أهل الابداع،في كل زمان ومكان هم دائما في الطليعة..وقادة الركب،خاصة أهل المسرح بكل مكوناتهم وتخصصاتهم الفنية.وحتي جمهور المسرح ،بتعدد طبقاته وثقافاته،لهم خاصيتهم المتميزه. هم دائما قادة التنوير وقد ينداح تأثيرهم الي خارج محيطهم المحلي كما هو معروف مع المسرحيين الكبار وفي أوروبا وامريكا وبعض دول الجوار... كان ذلك ديدنهم منذ الآباء المؤسسين للمسرح،سوفكليس، ارسطوفان، مرورا بشكسبير وفولتير وسارتر وتمويل بكيت وارثر ميللر.. القائمة تطول..من اؤلئك الذين وقفوا باعمالهم الإبداعية ضد الطغيان والدكتاتوريات وظلامات الفكر المتطرف أين ما كان . وحتي في فترة العصور الوسطي ( المظلمة) التي عاشتها أوروبا خلال الفترة من القرن الخامس وحتي القرن الخامس عشر الميلادي، حيث سيطرت الكنيسة علي كل شيئ بما فيها المسارح باعتبارها شياطين شريرة تسخر من خلق الله، كما طالت محاكم التفتيش الكتاب والمسرحيين، ورغم كل ذلك التضييق ،لم يتوقف المسرح ولا المسرحيين من نقد اللاهوت الكنسي ،فلجؤوا الي الرمزية والتعبير والايحاءات الجسدية باستخدام فن البانتومايم وغيره من أشكال التعبير المسرحي..كل ذلك حتي تظل رسالة المسرح التنويرية قائمة ومستمرة.. يقول شكسبير، متكئا علي مقولة أفلاطون القديمة( أعطني خبزا ومسرحا اعطيك شعبا عظيما). ويقول فولتير ( في المسرح تتجمع كل أفكار الأمة ..وسيظل المسرح دائما مدرسة لتعلم الفضيلة). إذن،رسالة المسرح والمسرحيين خطيرة جدا...وما يقولونه علي خشبة المسرح ليس تهريجا او نكات عابرة ومن يعتقد بغير ذلك فهو( أما مخبول أو به مس من الجنون ) والعبارة مقتبسه، بتصرف،من عنوان لإحدي المسرحيات العربية . وأصحاب المسرح الجاد،يطرحون، حتي في جلساتهم الخاصة،التساؤلات التي يسألها المجتمع ،وغالبا ما تكون رسائل، ذات اسقاطات سياسية،للحكام والقادة وكبار المسؤولين بالدولة.. وان ما قاله أحد المسرحيين المعروفين، مرحبا ومادحا أحد قادة الحركات المسلحة، هو وصف ما كان له ان يكون علي لسان أحد رموز المسرح السوداني الذين عرفوا الشجاعة والوقار وبالحيادية الوطنية وليس التزلف لدرجة السقوط ( من خشبة المسرح) ووقارها المعهود. قد يكون ذلك القائد الموصوف، رجلا فاضلا وورعا وصالحا في اعتقاد قائله،وهذا من حقه...ولكن ان الأمر إلي درجة القداسة والنور الذي يشع من حامل البندقية ،فتلك سابقة وبدعة من سبقه عليها أحد من أهل المسرح أو الإبداع في بلادنا. د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/13/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة