بسم الله الرحمن الرحيم الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة السودانية الأستاذ سليمان صندل في تصريحات صحفية يحدد نقاط ينبغي أخذها في الاعتبار عند الحديث عن خارطة الطريق. وحدة قوى المعارضة هي التي تُجبر الوساطة على التعامل معها بما يليق، وتفرض على الآخرين احترام مواقفها وأخذ اعتراضاتها مأخذ الجد الشعب السوداني بمختلف فصائله وتنظيماته السياسية يقاتل ويناضل من أجل السلام العادل الشامل ووقف الحرب الذي يؤدى الى تحول ديمقراطي كامل فيه يقرر الشعب شأنه السياسي والاقتصادي والاجتماعي بحرية تامة لاسترداد الدولة السودانية المسروقة من طغمة الإنقاذ الفاسدة والفاجرة وإنها معركة وطنية خالصة وواجب على كل سوداني خوضها ولا بديل لهذا الطريق. لعل الحديث قد كثر حول خارطة الطريق وصاحب ذلك كثير من مفاهيم مغلوطة حولها لذلك نحسب أن هذه النقاط التالية ضرورية وينبغي وضعها في الاعتبار عند الحديث حول هذه الخارطة: أولاً: إلى ماذا يعزو المؤتمر الوطني لجوءه المفاجئ واستعانته بمن يدعي أنه عدوه الأول لإجبار المعارضة على التوقيع على خارطة الطريق. هل يا ترى إختار المؤتمر الوطني أن يكون عميلاً للأجنبي ولا يستطيع تحقيق مآربه إلا عبره؟ لماذا ينهى عن خلق ويأتي مثله أم حلال على بلابله الدوح وحرام على الطير من كل جنس. ثانياً: المعارضة تعلم أنها لا تعيش في جزيرة روبنسون كروزو، وأن الأمن والسلم الدولي صار كلاً لا يتجزأ. وبالتالي من الطبيعي أن تتعاطى مع المحيط الإقليمي والدولي لتوصيل رسالتها وشرح قضيتها. ولكن هذا لا يعني مطلقاً أن المعارضة تأتمر بأمر المجتمع الدولي فيما لا ترى فيه مصلحة بلادها وقضيتها. كما أن المجتمع الدولي لا يملك فرض شيء على المعارضة لأنه لا يطعم ولا يسقيها ولا يدعمها عسكرياً ولا سياسياً. على الجميع أن يعلموا أن كروت المجتمع الدولي للضغط على المعارضة محدودة جداً، وخير دليل على ذلك القرارات الكثيرة التي صدرت ضد بعض قوى المعارضة وبخاصة المسلحة منها ولم تثنها هذه القرارات عن التمسك بمواقفها. ثالثاً: لم تتخذ المعارضة حتى اللحظة قراراً بالتوقيع على خارطة الطريق على ما هي عليه. بل ترى أنه لا بد من التعامل مع مآخذها على الخارطة بالصورة التي تقنعها على التوقيع. ورفضها للخارطة ليس فقط في مضمونها وما سيترتب على التوقيع عليها، ولكن أكثر من ذلك في المنهج الذي اتبعته الوساطة في فرضها على الناس. فإن قبلت المعارضة بهذا المنهج سيكون هذا أسلوب الوساطة في التعامل معها في قضايا ومراحل أهم من خارطة الطريق. وبالتالي معركة خارطة الطريق هي معركة منهج قبل أن تكون معركة مضمون، ولن توقع المعارضة على الخارطة ما لم تطمئن إلى الوساطة لن تلجأ إلى هذا المنهج مرة أخرى. رابعاً: هنالك فهم مغلوط لدى البعض بأن التوقيع على خارطة الطريق – لو حدث – سينقل الناس مباشرة إلى الخرطوم للمشاركة في حوار القاعة والمشاركة في جمعيته العمومية في شهر أغسطس! هذا فهم خاطئ. التوقيع على الخارطة سيقود إلى الاجتماع التحضيري الذي إذا اتفقت فيه المعارضة والحكومة على إجراءات إعادة تشكيل الحوار، وقرارات تهيئة المناخ للحوار وجداول تنفيذها، وهي مجملها قضايا شائكة تحتاج إلى إرادة سياسية قوية من الطرفين. بجانب ذلك لا بد من الاتفاق مسبقاً ووفق جداول محددة على مسارات التفاوض في قضايا الحرب والقضايا الخاصة بالمناطق المتأثرة بها. عليه من السذاجة بمكان أن يسعى البعض لإيهام الشعب بأن التوقيع على خارطة الطريق هي نهاية المطاف، وأنها العصا السحرية التي تحل كل معضلات السودان بضربة لازب. أخيراً، يجب أن تقدّم المعارضة تماسكها ووحدتها (ليس فقط وحدة نداء السودان وإنما وحدة المعارضة ككل إلا من أبى) و هي التي تقرر التوقيع على الخارطة أو ترفض التوقيع عليها، لأن بوحدتها تستطيع أن تُجبر الوساطة على التعامل معها بما يليق، و تفرض على الآخرين احترام مواقفها و أخذ اعتراضاتها مأخذ الجد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة