اليوم إحتفلت حركة العدل والمساواة بيوم (الموز ) أو إعتصام القصر كما يطلقون عليه في قاموس (الأرادلة ) حضر ألإحتفال لفيف من قادة الحركات وزعماء القبائل والعشائر التي دعمت الإنقلاب ، وقد غاب عن الحاضرين المارشال والذي يتمتع الآن بإجازته السنوية مع زوجته الأولى في شواطئ أوروبا ، وقد غاب أيضاً التوم هجو صاحب العبارة الشهيرة : الليلة ما بنرجع إلا البيان يطلع ، فهو يتعالج الآن في الولايات المتحدة من عدة أمراض نتجت عن مضاعفات التدخين والطعام الغير صحي والذي يدفع ثمن علاجه هو الدولة السودانية .. كما غاب عنه جبريل إبراهيم والذي كان يترك مقر عمله ليدعم إعتصام الموز ، وجبريل يقوم بمهمة عسيرة مثل الزير سالم عندما حاول توحيد رأية العرب للثأر لأخيه كليب .. وبينما تحتفل الحركات المسلحة بهذا اليوم وتعتبره يوماً وطنياً هاماً إنتهت فيه حقبة حكم النخب الإستعمارية نجد أن العسكر الذين نفذوا الإنقلاب بناءً على حاضنة مزيفة صنعوها بأيديهم ، نجد أن هؤلاء العسكر منخرطون في تسوية مبهمة حضر فيها الصوت الدولي وغاب عنها الصوت المحلي وهم يتمنون أن تعود الأحوال في السودان إلى ما قبل إعتصام الموز المشؤوم . وقد تمتع (الأرادلة ) لمدة من الزمن في عهد حمدوك ، ثم قادهم الطمع لدعم الإنقلاب حتى يستاثروا بالسلطة ولكنهم فشلوا في أن يصبحوا رجال دولة حتى بعد أن منحهم الإنقلاب كل المناصب الهامة في الدولة السودانية ، ويبدو أن التهميش في السودان لم يكن بسبب المستعمر أو نخبه النيلية كما تروج تلك الحركات المتمردة ، بل أن التهميش دخل ديارنا بسبب الفساد .. وسؤالي هو ماذا قدم (الأرادلة ) من خدمات للمناطق التي قالوا أنهم يمثلونها أو أنها تضررت من التهميش ؟؟ لم يقدموا شيئاً سوى تمكين أقاربهم ومحاسيبهم ، والأموال التي يستلمونها من الدولة تذهب للسفريات والفنادق وشرب الخمر . إنقلاب البرهان كشف العديد من النقاط المجهولة ، غير أنه اسقط إسطورة العسكري الكااارب قاشو ، إلا أنه اسقط مصطلحات مثل التهميش والنخب النيلية وغيرها من المفردات التي صنعتها الحركات المسلحة وزعمت أن عدم التعاطي معها هو سبب الحرب ، فلم تعد هذه تجارة رابحة . وقد ذهب (رأسهم ) جبريل إبراهيم إلى الولايات المتحدة وهو يستجدي الصناديق الدولية ، في حقبة حمدوك كانوا يأتون إليه في الخرطوم ، وهو الآن يشد لهم الرحال فلم يجد منهم غير الصد والنفور . وقد صمد هذا الإنقلاب لمدة عام لأن جبريل إبراهيم وضع يديه على أكثر من 2 مليار دولار أمريكي تركها حمدوك في خزينة بنك السودان في ليلة الإنقلاب . ويبدو أن هذه الأموال قد نفذت لذلك هم يطرقون الآن باب التسويات والتي تبدو صعبة بعد أن طار حمدوك من القفص .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة