البارحة أسدل الستار على آخر معقل أبعد منه الإسلاميون إثر الثورة. فقد أعاد القضاء نقابة المحامين إليهم. والقضاء هو نفسه أعيد إليهم قبل ذلك، وعادوا فاستلموا ايضاً النيابات والشرطة وغير ذلك. وهكذا تم الهبوط الناعم في أبهى صوره ولا عزاء للشعب الذي كنا نحذره من تجمع الوهميين ومن القحاطة الشيوعيين والبعثيين فلا يصدقنا. فالحمد لله الذي أعاد الكيزان من حيث أخرجوا، لتكون عظة وعبرة لمن ساقه الشيوعيون والبعثيون والمؤتمر السوداني بالخلا.. ولا عزاء للمغفلين. نقابة المحامين، كانت قد أجرت انتخاباتها ما قبل الثورة، وفاز الإسلاميون فوزاً مستحقاً وشرعياً بسبب الشيوعيين. ففي ذلك الوقت حذرنا مجموعة الشيوعيين أو ما يسمى بالتحالف الدموقراطي على ما اذكر من المشاركة في الانتخابات لكنهم رفضوا تحذيراتنا ودعوا المحامين إلى أفعال قبيحة بحيث يتجسس المحامي على زميله المحامي، وقالوا بأنهم بهذه الأفعال القبيحة سيجففون منابع التزوير. ثم اعلنوا للملأ بأنهم نقحوا القوائم. وبأنهم للانتخابات جاهزون. فحذرناهم ولكننا لا نهدي الصم البكم العمي فهم لا يرجعون. وهكذا حدثت الانتخابات وفاز الإسلاميون وأكل الطير من الخبز فوق رؤوس شلة الشيوعيين الذين لا يستمعون النصح ولا يتبعون أحسنه. إذا فالشيوعيون منحوا الشرعية الكاملة لنقابة الكيزان. وهم أنفسهم من هدموا الثورة التي عملنا من أجلها لسنوات طوال بسبب تهافتهم على السلطة والتسلطة والاستحواذ الأناني، واستبعاد الآخرين. في ذلك الوقت؛ أنذرناهم وقلنا لهم لا تحاولوا التكويش على الثورة، لكنهم عموا وصموا ثم عموا وصموا، فانظر كيف كانت عاقبة المنذرين. الآن، وباستلام الكيزان لنقابتهم المستحقة شرعاً وقانوناً، يكون الستار قد أسدل على مسرحية الثورة من نمط الكوميديا السوداء. راحت فيها أرواح هدراً، واغتنى منها تجار الثورات، وأفلس فيها من أفلس من المغفلين النافعيين أو من أسمي الفرد منهم بالمغفل العضوي قياساً على المثقف العضوي. لم يدخل الشيوعيون في شيء إلا شانوه، ودمروه وعاثوا فيه مفسدين. إنهم قوم يتهافتون تهافت الدجاج على العلف، وهو يقود رقبته النحيلة للمذبح. ويقود معه الأشقياء ممن يصدقونهم فيتبعوهم، وما يتبعهم إلا الغاوون.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق October, 17 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة