في ندوة ادارتها قناة الجزيرة مباشر إستضافت فيها 4 وزراء . اجمع كل هؤلاء الوزراء الإنتقاليون انهم لايملكون صلاحيات حقيقية . ....... يعني كراتين وكراسي وطراطير ساي.. وبيّن وزير الإعلام فيصل صالح ؛ ان السبب في ابقائهم كراتين وكراسي وطراطير ساي؛ هو ان رئيس الجمهورية المخلوع ؛ كان قد جمع كل الصلاحيات المفترض أن يتمتع بها الوزراء في يده...... وأنهم (بعد إكتشافهم المفاجيء لهذا الواقع) . فقد إرتأى الإخوة الأعداء في المجلس السيادي ؛ نقل كافة هذه الصلاحيات الإستثنائية التي كان يتمتع بها رئيس الجمهورية المخلوع ، لتتجمع حصرياً في يد رئيس الوزراء. وبذلك إجمع السيادي في غياب التشريعي (الذي سيكون الغائب الدائم) أجمع على إصلاح الخلل بخطأ كارثي أفدح منه. والمشكلة ان رئيس الوزراء لا يبدو عليه أنه فاضي .... فهو مشغول بجداول سفريات مستقبلية متعددة .. ومشغول باجراء لقاءات مع كل تلفزيونات وصحف العالم ... ومشغول بتحقيق السلام مع الجبهة الثورية ...... ومشغول بعقد الندوات وزيارات بيوت الطائفية ومتاحف القيادات السياسية القديمة دون بيوت وعائلات الشهداء .. ومشغول بعقد المؤتمرات الصحفية . وتلبية رغبات "ما يطلبه الصحفيون" منه أحيانا التحدث فيها باللغة الانجليزية. ثم ترجمة نفس الحديث الى اللغة العربية..... وحتى يطرب الشعب السودان ويفتخر بأنه قد أصبح لديه أخيرا رئيس يتحدث اللغة الإنجليزية بأفضل من ريتشارد قلب الأسد وشكسبير .. .. ويتحدث لغة إسماعيل عليه السلام بأفضل مما كان يتحدث بها مضر قيس بن غيلان وكنانة. وطالما أن فخامة رئيس الوزراء . طالما انه ليس بفاضي ... وتزدحم روزمانته بكل تلك المهام الجسام . فلماذ لا يصدر لوائح تنظيم عمل داخلية . يخول فيها يعض صلاحياته (التي كانت بيد الرئيس المخلوع) الى الوزراء المغلوبين على أمرهم كل في مجال تخصصه؟ هل مثل هذا التصرف الاداري البسيط المتعارف عليه في الظروف الإستثنائية منذ أيام الحاكم الإنجليزي غوردون باشا عام 1884م ؛ يحتاج من رئيس الوزراء الوطني حمدوك عام 2019م الى كفاءة؟ حتى الوكلاء ومدراء الادارات ورؤساء الاقسام والباشكتبة و "المدراء الماليين" في وزارة المالية ؛ يصدرون لوائح تنظيمية داخلية ، يخولون فيها مرؤسيهم بعض صلاحياتهم.. ولكن يبدو أن كفاءة أكاديمية بلا حبرة إدارية كافية في مجال العمل بالدواوين ودولاب الروتين الحكومي = زيرو إنجـاز. والطريف أن إعتراف وزير الإعلام بأنه لا يمتلك صلاحية. وإيراده المشار إليه أعلاه بأن كافة الصلاحيات متجمعة الآن في يد رئيس الوزراء ..... هذا الإعتراف جاء تبريرا لأسئلة حاصرته في تلك الندوة التي أقامتها قناة الجزيرة مباشر . وكان معظمها يستغرب لماذا يترك وزير الإعلام تلفزيون السودان سادراً في غيه كجهاز إعلامي مضاد ومعادي للثورة. ولماذا لم يبدأ يومه التالي بعد أدائه القسم بإقالة مدير التلفزيون وتطهيره من كافة العناصر المضادة للثورة؟..... فكان رد وزير الإعلام أن إقالة مدير التلفزيون قرار وسلطة لا يملكها سوى رئيس الوزراء..... ثم وليتضح في البوم التالي أن المسألة لها أبعاد أعمق تتلخص في أن مدير التلفزيون عيساوي هو صهر حميدتي ومن آل دقلو ... وبما يشير إلى أن وزير الإعلام إنما يتخوف ويخشى إدخال أنفه في عش الدبابير .... فهو فضلا عن إعترافه بأن مدير التلفزيون معوّق للإصلاح . فإنه يخشى مغبة كتابة مذكرة إلى رئيس الوزراء حمدوك يوصي فيها بإقالة مدير التلفزيون فوراً. حديث وزير الإعلام وتعلله بأن سلطة إقالة وإعادة هيكلة وتنظيف التلفزيون في يد رئيس الوزراء لم تكن مقنعة للكثيرين ... ويبدو أنها تخريجة من وزير الإعلام مرتبطه بشخصيته الموادعة المسالمة التي تبعد عن الشر وتغني له .. وهو حتى إن نوى الشر فإنه قد إعتاد كصحفي وصاحب رأي أن يعبر عنه بالقلم الرصاص والكيبورد . ولكنه إتضح الآن حين تقلد منصبا وزاريا حساسا أنه سرعان ما ينسحب بهــدوء إذا صادف التصرف عوائق يخشى منها خشونة وقتال. إن أبلغ دليل يؤيد رأيي هذا . أن وزيرة التعليم العالي الدكتورة صغيرون ... لم تتردد صغيرون في إقالة عديد من مدراء الجامعات . والإصرار على إعادة الدراسة اليوم حتى لا تضيع على الطلاب سنة دراسية كاملة من عمرهم. وفي سياق ذات الندوة التي نظمتها قناة الجزيرة القطرية مباشر . سأل الصحفيون وزيرة الشباب والرياضة عما إذا كان لدى وزارتها خطط لتحسين أداء المنتخب الوطني لكرة القدم . أجابت بقولها: "دي مسئولية إتحاد الكرة . وممنوع الحكومة تتدخل في عمله عشان ما نتعرض لعقوبات من الإتحاد الدولي وتجميدو" ويتضح من إجابة الوزيرة هذه أن الأمور مختلطة لديها . وأنها لا تحمل تصوراً لما يمكن أن تقوم به الدولة من دعم عيني ومعنوي ومالي إضافي للمنتخبات القومية والأنشطة الرياضية بوجه عام . دون أن يعني ذلك أو يستوجب تدخل الدولة رسميا مباشرةً في شئون إتحاد الكرة. أو الإتحادات الرياضية الأخرى. أغلب الظن أن هذه الوزارة لم يراعى في إختيار عناصرها معايير وجوانب أخرى تتعلق بالخبرة والقدرات . ومدى ملاءمة الشخصية القيادية والمواهب الإدارية التي تجعل من الوزير قادراً على إتخاذ زمام المبادرة . والتسلح بما يمتلك من سلطات وصلاحيات في يديه. أو تلك السلطات والصلاحيات الضائعة التي يجب عليه الضغط على رئيس الوزراء لإسترداها بما يساعد ويخدمه في تنفيذ سياساته الحكم المبدئي على وزارة حمدوك هذه ؛ أنها ستظل في مجملها وزارة طراطير لإستكمال ملامح ووجاهة الإتفاق بين المجلس العسكري الإنتقالي و قوى الحرية والتغيير ....... ويجيء كل هذا الواقع متسقاً مع تلك العنتريات التي مارسها "علي الحاج" رئيس حزب المؤتمر الشعبي تجاه هذه الوزارة . وتنبؤه لها بالفشل وإستباقه الأحداث بأن يعزو "فضل" فشلها المؤكد إلى نفسه وحزبه .. وكذلك تصريح الصادق المهدي في نفس الإتجاه وطرحه لخيار إجراء الإنتخابات العامة قبل إنتهائ فترة الثلاث سنوات المحددة للفترة الإنتقالية ... ثم والتحركات المفاجئة لحميدتي التي حسمت شغب بورتسودان ، بعد أن فشلت قوى الحرية والتغيير في ذلك .... ومبادرته بفرض نفسه على مباحثات جوبا مع الجبهة الثورية قبل أن يذهب إليها حمدوك .... وكذلك لما يدور الآن من نقاش لايزال خجولاً بإستبدال النظام البرلماني بالنظام الرئاسي الذي يعتبر غاية ما يتوق إليه حميدتي ؛ لكونه سيكون الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تحمله إلى كرسي رئاسة السودان عبر إنتخابات مباشرة كتلك التي كانت تجري للرئيس المخلوع البشير . وغيرها من بلدان العالم الثالث عامة والبلدان العربية خاصة. ويفوز فيها الرجل القوي بنسبة 99.9% ..... ولنعود كرة أخرى لحكم الفرد والسيدة الأولى والأشقاء والشقيقات والخال الرئاسي والعائلة والنسابة والأصهار المنهم وفيهم... وهي الحاضنة والبيئة التي يتكاثر فيها الكيزان وبها يحكمون.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
مصعب المشـرّف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست