مساء السبت 12 فبراير 2022، نشر تلفزيون السودان الحكومي حواراً مُسجلاً ومُصلحاً مع الجنرال البرهان . ورغم إن الحوار كان مُسجلاً ولم يكن على الهواء مباشرة ، فإنه كان عبارة عن حزمة من الاكاذيب والافك والتدليس والوعود الفارغة . لا نلق الكلام على عواهنه ، بل نتوكأً على آيات وأدلة صلدة ناخذها نصاً من تصريحات الجنرال البرهان ، تؤكد الزيف والمراوغة وإضفاء الباطل على الحق ، والضحك على ذقون المشاهدين ، كما سوف نبين في النقاط التالية ...آيات لقوم يتفكرون :
اولاً :
اكد الجنرال البرهان إنه لم يعط تعليمات باستعمال السلاح لفض المظاهرات ، وهو شخصياً ضد هذا الامر ، وسوف تتم محاسبة اي مسؤول امني تثبت التحريات اللاحقة إنه اصدر تعليمات باستعمال السلاح وقتل المتظاهرين .
دعنا نقبل بهذا الادعاء رغم زيفه ، ونسأل لماذا إذن استمر استعمال السلاح وقتل المتظاهرين دون توقف ولمدة 108 يوماً منذ 25 اكتوبر 2021 ... إذا كان الجنرال البرهان لم يعط الاوامر بإستعمال السلاح .
تم قتل اكثر من 79 متظاهراً ، وجرح اكثر من 2200 ، وإعتقال الآلاف ليس فقط في ولاية الخرطوم بل في كل ولايات السودان بدون إستثناء .
هل نصدق ان الجنرال البرهان لم يكن يعرف بهذه المجازر التي ادانتها الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والوسائط الاعلامية الدولية طيلة 108 يوماً ، ورغم ذلك لم يوقفها الجنرال البرهان ؟
صحيح وصف الجنرال البرهان ً مقتل المتظاهرين بأنه أمر مؤسف، وقال بتوقيف عدد من عناصر الأمن في اتهامات بارتكابهم لانتهاكات تشمل القتل . ولكننا لم نسمع بهكذا توقيف لعناصر الامن من قبل ، إلا منه في حوار السبت اعلاه .
في هذا السياق ، قال الجنرال البرهان ونصاً :
توصّلنا إلى 5 أو 6 حالات لنظاميين أطلقوا النار على المتظاهرين. أيِّ انتهاكٍ من جانب قوات الأمن سيُخضع للتحقيق، وهناك شكوك في ضلوع أطراف أخرى في قتل المُحتجين.
في نفس الحوار ، يقول بتوقيف عدد من عناصر الامن المتهمين بالقتل ، ثم ينسى كذبه ويقول اي إنتهاك من جانب قوات الامن سوف يخضع للتحقيق ، اي إنه لم يتم التحقيق فيه من قبل حواره . كما حاول إبعاد المسؤولية عنه وعن الاجهزة الامنية بإتهام ( اطراف اخرى في قتل المحتجين ) ... ولكنه لم يسمي هذه الاطراف الاخرى وقد مضى على المجازر اكثر من 108 يوماً طويلاً ، الامر الذي يؤكد كذبه وافكه وتدليسه .
لم يحدد الجنرال البرهان هذه الاطراف الاخرى الشبحية في حين تم القبض على الطفل القاصر المعوق توباك ( 17 سنة ) ، والطفل الننة ( 18 سنة ) متهمين بقتل العميد بريمة في نفس يوم قتل العميد ، وبدأ جلاوزة الجنرال البرهان في تعذيبهما ، بغرز المسامير في جسميهما، وتعليقهما من ارجلهما من السقف ، ورؤوسهما متدلية على الارض في سجن كوبر .
والمضحك المبكي قوله ونصاً :
أبحث بنفسي في وسائل التواصل الاجتماعي عن المتسبب في قتل المتظاهرين .
هل وسائل التواصل الاجتماعي هي الجهة الرسمية لرئيس الدولة لمعرفة قتلة الثوار ، ام اجهزته الامنية التي يصرف عليها الجنرال البرهان طائل الاموال من دم وعرق الشعب السوداني ؟
ويبلغ التدليس مبلغه ، عندما يقول الجنرال البرهان ، ودون ان يرمش له جفن ، ونصاً :
بعد أحداث شارع الأربعين وسعد قشرة في نوفمبر عقب مقتل متظاهرين تمت إقالة قيادات الشرطة .
نعرف وحق المعرفة إنه تمت إقالة وزير الداخلية السابق الفريق أول شرطة عز الدين الشيخ، بعد مجازر شارع الأربعين وسعد قشرة في نوفمبر 2021 ، لانه امر الشرطة بعدم قتل المتظاهرين ، وعدم إستعمال الرصاص الحي ولا المطاطي في تفريق المظاهرات ، وهدد الضباط والجنود بتوقيفهم ومحاكمتهم إذا ثبت لاحقاً إنهم لم ينفذوا تعليماته بعدم قتل المتظاهرين .
بعدها ، اقال الجنرال البرهان وزير الداخلية عزالدين الشيخ ، بل امر بإعتقاله ، ببساطة لأنه كان يدعو لعدم استعمال الشرطة للعنف ؟
نعم ... حزمة من الاكاذيب واحاديث الافك والتدليس والضحك على الدقون وكًأن الريالة تسيل على صدور المشاهدين ، وكاًن الجميع يتمتعون بذاكرة السمكة !
ثانياً :
حدد الجنرال البرهان شرطين لتسليم السلطة التنفيذية للمكون المدني ورجوع القوات النظامية الى ثكناتها :
الشرط الاول : حدوث توافق سياسي بين القوى الوطنية والمكون العسكري .
الشرط الثاني : الانتظار لإنتخابات يوليو 2023 ، وتكوين حكومة ديمقراطية منتخبة ليقوم الجنرال البرهان بتسليم السلطة لها .
في شرطه الاول اعلاه ، لم يحدد الجنرال البرهان ماهية القوى الوطنية التي يقصدها ، وهو الذي ابعد تحالف قوى اعلان الحرية والتغيير من المسرح السياسي ... التحالف الذي وقع معه الوثيقة الدستورية في اغسطس 2019 ... بإنقلابه في 25 اكتوبر 2019 ، مُعتبراً قادته لاهثون وراء السلطة والثروة ، وكانه هو لا يلهث وراء حكم السودان والسلطة التي بشره بها والده عليه رحمة الله . لا بل اعتقل الجنرال البرهان قادة التحالف وقادة الحراك السياسي الحقيقي واتهمهم بأقذع التهم الكيدية .
نعم ... يقصد الجنرال البرهان بالقوى الوطنية التي سوف يصل الى توافق سياسي معها ، قادة تحالف الموز والمحاشي واطفال الخلاوي وعلى راسهم جبريل ابراهيم ومني اركو مناوي والتوم هجو وعسكوري وبرطم وغيرهم من التافهين الانحداريين .
اما الانتخابات التي وعد الجنرال البرهان بعقدها في يوليو 2023 ، فسوف تكون إنتخابات مخجوجة ، يسيطر عليها الجنرال البرهان وجلاوزته من الالف الى الياء ، كما إنتخابات الكيزان خلال الثلاثينية الظلماء . هذا إذا وافق الجنرال البرهان على عقد هكذا إنتخابات مخجوجة ، ولم يتعلل بحجج واهية لتأجيلها ليوم القيامة العصر .
ثالثاً :
في حواره أًمن الجنرال البرهان على إن لجان المقاومة قد ملكت زمام المبادرة السياسية ، وإعترف بانهم :
( صاروا القوى الحقيقية التي يجب ان نتعامل معها . نتّفق مع الشباب على أن المؤسسة العسكرية يجب أن تكون خارج الحكم. ولدينا تفاوضٌ معهم . ) .
واضاف الجنرال البرهان بانهم عقدوا عدة إجتماعات مع لجان المقاومة ، آملاً في الوصول إلى اتفاق معهم .
لجان المقاومة التي يقصدها الجنرال البرهان ليست لجان المقاومة الحقيقية التي تنظم المظاهرات ويموت قادتها دفاعاً عن مدنياووو والديمقراطية . لجان المقاومة التي عقد معها الجنرال البرهان الحوارات هي لجان الموز والمحاشي التي يجمعها التوم هجو وعسكوري وبرطم .
ترفض لجان المقاومة الحقيقية الحوار مع القاتل البرهان وجلاوزته الانقلابيين ، وترفع شعار :
لا تفاوض ، لا مساومة ، لا مشاركة .
ولكن ماذا تقول مع مسيلمة الكضاب ، الذي يحور الحقائق ، ويلبسها اثواب الباطل والتدليس ، مُفترضاً المشاهدين مجموعات من الجهلة الفارغين .
رابعاً :
في حواره ،هاجم الجنرال البرهان ، بالباطل ، لجنة تفكيك نظام الاخونجية . وظهرت غباينه وحقده ضد وجدي صالح وخالد سلك وغيرهما من المناضلين ، الذين فبرك لهم الجنرال البرهان تهم جنائية ، وزج بهم في السجون .
اًعاد الجنرال البرهان الى الوزارات والمؤوسسات جميع الاخونجية الذين فصلتهم لجنة تفكيك نظام الاخونجية ، واعاد اموال الدولة المنهوبة التي استردتها لجنة وجدي صالح الى ناهبيها من الاخونجية .
لم يبق للجنرال البرهان إلا ان يطلق سراح الهالك البشير ، وربما فعلها غداً وليس بعد غد .
خامساً :
في حواره ، اكد الجنرال البرهان ونصاً إن :
العلاقة مع إسرائيل ما تزال محصورة في ملفات التعاون الأمني والاستخباري. لا يوجد مسؤول كبير زار إسرائيل ، وإن جميع الزيارات السودانية إلى إسرائيل قامت بها أجهزة الاستخبارات والأمن، والمعلومات المُتبادلة مكّنتنا من ضبط الكثير من ( الخلايا الإرهابية ) داخل السودان. وكان يمكن أن تتسبّب هذه الخلايا في زعزعة الأمن في السودان والاقليم، لا أعرف لماذا الجميع يركز مع هذه الزيارات فهي مشروعة .
يقصد الجنرال البرهان ب ( الخلايا الارهابية ) ... حركات الكفاح ضد إسرائيل واهمها حماس ، التي طردها الجنرال البرهان من السودان . كما رفض الجنرال البرهان اعادة العلاقات الدبلوماسية مع ايران ، بضغط من إسرائيل . حماس وايران هما المقصودتان بالخلايا الارهابية .
فتأمل !
يكذب الجنرال البرهان عندما يدعي عدم زيارة مسؤول كبير لإسرائيل ، والصحافة الإسرائيلية تؤكد زيارة حميتي لإسرائيل عدة مرات ، وزيارة قادة الموساد لحميتي في الخرطوم عدة مرات ... الزيارات التي إشتكى منها الجنرال البرهان لجيفري فيلتمان المبعوث الامريكي السابق للسودان .
يلهث الجنرال البرهان للتطبيع مع إسرائيل لاسباب شخصية بحتة ... ببساطة لانها حاميته ضد اي تحرك امريكي ضد شخصه ، خصوصاً في ملف محكمة الجنايات الدولية .
سادساً :
ثالثة الاثافي والاعجب من الجنرال البرهان مدير التلفزيون لقمان احمد الذي أتى به الدكتور حمدوك من واشنطن باسم الثورة ، واعاده في ديسمبر 2021 الى موقعه بعد ان فصله الجنرال البرهان ... فتحول في رمشة عين من معسكر الثورة إلى معسكر البرهان... في إستنساخ لمتلازمة استوكهولم .
ولله في خلقه شؤون ، كما يقول فاهم من الناس الفاهمة .
هل ترى يا حبيب ضوء في نهاية النفق ؟
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/12/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة