جاء فى الأخبار أنّ الحكومة السودانية، قرّرت تسمية يوم 26 يونيو، وهو اليوم المعروف - دولياً- باليوم العالمى لمناهضة التعذيب ومؤازرة ضحاياه، بـ(اليوم الوطنى للإعلام)، وكوّنت لجنة ( خاصّة) للإعداد بالإحتفال به، وقالت وكالة السودان للأنباء " سونا " على لسان وزير الدولة للإعلام، ياسر يوسف : " إنّ الإحتفال سيبدأ يوم 26 يونيو بكلمة مُتلفزة، يقدّمها وزير الإعلام - أحمد بلال - يستعرض فيها أهمّ ما تمّ تنفيذه من توصيات (( مؤتمر قضايا الإعلام )) منذ إنعقاده، والتى تهدف للـ((نهوض بالإعلام السودانى، ومُقابلة التحديات التى تواجه الإنتقال من الإعلام التقليدى إلى الإعلام الحديث)) " ثُمّ واصلت " سونا " خطابها الدعائى، بقولها : " كشف وزير الدولة عن قيام ورشة ( خاصّة) للتقييم ( العلمى) و ( الموضوعى )، لكل ما تمّ تنفيذه من توصيات وإبراز التوصيات التى لم تُنفّذ والمُعوِّقات التى حالت دون تنفيذها، فى إطار تنفيذ برنامج ( إصلاح الدولة) بمشاركة مُختصين وخبراء ، وأصحاب المصلحة الإعلامية والإعلام الخاص" !. تُرى ما الحكمة فى اختيار الحكومة السودانية ليوم 26 يونيو - بالذات - لتسميته ( يوماً وطنيّاً للإعلام ) ؟..الإحابة على السؤال - فى تقديرى- بسيطة، ويمكن تلخيصها فى أنّ هناك نيّة ورغبة وإصرار حكومى، للتشويش على ( اليوم العالمى لمناهضة التعذيب)، بالسعى لتحويل الأنظار - وبخاصّة أنظار الإعلام والإعلاميين والصحافة - عن الحديث عن إنتهاكات حقوق الإنسان فى السودان، فى هذا اليوم الفريد، و لكنّها، محاولة بائسة، وخاسرة، لن تنجح فى تغيير مسار الرسائل الإعلامية، عن فظائع ظاهرة التعذيب الذى هو سمة ونمط موثّق ومعروف، تمارسه الأجهزة القمعية فى السودان، وبخاصّة جهاز الأمن، ليتحوّل ذلك اليوم الهام، إلى تظاهرة سياسيّة بائرة، يتحدّث فيها المروجون لفقه ( الإعلام المنقوص) عن توصيات (( مؤتمر قضايا الإعلام ))، حيث لا " مؤتمر " ولا " توصيات " و لا " يحزنون !. نهوض الإعلام السودانى، وإصلاحه، - يا هؤلاء- لا يتأتّى بالدعاية الجوفاء، ولا بالضجيج الإعلامى الموتور، إنّما يتأتّى - فى الحقيقة - بوقف الإنتهاكات الفظّة والبغيضة، التى يُمارسها - يومياً- (جهاز الأمن ) ضد حرية التعبير والصحافة والإعلام، و يتحقّق برفع الرقابة " القبلية والبعدية " وبمنع " المُصادرة " و " الإغلاق " الأمنى، عن الصحافة السودانية، والإلتزام بالتقاضى النزيه، و بوقف الإستهداف الأمنى المفضوح، للصحفيين والصحفيات، وبإختصار - نقول - بوقف القهر المادّى والمعنوى، الذى يتعرّض له الصحفيون والصحفيات، والصحافة الحُرّة والمستقلّة، من الدولة الأمنية، وقوانينها وأجهزتها القمعية... وليكن شعارنا - ونحن نحتفل باليوم العالمى لمناهضة التعذيب- : " أوقفوا التعذيب" و" أوقفوا تعذيب الإعلام والصحافة والصحفيين والصحفيات "..وعاشت ذكرى اليوم العالمى لمناهضة التعذيب، ومؤازرة صحاياه، وسيأتى - حتماً- اليوم الذى تُصادق فيه الدولة السودانية المُحترمة، على الإتفاقية الدولية التى تحرّم وتُجرّم التعذيب، ويومها سيجد ضحايا التعذيب والناجين من ويلاته، إعادة التأهيل، والإنصاف وجبر الضرر، وهذا هو المُبتغى، وحتّى تحقيق سودان بلا تعذيب، سيظل واجبنا المُقدّم فى الصحافة، فضح التعذيب، ومناصرة ضحاياه، فى الصحافة التمسُّك ، ومواصلة النضال لتحقيق مطالبنا العادلة، وإن كره المعذّبون !. وحتماً، ما ضاع حق وراءه مُطالب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة