وحيث يتطلب الامر الإشارة الى دور العالم الافتراضي الذي مثلته وسائط المعلوماتية في التنوير والوعي الذي ادى الى خلخلة ضرس كيان الكيزان وتفجير ثورة ديسمبر التي خلعتهم وأطاحت بهم. فانه ينبغي من البداية التنبيه ان تجمع المهنيين ليس كيان حزبي سياسي مستقل ، ولا يصلُح إن لو كان أو أن يصبح كذلك .... وأنه إنما جرى التوافق على تشكيله من مكونات شتى داخل رحم واحد في مرحلة من مراحل ثورة ديسمبر. اقتضى الحال تعاضدها لاداء دور محدد هو النزول كقيادة حقيقية (غير افتراضية) الى الشارع . ثم شاءت او لم تشاء تتفرق.. تعاد الهيكلة .. تتغير اللجنة .. تتغير السكرتارية .. تتغير الرئاسة .... يتشظى التجمع .... ينقسم .... يدخل هذا يخرج ذاك يجمد اولئك . كل هذه الاحتمالات ظلت واردة منوقعة وبأن لا يتعدى تأثيرها أكثر أسف الغياب. ولكنها اليوم واليوم فقط بعد عبور المرحلة الإنتقالية إلى قلب مجلس الأمن الدولي . فإن إستمرار أو غياب تجمع المهنيين لن تكون له تاثير يُذكر على مسار الثورة وثبات مرحلتها الانتقالية . دور تجمع المهنيين خلال الثورة يختلف عن دوره ورسالته بعد اسقاط نظام المؤتمر الوطني .... بل من الافضل الان أن ينحل هذا التجمع من تلقاء نفسه . وعودة مكوناته الى نقاباتها المهنية وقواعدها الحزبية الاصلية . والاستعداد للانتخابات العامة ما بعد المرحلة الإنتقالية المحددة سلفاً أو ربما ممتدة. كل نجم يافل ... وكل وهج يخبو وينمحي . يستحيل رماداً ويبقى تاريخا ، وتجربة متراكمة وذكرى محمودة او مذمومة في عقل وفؤاد الشعب واضبارة الوطن والتغيير سنة الحياة .... وان لم يتغير تجمع المهنيين وفق إحداثيات تشكيله وغرض تكوينه المؤقت . فان ذلك معناه ان هناك شيء غلط. وعلى العسكر والصادق المهدي والمؤتمر الشعبي وفلول اخرى عدم التعويل على استقطاب تجمع المهنيين بكيانه الماثل الذي اصبح الان في ظل السيادي والوزاري وقحت عبارة عن قربة مخرومة. هذا ان لم تكن مخرّمة في الواقع من السطح واسفل وجميع الحنايا على يد المال السياسي.. ووعود ضحكوا بها قبلهم على أمثال تراجي وأولاد الضي وذو النون.
وسامة الاصم وضفائر هذا وجهوية ذاك وحتى "قحت" لا تعني شيئا لدى مجلس الامن الدولي الذي لا تنقصه الوسامة والشعر . بل هو معني فقط بالاستماع ومخاطبة ودعم وتثبيت السلطة التنفيذية التي يراسها د. حمدوك. وعليه فان اي مغامرة غبية بليدة لازاحة حمدوك ووزارته بمزاعم فشل ومبرر اجراء انتخابات عاجلة ؛ ستعني تلقائيا خرق لقرار وارادة مجلس الامن الدولي عن عمد مع سبق الاصرار والترصد..... وهو ما سيؤدي الى فتح ابواب الكلام على الكثير من المسكوت عنه بمزاج مجلس الامن والجنائية الدولية اللذان لا يحسان في نفسهما خيفة كتلك التي يحس بها نبيل أديب ولجنته اليتماء.
ثم وعلى المكون العسكري والصادق المهدي وجوقته المشار اليها اعلاه من شعبي وفلول . العلم بانه لا مناص من الخضوع والخنوع والتسليم لقرارات مجلس الامن حتى لا يتطور الامر الى فرض البند السادس ثم السابع لو اقتضى الامر .
قرارات مجلس الامن صدرت ليتم تنفيذها طوعا او كرها .... فهو مجلس امن دولي تخضع لقراراته رقاب مكونات المجتمع الدولي الأعضاء فيه وغير الأعضاء. ويمتلك اليات تنفيذ واعتقال وتجريم ومحاكمات. وليس مجلس جامعة دول عربية... كما ان السودان ليس اسرائيل المدلّلة بسبب من أموال ولوبيّات يهود أمريكا وغير أمريكا.... وهي لوبيات لا يمكن مقارنتها بما عندنا من "الجريف واللوبيا".
العناد وركوب الراس مع مجلس الامن سيفتح الكثير من الملفات وابواب الجحيم فيما يتعلق بمسئولية ومشاركة البعض في جرائم دارفور . ومذبحة فض اعتصام القيادة العامة والتوقيع بالموافقة على القرار .... وهلم جرا. والزي العسكري والثوب المدني عندنا على حد سواء وكما يعلم الجميع مليء منذ زمن واليوم بالكثير من الحروق وتفضحه العديد من الثقوب بسم الله ما شاء الله.
لعبة مجلس الامن اتقنها دكتور حمدوك . وخالت على المكون العسكري والصادق المهدي وربما الجميع بسبب الجهل بالشيء الذي يعلمه العبقري حمدوك ولم يك يعلم به غيره .... فحمدوك له تجارب وخبرات عملية واسعة في هذا المجال داخل افريقيا . وهو بلا جدال رجل المرحلة القادمة بعد ان "حدس ما حدس" ، وصدرت قرارات مجلس الامن بالاجماع في امر تثبيت ودعم المرحلة الانتقالية و اليوناميد.
بمقاييس ثورة ديسمبر المجيدة . فان الليلة ليست كالبارحة .. ومحاولة اختطافها والتعامل معها (على طريقة انسخ والصق) كما تم التعامل أيها الصادق المهدي مع الديموقراطية الاولى عام 1958 باللواء عبود ، ثم ثورة اكتوبر 1964 بالعقيد نميري .. وانتفاضة ابريل 1985م بالعميد عمر البشير لن ينجح ولن يجدي فتيلا.
06-09-2020, 06:26 PM
بكرى ابوبكر
بكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18728
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة