الصراع السياسي على فكرة غائبة:زين العابدين صالح عبد الرحمن

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 04:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-25-2022, 11:26 PM

زين العابدين صالح عبد الرحمن
<aزين العابدين صالح عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الصراع السياسي على فكرة غائبة:زين العابدين صالح عبد الرحمن

    10:26 PM February, 26 2022

    سودانيز اون لاين
    زين العابدين صالح عبد الرحمن-استراليا
    مكتبتى
    رابط مختصر




    إذا كانت العلوم الاجتماعية تؤسس فيها المعرفة على منهج علمي يرصد الظاهرة و متابعتها، و وضع الفرضيات و قراءة هذه الفرضيات على سياق المنهج البحثي و كذلك العلوم التطبيقة تستخدم ذات المنهج العلمي الذي يدرس الظاهرة و يتابعها عبر التجارب و التطبيق، أما السياسة تؤسس على الفكرة، و كيفية تنزيل الفكرة للواقع، بهدف الوصول للنتائج التي تؤدي للأستقرار السياسي و النهضة بهدف أن يعيش الناس الحياة الكريمة و الترفيه. لكن الغريب في الأمر أن الصراع في سودان تغيب عنه الفكرة.
    أن العقل السياسي بعد الاستقلال أهمل الفكرة تماما، رغم أن الفكرة هى التي جعلت القوى السياسية تحقق الاستقلال. و كان يجب عليهم أن يحافظوا عليها، لكي تنقلهم من حالة التحرير لمرحلة التعمير. لكن فشل العقل السياسي أن ينجز مرحلة الانتقال. حيث فتنتهم السلطة. و تبنوا فكرتها لكي تملأ الفراغ السياسي الذي يخلفونه، و ظل الصراع مستمرا من أجل السلطة، و تعثرت عجلة الديمقراطية، لآن السلطة أدخلت لاعبا جديدا ( الجيش) استطاع أن يجعل ميزان القوى يميل لصالحه. الغريب في الأمر: أن العقل السياسي لم يستطيع استيعاب العلاقة بين العسكريين و المدنيين، من خلال التجارب المختلفة التي مرت على الدولة، حيث كانت الأحزاب تحرض عناصرها داخل المؤسسة العسكرية بعمل انقلاب، ثم تختلف معها حول من يسيطر على السلطة، و تنهزم القوى المدنية، لسببين الأول ميل ميزان القوى للعسكرين باستخدامهم الأداوات العسكرية. الثاني لأنها تعجز أن تقنع الشارع أن يقف معها في هذا الصراع، و الغريب في الأمر أنها تخرج من المعركة خاسرة تنظيميا و معنويا، و لكنها لا تقييم تجربتها، و لا تستفيد منها تاريخيا، و تقع مرة أخرى في ذات الأخطاء ثلاث و رباع.
    بعد عزل البشير بالقوة العسكرية التي تقبض عليها اللجنة الأمنية، كان المتوقع: بعد التوقيع على (إعلان الحرية و التغيير) أن تجلس كقوى متحالفة رغم أنها تختلف في توجهاتها السياسية أن تجلس و تتوصل إلي اتفاق الحد الأدنى ( المشروع السياسي للفترة الانتقالية) التي تشكل خارطة طريق، و تحاسب علي ضوئها القوى السياسية، لكنها للأسف أنها أهملت الفكرة، و تبنت فكرة السلطة التي جاءت بمصطلح ( المحاصصات) و هي فكرة تنتج دائما عوامل الصراع المستمر. فالسلطة التي تجمع تيارات مختلفة، و قوى متباينة مدعاة للصراع، خاصة تتحكم فيها المصالح الحزبية و الشخصية. الأمر الذي جعلها تصل أيضا لمساومة سياسية مع العسكر عبر اتفاق تم رعايته من الخارج. و تظل الفكرة في دائرة السلطة، الأمر الذي أفرز كل هذه الأزمات.
    و كما يقول المفكر ديفيد هيوم: أن الإبداع العقلي هو الوصول للفكرة الإيجابية في صناعة المستقبل. و الفكرة سوف تتداع لها الأفكار الأخرى. أي أنها لا تقف في حدودها؛ و لكنها تفرز أفكار توسع دائرة الفكرة، لكي ترسم ملامح مشروع الفكرة المستقبلي. فهل العقل السياسي السوداني يعيش الآن حالة من الجمود؟ أم أن العقل قد تم توظيفه في قضايا هامشية أو مصالح خاصة تظهره بمظهر القدرات المتواضعة غير القادرة على استنباط الحلول؟
    الآن البلاد تعيش في أزمات تقبض بخناق بعضها البعض، دون أن تتفتق على فكرة تستطيع أن تنقل البلاد لعتبة جديدة. ظل العقل السياسي يركن للمنهج التبريري حتى لا يعترف باخطائه، و غير قادر على إدراك تناقضات الواقع، لكي يستطيع أن يقدم تحليلا صائبا يفتح منافذا لدخول الهواء النقي الذي يساعد على تحريك هذه العقول في الاتجاه الصحيح.
    و إذا نظرنا لواقعنا بعين فاحصة، و مراقبة الساحة السياسية نجد أن الغائب ( الفكرة و المفكر) لآن دور المفكر أن يحدث أختراق في الجدل السياسي الدائر الذي لا يقدم حلولا لكي يخلق واقع جديد للتفكير، من خلال طرح أسئلة جديدة في المجتمع، لكي تنقل الناس لمربعات متقدمة. هذا الغياب له أثارا سالبة في الساحة السياسية، أنه يكرر الموضوعات بشكل يؤدي إلي الملل، و يخلق حالة من الاستقطاب الحاد التي يغيب فيها دورالعقل، و تصبح الاتهامات و الخروج على الموضوعية مسألة عدمية، تنتج العنف اللفظي بين المتحاورين. الأمر الذي يخلق وعيا زائفا في المجتمع غير مستند على حقائق و لا معلومات صحيحة.
    أن الساحة السياسية لكي تخرج من أزمتها تحتاج لطريقة جديدة في التفكير، هي في حاجة أن تسقط كل حمولاتها التاريخية من الإرث الثقافي السياسي الذي خلف تراكمات من الفشل. أن الرهان على الأجيال الجديدة ليس من باب صغر أعمارهم، و لكن أن يأتي هؤلاء بطريقة مخالفة للتفكير الذي كان سائدا و مايزال مستمرا بعثراته، جيل يفكر خارج الصندق الذي تمت صناعته منذ الاستقلال و مايزال باق يحمل كل إشكاليات الأجيال السابقة و فشلها، جيل ينطلق من منصات المعرفة و المناهج العلمية لكي يغير حتى لغة الخطابات السياسية السائدة. و ننتظر. نسأل الله التوفيق.

    .

    عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/25/2022



    عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 02/25/2022


    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/25/2022























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de