*طالعت قبل أيام منشور في الوسائط الاجتماعية حول اداء اليونيسيف بشرق السودان ، تلك المنظمة التي ملأت بشعارها الأزرق جدران المدارس والمراكز الصحية بريف أهلنا البعيد*. *...* *ساء ظننا بهذه العلامة الأممية بعد أن تكشف لنا إهمالها وإقصائها لأطفالنا ذوي الاعاقة، بشهادة المؤسسات القائمة على أمرهم ، بل إن جيشا من بعض الثوار والناشطين يفكرون في تنظيم وقفات إحتجاجية خلال مارس القادم أمام مقر المنظمة* *...* *يبدو أن ذلك العلم الأزرق الذي يرفرف فوق مكتب اليونيسيف يخفى خلفه قيم سواء من التمييز على أساس الإعاقة والظلم لفئة من المجتمع عانت من التهميش والإقصاء لعقود طويلة* *...* *من منا لديه الجرءة على إنكار حالة الحرمان الكبير التي يواجهها هؤلاء الاطفال في التمتع بحقهم في التعليم والصحة والعيش بكرامة وانهم الفئة الأكثر عرضه للانتهاكات الإنسانية والحقوقية بصور متعددة* *...* *لقد تهدمت بعض البيوت بالريف بسبب خبر قدوم طفل ذوي إعاقة جديد للأسرة، وان الالاف من الأطفال والفتيات ذوي الاعاقة يتعرضون حاليا للحبس المنزلي في غرف معزولة اشبه بالسجن بسبب خوف أسرهم من الوصمة الاجتماعية* *...* *نسبة كبيرة من الأطفال ذوي الإعاقة يدفعون إلى ترك الدراسة بفعل تنمر أقرانهم عليهم و عدم توفر البيئة الصديقة والمعينات الأزمة لتعليمهم*. *...* *لقد شيًدت اليونيسيف كثير من المباني والمرافق لدعم انسان شرق السودان، لكنها للأسف لم تكن قابلة لإمكانية وصول الأشخاص ذوي الإعاقة اليها* *...* *وفرت اليونيسيف أطنان من الحقائب والمعينات المدرسية لتلاميذنا بالريف ولكنها فشلت في توفير معينات ومستلزمات التلاميذ ذوي الإعاقة حسب شهادة الإدارة المختصة* *...* *ليس بمقدور اليونيسيف الإعلان عن إحصاءات وبيانات حول عدد الأطفال ذوي الإعاقة الذين حصلوا على دعم من مشروع تسجيل المواليد أو مشروع القيد الوطني والذي انتهى تنفيذه بصفر كبير بعد أن تفرغ دعمه في جيوب فريق المشرفين الحكوميين على المشروع* *...* *علي اليونيسيف أن تبدأ فورا في إعادة صياغة لبرنامج الحماية الخاصة بها، فليس من دواعي التطور أن تعتمد في إدارة هذا البرنامج على من شق عليه تطويره وبات عاجز عن الالتزام بالقيم المثلي لمنظمات الأمم المتحدة* *...* *أن المدير الإقليمي الحالي لليونيسيف جدير بالنهوض بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة بشرق السودان ودعم حقوقهم إذ ما أدرك أن هنالك ضرورة في الإسراع بتطهير المكتب من الفريق الموصوم بالرتابه والنمطية والجهل باتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة* *...* *سيتحسن أداء اليونيسيف إذا ما أقرت بأن مكتبها الإقليمي يعاني بشدة من تصدع في القيم وأن فريق العمل الحالي بات منشغل بتقدير ذاته وعقود تضارب المصالح* *...* *لم يعد الأمر سرا ولا محل للخلاف بين أثنين بأن جل مهام مسئول برنامج الحماية باليونيسيف إنحصرت في التفنن في كتابة الرسائل البريدية والتجول كواعظ بضرورة الالتزام بحقوق الإنسان في المكاتب الحكومة والمنظمات الوطنية الصغيرة* *...* *كان من الواجب على ذوي اللياقات البيضاء باليونيسيف الذين ما انفكوا يتحدثون عن حقوق الأطفال أن يكونوا الأكثر حرصا على التأصيل لكرامة وحقوق الأطفال ذوي الإعاقة* *...* *أمام اليونيسيف فرصة جيدة في ظل القيادة الجديدة لرد مظالم الأطفال ذوي الإعاقة والمساهمة في حمايتهم وتعزيز حقوقهم من خلال صياغة خطة عادلة وتشكيل فريق مهني قادر على إحداث اختراق في هذا الميدان المنسي.*
*سنواصل✍️*
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/12/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة