لم يكن في باله أو يسيطر عليه هاجس مقيم بأنه مهما كان العسف والقمع أن تصل التدابير لهذه الدرجة البعيدة الخبث ، تحرك مصعب شريف ومن معه من ولاية الخرطوم، متجهين الى الولاية الشمالية لدعم ومساندة (ترس الشمال) ولمشاركة الثوار معنوياً فالجسد واحد والحصة وطن، لم يكن يعلم مصعب أن الأجهزة الأمنية ترتب لاعتقاله منذ تحركه من الخرطوم ، وظلت تبصر به عن جنب حتى وصوله الولاية الشمالية حيث واصلت متابعتها له ورصدها لتحركاته هو ومرافقيه من الثوار، ليتم اعتقالهم في نقطة كمنار بمحلية البرقيد بواسطة 13 فرداً يرتدون زياً مدنياً ومن ثم نقلهم الى مباني الجهاز بدنقلا، ليعود مصعب شريف الى الخرطوم متهما بقتل العميد بريمة تحت المادة 130 قتل.
تفاصيل الاعتقال
يقول احد الذي تم اعتقالهم عبد الوهاب ابراهيم مرغني لـ(الجريدة): "تم اعتقالنا وكنا سبعة مصعب سمير الشهير بـ"مصعب شريف"، محمد سيد، فخري، هاني الشهير بـ(جبارة)، ادم ، معتز وذلك اثناء عودتنا من منطقة كرمة عقب تسجيل زيارة لأحد اقارب مصعب الشريف، وزيارة متحف الدفوف الاثري" واضاف: عند الوصول الى نقطة "كمنار" بمحلية البرقيد في طريق العودة من كرمة الى دنقلا قامت قوى بزي مدني بايقاف العربة التي كنا على متنها بحجة التظليل ومن ثم تم سحب الرخصة، ووصلت (تاتشر) على متنها خمسة افراد بجانب عربة دبل "قبين" بها 9 افراد بزي مدني حيث كان العدد 13 فردا، مما دفعني القيام باجراء مكالمة هاتفية سريعة لثوار البرقيد ودنقلا لاخطارهم. وتابع: تم ترحيلنا الى جهاز الأمن بدنقلا وتم تفتيشنا وتفتيش العربية مجددا، ووجودوا ملصقات ثورية للديسمبريون وترس الشمال، وشعارات ثورية بجانب حقيبة بها مبلغ مليون و60 الف جنيه، ووجه المتحري تهمة للترس محمد سيد بأن هذا المبلغ مصدره جهات خارجية لدعم ترس الشمال، فرد عليهم أنه مهندس يعمل موظفا بالمملكة العربية السعودية واستلم مرتبه الذي يبلغ مليون و100 الف جنيه، وقتها اصوات الثوار كانت عالية بالهتافات خارج مباني الجهاز مما تسببت في توتر لمدير الجهاز ليتم تحويلنا لقسم شرطة دنقلا، وزاد عبد الوهاب: كان يتم ترحيلنا الستة في عربة لاند كروزر مظللة اما مصعب فكان يتم ترحيله في بوكس دبل قبين منفرداً، وكانت هناك شكوك في ان هناك امر ما يحاك .
معاملة سيئة
ووصف المعاملة في قسم شرطة دنقلا بالمعاملة السيئة ولا ترتقي للانسانية، وبرر ذلك بانهم صادروا كل الممتلكات خاصتهم سواء "اجهزة التلفونات، مفتاح العربية، وطواقي البرد والشالات" لنفترش سطح الارض "بلاط" حتى الصباح دون توفير غطاء من برد الشتاء، بجانب انهم منعوا ادخال الطعام والادوية للمصابين "مصعب، ومعتز"، واغلقوا الابواب ووضعوا لنا كرستالات للتبول، لافتا الى ان معتز مصاب بداء السكري ويحتاج للخروج الى الحمام وأدى عدم تناوله الطعام والدواء الى تردي حالته الصحية.
ادارة السجون
ويمضي: في داخل السجن استقبلنا النزلاء بهتافات ثورية باصوات عالية هزت عرش السجن، ورددنا معهم الهتافات، وتخوف مدير السجن من عدم السيطرة على النزلاء مما دفعه الى نقلنا الى الزنازين الانفرادية، اما مصعب تم نقله الى السجن العام، واكد على ان ادارة سجون دنقلا عاملتهم معاملة طيبة، واردف: عند الساعة الخامسة عصراً جاء امر الافراج من النيابة وتجددت هتافات النزلاء من داخل السجن مرة اخرى فرحا بالافراج عنا .
الترحيل مرة اخرى لمباني الجهاز
وقال عبد الوهاب على الرغم من أنه تم الافراج عنا الا أننا تفاجأنا بعد دقائق من المدير العام للسجن بانه سوف يتم ترحيلنا الى مقار جهاز الأمن بدنقلا، رفضنا ذلك بقوة وطالبنا بترحيلنا بذات الطريقة التي تمت سابقاً وتواصلت الهتافات داخل وخارج السجن، وتمسكنا بعدم تسليمنا لجهاز الأمن وحملنا مدير السجن مسؤوليتنا الكاملة، وذكر عبد الوهاب بأن مدير السجن تعهد لهم بحل تلك المشكلة، وبالفعل رفض تسليمنا وبدأ نقاش حاد بين ادارة السجون وجهاز الأمن وأكد لهم مدير السجن بأن أمر تسليمنا لهم اجراء غير قانوني، وبعدها استعان مدير السجن بتوفير تاتشرات بجانب عربات من شرطة هيئة العمليات لتأمين ارجاعنا الى الزنازين.
العودة الى مباني الجهاز
وعلى الرغم من تعهد مدير ادارة السجون بعدم تسليم المعتقلين الى جهاز الأمن الا انه تم ترحيلهم الى مباني الجهاز في صباح اليوم التالي، هذا ما اكده عبد الوهاب ميرغني، وقال تم ترحيلنا مرة ثانية لمباني الجهاز حيث دار حوار داخل غرف مباني الجهاز بيننا وبين احد ضباط جهاز الأمن برتبة نقيب، والذي وجه لنا عدة تهم من بينها تخريب اقتصاد الدولة والسعى لتوتر العلاقات السودانية مع مصر، بجانب قتل العميد علي بريمة، وحرق قسم بحري.
اختطاف مصعب
وفي رده على سؤال "الجريدة" حول تغيير الاسم، أكد عبد الوهاب على أنه تم تغيير الاسم من قبل سلطات الولاية الشمالية بعد أن تم استدراج عم مصعب لمعرفة اسمه الحقيقي مصعب سمير، وبعد ذلك تم تزوير ورقة مكتوبة تنص على أنه عمه وسيستلم مصعب عقب الافراج، وحول وضع مصعب الصحي قال: بسبب الاصابة كان يتكئ على عصى بجانب انه لم يتم تغيير الجرح لثلاثة ايام مما أدى لألتهاب الجرح، وكشف عن ان مصعب كان من المفترض أن يسافر الى السعودية في اول خميس. وتابع: واثناء احتشاد الثوار في ساحة مباني الجهاز وارتفاع الأصوات بالهتافات تم اختطاف مصعب من وسط الزحمة، وسألنا عمه اين مصعب، وقلنا له بأن الضابط اكد لنا بانك ستقوم باستلامه، وبعد ذلك تم اتهام مصعب بالمادة 130 بقتل العميد بريمة، وتحويله لمستشفى الشرطة في دنقلا لتغيير الضمادات، وتم ترحيله الى الخرطوم مع رائد من المباحث المركزية.
وفد استشاري مشبوه
كشف عضو القوى الثورية بالولاية الشمالية حسام مصطفى عن وصول وفد من الخرطوم ادعى ان ضمنه مستشارين قانونيين وبحوزتهم خطابين احداهما من المجلس السيادي والأخر من النيابة العامة للافراج عن المعتقلين، واكد أنه بعد التحري عنهم من قبل المحاميين الذين يدافعون عنهم ، تأكد أنه لا يوجد بحوزتهم أي من الخطابين، وانهم تجمع الثوار المستقلين للبناء والتعمير ، وايضا بعد التحري اتضح ان هذا المسمى ليس له علاقة بالاجسام الثورية، وتأكد لنا أنه مشبوه. بعد ذلك قام (المحامين) المسؤولين عنا بالتحرك للافراج عنا بالطرق القانونية وتم الافراج عنا عدا الترس مصعب الشريف الذي وجهت له تهمة قتل العميد علي بريمة.
الجريدة
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/26/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة