كلمات اكملت عامها الثالث لكن نستعيدها الان فى ظروف نعلمها وتعلمونها
Quote: لست خائفا، كما اني لا أملك أوهاما عما بعد سقوط النظام. لست خائفا من سقوطه مهما كلف الثمن. من الطبيعي اني لا اتحدث عن الدماء، لأنها ليست مجرد ثمن انما كارثة. كذلك لا أملك اوهاما عن انصلاح الحال بعد عام او اثنين او خمسة من سقوط النظام. بل ربما تسوء بعض الاحوال الاقتصادية اكثر لفترة. اما الحريات والقيم الليبرالية فانا على يقين انها ستعاني. كنت اقول لصديقة في أيام الثورة الاولى وقبل ان يتمدد العزم المجيد لنحو 60 يوم: سيصبح تاج السر أقوى بعد الثورة. اليوم هو يهاجم شعرك المكشوف او بنطلون منى مجدي كشخص مقهور في الانترنت. بعد الثورة سيصوت للقوانين ويقف أمامك بحزم قائلا نحن لم نقم بالثورة عشان تمشي فاكة شعرك كده. سيكون تاج السر شديد التطرف في الدفاع عن العادات والتقاليد ولربما اعتبر الليبرالية محاولة لسرقة الثورة.أتريدون بعد ثورتنا أن تجعلوها ليبرالية وحريات؟ ليس لدي أوهام ان أيام التلاحم والتعاضد والمساواة الثورية ستستمر. ليس ذلك استهانة بالشعب السوداني .. انما لأن هذا ما يحدث في كل الشعوب عند الاحداث العظيمة. تختفي الجريمة. يتكافل الناس. يخرجون أجمل ما فيهم. ثم يعودون كما كانو او اشد. ارجوك لو كنت من المؤمنين اننا شعب مختلف ومن طينة اخرى ولنا سايكلوجية لا تشبه سايكلوجية الجماهير فاعفني من اعتراضك. المهم اني رغم ذلك لست قلقا. ورغم ذلك ادعم الحراك. لأن ذلك هو مسار التاريخ وحتمية الأشياء. كان هذا ما يجب أن نمر به قبل 30 عاما او 40 او 50 او ربما 60. لكنه تأخر. فلما تأخر تراكم الصدأ والشوائب. لا طريق للمستقبل الا عبر هذا الدرب. بوحوشه وظلامه وسحاراته وغيلانه. سيسقط هذا النظام. بعد ساعة او بعد شهر. لقد انتهى. وبعده سنخوض مصاعب .. اقتصادية واجتماعية .. وربما أمنية. لكنه الطريق. هذه المصاعب كانت أهون قبل نصف قرن. لكننا لم نسلك الدرب. هذه المصاعب كانت أقل وعورة قبل ربع قرن .. لكننا لم نسلك الدرب. وكل يوم نتأخره يجعل الدرب أشق وأعسر. نحن لم يعد لدينا مستقبل. ربما حتى الشباب الهاتفون في المظاهرات بصدور عارية أمام رصاص الطاغية .. هم مثلنا. لم يعد لهم مستقبل. لكن لابد ان نخوض هذا الطريق للاتين من بعدنا. للأطفال الذين لم يولدوا بعد. هم من سيرثون بلدا حرا ديموقراطيا ليبراليا. لذلك انا لا أدعم الحراك لمنفعتي الشخصية .. فقد غادر ذلك القطار المحطة. انما ادعمه لاني اؤمن بحتمية التاريخ .. وان جيلا لم يتزوج اباؤه بعد سيولد في سودان أفضل ومختلف. بشكل ما اعتبر اننا سانت كلوز، الذي عليه عبور المدخنة المتسخة، ليوصل هدية وطن الغد للأطفال الغافين أسفل شجرة عيد الميلاد. سننتصر، لأنه لا رصاص كاف في هذا الكوكب لمنع شعب من الوصول الى حريته. سننتصر لأنه لا تاج السر قادر على مقاومة تطور المجتمع. سننتصر لأن أطفالنا الآتين يستحقون أفضل مما استحقت كل الأجيال التي سبقتهم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة