تزعم الولايات المتحدة انها سند قوي لحلفائها وانها جاهزة للدفاع عنهم ضد الاعداء بشرط لمن اكثر فالمال هو الدافع الاول للولايات المتحدة لتحريك جنودها فهي لا تدخل حرب بدون التاكد من الربح والخسارة، فمنذ هزيمتها في فيتنام لم تغامر الولايات المتحدة في خوض حرب برية مفتوحة الا بعد ضمان قيام سلاحها الجوي بتدمير اهداف الخصم العسكرية والمدنية بمثل ماحدث للعراق عقب قيام صدام حسين بغزو دولة الكويت في العام 1990م حينها تمكنت الولايات المتحدة وحلفائها من تجريب افضل انواع الاسلحة لديهم خاصة تلك الصواريخ التي تعمل عبر الاقمار الصناعية التي تمكنت من تدمير الجيش العراقي مما سهل عملية تقدم القوات البرية للحلفاء واخراج الجيش العراقي من الكويت وبدون فان لتلك الحرب عائد من الاموال بحجة بيع دول المنطقة اسلحة تساعدهم علي عدم تكرار ماحدث في عزو العراق للكويت ونجحت ذات الخطة الامريكية في الحرب الخاطفة في ليبيا عندما شنت القوات الجوية لحلف شمال الأطلسي حرب جوية ضد الجيش العربي الليبي لمساندة الثورة علي نظام الراحل العقيد معمر القذافي في العام 2011م ، ولكن ذلك السناريو فشل في حرب اليمن التي تعتبر مسرح خلفي للصراع الايراني الامريكي الخليجي فطبيعة ارض اليمن الجبلية الوعرة ساعدت الحوثي علي استنزاف قدرة حلفاء فالسعودية المسنودة عسكريا بالولايات المتحدة لم تنجح في تحقيق نصر سريع في اليمن ودخول العاصمة صنعاء واليوم تدخل الحرب في اليمن العام الثامن بدون تحقيق نصر حاسم فالمملكة العربية السعودية لا تريد وجود كيان شيعي حاكم في اليمن حتي لا يمتد اثر ذلك الي العمق السعودي والخليجي الذي يحظي بوجود اعداد كبيرة من الشيعة ولكن بالرغم من امتلاكها السع افضل انواع الاسلحة الامريكية الا ان السعودية ظلت عاجزة عن ايقاف الطائرات التي تعمل بدون طيار عن الوصول الي العمق السعودي ونفس الحال ينطيق علي الامارات العربية المتحدة التي بدون شك سوف يخصم منها تعرضها لصواريخ الحوثي القادمة من اليمن كدولة سياحية تتمتع باقتصاد عالمي، وكما قلت فان الولايات المتحدة التي هربت في السابق من افغانستان بحجة الانسحاب صارت دولة غير موثوق بها فالانسحاب بدون ضمان دعم الحكومة الافغانية قاد بسرعة الي اسقطها بعد اكثر من عشرين عام علي احتلال امريكا للبلاد بحجة مكافحة الارهاب وفي الاخر باتت حركة طالبان هي الرابح الاكبر لتعود الي سدة الحكم وهي اكثر قوة وصار خصومها من الافغان الذين كانوا حلفاء للولايات المتحدة تحت رحمتها وقبل ذلك تركت الولايات المتحدة حلفائها في فيتنام لتفر بجلدها و في سنة 1964 دخلت أمريكا رسمياً المواجهة البرية المباشرة أمام مقاتلي الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام الشيوعية، المعروفة بـ"فيت كونغ" منضافين إلى جيش فيتنام الشمالية وزعيم تحررها الوطني هوتشي منه كان المقاتل الفيتنامي دارساً لأرضه، ما مكنه من أفضلية قيادة حرب عصابات ناجعة، وجهت ضربات قاسية للقوة العسكرية الأمريكية حيث. شنت قوات "فيت كونغ" هجوماً كاسحاً تهاوت أمامه خطوط جيش الجنوب واحدة تلو الأخرى. رغم قوة وتطور سلاح قوات سايغون، حيث كانو يفوقون أعداءهم بثلاثة أضعاف من المدفعية وضعف عدد من الدبابات والعربات المدرعة إضافة إلى 1.400 طائرة وتفوق عددي بنسبة اثنين إلى واحد في القوات القتالية. و مع الوصولًا إلى ربيع 1975، حيث ربح "الفيت كونغ" كل معارك هجومهم، على رأسها معركة هوي التي تكبد فيها الجنوبيون المدعومون من أمريكا خسائر فادحة فيما كانت هانوي تسارع إلى حسم الحرب، مستغلة التقدم الكاسح ومعنويات مقاتليها العالية، بالدخول إلى سايغون. فشنوا هجوماً أخيراً عليها، قابلتهم فيه مقاومة شرسة سرعان ما انهارت، ودخل "الفيت كونغ" إلى العاصمة الجنوبية، وباستقالة مريرة لرئيسها متهماً الولايات المتحدة بالخيانة، وأمام فرار الأمريكيين ومتعاونيهم جواً من المدينة ، وفي العام 1961م حاولت امريكا غزو كوبا بواسطة جيش من المرتزقة بهدف اسقاط نظام فدل كاسترو ولكنهم وقعوا في الاسر ، كذلك تخلت الولايات المتحدة عن دعم العديد من حلفائها في المنطقة العربية والشرق الاوسط بعد استنفاذ أغراضها منهم كما حدث لشاه ايران الذي سقط فى اعقاب قيام الثورة الاسلامية بقيادة الخميني وكذلك تخلت امريكا عن مساندة الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي الذي هرب اخر المطاف ، ونفس التخلي الامريكي تكرر مع الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك الذي وجد نفسه مجبر علي التنحي عن الحكم عقب قيام الولايات المتحدة بدعم علني لثورة الخامس والعشرين من يناير وغيرها من المواقف المخزية للولايات المتحدة التي دائما ما تتخلي عن حلفائها وربما يتكرر هذا مع اوكرانيا ، التي تسعى بكل ما أُوتيت من سبل للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو ما شدّد عليه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في عدّة محافل، حيث إنّ هذا من شأنه أن يُلزِم أمريكا و29 دولة أخرى بالدفاع عن أوكرانيا حال تعرّضها لهجوم من روسيا. ولكن يرى خبراء أنّ قبول عضوية كييف حالياً يبدو بعيد المنال، حيث لا يريد الناتو التزاماً واضحاً بالدفاع عن دولة هاجمتها روسيا بالفعل ، ان تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن حدد في مؤتمر بالفيديو مع زعماء دول الغرب والاتحاد الأوروبي والناتو، موعد "غزو" روسيا لأوكرانيا في 16 فبراير الجاري يعتبر هروب وتبرير للقادم من احداث فاذا كان السيد جو بايدن يمتلك هذه المعلومات حول الهجوم الروسي علي اوكرانيا المرتقب لكان الواجب عليه اعلان الحرب علي روسيا للدفاع عن اوكرانيا حسب ميثاق الحلف الاطلسي ولكن امريكا لن تترك عادتها وفي اخر المطاف سوف تترك اوكرانيا تواجه لوحدها هذا المصير المحتوم ، اوكرانيا بعد حديث الرئيس جو بايدن سوف تراجع مسالة انضمامها الي حلف الغير قادر حتي الان علي حمايتها فالشعب الاوكراني لو وضع الرحمن في قلبه فهو قادر لوحده علي الدفاع عن استقلال بلاده بدون ان يكون ضحية اجندة دولية فاوكرانيا بلد متقدم في صناعة الاسلحة حيث تحتلّ أوكرانيا المرتبة الـ13 في العالم في عدد الدبابات بـ2430 دبابة، والسابعة في عدد المدرّعات بـ11 ألف و435 مدّرعة، وبالتالي لاتحتاج الي من يدافع عنها بالوكالة ولكن تظل الحرب خيار غير عقلاني فالافضل للجميع الحوار خاصة من جانب روسيا التي يجمعها باوكرانيا علاقات الأخوة والصداقة والثقافة والتاريخ وان اندلاع الحرب بينهم سوف يساعد علي تدمير البلدين وذلك ماسوف يجعل الولايات المتحدة تكون في غاية السعادة بالدمار الذي سوف يحل بالمنطقة لتكون هي القطب الوحيد في العالم ، اذا لا رابح في الحرب فالسلام هو الحل لجميع المشاكل بين شعوب الارض
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/12/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة