخطيط سليم ورؤية قصيرة وبعيدة المدى لتحقيق الخطط والطموحات المطلوبة اقول ذلك لان التحديات كبيرة وخطيرة تحتاج لحشد الامكانيات حتى نخرج من النفق المظلم الذى ادخلنا فيه انفسنا ؟؟ حسن ابوعرفات صحفى مقيم بقطر [email protected]
وفى تقديرى لنجاح هذه السياسات يجب منح المزيد من المحفزات للمغتربين بما يشجعهم على تحويل مدخراتهم عبر البنوك مثل الاعفاءات الجمركية للمركبات والاثاث ومنح السكن والاراضى وادوات الانتاج الصغيرة والمتوسطة الخ ويمكن الاستفادة من تجارب الدول العربية والدول الاسيوية فى كيفية التعامل من المغتربين وتتحدد هذه الاعفاءات وفقا لحجم التحويلات وستساهم هذه القرارت فى تمكين الشركات الاجنبية والمستثمرين من تحويل ارباح الاعمال بسهولة وكانت عمليات التحويل معضلة كبيرة تواجه الشركات التى كانت تلجا لشراء الدولارمن السوق الاسود مما يرفع من التكاليف التشغيليةوالانتاج والارباح وكشف البنك الدولي أن الهند تصدرت هذا العام قائمة البلدان التي تلقت تحويلات مالية كبيرة من أفراد جالياتها بالخارج, حيث بلغ إجمالي هذه التحويلات 58 مليار دولار. وأوضحت بيانات البنك الدولي أن إجمالي التدفقات المالية التي حصلت عليها البلدان النامية هذا العام من مغتربيها بلغ 351 مليار دولار من أصل التحويلات المالية الإجمالية المقدرة بمبلغ 406 مليارات دولار وهو ما يمثل زيادة بنسبة %8. وأضافت البيانات أنه لأول مرة منذ الأزمة المالية العالمية تشهد التحويلات المالية إلى جميع المناطق الست النامية ارتفاعا ملحوظا هذه السنة. متوقعا أن ترتفع إلى 441 مليار دولار في غضون ثلاث سنوات قادمة. وتأتي الصين في المرتبة الثانية بعد الهند بمبلغ 57 مليار دولار تليها المكسيك 24 مليار دولار والفلبين بمبلغ (23 مليار دولار) ثم باكستان وبنغلاديش 12 مليار دولار لكل منهما ونيجيريا 11 مليار دولار ومصر ولبنان 8 مليارات دولار لكل منهما. وأشار البنك الدولي إلى أن ارتفاع أسعار النفط ساعد على خلق أرضية صلبة للتحويلات المالية من بلدان مجلس التعاون الخليجي إلى بلدان جنوب وشرق آسيا ومن روسيا نحو بلدان آسيا الوسطى. متوقعا أن تنمو هذه التدفقات بنسبة %7.3 العام المقبل. ويذكر أن انخفاض قيمة العملات المحلية لبعض البلدان المصدرة للهجرة كالهند وبنغلاديش والمكسيك خلق حوافز إضافية للمغتربين لتحويل أموالهم إلى بلدانهم الأصلية
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 03/17/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة