استجابة لطلب رابطة معجبي المستنير بسودانيزاونلاين؛ سوف أقوم كل يوم أحد النصارى بخلق بوست في غاية الابداع لعناية المعجبين، وكيتاً في الحساد على قول شيخي اللمين عليه السلام.
(1)
الشنطة:
صلاح الزين
و ما الشنطة؟ قطعةٌ من حديدٍ فوقَ ظهرِ غزالٍ بريٍ يطارِدُ غنمَ إبليس. وأيضًا صندوقٌ متروسٌ بوصايا المكان لمكان آخر، قريب أو بعيد، بإيصال أو بدونه، والأول محبذ. هي، الشنطة، ما يقوله الخطوُ للوصول موسومٌ بعتبة الخروج ولمعان البداية. وما البداية؟ لا أحد يدري، فقط تعرفها الدروب آن تصير طريقاً بمعالمٍ ومرشدٍ. اقتناؤها، الشنطة، عكس كل ما يُقتَنى، سليلُ الانتقالات من حيز بعاداتٍ معرَّفة إلى آخر مجهول الهوية، فتكون لها هويةٌ ووسمٌ مثل ما للماء هوية بين المنبع والمصب. تُجلَب ويُحتفى بها وتودَعُ أسراراً: سلامة العودة وتميمة الصون، فاللمكان فلذات أكباده. وحتى لا ينمحي لون حدقات هويتها تكون لها طبلة حتى يكون للهوية، هويتها، وسم وانمياز، والباقي على الله.
ومن وقتها لحين عودتها تُراعَى كحلمٍ مكورٍ يُخشَى عليه من نزوات الجغرافيا وتبدلات الهواء ونظرات الغرباء الفاحصة. كغزالة أضاعت طلقها، تشيع بالدمع وهي تدنو من عتبات الانتقال. وككل ما عداها لها عِرقٌ تليدٌ في شجرة أنساب الماركسية: خامة الصنعة، فالتاريخ لا ينجب سفاحاً !! بالديباجة تلك تكون احتمالات الأخوة ولون المعنى وصبوات الرؤيا. تُدهَن مقتنياتها برائحة المهد وتُلبَس أقماط الولادة. فتصير أمانةً كبذرةِ برتقالةٍ لمّا تنضج بعد. يطالها ما يطال الحكي ونسله فتتوزع حكاياتها بين رواةٍ بلسان ورواةٍ بشهيات فيكتمل السرد ليحكي بلسان إبليس أو عابد تقي. لا جدارة للأخير على الأول فالحكايا غير معنية بصدق الحكاية غير ما تسرده أوديسة الشنطة في الذهاب والعودة. وبين هذه وتلك للشنطة حكايا تحررها من أقماط المهد كغمامةٍ لا تَسْقِي ذات الحقل وإن أسرَجَتْها ذات الريح. مثلما لشجرة الصندل عطرٌ، للشنطة عطرٌ يميزها عمّا سواها. عِطرُها، كسِرِّ الخليقة، جماعُ عطورٍ لا مصدرَ لها ولكنه، كما الخطايا، يتناسل، لكل عطرٍ فٌصْدٌ يميزه عن بقية القطيع. الشنطة لا تُفنى ولا تنعدم حتى لا ينضب ما تسرده ليكون للحياة معنىً وقوام. فتُورَّث.. تُوَرَّث بشهرزادها وشهريارها لليال أقل فتنصبغ الحكايا بلون مغاير. فيها شيء من مهارة النسر وحذاقة اللص فلا تخلط ماء الحكايا بما جاورها من ماء، فتؤتمن، كريح تسوط سحابةً ولا يعنيها، في كثير أو قليل، مكان الهطول. ككل مخلوقات البشر لها نصيبها من عنب النجاح وحنظل الخسران من غير أن ينفي عنها صفة الناقل غير المعنِي بما ينقل، إن وبرَ غمامة أو حجارة جرداء !! الشنطة لها دمٌ من شجرة نسب الدولاب وإن سبقته في الإنوجاد فكان ماء خطيئتها الأبدية. تجلس فوقه وإن بأسرار وحجم أقل. وكثيرًا، كثيرًا ما توغل في الشطط فتكون شهادة ميلاد، ولا تشيخ. فيغفر لها الجميع خفتها: عتبةُ الخروج، الدولابُ، قماشةُ الممسحة، والدروبُ آن تصيرُ طريقاً بمعالمٍ ومرشدٍ.
النص صعب على عضوية سودانيزاونلاين الحالية، سوف أقوم بالدخول بين ثنيات الجمل والكلمات بطريقة مبدعة لشرح كيف خلق نبي الكتابة صلاح الزين هذا النص المبدع
02-13-2022, 02:13 PM
أبوبكر عباس أبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3053
هذه النصوص هي مشروع كتابة، قيد التنفيذ بعنوان "المُهْمَلات"، عن أشياء تبدو لا قيمة لها من فرط تواجدها و بداهتها وعاديتها، رغم أنها اكتسبت جدارتها من فرط وجودها ! لا أحد يساءل لون بشرته ببساطة لأنها هناك كصبحٍ و صلاةٍ تتكرر فنغفر لها ترددها مثلما نغفر للشمس مغيبها وطلوعها !! أقصد موءانسة المكرور والذي به أدمنا الحياة والوجود من غير أن نقول ليهو شكراً من فرط تكراره !! هي كتابة تحاول أن تقول ما نجهله عن العادي الذي أوجَدَ الأساسي فينا !! سأنشر هذه النصوص في حلقات عن العادي لأهبُ شهادةً للأساسِ اليتيم!
"قطعةٌ من حديدٍ فوقَ ظهرِ غزالٍ بريٍ يطارِدُ غنمَ إبليس. وأيضًا صندوقٌ متروسٌ بوصايا المكان لمكان آخر، قريب أو بعيد، بإيصال أو بدونه، والأول محبذ."
"قطعة من حديد فوق ظهر غزالٍ بري يطارد غنم إبليس"
بالله، شوفوالشنطة جوّة التعبير دا؟ بتكون في حتّة في الدنيا دي ما مشت ليها أو طافت عليها؟ من يوم صلاح جاء بيها من العامة لداخليات البركس، لحدي ما ولدت شنيطات البنيوية الوصفن بولا بالجنيات أبان مخلايات، لشنطة حديد لقروي يزور المدينة ويتنقل في كارو حمار بفتش عن بيت عزابة بزقاقات أمبدة ويخاف عليها من نظرة الغرباء، لشنط أطفال الخلاوي في المسايد أثمن ما فيها خبيز أمهاتهم صديق الليل والبرد، لحدي ما نركب مع الخواجات بشنطهم أمات إيصالات في جوف اللوفتهانزا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة