نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على السفير جمال بقلم عبدالله عثمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 04:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-27-2017, 03:29 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 04-02-2014
مجموع المشاركات: 31

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على السفير جمال بقلم عبدالله عثمان

    02:29 PM August, 27 2017

    سودانيز اون لاين
    عبدالله عثمان -
    مكتبتى
    رابط مختصر


    [email protected]

    نشر الأستاذ السفير جمال محمد إبراهيم مقالاً بعنوان: "ستينية الكتابة عند عبد الله علي ابراهيم: ملاحظات على الاحتفاء"، ( 29 يوليو 2017 الراكوبة الإليكترونية وغيرها). لاحظت أن المقال قدم ملاحظات قيَّمة عن الندوة التي أقامها اتحاد الكتاب السودانيين بمشاركة الجمعية السودانية للمعرفة، بالخرطوم في يوم 18 يوليو 2017، احتفاءً بمرور ستين عاماً من العطاء عبر الكتابة عند البروفيسور عبدالله علي إبراهيم.
    استهل الأستاذ جمال مقاله بالإشارة والإشادة بمساهمة الأستاذ عبدالله الفكي البشير، إذ وصفها في متن مقاله، قائلاً: "من بين كلّ ما قدم، وقفتُ عند ورقة الأستاذ عبد الله الفكي البشير، فهي عندي أثمن ما قدم في مناسبة الاحتفاء بستينية الكتابة عند عبد الله علي ابراهيم، للقيمة الفكرية التي تضمنتها".
    كانت ورقة عبدالله الفكي البشير موسومة بـ: "إسهامات عبدالله علي إبراهيم في تفكيك المعرفة الاستعمارية- ثورة رفاعة نموذجاً"، وجاءت في (24) صفحة، نحو (9000) كلمة، وقد وُزعت منها حوالي مائة نسخة مطبوعة على حضور الاحتفالية بمقر اتحاد الكتاب السودانيين بالخرطوم، وقدم الأستاذ حسام هلالي ملخصاً من الورقة نيابة عن كاتبها البشير.
    لاحظت بأن مقال الأستاذ جمال، في تناوله لورقة البشير، اشتمل على بعض الأمور التي تحتاج لتوضيح وإضاءات، ويمكن تلخيص تلك الأمور في النقاط التالية:
    أولاً: موضوع الورقة.. لاحظت بأنه قد فات على الأستاذ جمال الإطار الذي حددته الورقة لموضوعها، وقد تجلى ذلك في ختام مقاله، حيث كتب، قائلاً: "مع تقديري لورقة الصديق عبد الله الفكي البشير في الاحتفاء بستينية المفكر عبد الله علي ابراهيم، لكني افتقدت فيها تعظيم البذل الأدبي والثقافي الكبير له، وهو الأبرز في رؤيتي لمجمل نشاطه الكتابي منذ الخمسينات" (انتهى). هنا لو أن جمالاً أورد عنوان الورقة لاتضح له الأمر، فالعنوان قد حدد سلفا نوع الإسهام الذي ستتناوله الورقة من بين إسهامات عبدالله علي إبراهيم، حينما جاء عنوانها: "إسهامات عبدالله علي إبراهيم في تفكيك المعرفة الاستعمارية: ثورة رفاعة نموذجاً". فالورقة إذن معنية بإسهامات عبدالله علي إبراهيم في تفكيك المعرفة الاستعمارية مع التركيز على نموذج ثورة رفاعة، التي اندلعت بمدينة رفاعة في يوم الجمعة 20 سبتمبر 1946م بقيادة الأستاذ محمود محمد طه، رئيس الحزب الجمهوري. ثم بيَّن البشير في مدخل ورقته، اطار موضوعها، حيث فصل في الموضوع والمنهج، قائلاً: "وفي إطار قراءتها في إسهامات عبدالله، المنشورة باللغتين العربية والإنجليزية، تقف الورقة عند إسهاماته في تفكيك المعرفة الاستعمارية في السودان، من خلال استخدامه منهج مدرسة ما بعد الاستعمار في دراساته، مع التركيز على دراسته لثورة رفاعة 1946".
    إن الورقة حددت الإطار لموضوعها، وهو إسهامات عبدالله علي إبراهيم في تفكيك المعرفة الاستعمارية في السودان، والتي استخدم فيها منهج مدرسة ما بعد الاستعمار، مع التركيز على دراسته عن ثورة رفاعة 1946. ولهذا فإن إشارة الأستاذ جمال بقوله "لكني افتقدت فيها تعظيم البذل الأدبي والثقافي الكبير له"، قول لا مجال له في الورقة، ذلك لأن الورقه تركت البذل الأدبي والثقافي لآخرين، حينما حددت موضوعها، وهذا من بداهة الأمور في مثل هذه المفاكرات إذ يتناول كل مشارك الأمر المطروح من زاوية أو من جانب من الجوانب لتصب كل المشاركات في موضوع الفعالية، وإلا لما كان هناك عدة مشاركات.
    ثانياً: التطويل في عرض مدارسة عبدالله علي إبراهيم لـ ثورة رفاعة: كتب جمال، قائلاً: "لقد قدم الأستاذ عبد الله الفكي البشير، ورقة تميزت بعمق وثراء، لكن بدتْ لي أطول ممّا ينبغي، وأسرفتْ في التركيز على عرض مدارسة عبد الله ع. ابراهيم لـ ثورة رفاعة". (انتهى). حديث جمال عن التطويل صحيح والتركيز على عرض مدارسة عبدالله علي إبراهيم لـ "ثورة رفاعة" أيضاً صحيح، والسبب في ذلك أن نموذج موضوع الورقة هو "ثورة رفاعة"، والتي لاحظ الباحث البشير بأن المعلومات عنها، فيما وقف عليه من دراسات، كما ذكر، كانت شحيحة بل ناقصة وقاصرة ولا صلة لها بالإرشيف القومي السوداني (دار الوثائق القومية بالخرطوم)، ولهذا فقد احترز البشير بالاعتذار في صدر المحور الذي تناول ثورة رفاعة، عن ذلك التطويل، فكتب، قائلاً: "أبادر فأعتذر للقراء عن التوسع في هذا المحور، الذي اقتضته ضرورة التوضيح لحقائق ووقائع تفتقدها الدراسات السودانية، كما أن إيرادها يعين في فهم ما توصل إليه عبدالله علي إبراهيم في دراسته لثورة رفاعة، إذ نفذ إلى ما لم تصل إليه الدراسات السودانية حتى اليوم، وفي يقيني بأنها ستصله بعد حين، وهو قراءة ما حدث في رفاعة على أنه ثورة. وبدون الخروج عن موضوع هذه الورقة، فإنني أقدم لمحات مختصرة عن ثورة رفاعة". (انتهى). ففي تقديري ان التطويل الذي يأتي بالأصيل والجديد من المعلومات والتحليل عن الموضوع، كما هو الحال في ورقة البشير، فهو تطويل محمود. فلأول مرة يقف القراء والكثير من الباحثين على بعض المعلومات التي أوردها البشير عن ثورة رفاعة منذ تاريخ اندلاعها، وعلى سبيل المثال، لا الحصر، تناول البشير في ورقته العلاقة بين ثورة رفاعة والمجلس الاستشاري لشمال السودان، والذي ناهضه الأستاذ محمود محمد طه منذ عام 1945 وأعلن المقاطعة لقراراته، واصفاً قيام المجلس بأنه فصلٌ مبكرٌ لجنوب السودان. وقد أصدر المجلس قرارين الى جانب قانون الأمن العام، وهما تشريع الخفاض الفرعوني وقرار منع تعاطي وتقطير الخمور المحلية. وأضاف البشير بأنه لم يتم الربط بين ثورة رفاعة وقيام المجلس الاستشاري لشمال السودان، وقراراه بشأن الخفاض الفرعوني، في الدراسات التي تناولت ثورة رفاعة، إلا في دراسة واحدة، مما وقف عليه، وهي دراسة مدثر عبدالرحيم التي جاءت بعنوان: الامبريالية والقومية في السودان: دراسة للتطور الدستوري والسياسي في السودان (1899م-1956م)، غير أن مدثر لم يتناول ما حدث في رفاعة باعتباره ثورة، وإنما وصفه بالصدام. كذلك أورد البشير رأي السيد على الميرغني عن الخفاض الفرعوني والذي نُشر ضمن مذكرة المجلس الاستشاري في مايو 1945م، وقد جاء متفقاً مع رأي الأستاذ محمود محمد طه... إلخ (للمزيد أنظر ورقة البشير في صحيفة سودانايل الإليكترونية)، يضاف إلى ذلك فإن البشير قد أحترز وأعتذر عن التطويل وقدم المبرر لذلك.
    ثالثاً: الالتباس بين المصطلحات: كتب الأستاذ جمال قائلاً: "لفت نظري وقوع تباين والتباس بين مصطلحات مثل "الإمبريالية" و "الاستعمار" و "الكولونيالية"، وهو ما قد يستوجب بالضرورة، تعريفات تعين على الفهم واستقبال الرؤى، بالوضوح الذي يرمي إليه صديقنا عبد الله الفكي البشير في ورقته" (انتهى).
    هنا الأمر في منتهى البساطة، فهو يتصل بمنهج، أكثر من اتصاله بالمصطلح، وهو منهج معروف في الدراسات الأكاديمية وهو "منهج مدرسة ما بعد الاستعمار". والكولونيالية هي الرديف أو المقابل لكلمة الاستعمار في اللغة الإنجليزية، كما هو معلوم. والامبريالية لم تكن موضع محاججة في ورقة البشير، فقد وردت في إشارات عابرة، وتكررت حيث جاءت في عناوين كتب، كتاب إدوارد سعيد: الثقافة والامبريالية، وكتاب مدثر عبدالرحيم: الامبريالية والقومية في السودان، آنف الذكر.
    لعل بيت القصيد في تناولي لهذا الأمر هو محاولة وضع حادثة "الطهارة" في إطارها الصحيح، بعد أن سلقها الحداثيون بألسنة حداد، على قول حسن للبروف ع. ع. ابراهيم، وهو أنها "ثورة" وليست "احتجاجا"، كما ذهب الأستاذ جمال في وصفه لها. وفي هذا فإن جمالاً تقفى أثر البعض من المثقفين والكتاب الذين صنفوا ثورة رفاعة بغير التصنيف الصحيح لها، ومنهم، على سبيل المثل لا الحصر، د. سعيد محمد المهدي، د. خالد المبارك مصطفى وغيرهم. وقد جاز تصنيفهم وتنميطهم لهذه الثورة، على شراة كثيرين، لا يحسنون التمييز فأدّى ذلك لعزوف الكثيرين عن الوقوف على وتبني مشروع الأستاذ محمود محمد طه الذي كان، ولا يزال، وكده، تحرير الإنسان السوداني من ربقة التخلف والجهل والظلم ولذلك كانت الشرارة في بداية الثورة قد أنطلقت في بداية خطبته في رفاعة بقوله "إلا ان منظر الظلم فظيع" فأستنهض بتلك الكلمات عزائم الرجال فعلموا على "التحرير" وأرغموا المستعمر على إطلاق سراح السيدة* معززة مكرّمة.
    إن الفرّق بين الثورة والإحتجاج بيِّن إذ أن الثورة تعني ببساطة أنك لا تقبل بالإستعمار ولا تعترف به ولا تتعامل مع مؤسساته بينما الإحتجاج يعني أنك تقبل به كمؤسسة ولكن تحتج على بعض ممارساته.
    يجدّر الإشارة الى أن الأستاذ محمود محمد طه قد بدأ حياته في النضال، وهو رئيسٌ للحزب الجمهوري، بهذه الثورة "ثورة رفاعة"، وختمها بثورة كبرى حينما رفض الاعتراف بقوانين سبتمبر 1983 ومحاكمها التي أنشأها النميري فقاطعها وواجهها ووصفها بأنها مخالفة للشريعة وللإسلام وشوهته ونفرت عنه وأرهبت الشعب، كما انها هددت وحدة البلاد، إلى آخر ما جاء في كلمته الشهيرة أمام محكمة المهلاوي في 7 يناير 1985م.. فقاد الأستاذ محمود محمد طه بذلك أعظم ثورة ألهمت الشعب السوداني ليثور على الوضع القائم نفسه فأطاح به بعد ست وسبعين يوما من تنفيذه حكم الإعدام على الأستاذ محمود محمد طه.
    لا يفوتني في هذه العجالة، أن أشكر الأستاذ السفير جمال محمد ابراهيم على مفاكرته التي أتاحت لنا الفرصة للولوج إلى هذا الأمر الذى أرى أنه حقيق بالإحتفاء والتقدير ووضعه في الموضع اللائق به ولعل تعليقا بسيطا للعمدة علي حماد "عمدة جديد من أعمال أم دبيكرات/ تندلتي"، قد أطر لهذه "الثورة" تأطيرا يجعلها رأس الرمح في زوال حكم الإنجليز وجلائهم عن البلاد، فقد قال العمدة، إثر زيارة له للأستاذ محمود محمد طه، في منزله بأم درمان، قال له "لما سمعنا بحادثة رفاعة قلنا جُبارة الإنجليز أنكسرت".
    ===
    لزمني حق الشكر وحق التنويه بصنيع حسن لـ "العبادلة": الباشمهندس عبدالله فضل الله عبدالله، بروف عبدالله علي ابراهيم، و د. عبدالله الفكي البشير، فقد وقفت على مساهمات قيّمة لهم في هذا الأمر على صفحات الفيسبوك، أضاءت لي كثير من عتمات هذا الأمر فولجت فيه هاديا بأذن الله...
    عبدالله عثمان
    * السيدة المشار لها في حادثة رفاعة هى المنين بت حاكم وقد كانت شابة أرملة حينها وأبنتها هي المسرحية القديرة فايزة عمسيب منّ الله عليها بالعوافي كلها....


    --
    عبدالله عثمان
    وذو الشوق القديم وان تعزى مشوق حين يلقى العاشقينا


    أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 26 اغسطس 2017

    اخبار و بيانات

  • تعليق النشاط السياسى بجامعة الفاشر
  • تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل:المشروع تحكمه الفوضى والتخبط
  • هيئة علماء السودان تطالب البنوك والنقابات بتحري الحلال في الأضحية
  • الحزب الشيوعي: نزع السلاح يجب أن تسبقه ترتبات أمنية بإرادة السياسية
  • كاركاتير اليوم الموافق 26 اغسطس 2017 للفنان عمر دفع الله
  • بحر أدريس أبو قردة وزير الصحة الاتحادي: الأطباء أفضل من السياسيين في عكس صورة السودان بالخارج
  • وزير الخارجية : السويد تخصص 9,4مليون يورو لدعم مشاريع تنموية في السودان
  • الصين تعفي 160 مليون يوان من ديون السودان
  • وزارة الإستثمار تعلن الضوابط الجديدة لمشروعات الليموزين
  • السلطات السودانية تلاحق هكرز يهدد مؤسسات الحكومة الإلكترونية


اراء و مقالات

  • انتبه أيها الافريقي...السودان ليس ملكا خاصا لك.. بقلم د.أمل الكردفاني
  • حكام مسلمون و اضاحيهم العزل و الابرياء بقلم احمد الخالدي
  • الرقابة على دستورية القوانين بقلم نبيل أديب عبدالله
  • // لحماك يا ملاك //
  • إلى متى؟ بقلم د. فايز أبو شمالة
  • طعم العيد في الغربة بقلم الطيب محمد جاده
  • قبل مبارك الفاضل المهدي والصادق المهدي تحالف السيد عبد الرحمن مع اسرائيل بقلم شوقى بدرى
  • الإسلام السياسي يدمر السودان كدولة وشعب فلابد من فصل الدين عن الدولة . (2-2) بقلم محمود جودات
  • تعزية الدكتور حسن سعيد المجمر طه و آل المجمر في الفقد العظيم بقلم عبير المجمر (سويكت
  • صلاح كرار و عبدالرحيم محمد حسين: يؤكدان أن نظام البشير نظام حرامية.. بقلم عثمان محمد حسن
  • نحن مع جمع السلاح ولكن!!!!!!!!!!!!!!! بقلم حياة آدم
  • الفريق أُسـامة مختار (رئيساً) لجهـاز الأمن الـوطني والمخـابرات ///// بقلم جمـال السـراج
  • غزة والصراعات الاقليمية عليها بقلم سميح خلف
  • بمناسبة يوم القدس العالمي المسيحية الصهيونية وتدمير المسجد الأقصى بقلم د. غازي حسين
  • فاطمة .. تحتويها البلاد التي أوغلت في العويل بقلم عمر الدقير
  • حليل فاطنة الكانت لايكة الصّبُر بقلم الباقر العفيف
  • كان حُلماً...!! بقلم الطاهر ساتي
  • دحض ادعاء عدم وقوع الشرك في هذه الأمة بقلم د. عارف الركابي
  • الخرطوم تستقبل نائب الرئيس الصيني بقلم الصادق الرزيقي
  • من هنا وهناك :الكارثة بقلم حيد احمد خيرالله
  • تحيا اسرائيل...!! بقلم الصادق جادالله كوكو
  • المعهد - الكلية: أيهما المستفيد أكثر، الموسيقى أم المسرح؟ بقلم صلاح شعيب
  • شبح صفقة شاليط تخيف نتنياهو وترعب ليبرمان بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • لحم و سينما بقلم بدرالدين حسن علي

    المنبر العام

  • طريق الشوك 1 تشييع فاطمة أحمد ابراهيم وسياسة الكيزان التلصقية وطردهم المذل (فيديو)
  • أقعدوا اتشاكلوا واتنابذوا كويس !!!!
  • ياهم ديل العايزننا نطبع معاهم؟؟؟!!!
  • انفصال الجنوب في مراية السواق وانفصال دارفور في القزاز الامامي وماشين في الطريق نمد !!
  • تراث البقارة .. روائع رقص المردوم، النقارة، والكاتم .. (فيديوهات)
  • جرائم خطف الأطفال في مصر تثير الرعب!
  • ما بين فن الشعر .... و الشعيرية !
  • مواجهة مثيرة بين النواب وحسبو بالبرلمان
  • مقتل امرأة برصاص الدعم السريع شمالي دارفور وحميدتي يصل مكان الحادث
  • الصين تمنح السودان 500 مليون يوان وتعفي عن 160 مليون من ديونها على الخرطوم
  • زميل المنبر أبراهيم بقال خبير أعلامي
  • افتتاح ميناء حمد رسميا سبتمبر المقبل ..صور.. ياليته ميناء سواكن
  • الأحباش يرتجفون كهربةً من سد النهضة (فديو من امام الأباي)
  • إنتهاء الجسر الجوى المصرى الإنسانى لجنوب السودان
  • اليوم ما معروف دى وصيتى ي جماعة(صور)
  • (مقاييس الجمال) - كنداكيز
  • تصريح مبارك الفاضل بالون اختبار إخواني
  • نذكر بكل الخير و نترحم علي جميع الاحباب اللذين قتلوا في حوادث سطو في أمريكا
  • إسرائيلي يعمل في الموساد يقود مليشيات داعش في ليبيا ... فيديو
  • البلُّورُ المفطُورُ
  • إندبندنت : عودة سفير قطر لإيران تكشف سوء تقدير دول الحصار
  • الزعيم اسماعيل الازهري (حباب الازهري النكس ذري العلمين)
  • قريمان بردعة زعيمة وفد المنافي جن
  • عيييييك يا حسن موسى!!!
  • اروع ثلاثة أيام في السعودية ،،، طي السحاب ،،،،
  • لماذا كل الإرهابيين الدواعش في أوربا من المغرب ؟
  • حشود 2020
  • توثيق:حوادث التمرد الأول في جنوب السودان، أغسطس 1955م.توجد صور (لاحقا )
  • Re: فاطمة احمد ابراهيم -- فى الخالدين رحمها ال�

    Latest News

  • Collecting arms in Darfur top priority, says Sudanese president
  • 24 MSF Facilities Damaged, Looted in South Sudan
  • Sudan-American cooperation in the field of scientific research
  • Darfuri student leader held after exams
  • Assembly speaker invites his Kazakh counterpart to visit Sudan
  • Farmers raped, murdered, driven from Darfur farms
  • Sudan, S. Sudan Conclude Technical Talks on Oil File
  • Extreme heat fells two more in Port Sudan
  • Sudan renews commitment to implement presidential initiative on Arab food security























  •                   

    08-28-2017, 08:56 AM

    Ali Alkanzi
    <aAli Alkanzi
    تاريخ التسجيل: 03-21-2017
    مجموع المشاركات: 9252

    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على (Re: عبدالله عثمان)

      وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا
      لعزوف الكثيرين عن الوقوف على وتبني مشروع الأستاذ محمود محمد طه الذي كان، ولا يزال، وكده، تحرير الإنسان السوداني من ربقة التخلف والجهل والظلم ولذلك كانت الشرارة في بداية الثورة قد أنطلقت في بداية خطبته في رفاعة بقوله "إلا ان منظر الظلم فظيع" فأستنهض بتلك الكلمات عزائم الرجال فعلموا على "التحرير" وأرغموا المستعمر على إطلاق سراح السيدة* معززة مكرّمة.
      والله إني لأعجب من أناس ارادوا أن يجعلوا من الأستاذ بطلاً وهو يدافع عن ختان الإناث مما يتعارض وقول صاحب المقال اعلاه
      بأن الاستاذ جاء لرفع الجهل
      وأي جهل أكثر من الختان الفروعني الذي عرض ويعرض المرأة السودانية لمخاطر صحية لا يتسع الرد لسردها
      وفي كل منشورات الأستاذ محمود لم نجد منه تنويراً لموقفه المتضارب ولم يحدثنا في كتيباته التي تصدر كمنشورات في المناسبات عن موقفه من ختان الإناث
      عجبي منكم فقد صدق الشافعي في قوله الذي استهللت به مداخلتي هذه وبه أختم
      وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا
                      

    08-28-2017, 10:14 AM

    عبدالله عثمان
    <aعبدالله عثمان
    تاريخ التسجيل: 03-14-2004
    مجموع المشاركات: 19192

    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على (Re: Ali Alkanzi)

      ألف ألف ألف مرحب يأ أخ علي الكنزي
      وهذه فرصة للرد على كل من يعتقدون بأن ثورة رفاعة "ثورة رجعية"
      فنحن نطلب منهم الصبر على المزيد من الاطلاع.. خاصة في موضوع ثورة رفاعة..

      الذي لا يعرفه الكثير من القراء والباحثين والأكاديميين، أن الأستاذ محمود قد أوضح موقفه من الخفاض الفرعوني
      حينما أصدر بياناً عن الخفاض الفرعوني في يوم 10 ديسمبر 1945 بعد أيام من صدور قانون الخفاض الفرعوني
      من المجلس الاستشاري لشمال السودان.. ولضعف الدراسات السودانية، فإنك لا تجد أثراً لذلك البيان في كل الدراسات
      التي نقدت ثورة رفاعة، وتلك التي نقدت موقف الأستاذ محمود من الخفاض الفرعوني، كما يفعل الكثيرون الآن..
      وهذا عيب كبير في الدراسات وفي نتائجها، ذلك لأنك لاتجد أثراً لذلك البيان، فكيف ننتقد موقفاً دون أن نطّلع على البيان الذي بين صاحبه فيه موقفه..
      أرجو الرجوع للاطلاع على البيان وتجدونه منشوراً في كتاب: عبدالله الفكي البشير، صاحب الفهم الجديد للإسلام محمود محمد طه والمثقفون:
      قراءة في المواقف وتزوير التاريخ، دار رؤية للنشر، القاهرة، 2013م.. وقد خصص المؤلف فصلاً كاملاً لثورة رفاعة وموضوع الخفاض الفرعوني.

      كذلك وكما يقول الأستاذ محمود، فإننا نطلب من الذين ينتقدون الفكرة الجمهورية أن يكونوا علميين في نقدهم.. لهذا ندعوهم للصبر على الاطلاع والبحث،
      حتى لا نصدر حكما بدون علم، ندعوهم لقراءة ورقة: "إسهامات عبدالله علي إبراهيم في تفكيك المعرفة الاستعمارية: ثورة رفاعة نموذجاً"،
      وستجد فيها، عزيزي القاريء، تناولاً لورقة عبدالله علي إبراهيم عن ثورة رفاعة وقد نشرها باللغة الإنجليزية ومكان وتاريخ نشرها مبين في الورقة..
      وقد جاء كاتب الورقة عبدالله الفكي البشير بمعلومات جديدة وكثيرة عن ثورة رفاعة وموضوع الخفاض الفرعوني.. نحن نحتاج للاطلاع،
      قبل أن نطلق الأحكام، ونحتاج للانفتاح على الإرشيف القومي السوداني (دار الوثائق القومية بالخرطوم) حتى نفهم ونعرف ثم يكون نقدنا
      منبنٍ على علم وكتاب منير
      دمت بألف خير يا أخ علي الكنزي

      (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 08-28-2017, 10:36 AM)

                      

    08-28-2017, 10:51 AM

    Ali Alkanzi
    <aAli Alkanzi
    تاريخ التسجيل: 03-21-2017
    مجموع المشاركات: 9252

    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على (Re: عبدالله عثمان)

      وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا
      ما زلت اصر على بيت الشعر هذا
      تتحدث أن الاستاذ قد اصدر منشوراً في ١٠ ديسمبر ١٩٤٥ واصبح من مسئولية المؤرخين ان يبحثوا عنه
      يا أخي قل الحق هي مسئولية الاستاذ اولاً ومن تتلمذ علي يده وليس مسئولية المؤرخين ان يذكر بهذا المنشور ويعيد صياغته
      كما قلت لك فقد كان تلاميذه نشطاء في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي
      يصدرون منشورات في شكل كتب صغيرة يوزعونها على المارة
      وحتى الاستاذ حتى وفاته لم يفتح الله علية بكلمة شفاهة او كتابة عن موقفه من الخفاض الفرعوني
      ثم والله اضحكتني كثيراً حتى بانت نواجزي أن حسبت انت وبعض من المثقفين ان ما حدث في رفاعة ثورة؟
      والله لا يليق بما فعله الاستاذ ان يسمى ثورة رجعية، حتى هذه كثيرة لما افترعه من بدع ،لحدث ما صار جزء منه الا حمية السوداني لامرأة ادخلت السجن في امر لا ترى فيه منقصة
      يعني زي ما تدخل جنوبية السجن لانها تصنع المريسة المسكرة فهي طعام لهم ولا يرون حرج ان وقع بهم سكرُ
      إذن كل من يطلع الشارع فهو قد قام بثورة؟!!!!
      يعني ما حدث في فرنسا كان ثورة وفي الصين ثورة وفي الاتحاد السوفيتي ثورة وفي ايران ثورة وفي رفاعة ثورة
      نفس المفردة لكل هذه الاحداث التي غيرت مسار تاريخ الامم.
      الجمهوريون السودانيون وليس الامريكان يبحثون عن موطئ قدم لحركتهم في السودان ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً
      ان يقنعوا ولو فئة قليلة بالرسالة الثانية لهذا ارادوا محطات اخر يتكئون عليها
      واختم بما بدأت به
      وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا
                      

    08-28-2017, 11:58 AM

    عبدالله عثمان
    <aعبدالله عثمان
    تاريخ التسجيل: 03-14-2004
    مجموع المشاركات: 19192

    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على (Re: Ali Alkanzi)

      وعين السخط تبديء المساويا!!
      Quote: ولم يحدثنا في كتيباته التي تصدر كمنشورات في المناسبات عن موقفه من ختان الإناث

      عجب وأي عجب!!
      من الواضح أنك لم تطالع كتب الأستاذ ولا منشورات الجمهوريين وتتحدّث بما يتحدث به عوام الناس في أمر هو الدين
      ولا دين غيره اليوم على ظهر الأرض قولا واحدا!!
      هل طالعت كتاب الأستاذ محمود محمد طه عن "تطوير شريعة الأحوال الشخصية"؟
      هل طالعت كتابه بعنوان"الخفاض الفرعوني"؟
      هل طالعت منشوراته بمناسبة عام الطفل؟
      هل طالعت منشوراته بمناسبة عام المرأة العالمي؟
      ما بال الناس يتحدثون عما لا يعرفون؟؟!!
      عجب وأي عجب
                      

    08-28-2017, 12:03 PM

    عبدالله عثمان
    <aعبدالله عثمان
    تاريخ التسجيل: 03-14-2004
    مجموع المشاركات: 19192

    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على (Re: عبدالله عثمان)

      كيف لأحد يحترم قدسية الكلمة أن يقول بملء فيه
      وحتى الاستاذ حتى وفاته لم يفتح الله علية بكلمة شفاهة او كتابة عن موقفه من الخفاض الفرعوني!!
      يقول الأستاذ محمود محمد طه:
      "الحزب الجمهوري ما بدافع عن الخفاض الفرعوني، ... وكلامنا كان أنه كل شعب عنده عادات حسنة وعادات سيئة.
      العادات الحسنة بتُنمّى وتزيد بالتعليم، والعاداتالسيئة بتُحارب بالتعليم والتوعية، موش بالقوانين، موش بالبوليس".

      للمزيد أنظر: محمود محمد طه، "الاستقلال وقضايا الشعب"، (محاضرة)، دار الحزب الجمهوري، أم درمان، 13 ديسمبر 1968م

      (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 08-28-2017, 12:04 PM)

                      

    08-28-2017, 02:32 PM

    Ali Alkanzi
    <aAli Alkanzi
    تاريخ التسجيل: 03-21-2017
    مجموع المشاركات: 9252

    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على (Re: عبدالله عثمان)

      يا اخي عبدالله
      انتم ترون الاستاذ محمود إنسان كامل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
      ان هو الا وحي يوحى
      سألتك هل من خرج للشارع وثار لسجن امرأة دفعتها التقاليد أن تقوم بأمر تدرك بوعيها المحدود انه الأولى مثل هذا التصرف
      الذي يسمى عندنا هاشمية (فلان شالتو الهاشمية) وتجوا تقولوا عليه ( ثورة)
      اذن من منا لا يحترم قدسية الكلمة؟
      طيب هل هي بقدر ثورته الثقافية التي قام بها في اوائل السبعينات
      ولم نر لها اثراً
      وكان فيها مقلد لماوتسونق بالصين
      وانظر اين اوصل ماوتسونق الصين ؟
      وذهب عنا محمود وترك الختان خلفه
      وترك الرسالة الثانية في اضابير الكتب
      يا أخي لا تعطوا الافراد هالة ليس هم قدرها
      وليتك تعرف لي ما معنى الثورة
      لك ودي
                      

    08-28-2017, 02:52 PM

    Ali Alkanzi
    <aAli Alkanzi
    تاريخ التسجيل: 03-21-2017
    مجموع المشاركات: 9252

    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على (Re: Ali Alkanzi)

      عجب وأي عجب!!
      من الواضح أنك لم تطالع كتب الأستاذ ولا منشورات الجمهوريين وتتحدّث بما يتحدث به عوام الناس في أمر هو الدين
      ولا دين غيره اليوم على ظهر الأرض قولا واحدا!!
      هل طالعت كتاب الأستاذ محمود محمد طه عن "تطوير شريعة الأحوال الشخصية"؟
      هل طالعت كتابه بعنوان"الخفاض الفرعوني"؟
      هل طالعت منشوراته بمناسبة عام الطفل؟
      هل طالعت منشوراته بمناسبة عام المرأة العالمي؟
      ما بال الناس يتحدثون عما لا يعرفون؟؟!!
      بس لسا ما رديت على سؤالي الاساسي (هل هوشة محمود في رفاعة تصح أن يطلق عليها ثورة؟)
      عجب وأي عجب

      شكراً لعوام الناس هذه
      كنتُ اظن الجمهوريين اكثر ديمقراطية حتى عندما يخسروا الحوار
      يا اخي انا درستا كتب الاستاذ دراسة
      وازيدك من الشعر بيتاً وجالسته في بيته في الحارة الأولى
      لاشهر عدد
      وجالست تلاميذه بنمزل الجمهوريين بالحارة الاولى
      ولي صدقات ورحم مع بعض الجمهوريين
      لو حدثك عن استاذك فسغمك حديثي كثيراً
      حتى تصاب بنوبة ربما عصبية او عقائدية
      لأن ليس من رأي كمن سمع
      ارجو ان تكون محترماً في الحوار ولا تسخر من قوم عسى ان يكون خيراً منك
      والله اعلم
      الف مبروك عليك الدين الاوحد هذا وفعلاً اوحد وسيظل وحيداً طالما دين محمد بن عبدالله يملأ السماء والارض
      م حدثونا عن ما يسر عالم اليوم واربحوا رضاهم
      هل طالعت كتابه بعنوان"الخفاض الفرعوني"؟
      هل طالعت منشوراته بمناسبة عام الطفل؟
      هل طالعت منشوراته بمناسبة عام المرأة العالمي؟
      ما بال الناس يتحدثون عما لا يعرفون؟؟!!

      وسنظل لا نعرف وكفى معرفة اخوتنا الجمهوريون فقد كفتنا عنت المعرفة
      شفتا حوارك بجنح كيف؟
      لك ودي
                      

    08-28-2017, 03:24 PM

    Ali Alkanzi
    <aAli Alkanzi
    تاريخ التسجيل: 03-21-2017
    مجموع المشاركات: 9252

    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على (Re: Ali Alkanzi)

      تعريف علي الكنزي لمعنى الثورة
      الثورة هي اقتلاع كل قديم خرب وتشييد بناء جديد يسعى إلى البقاء والاستمرارية. فالثورة لا تقاس بإسقاط نظام سياسي وتبديل وجه بوجه أو نظام بأخر، ولكنها تقاس بقدرتها على التغيير الثوري والفوري لجميع أوجه الحياة التي أصابها الفساد. مع قدرتها على البقاء والاستمرارية والتجديد، وسيطرة مفاهيمها وقيمها على الحاضر والمستقبل.
                      

    08-28-2017, 05:17 PM

    مُحب للأستاذ


    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على (Re: Ali Alkanzi)

      الأخ علي الكنزي ،
      انت بتلف ودور مالك ؟
      سألت في بداية مداخلاتك عن موقف الأستاذ من
      عادة الختان الفرعوني ؟ بل اتهمت الأستاذ بأنه
      يؤيد هذه العادة ، وأن الله لم يفتح على الأستاذ
      بكلمة واحدة يبين فيها موقفه من هذه العادة !!
      جاء الأخ كاتب المقال وأوضح لك مؤلفات الأستاذ
      و منشوراته و موقفه من عادة الختان ، وأن
      الأستاذ لا يؤيد هذه العادة !!
      كاتب المقال أجابك بكل وضوح ،
      لكن انت قعدت تلف وتدور ، أخيرا دخلت بنا
      في تعريف الثورة ومعناها ، والإنسان الكامل ،
      والرسالة التانية ... الخ
      انت تركت اتهامك الأساسي للأستاذ بأنه يؤيد
      عادة الختان ، و اردت ان تدخل في مواضيع أخرى
      ، لم تكن في بداية مداخلتك !!
      الآن نحن نطالبك بالدليل على اتهامك للأستاذ
      بأنه يؤيد عادة الختان الفرعوني ؟ أين دليلك على
      هذا الكلام ؟ جيب لينا دليل من الأستاذ بأنه
      يؤيد عادة الختان الفرعوني ؟
      بس ما تقعد تلف و تدور
      حول الإنسان الكامل والرسالة التانية وتعريف
      الثورة ، ومواضيع أخرى ليست هي موضوع
      المقال ؟!
      ما دايرين أيي كلام تاني
      بس جيب دليل من الأستاذ أنه يؤيد عادة الختان
      ؟!
      او انك جاهل او كاذب صاحب غرض ، كغيرك
      من الذين يعرفهم الأستاذ و يعرفهم تلاميذه .
                      

    08-28-2017, 05:32 PM

    علوية علي إبراهيم


    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على (Re: مُحب للأستاذ)

      شنو حركات الكيزان دي تتهم في الراجل علي الكنزي ثم تدينه و تحكم عليه؟
                      

    08-28-2017, 06:10 PM

    مُحب للأستاذ


    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على (Re: علوية علي إبراهيم)

      ايوا ، ان لم يأتي بدليل من الأستاذ ، أنه يؤيد
      او يدافع عن عادة الختان الفرعوني !!
      فهو اما جاهل ، أو كاذب صاحب غرض ، كغيره
      من الذين يعرفهم الأستاذ و يعرفهم تلاميذه !!
      توضيح الأخ كاتب المقال حول موقف الأستاذ من
      هذه العادة ، لا يحتاج لف و دوران
                      

    08-28-2017, 04:50 PM

    القداد


    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على (Re: عبدالله عثمان)

      طفحت صور فوتوغرافية يظهر فيها عبد الله علي إبراهيم يلهط في بيت سفير النظام في دولة خليجية هههههه
                      

    08-28-2017, 06:34 PM

    Ali Alkanzi
    <aAli Alkanzi
    تاريخ التسجيل: 03-21-2017
    مجموع المشاركات: 9252

    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على (Re: القداد)

      أين انت يا استاذ يا صاحب العنوان
      نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على
      أم اتعبتك العامة؟
      بل أين الجمهوريون من عنوان هذا المقال؟
      هل ما قام به استاذكم ثورة ارتجت لها أرض السودان؟
      ام هاشمية سودانية تمخصت عن اطلاق سراح المتهمة؟
                      

    08-28-2017, 06:44 PM

    Ali Alkanzi
    <aAli Alkanzi
    تاريخ التسجيل: 03-21-2017
    مجموع المشاركات: 9252

    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على (Re: Ali Alkanzi)

      هذا ما قاله محب للاستاذ
      ان شاء هياماً يوديك معاهو محل ما ينتهي به المقام الرباني
      وشكراً لهذا الخلق الجميل ووصفك لي بالآتي:

      فهو اما جاهل ، أو كاذب صاحب غرض ، كغيره
      جاهل وكاذب وصاحب غرض كغيره
      تاني فضلت لي شنو
      يا اخي عنوان المقال عن عن ثورة الاستاذ في رفاعة
      لهذا جاء سؤالي عن الثورة ثم عرفتها
      وفعلاً مقام الاستاذ هو ان يثور على من منع الختان
      اما حديثي عن الرسالة الثانية فقد جرني لها صاحب المقال جراً
      وقال اني من العوام لما اقرأ كتب الاستاذ وعددها
      ولو عايز اسا بعمل ليك امتحان انت وصاحب المقال في كتب الاستاذ
      نشوف المحبين بمرو ولا بسقطو
      على كل نشكر بكري عايز اعلمنا اختلاف الراي
      لكن امة قائدها بدافع عن الختان ويعتبروه صاحب ثورة لن تتقدم
      شكراً لادبك ولطفك
      وكل إناء بما فيه ينضحُ
                      

    08-28-2017, 07:19 PM

    مُحب للأستاذ


    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على (Re: Ali Alkanzi)

      سؤالي واضح ، قلت ليك جيب دليل من الأستاذ
      انه يدافع او يؤيد عادة الختان ؟!
      انت اتهمت الأستاذ بانه يدافع عن الختان !!
      انا طالبتك بدليل تثبت فيه حقيقة قولك ؟!
      ولم اتجنى عليك ، عندما قلت لك ، ان لم تأتي
      بدليل من الأستاذ تثبت فيه اتهامك له ، فأنت اما
      جاهل او كاذب صاحب غرض !!
      توضيح الأخ كاتب المقال حول موقف الأستاذ من
      عادة الختان ، توضيح لا يحتاج لف و دوران !!
      انت الآن مطلوب منك دليل يثبت حقيقة قولك !!
      لا نريد امتحانات او ايي كلام حول موضوع اخر ،،
                      

    08-28-2017, 07:32 PM

    Ali Alkanzi
    <aAli Alkanzi
    تاريخ التسجيل: 03-21-2017
    مجموع المشاركات: 9252

    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على (Re: مُحب للأستاذ)

      فعلاً أنت محب
      ويحشر المرء مع من أحب
      حتى ثقل قلمك عن الأعتذار
      والاعتذار هو مظهر المؤمن القوي
      وعليك بسورة يوسف وموقف امرأة العزيز واخوة يوسف
      فجميعهم اعتذروا عن ما بدر منهم تجاه يوسف
      فما دمتَ انت مصر على دليل بأن الاستاذ لم يصدر بياناً بانه ضد الختان يبدو أنك تقرأ بانفعال لهذا يتعذر عليك الفهم واكبر دليل هو عنوان المقال أن الاستاذ محمود مع الختان بدليل أنه ثار ضد سجن المرأة التي ختنت وهذا هو المنطق الذي لا يمكن تحريفه
                      

    08-28-2017, 08:53 PM

    مُحب للأستاذ


    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على (Re: Ali Alkanzi)

      تب عدمتَ الدليل من الأستاذ ما لقيت منو
      كلام يثبت صحة زعمك ؟
      في النهاية بقيت على عنوان المقال ؟
      دا دليلك ؟!
      ..
      * الآن أنت تثبت عجزك عن الإتيان بدليل يؤكد
      صحة زعمك !!
      و المؤكَّد هو أن موقف الأستاذ عكس ما تقول به
      تماما ..
      * أيضاً أنت تثبت عدم فهمك لأهداف وأسباب ثورة
      رفاعة .
                      

    08-29-2017, 09:21 AM

    Ali Alkanzi
    <aAli Alkanzi
    تاريخ التسجيل: 03-21-2017
    مجموع المشاركات: 9252

    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على (Re: مُحب للأستاذ)

      يا محب انت لسا بتصر أن ما قام به الاستاذ محمود ثورة؟والله دي مسخرة ساي ثورة، ثورة حتى النصر، وهنا يجتمع القائد الفذ (كما يزعمون) مع محمود محمد طهكبرت كلمة تخرج من افواههم إن يقولون إلا كذباًحظك يا اخي بمعرفتك وعلمك ومحبتك لاستاذكاللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد ولا حديث لي معك بعد هذا

      (عدل بواسطة Ali Alkanzi on 08-29-2017, 09:23 AM)
      (عدل بواسطة Ali Alkanzi on 08-29-2017, 09:23 AM)

                      

    08-30-2017, 12:57 PM

    عبدالله عثمان
    <aعبدالله عثمان
    تاريخ التسجيل: 03-14-2004
    مجموع المشاركات: 19192

    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على (Re: Ali Alkanzi)

      "بيان الحزب الجمهوري عن مشروع قانون الخفاض الفرعوني"، 10 ديسمبر 1945م
      (النص)

      بسم الله الرحمن الرحيم

      "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ"

      مقدمة
      أما بعد فهذا هو السفر الاول من سلسلة أسفار سيطالع بها الحزب الجمهوري السودانيين عن سياسته وأساليبه ولقد كان الطبيعي أن يكون أول الأشعار عن تلك السياسة وتلك الأساليب لولا أن ذلك القانون العجيب قانون الخفاض قد فاجأنا ... فرأينا أن نبادر برأينا فيه في هذا السفر الأول.
      وطريقة الاشعار هذه نحن عليها مسبوقون ذلك بأنها طريقة معروفه لدى كثير من الأحزاب في الخارج وقد دفعنا الى اتخاذها في الوقت الحاضر ما نلقي من رفضٍ لنشر أخبارنا في بعض الصحف المحلية كالصوت والرأي العام اللتين طاب لمحرريهما أن ينصبا نفسيهما قيمين على الشعب السوداني.
      أ‌- أساليب عتيقه
      لا نريد بكتابنا هذا أن نقف موقف المدافع عن الخفاض الفرعوني ولا نريد أن نتعرض بالتحليل للظروف التي أوحت به لأهل السودان والضرورة التي أبقته بين ظهرانيهم الى يومنا هذا ولكننا نريد أن نتعرض لمعاملات خاصة وأساليب خاصة وسنن خاصة سنتها حكومة السودان أو قل إبتدعتها ابتداعاً وارادتنا أن ننزل على حكم ابتداعها إرغاماً- والصلة بين الخفاض الفرعوني وبين هذه المعاملات الخاصة والاساليب الخاصة والسنن المبتدعة هي أوجه الشبه بين الظروف الحالية التي ارتأتها حكومة السودان مناسبة لإثارته والظروف التي أوحت إليها فيما مضى بإبتداع هذه المعاملات والاستزادة من هذه الأساليب واستنان هذه السنن التي فككت أوصالنا وأضعفت مجتمعنا وصورتنا في أبشع الصور وقتلت فينا الشعور بكياننا جماعة وأفراداً والتي ما كان لنا أن نتظاهر بالرضى عنها لولا علالة من أمل في الحكومة أبقاها حسن الظن في نفوسنا وثمالة من رجاء قضت عليها ثقتنا بأنفسنا وتصورنا للعالم الخارجي بصورة ساكني الكهوف فيما قبل التاريخ من الآيات الدالة على سوء القصد في هذه الأساليب أثارة مسألة الخفاض الفرعوني في هذا الظرف وأساليب الدعاية التي طرقتها والطرق التي إرتأتها مناسبة لإبطاله والقضاء عليه وقد جاءت هذه الآيات دليلاً واضحاً على التضليل المقرون بسبق الاصرار ولهذا رأينا من المناسب أن نناقش مثل هذه الأساليب بطريقة خالية من المداجاة والمراوغة وفي غير تعنت بتطلع المواطنين على مكامن الضعف فيها ومغافره علهم يدركون فداحة الخطر المترتب على النظر للأشياء من وجه واحد واستساغة الدسم الممزوج بالسموم فيسارعون إلى الحمية ويعتصمون بحبل الشجاعة الأدبية في إبداء الرأي الصريح.
      ب‌- لماذا أثيرت مسألة الخفاض الفرعوني
      للسائل أن يسأل لماذا أثارت الحكومة مسألة الخفاض الفرعوني؟ وله أن يسأل لماذا أثيرت في هذا الوقت بالذات – وله أن يسأل أيضا لماذا أثيرت في البرلمان الإنجليزي- ولماذا تبودلت الرسائل في شأنها مع - ولماذا لجأت الحكومة إلى القانون لإبطالها ولماذا كانت هذه الصرامة في القانون؟ نعم للسائل أن يسأل هذه الأسئلة وله أن يقتنع بأي رد يقال له إذا كان على جانب من البساطة والسذاجة وضيق الأفق ولكن الذين علمتهم التجارب أن يستشفوا الحقائق الكافية وراء كل حركة تقوم بها حكومة السودان لن يجدوا ما يبرر قبولهم للرد القائل بأن المسألة قد أثيرت إشفاقاً بالمرأة لانهم لا يجدون أثراً لمثل هذا الإشفاق في مدى الخمسين عاماً التي مكثتها حكومة السودان وتقصيرها ظاهر ملموس في ناحية المرأة التعليمية والاجتماعية والصحية.
      ج. لم تُثَر المسألة إشفاقاً بالمرأة
      أما من الناحية التعليمية فالحكومة قد تجاهلتها وأسقطتها من حسابها ردحاً من الزمان ولم تتبرع في تعليمها الا مؤخراً ولأنها لما بدأت تعليمها ضيعته لدرجة مخجلة مزرية وحصرته في التعليم الأولى وفي معهد واحد آخر يرتفع قليلاً في مستواه على مستوى المدارس الأولية إضطرت لإنشائه للحصول على حفنة من المعلمات ليقُمن بمهمة التدريس في تلك المدارس ولأنها حين وضعت البرنامج لهذا القدر من التعليم لم تراع فيه ما يجب مراعاته في تعليم بنت مسلمة في قطر إسلامي ولم تعدها لتدبير بيت منتظر وتعهد طفولة مرتقبة وسياسة زوج لا يمكن أن يربطه بوكر الزوجية سوى خلق قويم.
      وأما من الناحية الصحية فلأنها لم توفر طبيباً سودانياً واحدا من أطبائها للتخصص في أمراض النساء وعلى كثرتها- ولم تلتفت أقل التفات وعدم اهتمام الحكومة بناحية التعليم والصحة والبقاء هو ما يدعو الحذر للجزم بأن المسألة لم تثر إشفاقاً بالمرأة.

      ه‌. هل لمسألة الخفاض الفرعوني علاقة بتقرير المصير؟
      عندما أثيرت قضية الهند المزمنة أثناء هذه الحرب كان من بين المهتمين بها صحفي إنجليزي يدعى بفرلى نكولز دفعت به إنسانيته واشفاقه الزائد ليكتب تقريراً عنها ينور به أحرار الغرب (الذين إستطاع الهندوس بالحاحهم في الإيحاء بأن يقنعوهم بأنهم هم الهند وأن كل محاولة لتقسيم الهند تكون محاولة خبيثة من الإنجليز قائمة على المبدأ المقرر" فرق تسد".
      وقد أبت همة ذلك الصحفي إلا أن يتعرض في تقريره لكل صغيرة وكبيرة فلم يترك عادة مستهجنة ولم يفته التعرض لحالة البؤس والشقاء التي يرزح الهنود في أغلالها كما لم يفته التكلم عن (الديفاداس) هيكل.. اللائي يحترمن تلك المهنة خوفاً من الله واحتسابا كما لم ينس التعرض للانقسامات الطائفية والأمراض وسوء النظام والخرافات الشعوذية والطعن في حزب المؤتمر ودكتاتورية زعيمه غاندي عدو المنبوذين؟ ولفت النظر للسيد جناح رئيس العصبة الإسلامية ولم يخف تأييده له والدعاية لإقامة إمبراطورية المسلمين المنفصلة (الباكستان) وتمجيد الدكتور امبدكر زعيم المنبوذين- والإشادة بذكره وتوجعه لمعاملة الهندوس له كما لم يخف حسرته على" الأطفال الذين أعماهم اباؤهم ليكونوا في المستقبل مصدر دخل في سوق التسول وإستنكار للعادة المتبعة عند الجنود الهنود" هل تمنحني إجازة شهر يا سيدي لا ذهب واقتل ابن عمي".
      نعم لم يغفل تقرير ذلك الصحفي كبيرة ولا صغيرة ولكنه اغفل شيئاً آخر وهو حصر مسئولية الفقر والمرض والبؤس وتحميل الإستعمار الإنجليزي نصيبه الوافر منها كما أنه لم يوضح لنا لماذا لم تتخذ حكومة الهند إزاء إستئذان الجنود لسادتهم وسمل عيون الأطفال ما اتخذته حكومة السودان من قانون بشأن الخفاض الفرعوني؟ ولماذا لم يبادر الصحفيون الإنجليز لرفع مثل هذا التقرير قبل إثارة المسألة الهندية؟ والجواب على هذه الاسئلة هو بالطبع ما قرره بفرلي في تقريره وهو وجوب بقاء الإنجليز في الهند لإزالة ما جاء في ذلك التقرير ولو قدر لذلك الصحفي أن يزور السودان حين تشتد المطالبة بتقرير المصير او الجلاء ليرفع تقريراً ينور به أحرار الغرب وقدر لنا أن نطل على ذلك التقرير لرأيناه يتعرض في أولى صفحاته للخلافات العنصرية والدينية التي خلقتها هيئات التبشير او أضرمت سعارها دعايات أعداء الإنسانية الذين يفككون أوصال الإنسانية ويبذرون بذور الشقاق بين أبناء الوطن الواحد باسم المسيحية والمسيحية بريئة مما يبذرون. ولرأيناه يرد في اسهاب مفرط أنواع الشقاء والتعس والمرض والوحشية وسوء النظام ويحملنا تبعتها دون أقل إشارة للأيدي الجائرة والعقول الماكرة التي أضافت الى منجم السياسة كلمات السودان المسلم والسودان الزنجي والسودان الشمالي والسودان الجنوبي والتي شلت أيدينا عن إنتشال مواطنينا الجنوبيين من بؤرة الشقاء والمرض والجهل والعري ولرأيناه يطالب ببقاء الإنجليز للقضاء على الجزام والعماء والتسول التي إبتلانا بها النازحون تحت حماية الانجليز ولرأيناه يشير الى بقايا (أبي صليب) والخرطوم الغربي اللائي يقمن بخدمة جيوش الإمبراطورية خوفاً من الله وإحتسابا دون أن يشير أقل إشارة لما تكتبه جرائدنا المحلية أو إلى تشويه سمعتنا في الشرق كما شوهتها في الغرب.
      و‌. قانون عجيب
      لاشك أن مجرد التفكير في الإلتجاء الى القانون للقضاء على عادة مستأصلة في النفوس، إستئصال الخفاض الفرعوني، دليل قاطع على أن حكومة السودان إما أن يكون قد رسخ في ذهنها أننا شعب تستطيع القوة وحدها أن تثنيه عن كل مبدأ وعقيدة أو أن تكون قد أرادت أن تقول للعالم الخارجي أن السودانيين قوم متعنتون وان تعنتهم الذي ألجأنا للقانون لإستئصال عادة الخفاض الهمجية هو التعنت الذي وقف في سبيلنا وشل أيدينا عن استثمار الأراضي الواسعة الخصبة في الجنوب والإستفاده من مياه الدندر والرهد والأتبرا والتوسع في التعليم.
      هذا من ناحية الالتجاء إلى القانون وأما القانون في ذاته فهو قانون أريد به إذلال النفوس وإهدار الكرامة والترويض على النقائص والمهانة- قل لنا بربك أي رجل يرضى بان يشتهر بالتجسس على عرض جاره وأي كريم يرضى أن يكون سبباً في إرسال بنات جاره أو صديقه أو عشيره للطبيب للكشف عليهن؟ عجباً لكم يا واضعي القانون أمن العدل والقانون أن تستذلونا باسم القانون؟ أو من الرأفة بالفتاة ان تلقوا مكاسيها في أعماق السجون.
      خ‌. عتاب
      إخواننا أعضاء المجلس الإستشاري- عفا الله عنكم. لماذا لم ترسلوها صرخة داوية ضد سن القانون- الا أنكم إستهنتم بكرامة مواطنيكم كما استهان بها واضعو القانون؟ أم رضيتم لأمتكم التشهير والتحقير ولفتياتكم ركوب عربات البوليس ولأمهاتهن وعماتهن وخالاتهن دخول المحاكم والسجون؟ مع علمكم برسوخ العادة وسلامة الطبع وتقديس العرض وتنفير القانون؟؟
      ط‌. عهد
      أيها السودانيون لقد جاء بياننا شارحاً ما كان متنبئاً بما سيكون وسوف تقدم لنا بعد هذا مشاريع كثيرة باسم الإصلاح ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب – قد تجوز فيها الخدعة على الكثيرين ولكن الحزب الجمهوري قد قطع على نفسه عهداً بأن يكشف القناع عن متشابهها ويحذر من خطرها ويعمل بإزالتها ولن يخشى بعد اليوم أحداً وعلى الله توكلنا هو مولانا نعم المولى ونعم النصير.

      10 ديسمبر 1945م

      المصدر: عبدالله الفكي البشير، صاحب الفهم الجديد للإسلام محمود محمد طه والمثقفون: قراءة في المواقف وتزوير التاريخ، دار رؤية للنشر، القاهرة، 2013م، ص 1087- 1091.
                      

    08-30-2017, 12:58 PM

    عبدالله عثمان
    <aعبدالله عثمان
    تاريخ التسجيل: 03-14-2004
    مجموع المشاركات: 19192

    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على (Re: عبدالله عثمان)

      إسهامات عبدالله علي إبراهيم في تفكيك المعرفة الاستعمارية: ثورة رفاعة نموذجاً
      ورقة مقدمة بمناسبة الاحتفاء بمرور (60) عاماً من الكتابة عند عبدالله علي إبراهيم
      60 Years of Scholarship- Abdullahi Ali Ibrahim
      الجمعية السودانية للمعرفة بالتعاون مع اتحاد الكتاب السودانيين
      الخرطوم، الثلاثاء 18 يوليو 2017م

      بقلم عبدالله الفكي البشير
      بريد إليكتروني: [email protected]

      مدخل

      تجيء هذه الورقة بغرض المشاركة في الاحتفاء بمرور ستين عاماً من العطاء عبر الكتابة عند البروفيسور عبدالله علي إبراهيم، وهو أكاديمي وكاتب وصحفي ومسرحي سوداني، عمل أستاذاً جامعياً للفلكلور والتاريخ بالجامعات السودانية، وأستاذاً للتاريخ الأفريقي والإسلامي بجامعة ميسوري University of Missouri بكولمبيا بالولايات المتحدة( ). وفي اطار قراءتها في إسهامات عبدالله، المنشورة باللغتين العربية والإنجليزية، تقف الورقة عند إسهاماته في تفكيك المعرفة الاستعمارية في السودان، من خلال استخدامه منهج مدرسة ما بعد الاستعمار في دراساته، مع التركيز على دراسته لثورة رفاعة 1946. لقد اندلعت ثورة رفاعة في يوم الجمعة 20 سبتمبر 1946م، بقيادة محمود محمد طه (1909- 1985)، رئيس الحزب الجمهوري، بمدينة رفاعة( )، والسودان آنئذٍ تحت الحكم الاستعماري الثنائي البريطاني/ المصري (1898م- 1956م)، فأنشأت الحكومة الاستعمارية محكمة بمدينة ود مدني، وسط السودان، برئاسة القاضي محمد أحمد مصطفى أبورنات (1902م-1979م)، وكانت التهمة: إثارة الشغب في مدينة رفاعة. حكم القاضي على قائد الثورة بالسجن لمدة عامين بالإضافة إلى وضعه تحت المراقبة لمدة سنة أخرى بعد اتمام مدة السجن، كما حكم على رفاقه لمدد متفاوتة؛ بيد أن الثورة واجهت التهميش من قبل الدراسات الأكاديمية، والإقصاء عن إرث السودان الثوري، ولم يُنظر لها ولم تُدْرَس على أساس أنها ثورة، على النحو الذي فعل عبدالله علي إبراهيم، إلا عند الإخوان الجمهوريين( )، وفي إشارات عابرة عند أحمد يوسف هاشم (1903- 1958)، صاحب صحيفة السودان الجديد( )، وعند المؤرخ التجاني عامر (1908م-1987م) ( ). لقد درس عبدالله ثورة رفاعة، ونشر دراسته باللغة الإنجليزية عام 2011م. أوضح عبدالله بأن هدف دراسته هو إعادة النظر في ثورة رفاعة، من أجل الحصول على فهم أفضل لها، فقدم دراسته مستخدماً منهج مدرسة ما بعد الاستعمار، فأحدث نقلة في فهم ثورة رفاعة، إذ وضعها في اطارها النضالي، وأعاد لها هويتها الثورية ضمن سجل إرث السودان الثوري.
      وحتى تنهض هذه الورقة بموضوعها تهيكلت في المحاور التالية: لمحة مختصرة عن اسهامات عبدالله علي إبراهيم- المعرفة الاستعمارية- استخدام عبدالله علي إبراهيم لمنهج مدرسة ما بعد الاستعمار في دراساته- ثورة رفاعة: حقائق ووقائع، ثورة رفاعة عند عبدالله علي إبراهيم، خاتمة، بالإضافة إلى الهوامش.

      لمحة مختصرة عن اسهامات عبدالله علي إبراهيم

      لقد اتسمت إسهامات البروفيسور عبدالله علي إبراهيم، والتي وصلتنا منشورة في كتب وأوراق علمية ومقالات صحفية، بعدة سمات منها، على سبيل المثال لا الحصر:

      أولاً: الاستمرارية، وهذه السمة واضحة، إذ لم ينقطع عبدالله منذ العام 1957م من الكتابة، فقد ظل ينشر باستمرار: الكتاب، والورقة العلمية، والمقال الصحفي، حتى يوم الناس هذا. والاستمرارية في الكتابة تعني دوام التفكير والتفكر والتأمل، وتتطلب بالضرورة المواكبة والتطوير للأطروحات . كذلك الاستمرارية تؤكد الحضور في المشهد الثقافي والفكري، والإسهام في الحراك الوطني ومن ثم الإسهام في تنمية الوعي.

      ثانياً: الميدانية. لقد قدم عبدالله بعض الإسهامات الميدانية، في الوقت الذي تميزت فيه الدراسات السودانية بالديوانية، ولم تجد الدراسات الميدانية احتفاءً يذكر، برغم أن شعبة أبحاث السودان، معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية حالياً، قد دشنت هذا النوع من الدراسات، وقد قدم المعهد إسهامات مقدرة، إلا أن الديوانية وليست الميدانية، هي السمة التي غلبت على الدراسات السودانية. كان عبدالله من أولئك الذي انجزوا دراسات ميدانية. لقد كانت الميدانية تتسق مع نشأته وانشغاله الفكري والثقافي بأمر الجماهير والعمال ثم صقلتها تجربته بمعهد الدراسات الأفريقية والآسيوية، ففي اطار تأسيس دراساته عن التاريخ الثقافي والاجتماعي للسودان وأفريقيا، كانت له مشاريع دراسات حقلية طويلة، منها على سبيل المثال، الفترة التي قضاها ببادية الكبابيش (1966- 1970)، وبين الرباطاب من مزارعي النيل الأوسط (1966 و1984)، وبين قضاة الشريعة في تسعينات القرن الماضي. وقد نشر بعض هذه الدراسات الميدانية، وهو يداخل بين علوم التاريخ الأنثروبولوجيا والفلكلور والسياسة، في دوريات عربية وغربية، وفي كتب، منها: العناصر الاجتماعية والجمالية لمجازات جماعة الرباطاب في السودان لممارسة العين الحارة، 1994 (نُشر باللغة الإنجليزية)، ونشر جزء من دراسته عن بادية الكبابيش، بعنوان: فرسان كنجرت، وغيرهما.

      ثالثاً: الانفتاح على الإرشيف القومي السوداني. إن الدارس لإسهامات عبدالله، يلاحظ أنها تتميز بميزة غابت في الكثير من الدراسات السودانية، وهي الانفتاح على الإرشيف، خاصة في دار الوثائق القومية. إذ تجده في دراساته يعتمد على وثائق هي ضمن مقتنيات دار الوثائق القومية، إلى جانب إشاراته للإرشيف الصحفي بدار الوثائق القومية في الخرطوم. فعبدالله من الزوار الدائمين لدار الوثائق، فقد التقيته، وهو ينقب ويبحث، في ردهات دار الوثائق القومية بالخرطوم، خلال عشرة الأعوام الماضية، عديد المرات. كما ظللنا، هو وشخصي، نتبادل الأحاديث والاستفسارات عن الكثير من الوثائق والمعلومات والإرشيف الصحفي بدار الوثائق، بغرض إعانة بعضنا البعض في الوصول للمصادر، سواء بدار الوثائق القومية بالخرطوم، أو في إرشيف السودان في بريطانيا ومصر وهولندا (حيث إرشيف الحزب الشيوعي السوداني وبعض إرشيف الإخوان الجمهوريين) وفي الولايات المتحدة الأمريكية.

      رابعاً: استخدام منهج مدرسة ما بعد الاستعمار. تميزت إسهامات عبدالله بالمواكبة للنظريات الأكاديمية ولمناهج البحث العلمي الجديدة، وفي هذا كان عبدالله من أوائل الأكاديميين السودانيين، حسب اطلاعي، الذين استخدموا منهج مدرسة ما بعد الاستعمار، في نقد وتفكيك المعرفة الاستعمارية، وقد ظهر ذلك في عدد من دراساته وكتبه، منها على سبيل المثال، كتاباه:
      Assaulting with Words: Popular Discourses and the Bridle of Shari'ah, Northwestern University Press, 1994
      Manichaean Delirium: Decolonizing the Judiciary and Islamic Renewal in Sudan 1898-1985, Brill, Leiden, 2008.
      وفي عام 2006م نشر كتاباً بعنوان: الشريعة والحداثة: جدل الأصل والعصر( )، ثم نشر كتابه: بخت الرضا: التعليم والاستعمار، 2010.
      كما ظهر استخدامه لمنهج مدرسة ما بعد الاستعمار في العديد من الأوراق العلمية، منها:
      "Keep These Women Quiet: Colonial Modernity, Nationalism, and the Female Barbarous Custom"، 2011.
      وورقة علمية بعنوان: "جغرافيا الاستعمار المانوية ومحنة محمود محمد طه (1985)"، قدمها عبدالله في مؤتمر بتونس، 2015م، وغيرها، وسترد الإشارة لاحقاً لهذه الدراسات، خاصة نموذج ثورة رفاعة.

      خامساً: تفرد عبدالله في إسهاماته باستخدامه لأداة من أدوات المثقفين، وهي المذكرات الاحتجاجية الفردية، مثل: "نداء عبدالله علي إبراهيم إلى اساتذة الجامعات بالعالم للاحتجاج على تعيين المكاشفي طه الكباشي، قاضي محكمة الردة عام 1985م، بإحدى الجامعات بالمملكة العربية السعودية، والمطالبة بتنحيته عن التدريس بالجامعات بسبب ايذائه لمخالفيه في الرأي"( ). ففي عام 1988م، وجَّه البروفسير عبد الله نداءً احتج فيه على تعيين المكاشفي طه الكباشي، بإحدى الجامعات بالمملكة العربية السعودية. وضمنه دعوة لمقاومة مادة الردة في القانون الجنائي. كما طالب عبدالله بتنحية المكاشفي عن التدريس والبحث بالجامعات بسبب ايذائه لمخالفيه في الرأي. فالمكاشفي هو رئيس محكمة الاستئناف الجنائية، بالعاصمة القومية، وهي المحكمة التي أصدرت قرارها بتأييد حكم الاعدام على محمود محمد طه وتلاميذه في يوم الثلاثاء 15 يناير 1985م. كتب عبدالله في ندائه، قائلاً:

      "وإننا لنعتقد أن سجل الدكتور الكباشي في التخلّص من خصومة الفكريين وارهابهم حتى يلفظوا عقائدهم لا يؤهله لعضوية أي هيئة تدريس، فمن الصعب أن نتوّقع من الدكتور الكباشي، الذي لا يحتمل خصومة الرأي، أن يقبل من طلابه اعتناق آراء غير التي يعتقدها هو، ناهيك عن مكافأتهم على مثل هذه الجسارة الفكرية. وبناء عليه فالدكتور الكباشي قاصر عن كل مطلوب في المعلّم والباحث. وعليه فإننا نناشدكم الكتابة لمدير جامعة الملك سعود معترضين على تعيين الدكتور المكاشفي بالجامعة وأن تسألوه ابعاده من كل وظائف التدريس والبحث. وسنكون ممنونين جدا اذا مررتم هذه المناشدة الى كل المنظمات العلمية التي تشغلها قضايا حرية الفكر وتنتفض للجرائم الموجهة ضدها".

      لابد من الإشارة إلى أن عبدالله كان قد أدان محكمة الردة التي عقدت في مواجهة محمود محمد طه، من محكمة غير مختصة، في 18 نوفمبر 1968، ضمن رفاقه أعضاء جماعة "ابادماك" وهو تجمع الكُتاب والفنانين التقدميين، وكان وقتئذ يحتل موقع الأمين العام للجماعة، اصدر جماعة "ابادماك" بياناً، جاء فيه "يستنكر اجتماع الكتاب والفنانين التقدميين"أبادماك" التضييق الذي تمارسه بعض الجهات علي العقل باسم الدين. إن الحرج الذي تعرض له العقل والوجدان بوقوف فكر ومنهج الأستاذ محمود محمد طه أمام القضاء الشرعي لهو حرج في أفئدة كل الذين يريدون لبلادنا أن تستظل بالحوار وأن تسترشد بالحجة والبيان وأن يصان العقل من الاستعلاء والاستعداء. وإننا لنؤكد بالقطع مسئولية الفكر في خلق سودان معاصر في التاريخ والزمان والمكان. لن ننثني أمام محاكم الردة وما اشبه.. ففي عمق رؤانا يعيش شعبنا وتراثه وباسمه نستشرف آفاق المعاصرة والبهاء"( ).

      أيضاً، وجه عبدالله نداءات فردية أخرى، منها : "رسالة من البروفسير عبد الله علي إبراهيم إلى رئيس الجمهورية بخصوص حشد 30 يناير 2011م"، كتب في مدخلها، قائلاً:

      "سيادة الرئيس عمر البشير.. لست من الكتاب الذين يوجهون الرسائل بالنصح والرجاء لذوي الشأن. فأنا أكتب لرسم أجندة تأتلف عندها الأفئدة والقلوب في يوم قريب. ولكني أخاطبك اليوم أوصيك خيراً بالشباب الذين تداعوا للتعبير عن محبتهم لوطنهم ورأيهم في ولاة أمرهم. وابدأ بنفي أمرين عنهما حتى لا نستبق شاغلهم اليوم بالتخمين والريب. فهم ليسوا رسل أحد. لقد تنادوا أصالة عن أنفسهم لا وكالة عن أحد. وهم ليسوا مجرد نقلة عن تونس أو مصر. فشباب السودان قدوته نفسه لأنه يقف فوق أكتاف ثورتين ساطعتين للديمقراطية تجري فيه مجرى الدم عزيمة وعزة ببلده (انسدلت جدلة عرس في الأيادي). لم يعرف أكثرهم رئيساً غيرك خلال عقدين من الزمان. وهذه مدة أكثر من كافية للحكم عليك بأعمالك".

      كما وجه عبدالله في يوم 9 يوليو 2009م نداءً بشأن "إعادة تسمية الكلية العسكرية العليا باسم المرحوم نميري"، كتب في مدخله، قائلاً: "إننى لأتوجه بمناشدة حرى للسيد رئيس الجمهورية أن يعيد النظر في قراره بردة الكلية العسكرية العليا لتسمى باسم المرحوم. واسأله أن ينتظر بأمر المرحوم وإعادة تأهيله حتى قيام البرلمان السوداني ليقرر فيها النواب المنتخبون من الشعب للرجل أو عليه. والخير أردنا". كما وجه في يوليو 2016م رسالة إلى المؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوداني، جاءت بعنوان: "رسالة من عبد الله علي إبراهيم إلى المؤتمر السادس للحزب الشيوعي: المثقف والحزب"، بيَّن فيها أسباب تركه للحزب في عام 1978م، وتناول وضع المثقف في الأحزاب السودانية. وغيرها ذلك من الرسائل المذكرات الاحتجاجية.

      ولعل نهج نشر المذكرات الاحتجاجية واطلاق النداءات الفردية، على النحو الذي فعله البروفسير عبد الله، هو نهج جديد على السودان، من حيث أنه عمل فردي، ومن حيث أنه محاولة متقدمة لبناء سلطة المثقفين.

      أيضاً هناك إسهامات للبروفيسور عبدالله في ميدان الأطروحات الجامعية، حيث أشرف على الأطروحات الجامعية (الدبلوم والماجستير والدكتوراه)، إلى جانب مشاركته ممتحناً لطلاب الماجستير والدكتوراه.

      المعرفة الاستعماريةColonial Knowledge

      لا جدال في أن المعرفة الاستعمارية قد تسربت إلى حياة وفكر وعقول الشعوب التي خضعت للاستعمار، فظلت هناك جرعات معرفة استعمارية تفعل في فعلها، في مختلف المجالات السياسية والاقصادية والاجتماعية والثقافية، وهذا ما يتجلى بشكل سافر في مختلف المجالات في السودان. فخروج المستعمر من الأرض لا يعني الاستقلال. يقول محمود محمد طه: "نحن حتى الآن مستقلون سياسياً، مستعمرون فكرياً.. فكرك، وفكري، ما عندو غير الثقافة الغربية.. الثقافة المستعمرانا، وقد أخرجنا مستعمرينا من أرضنا، وهي لا تزال تستعمر عقولنا"( ). كان عبدالرحمن عبدالله قد تناول في كتابه: السودان الوحدة أم التمزق، آثار الاستعمار وتمكنها في الحياة السودانية، فقد كتب مشيراً إلى حديث السير جيمس روبرتسون( )، وقوله بإنهم كحكام "شجعوا على التنافس المحموم بين الطائفتين الدينيتين وزعيميهما، وهي سياسة يعترف بآثارها السلبية على السياسة السودانية"( ). إن قول روبرتسون هذا يجد سنده في الإرث السياسي وفي الواقع الراهن، بل لم يخذل ساسة السودان السير جيمس روبرتسون. كما تحدث عبدالرحمن عن الميراث البريطاني الإداري مشيراً لحديث باذل ديفيدسون (1910-2014) ( ) الذي قال: إنه في أغلب الحالات في المستعمرات "فإن التعليم كان من أجل تثبيت الأمر الواقع، والأمر الواقع الاستعماري على وجه التحديد"... وأن نفوذ من احتلوا المواقع استمر "لأن المكاتب التي جلسوا عليها، هي نفسها المكاتب القديمة، وكذلك الملفات التي يعملون عليها، فقد تغيّر الحكام ولم تتغير مؤسسات الحكومة الكولونيالية"( ). وأضاف عبدالرحمن بأن الإرث الاستعماري جمَّد حركة التغيير، وقد استدعي في ذلك الزعيم الهندي نهرو، كتب عبدالرحمن عبدالله، قائلاً: "وفي حقيقة الأمر فإن الميراث البريطاني الإداري لم يشفع للسودانيين لمواصلة الحكم بفاعلية، وكما حدث في الهند فلقد أرسوا دعائم حكم القانون، ولكن، ورغم المظهر الخارجي، كما قال نهرو "جمدوا حركة التغيير"( ). وفي هذا كان عبدالله علي إبراهيم قد أشار في دراساته إلى أن التغيير يرتبط بتفكيك الإرث الثقافي للاستعمار ونقد المعرفة الاستعمارية، الأمر الذي يتطلب الإحاطة بالاستعمار، وأضاف، قائلاً: "إن الإحاطة بالاستعمار كإرث ثقافي متين يلزم في حربه البأس الفكري الشديد( ). وفي هذا كتب محمود محمد طه، قائلاً: "إن الإنجليز قد يجلون غداً ثم لا نجد أنفسنا أحراراً ولا مستقلين، لأن الاستقلال والحرية لا تجىء إلا نتيجة للحكم الواعي الرشيد وذلك أمر لا يتفق اتفاقاً وإنما يجىء عن تعمد وتوخ ودراسة واعية"( ).

      كذلك تحدث عثمان سيد أحمد إسماعيل البيلي (1930- 2011) عن الاستعمار باعتباره، كما أشار عبدالله علي إبراهيم في دراساته، لاسيما، كتابه: بخت الرضا: الاستعمار والتعليم، بأن الاستعمار مشروع ثقافي بعيد المدي، كتب البيلي، قائلاً: "والاستعمار ليس فقط نهباً للثروات وتسخيراً للعباد وإنما هو مسخ للهوية وتشويه للتاريخ"( ). وعن آثار التعليم الاستعماري، وخطورة جرعات المعرفة الاستعمارية التي تشربها مثقفو الدول المستعمَرة، تحدث البيلي مشيراً إلى أثر ذلك لدى المثقفين، ولم يستثن بني جيله، حيث وصفهم بأنهم تشربوا معرفة "علمتهم الجدل ومنعتهم العمل"( ). وفصّل، قائلاً: بأنهم ظلوا يتحدثون "عن التغيير دون التحرك والعمل على التغيير، ذلك لأن أولئك المثقفين يمرحون في قيد ثقافتهم التي تعلمهم الجدل وتمنعهم العمل"( ). ويؤكد هذا المعنى البروفسير محمد عمر بشير (1926م-1993م) حينما تحدث عن ميل المتعلمين إلى السفسطة، وكتب عن نمو اتجاه الحسد عندهم، كأحد مخلفات نوع التعليم، الذي غاب فيه التطوير للملكات النقدية، كتب البروفيسور محمد قائلاً: "والتعليم الذي حظي به المتعلمون لم يستطع أن يطور ملكاتهم النقدية. إذ خَلَّفَ اتجاهاً عقلياً يبلغ في دركه الأسفل الحسد. وفي أحسن صوره إحساساً بالانحراف صوب السفسطة والرومانسية"( ).

      هذه مجرد إشارات مختصرة، فالشاهد أن المعرفة الاستعمارية أمر ماثل في الحياة السودانية وفي الواقع الراهن السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي، وهذا ما نجد الإشارة إليه في دراسات البروفيسور عبدالله على إبراهيم التي تناول فيها نقد المعرفة الاستعمارية وسعى لتفكيكها، ولفت الانتباه إلى أننا في السودان قد تأخرنا كثيراً في دراسة المعرفة الاستعمارية، بينما قطعت الشعوب والدول الأخرى التي خضعت للاستعمار شوطاً كبيراً في نقد المعرفة الاستعمارية وتفكيكها( ).

      استخدام عبدالله علي إبراهيم لمنهج مدرسة ما بعد الاستعمار

      برز خطاب نقد آثار الاستعمار الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، والحاجة لتفكيك الذاكرة الاستعمارية، حديثاً مع أطروحات فكر ما بعد الحداثة. تمظهر الخطاب في مدرسة دراسات الاستعمار، ومدرسة دراسات ما بعد الاستعمار. وتمحور حول ضرورة إعادة النظر في البناء الاستعماري للمفاهيم والتصورات لطبيعة القضايا وجذورها، التي خلفتها مرحلة الاستعمار على الشعوب والدول التي خضعت للاستعمار، بما في ذلك نقد التعليم الاستعماري، والدعوة للتحرر من الإرث المعرفي للاستعمار( ). كان إدوارد سعيد (1935- 2003) أحد أهم المنظرين لمدرسة دراسات ما بعد الاستعمار( )، وقد تحدث عبدالله علي إبراهيم عن ذلك في دراساته. ذهبت آنيا لومبا في دراستها: في نظرية الاستعمار وما بعد الاستعمار الأدبية، إلى التساؤل قائلة: يمكننا أن نسأل، ليس فقط، متى تبدأ مرحلة ما بعد الاستعمار، ولكن أين يمكن أن نجد ما بعد الاستعمار؟( )، وقدمت تعريفات للاستعمار وما بعد الاستعمار، كما أشارت إلى أن دراسات ما بعد الاستعمار أظهرت أن العملية الاستعمارية غيرت كلاً من "المدينة الحواضرية" و"المستعمرة" بصورة عميقة. وأعيد بناء كليهما وفقاً لذلك أيضاً بواسطة فكفكة الاستعمار. فمقولة ما بعد الاستعمار Post colonialism التي جلبت إلى مجال الخطاب النقدي؛ وهي، في أساسها، "مقولة سياسية" استخدمت أول مرة في مجال النظرية السياسية في السنوات الأولى من عقد السبعينيات لوصف حالة البلدان التي خرجت من تجارب الاستعمار الأوروبي( ).

      ففي السودان، الذي شهد الاستعمار الأوروبي، يُعد عبدالله علي إبراهيم، حسب اطلاعي، من أوائل الذين دشَّنوا هذا النوع من الدراسات النقدية، مستخدمين منهج مدرسة ما بعد الاستعمار في دراساتهم. فقد اتبع عبدالله هذا المنهج في كتابه( ): Manichaean Delirium: Decolonizing the Judiciary and Islamic Renewal in Sudan, 1898–1985، وقد عرَّب جزءاً منه ونشره بعنوان : الشريعة والحداثة: جدل الأصل والعصر( ). فعن المنهج الذي اتبعه في هذا الكتاب، كتب عبد الله، قائلاً: إنني اتبعت فيه، منهج مدرسة ما بعد الاستعمار التي شيخها الدكتور إدورد سعيد الفلسطيني الأصل( ). فهو شيخ مدرسة "دراسات ما بعد الاستعمار". وهي مدرسة لا تصوب نقدها لتركة ومغزي الاستعمار فقط بل هي خصم ألد لصفوة الوطنيين التي أخرجت المستعمرين. فمن رأي سعيد أننا لم نقف بعد على جلية الاستعمار على طول ابتلائنا به و"تحررنا" منه. وأشار عبدالله إلى أن سعيد خصص كتابه: الثقافة والامبريالية، ليتلافى نقصاً معيباً في معرفتنا بالاستعمار. فهو يرى (أي سعيد) أن ضوضاء الجيل الوطني لم تنفذ لمعرفة كيف تقتحم الامبريالية ثقافة الذين تستعمرهم وكيف تطبعهم بقيمها، في حين يظنون أنهم قد صرعوا الاستعمار ونجوا من شره. فقد نقرأ رواية "مانسفيلد بارك" للكاتبة الانجليزية جين اوستن كواحدة من عيون الأدب العالمي الذي لا شاغل له بالسياسة. ومن رأي سعيد أن هذه غفلة. وكشف بصفاء كيف أن الثقافة والسياسية تناصرتا في المشروع الاستعماري( ).

      استخدم عبدالله كذلك منهج مدرسة ما بعد الاستعمار، في كتابه: بخت الرضا: التعليم والاستعمار، فقد كتب في مقدمته، قائلاً: "تقع هذه الدراسة بصورة أخص في حيز دراسات الاستعمار والمناهج المدرسية"( ). ثم أشار عبدالله إلى إدوارد سعيد، مُطلقاً عقال مدرسة دراسات ما بعد الاستعمار، وإلى الدكتورة لند سميث، التي دعت شعب الماروي النيوزيلندي للتحرر من الاستعمار كمعرفة تشربها( ). كما أشار إلى كتاب: المنهاج الإمبريالي: العقائد العرقية والتعليم في التجربة الاستعمارية البريطانية، لمؤلفه ج. أ. ماقمان، الذي قال: "إننا لم ندرس بصورة كافية الجذور العرقية في التعليم الاستعماري. فالمدارس حقاً تعلم معارف ومهارات ولكن فقط في صور تضمن الخضوع للأيديولوجية السائدة وطغيان ممارساتها"( ). لقد استدعى عبدالله البرنامج الوطني في السودان لمحو آثار الاستعمار، وهو يدفع بما خلص إليه الباحثون بأن "الاستعمار مشروع ثقافي بعيد المدى"، فكتب عبدالله، قائلاً: "فلقد تهافت البرنامج الوطني لـ "محو آثار الاستعمار" لأننا فهمنا خطأ أن الاستعمار "يتبخر" بالاستقلال( ). وعاب عبدالله على الحركات الوطنية أن بوسع الأمة التي تحررت أن تعيد صلتها بتاريخها وثقافتها كأن الاستعمار لم يكن( ).

      وفي مقدمة دراسته الموسومة بـ :"جغرافيا الاستعمار المانوية ومحنة محمود محمد طه (1985)"، 2015م، والتي سعت إلى تفكيك المعرفة الاستعمارية عبر منهج دراسات ما بعد الاستعمار، لا سيما غرس الاستعمار للفضاءات الثنائية المتعارضة. تناول عبدالله الفضاءين مشيراً إلى فرانز فانون، فكتب، قائلاً: شق الاستعمار المُستَعمرة إلى فضاءين: حديث وتقليدي. واصطلح فرانز فانون، الطبيب النفساني الفرنسي المارتينكي الأصل، على وصف هذه الجغرافيا ب (المانوية) نسبة إلى ماني، صاحب الديانة الفارسية التي تعتقد في انقسام أزلي للعالم بين نقائض مثل الخير والشر، يدور بينهما صراع درامي أزلي. فما حل الاستعمار ببلد، في قول فرانز فانون، حتى قسمه إلى فضاءين: الحيز الأوربي الذي له الأمر ومستودع القيم المستقبلية، وحيز "الأهالي" المغلوب على أمره ومستودع القيم الآفلة. وقد وصف فانون هذا العالم "المزدوج" المتباغض بهرميته الاعتباطية بقوله إن الفضاءين، الحديث والتقليدي، متعارضان من غير سعى من جانبيهما لبلوغ أي شكل أعلى من الوحدة. وذهب عبدالله متفحصاً واقع الحياة السودانية بعد أن امتزجت بالإرث الاستعماري، إلى أن الفضاءين قد أسفرا عن وجهيهما في كل مناحي الحياة السودانية منذ حل الاستعمار في البلاد. وتجلت بولتيكا الفضاءات الاستعمارية في تكوين القضائية من قسم مدني وآخر شرعي. فقام المدني على قانون وضعي ناظراً إلى القانون الإنجليزي. بينما اختص القسم الشرعي بتطبيق الشريعة الإسلامية في أحوال المسلمين الشخصية وفقاً لقانون صادر في 1902. كان محمود محمد طه قد تحدث عن دور الاستعمار وتدخله في الشؤون الدينية وتقسيمه للقضاء، فكتب، قائلاً إن المستعمر "أنشأ المحاكم الشرعية.. وحدد لها اختصاصا لا يتعدى شريعة الأحوال الشخصية.. وجعل تنظيم أحوال الناس المعاشية، في تعاملهم اليومي، إلى الشريعة الوضعية، وأقام القضاء المدني بإزاء القضاء الشرعي، وجعله فوقه، وأعطاه السيادة عليه، وجعل تنفيذ أحكام القضاء الشرعي في يد القضاة المدنيين. وكانوا، في الغالب الأعم، بريطانيين"( ).

      ثورة رفاعة 1946م: حقائق ووقائع

      أبادر فأعتذر للقراء عن التوسع في هذا المحور، الذي اقتضته ضرورة التوضيح لحقائق ووقائع تفتقدها الدراسات السودانية، كما أن إيرادها يعين في فهم ما توصل إليه عبدالله علي إبراهيم في دراسته لثورة رفاعة، إذ نفذ إلى ما لم تصل إليه الدراسات السودانية حتى اليوم، وفي يقيني بأنها ستصله بعد حين، وهو قراءة ما حدث في رفاعة على أنه ثورة. وبدون الخروج عن موضوع هذه الورقة، فإنني أقدم لمحات مختصرة عن ثورة رفاعة( ).

      إن الثورة التي قامت في يوم الجمعة 20 سبتمبر 1946 بمدينة رفاعة، بقيادة محمود محمد طه، رئيس الحزب الجمهوري، ما هي إلا حلقة من حلقات نضال الحزب الجمهوري ضد الاستعمار. فقد كتب محمود محمد طه، قائلاً: "عندما نشأ الحزب الجمهوري... أخذ يعارض الحكومة في الطريقة التي شرعت عليها تحارب عادة الخفاض الفرعوني، لأنها طريقة تعرض حياء المرأة السودانية للابتذال، وعلى الحياء تقوم الأخلاق كلها، والأخلاق هي الدين"( ). لقد ظلت هذه الثورة من أكثر الثورات التي وجدت التجاهل من الدارسين، والتقليل من هويتها الثورية في الدراسات التي تعرضت لها، أكثر من ذلك فالتناول الذي تم للثورة في كل الدراسات والمقالات، والتي وقفت عليها، خاصة الدراسات التي استخدمت مناهج بحث حقبة الحداثة، اتسم بالانبتات عن مصادر المعلومات في الإرشيف القومي في السودان، فالمعلومات التاريخية الواردة في تلك الدراسات عن الثورة، ليست غير دقيقة وغير محيطة بالحدث فحسب؛ وإنما ناقصة وقاصرة ومضللة، ومن الطبيعي أن تختل نتائجها. فهذه الدراسات من جهة، لم تقف على المعلومات وحقائق التاريخ في مظانها، كما أنها لم تدرس الثورة باعتبارها حلقة من حلقات نضال الحزب الجمهوري ضد الاستعمار، ومن الجهة الأخرى فإنها لم تستخدم مناهج البحث الجديدة مثل منهج مدرسة ما بعد الاستعمار، وإنما استخدمت مناهج بحث تتصل بحقبة الحداثة، ولهذا لم تتعاط كل هذه الدراسات مع ثورة رفاعة على أساس أنها ثورة ضد المستعمر؛ وإنما، وباعتبار سبب قيامها، وهو قضية الخفاض الفرعوني، هي عمل ضد الحداثة، وضد تحرير المرأة، وهي تعبير عن موقف محمود محمد طه من عادة الخفاض الفرعوني التي أدعى الاستعمار محاربتها. بينما كانت الدراسات التي استخدمت المناهج البحثية التي تتصل بتفكيك خطاب المعرفة الاستعمارية وتتصل بحقبة ما بعد الحداثة Postmodernism، والتي استخدمت منهج مدرسة دراسات ما بعد الاستعمار Post-Colonialism، جاءت بنتائج متفقةً مع محمود محمد طه في موقفه من تشريعات الاستعمار لمحاربة قانون الخفاض الفرعوني. كما أتفق هذا النوع من الدراسات معه في تفسيره للغرض السياسي من مسألة الخفاض الفرعوني، وفي نظرته للكيفية التي يجب أن تحارب بها عادة الخفاض الفرعوني. هذا النوع من الدراسات بدأ الآن في التوسع وفي طريقه ليكون أكثر عدداً من النوع الأول. وتأتي على رأس هذه الدراسات دراسة عبدالله علي إبراهيم، موضوع هذه الورقة، وقد تميزت دراسته عن كل الدراسات بأنها أعادت لثورة رفاعة هُويتها الثورية، وأرجعتها، بعد اقصاء، إلى سجل إرث السودان الثوري.

      لم يكن موقف محمود محمد طه، رئيس الحزب الجمهوري، من عادة الخفاض الفرعوني، قد تبلور مع ثورة رفاعة في سبتمبر 1946م، وإنما كان موقفاً معلناً منذ يوم 10 ديسمبر 1945م في بيان صدر بعنوان: "بيان الحزب الجمهوري عن مشروع قانون الخفاض الفرعوني"، جاء في صدره: "لا نريد بكتابنا هذا أن نقف موقف المدافع عن الخفاض الفرعوني ولا نريد أن نتعرض بالتحليل للظروف التي أوحت به لأهل السودان، والضرورة التي أبقته بين ظهرانيهم الى يومنا هذا، ولكننا نريد أن نتعرض لمعاملات خاصة وأساليب خاصة وسنن خاصة سنتها حكومة السودان أو قل إبتدعتها ابتداعاً وارادتنا أن ننزل على حكم ابتداعها إرغاماً...". إن اصدار الحكومة لتشريع الخفاض الفرعوني، لم يكن غرضه الاشفاق على المرأة أو غرضة الناحية الإنسانية والأخلاقية، كما زعمت، فإذا كان الأمر كذلك، يقول البيان "لماذا لم تتخذ حكومة [بريطانيا الاستعمارية] الهند إزاء استئذان الجنود لسادتهم وسمل عيون الأطفال ما اتخذته حكومة السودان من قانون بشأن الخفاض الفرعوني؟". ومن المعروف أن عادة سمل عيون الأطفال (سمل عينه أي فقأها) من العادات السائدة في الهند التي كانت تحت الحكم البريطاني. فالأمر لم يكن كما صوره الاستعمار. وذهب البيان في توضيح الأمر ودحض حجج الاستعمار، وهو بيان وافي وقد بلغ عدد كلماته نحو (1500) كلمة.

      الشاهد أن كل الدراسات التي درست ثورة رفاعة، والتي وقفت عليها، لا تجد فيها أثراً لبيان الحزب الجمهوري عن الخفاض الفرعوني، ولم تتناول ما ورد فيه، وهو البيان الذي تضمن موقف الحزب الجمهوري من التشريع الذي سنه الاستعمار بشأن الخفاض الفرعوني. لقد أشار البيان كذلك إلى المجلس الاستشاري لشمال السودان، وهو المجلس الذي صدر عنه تشريع الخفاض الفرعوني. كان الحزب الجمهوري مناهضاً للمجلس الاستشاري لشمال السودان The Advisory Council for the Northern Sudan الذي تم تأسيسه ليكون قاصراً على مديريات السودان الست الشمالية، ولم تكن المديريات الجنوبية ضمنه( ). الأمر الذي رفضه محمود محمد طه، واعتبر قيام المجلس الاستشاري لشمال السودان نية مبيتة من المستعمر بهدف فصل جنوب السودان، فظل يناهض ذلك المجلس، ورافضاً للقرارات الصادرة عنه. ولم يصدر المجلس، إلى جانب قرار الأمن العام، سوى قرارين: الأول بشأن الخفاض الفرعوني والقرار الثاني يقضي بمنع تعاطي الخمور، ومنع تقطير الخمور الروحية محلياً "العرقي والمريسة"( ). فور اجازة المجلس لـ "مشروع قانون الخفاض" خلال مداولات خلال الفترة 4- 8 نوفمبر 1945( )، اصدر الحزب الجمهوري بيانه عن الخفاض الفرعوني في 10 ديسمبر 1945، مبينناً موقفه من قضية الخفاض الفرعوني، ومتسقاً مع موقفه الرافض لأي قرار صادر عن المجلس. لهذا لا يمكن دراسة موقف محمود محمد طه من الخفاض الفرعوني بمعزل عن بيان الحزب الجمهوري في 10 ديسمبر 1945، وقد أشار لهذا المعنى التجاني عامر، قائلاً: إن "حادث (الطهارة الفرعونية) في رفاعة وهو حدث اجتماعي رفعه محمود إلى مستوى المساس بالدين والوطن"( ). كما لا يمكن دراسة البيان عن الخفاض الفرعوني بمعزل عن موقف الحزب الجمهوري من المجلس الاستشاري لشمال السودان ومن القرارات الصادرة عنه.

      كانت الحكومة الاستعمارية قد استبقت مداولات اجراءات الدورة الرابعة، المجلس الاستشاري لشمال السودان (3-8 نوفمبر 1945) ( ) عن الخفاض الفرعوني، بتقديم "مذكرة عن الخفاض في السودان الإنجليزي المصري"( ). جاءت المذكرة بتقديم هيوبرت هدلستون حاكم السودان العام، والشيخ أحمد الطاهر مفتي السودان ونائب قاضي القضاة. وتضمنت رأياً مكتوباً عن الخفاض الفرعوني من السيد على الميرغني، ومن السيد عبدالرحمن المهدي( ). وقد جاءت الآراء المكتوبة في المذكرة، متسقة مع رؤية الحكومة، عدا رأي السيد علي الميرغني، فقد كتب في رأيه المنشور في صدر المذكرة، قائلاً: "ما من بلاد إلا ولها عوائد مستحسنة وأخرى مستهجنة في نظر العلم والعقل، والنوع الثاني يأخذ في الزوال شيئاً فشيئاً لاستنارة عقول معتاديه بنور العلم، والسودان لا يخرج عن هذه القاعدة بداهة... العادات الغير المستحسنة ستختفي وتزول أمام نور العلم والتهذيب"( ).

      هذه الوقائع لا يجد الباحث لها أثراً في الدراسات السودانية التي تناولت ثورة رفاعة، كما لم يتم الربط بين ثورة رفاعة وقيام الجلس الاستشاري لشمال السودان، إلا في دراسة واحدة، مما وقفت عليه، وهي دراسة مدثر عبدالرحيم التي جاءت بعنوان: الامبريالية والقومية في السودان: دراسة للتطور الدستوري والسياسي في السودان (1899م-1956م)، غير أن مدثر لم يتناول ما حدث في رفاعة باعتباره ثورة، وإنما وصفه بالصدام. فقد تناول مدثر المجلس الاستشاري، وقضية الخفاض الفرعوني، وأشار إلى رأي السيد علي الميرغني "بأن الختان الفرعوني، كغيره من العادات، سيزول حتماً مع انتشار التعليم والوعي العام"( ). وعلى الرغم من أن مدثر عبدالرحيم قد أورد رأيه من الخفاض الفرعوني وكان يتفق إلى حد كبير مع رأي محمود محمد طه، إذ كتب، قائلاً: "على أن محاولة القضاء على هذه العادة العميقة الجذور بإجراء تشريعي قد دلت، كما كان منتظراً، على أنها غير مجدية، وانتجت أثراً عكسياً"، على الرغم من ذلك فإنه لم يسمِّ ما حدث في رفاعة بثورة، وإنما صدام. فقد كتب مدثر متحدثاً عن ردة الفعل لصدور قانون الخفاض الفرعوني، قائلاً: "ووقع على الأقل في بلدة واحدة وهي رفاعة اصطدام خطير بين المتظاهرين والشرطة"( ). ولم يرد عنده ذكراً لبيان الحزب الجمهوري عن الخفاض الفرعوني.

      إن تسمية ثورة رفاعة، بأنها صدام مع الشرطة، كما ذهب مدثر عبدالرحيم، أو "شغب" أو "حوادث رفاعة" وما شابه ذلك، وليس ثورة، أمر له جذور تعود إلى الخطاب الاعلامي للحكومة الاستعمارية آنئذٍ( ). وهو أمر شائع لدى الكثير من المؤرخين السودانيين، فقد كتب عون الشريف قاسم (1933م-2006م)، وهو يتحدث عن محمود محمد طه، قائلاً: "اصدر المنشورات منذ عام 1945م وبدأ البوليس يلاحقه وسجن لعامين في كوبر"( ). هذه تسمية للأشياء بغير مسمياتها، فالبوليس لم يلاحق محمود محمد طه في شأن شخصي وإنما بسبب شأن وطني، فقد طارده البوليس حينما أصدر المنشورات، والمنشورات ضد المستعمر لا يُصدرها إلا المناضلون والأبطال المقاومون من أجل بلدانهم وشعوبهم. وفي تقديري، أن وصف المناضل من أجل طرد المستعمر بأن يقال "كان يلاحقه البوليس"، هو تبني لوجهة نظر المستعمر، وما كان يجب أن يتبنى عون الشريف قاسم وجهة نظر الإدارة الاستعمارية ويسمي نضال محمود محمد طه ومواجهته للمستعمر بـ "ملاحقة بوليسية".

      ثورة رفاعة عند عبدالله علي إبراهيم
      العمل على تفكيك المعرفة الاستعمارية كون "الاستعمار مشروع ثقافي بعيد المدى"

      درس عبدالله علي إبراهيم ثورة رفاعة مستخدماً منهج مدرسة ما بعد الاستعمار، ونشر دراسته باللغة الإتجليزية بعنوان: “Keep These Women Quiet: Colonial Modernity, Nationalism, and the Female Barbarous Custom( ). وترجمة العنوان هي: "يا نسوان كفى: الحداثة الاستعمارية، والقومية، وختان النساء البربري"( ). أوضح عبدالله في مدخل ورقته، قائلاً: " إن ورقة البحث هذه تعيد النظر في ثورة رفاعة (1946) في السودان بقيادة الأستاذ محمود محمد طه، الإسلامي الكبير السن، والمصلح الحداثي، الذي اعدمه الرئيس نميري في عام 1985ـ". وأضاف، قائلاً: "على الرغم من أنه يبجل كشهيد لشجاعته في مواجهة الموت من أجل معتقداته، إلا أن طه قد انتقد بلا هوادة لمعارضته لإجراء يزعم بأنه يهدف لإنقاذ النساء من هذا العرف البربري . ولم يفلح حتى العمل غير المسبوق". ثم أوضح عبدالله بأن ورقته سوف تجادل في أن هذا الرأي المتعارض حول موقف محمود محمد طه من الخفاض الفرعوني، قد نشأ من انقسام محزن حول الدراسات الأكاديمية عن السودان. خاصة وأن زعم الحداثة الاستعمارية بتمدين المواطنين المحليين، مثل إنقاذ نساء المستعمرات، قد قبلت على نطاق واسع. كما بيَّن عبدالله بأن ورقته تعمل على سد الفجوة بين الدراسات النسوية والدراسات القومية السودانية، وذلك لإعادة تأهيل النظرة النسوية فيما يتعلق بأفكار محمود محمد طه "المفكر المتميز ذو الأفكار القومية المغايرة". كما أوضح عبدالله بأن مفهوم الإنقاذ الاستعماري، أو مفهوم إدخال الحداثة، سيتم النظر إليها باعتبارها شكل من الـ "هراء استعماري". وأن هذا الهراء هو نتاج عقم النظرية الاستعمارية، المتمثلة في مشروع الحداثة المزعومة، المتنازعة ما بين مطالب المدنية التي أثيرت في الأعراف الديمقراطية، والقيود الإدارية للمستعمرات الغارقة في ممارسة النسل.

      فصَّل عبدالله في دراسته أحداث الثورة ووقائعها، ووقف عند المواقف من الثورة. كان عبدالله يستشهد بآراء محمود محمد طه الواردة في مظانها، ثم قدم نقداً إلى الحداثيين الذين يصورون محمود محمد طه "بأنه ضد الحداثة لقيامه بثورة رفاعة". يمكن الإشارة هنا إلى أن جل دراسات هؤلاء، إن لم تكن جميعها، في تقديري، لم تعتمد على مصادر المعلومات عن الثورة، وإنما أكتفت بالنقل والخيال، وقد أشار عبدالله لذلك، قائلاً: "على الرغم من دعوات الرجل المتكررة لهم ليقبلوا على فكره بعقول مفتوحة و بصيرة". وأضاف عبدالله بأنه لم يشفع للرجل عند هؤلاء المثقفين و لا حتي مناداته بالمساواة التامة بين الرجال و النساء التي طرحها منذ الأربعينات. أكثر من ذلك فقد تتبع عبدالله التنميط الذي تم لمحمود محمد طه بهذه الصورة الرجعية، وقال عبدالله بأن التنميط ظهر على فترات متفاوتة، ففي العام 1968م، كتب سعيد محمد أحمد المهدي (...- 2005م)، قانوني ذو توجه ماركسي، ذكرياته في هذا الشأن. سعيد لم يكن في رفاعة ابان اندلاع الثورة ولكنه التحق بمدرستها المتوسطة عقيب ذلك ووجد "أن الناس كانوا يتحدّثون عن ثورة محمود محمد طه التي سجن من جرائها. ذلك أنه قاد الجماهير الغاضبة من رفاعة إلى مركز الحصاحيصا.... وهذه الثورة رغم أنها رجعية، لأنها تؤيد الخفاض الفرعوني إلا أنها كانت ثورة عارمة ضد الاستعمار" (الصحافة 30 نوفمبر 1968). وأضاف عبدالله تصادف وقتها أن حسن الترابي (1932- 2016)، حداثي آخر، كان طالباً برفاعة الوسطى حين ما قاد طه ثورتها ضد قانون الخفاض. وأضاف عبدالله، قائلاً: "شارك الترابي في تلك الثورة ولكنه لاحقا نفض يده عنها. لقد حدثني في العام 1996 أنه كان غرا ولم يك ذا دراية بالمردود السالب لتلكم الثورة". ثم أشار عبدالله إلى أنه وفي العام 2002 قام خالد المبارك، أستاذ الأدب الإنجليزي، مسرحي وصحفي ذا خلفية ماركسية، قام بآخر حملات وصم ثورة طه بالرجعية، وذلك في عمود له بصحيفة الرأي العام (19 نوفمبر 2002)، ورأى المبارك بأن انتفاضة رفاعة المزعومة ليست من مآثرنا في النضال ضد الاستعمار بل هي من مخازينا . ويقع وزرها بالكامل على طه. وأضاف بأن الأسوأ من ذلك، بحسب المبارك، أن طه لم يراجع موقفه علناً او يذكر مبرراته بعد نيل البلاد لاستقلالها في العام 1956م.

      وأشار عبدالله إلى أن صورة ثورة السالبة على المستوى الأكاديمي، قد عبّر عنها خير تعبير الأكاديمي محمد احمد محمود حينما زعم أن طه قد عارض، بسوء فهم، نحو الإدارة لسن قانون تقدمي بغض النظر عن الجهة السانة لهذا القانون. لقد صعّد طه هذا الأمر الباعث لحساسية مفرطة عند الأمة لسوقها لمناهضة الإدارة بناءً على تشكك في نواياها والارتياب عما هي بصدده من سنها لذلك القانون، ويقع اللوم بكامله على كاهل طه كونه هو من وجه "الضربة القاضية" لهذا القانون التقدمي. ويرى محمود أن حتى الحكومات الوطنية التي أعقبت زوال المستعمر لم تستطع اعمال قانون يجرّم تلكم العادة خوفا من استثارة عواطف تذكي أوار ثورة على غرار ما حدث في ثورة رفاعة 1946م.

      رأي عبدالله أن في تناول هؤلاء تحاملاً، فذهب في ورقته لمعالجة التحامل، فقد كتب، قائلاً: "يطيب لي ابتدر أن انقاش ما قد اراه "تحاملا" قبل أن أدلف لتكوين أطار نظري فضفاض يعيننا على استجلاء "تحامل" هؤلاء الحداثيون الحساسون تجاه طه". موضحاً بأن "هذا بدوره قد يضعنا وجه لوجه مع تأثيرات الثقافة الاستعمارية على هؤلاء الحداثيين. قد نرى، تأسيسا على ذلك، أنه قد يعوز حتى فلسفة ثورية مثل الماركسية، التي يعتنقها بعض هؤلاء الحداثيون، قد يعوزها طرح أصيل يسلّح المقاومة الوطنية في دأبها لنيل حريتها من مستعمرها. أكثر من ذلك، فبوسعنا ان نرى أن التنوير، الذي يعتمده هؤلاء الحداثيون منسأة يتوكأون عليها، هو ذاته الذي شجّع المبادرة الاستعمارية (أو تجاوز " عن سيئاتها" في أحسن الفرضيات)". وأضاف عبدالله، قائلاً: إن هؤلاء المنتقدون لا يتفقون وكل حركات التغيير الاجتماعي والسياسي التي نفضت يدها عن محاربة تلك العادة. باعتقادهم أن هذه الحركات قد تخلت عن محاربة تلكم العادة خوفا من تكرار تجربة ثورة رفاعة ضدها. ولكن من الواضح أنما توصلوا اليه هؤلاء المنتقدون في عدم فاعلية هذه الحركات يرتكز على مصادر ناقصة. وذهب عبدالله بالتفصيل في أمر تحامل الحداثيين، ونقد رؤيتهم.

      استند عبدالله في تناوله لثورة رفاعة، إلى جانب المصادر الأولية المتمثلة في كتابات محمود محمد طه وأحاديثه وكتابات الإخوان الجمهوريين اللاحقة، كان قد اعتمد على خطبة محمود محمد طه في مسجد رفاعة في يوم الجمعة 20 سبتمبر 1946، وعلى مرافعته أمام المحكمة في 16 أكتوبر 1946، وهذا ما لا نجد له أثراً في الدراسات التي تناولت ثورة رفاعة، كتب عبدالله، قائلاً: "وقد وضع الاستاذ محمود يده على الاستعلاء الاستعماري المحيط بحدث رفاعة"، وأضاف عبدالله بأن خط محمود محمد طه في الدفاع خلال المحكمة قد بني على كشف خواء السلطة الادارية وقد قال للمحكمة بأنه لم يحرض الناس في رفاعة للنهوض ضد الحكومة وقد فعلت الحكومة ذلك بنفسها وقد اكتفى بنقد القانون السيء. وقد قال بأن الامر كله نتج عن سلسلة من الأخطاء ارتكبت بواسطة الادارة وتم تحديها بواسطة الناس للدفاع عن شرفهم وسلطتهم. وقد استمر البريطانيون في ارتكاب الأخطاء بكل عنجهية وواصلت الادارة ضربها للناس في رفاعة وقد استمتعت بجنون بضرب ضحاياها وبصرخات الالم الصادرة منهم. ولو كنا نملك السلطة لكنا قد وضعنا تلك الادارة في قفص الاتهام.

      نظرت ورقة عبدالله إلى محمود محمد طه بأنه وطنياً متفرداً، وأنه مختلفاً عن الاتجاه التحديثي لمؤتمر الخريجين، فقد كتب عبدالله، قائلاً: "من الواضح أن الاستاذ محمود قد أراد أن يحقق من ثورة رفاعة أكثر من استخدام التقاليد في حجة وطنية فقد كان وطنيا متفردا وقد كان نتاجا للتغييرات الجذرية التى حدثت في الحركة الوطنية في الحقبة التي تلت الحرب العالمية الثانية". وأضاف، قائلاً: "من الممكن القول بأن الاستاذ محمود قد كان مختلفا عن الاتجاه التحديثي لمؤتمر الخريجين في منهجه بأكثر من الممارسة السياسية".

      خرج عبدالله في ورقته بعدة نتائج، منها: أن قانون الخفاض الفرعوني قد ذاب وتبخر لأن (الإداريون في كل مكان كانوا قد استهلكوا بالتحري عن هذا القانون الصعب)، وأضاف بأنه من المناسب هنا أن نجادل بأن هذا القانون لم يكن يحتاج لمحمود محمد طه كذريعة لكتابة شهادة وفاته. فهو ميت منذ وصوله. فالحملة كلها لوقف هذه العادة الوحشية كانت أساساً تصورا سخيفاً.

      أشار عبدالله إلى أن القوميين لم يكونوا مدركين لتداعيات هذه الحملة ولكن توقيت هذه الحملة نبهتهم، بأن هذه الممارسة الوحشية أدت لاعتقاد القوميون بأن ينظروا للمستعمر البريطاني بأنه يريد تجديد الانتداب ليحكموا هؤلاء المتوحشين بدون نهاية تلوح في الافق. غير أنه لم تفت على محمود محمد طه معرفة غايات هذه الحملة لمكافحة الخفاض من المستعمر، فالمستعمر يريد تخليد أسمه ويمد في أيامه التي حان أوانها ليخرج. فالحملة البريطانية والتي أثير السؤال عنها في البرلمان البريطاني في 26 يناير 1949م، قوبلت بالجهاد. في خطبة الجمعة في رفاعة طه خطب في المصلين ( هذا ليس يوم العبادة في الخلوة أو الزاوية هذا هو وقت الجهاد).

      المهم، عند عبدالله كما أوضح، هو أن الجدل بين السودانيين عن دور محمود محمد طه في ثورة رفاعة ضد الخفاض اججت قضية الاستعمار وبعثت في النفوس الوطنية طرق مكافحته. فكان من البديهي أن يصل الناس بأن هذه القضية لفقت زورا من قبل المستعمر. ثم أضاف قائلاً: إن تجربتنا الاستعمارية وضعتنا في مصيدة الحداثة بوسائل نظرية بنيت على اعتقاد (الحديث) (وتقاليد) المجتمعات. صلاحية هذه النظريات ارتكزت على التنوير الذي صاغ النظرات من قبل الأوربي للآخرين من خلال العلوم، والفلسفة والامبريالية لأنظمة محددة وواضحة التصنيف. فنظرية الحداثة وذروة التنوير كانت تحت نار "النقد" وكان الاستقطاب (بين التقاليد والحداثة). فذهب النقاد الى أبعاد قصية دون تمحص. النقاد تحديدا أخطأوا في النظرية بإهمال قوة جذور ثنائية المعارضة. محمود محمد طه بكل وضوح كان ضحية حكومة الحقيقة التي نشأت ووضعت لبنة نزاع القوة الاستعمارية. ووصفت محمود محمد طه الذي لم يكن تقليداً بأي معنى أو مدلول فوصمته "بالتقليدية" من قبل مشروع الاستعمار الذي حاد وانحرف. شخص محب للحرية مثله وجد نفسه قد حط من قدره لأجيال قادمة وذلك لانقاذ الادارة الاستعمارية المرتبكة. إن نقاد محمود محمد طه لكي لا يعزلوا انفسهم من تثبيت الحملات الاستعمارية لم يروا أن هناك عادة محددة استهدفت الاصلاح كمثل جزء من مجموعة من النساء في خطر في احدي المستعمرات.

      أشار عبدالله إلى أن الحساسية الثقافية في اسلوب الكتابة عن الخفاض الفرعوني في السودان فشلت في التأثير على النهوض بالقومية السودانية. عكس اسلوب كتابة المستعمر من الحداثة والحضارة والمواطنة، "مثل إنقاذ نساء المستعمرة من اضطهاد الرجال" التي وجدت موافقة واسعة. وأضاف، قائلاً: إن مصطلح الانقاذ الكولنيالي أو الحداثة التي ظهرت هنا كقالب "الكولينيالي الفارغ" هذا الحديث الاجوف هو دليل على عقم الاستعمار لتزعم مشروع الحداثة فتمزق بين مطالب المدنيات كإعادة لطرح الديمقراطية وإجبار الاداريون في المستعمرات في الخوض في وحل العادات والتقاليد بقوة.

      الشاهد أن عبدالله خرج في دراسته متفقاً مع موقف محمود محمد طه وأقواله بشأن ثورة رفاعة وقضية الخفاض الفرعوني. رأى عبدالله بأن العادات السيئة لا تحارب بالقوانين، وأن قانون الخفاض ولد ميتاً، وقد أشار محمود محمد طه لذلك قائلاً: "كل أمة عندها عادات حسنة وعادات سيئة.. عادة الخفاض الفرعونى عادة سيئة لكن العادات السيئة في الشعوب ما بتحارب بالقوانين وإنما بتحارب بالتنوير والتعليم والاقتناع"( ). كما رأى عبدالله بأن المستعمر لم يكن غرضه من إثارة قضية الخفاض الفرعوني، كرامة المرأة، وإنما كان غرضه إيجاد مبرر للاستمرار، وفي هذا كتب محمود محمد طه، قائلاً: "الإنجليز ما غرضهم كرامة المرأة، هم في الحقيقة فتحوا للمرأة سوق النخاسة.. فتحوا للمرأة كل الأبواب التي لا تكون بها كريمة، لكن الغرض الحقيقي من إثارة موضوع الخفاض الفرعوني أنه –وهذا أثير في البرلمان البريطاني كان – الغرض من الإثارة وهذه أن يقولوا للعالم، في رد على حركتنا الوطنية، أنه السودانيين لا يزالوا همجيين يمارسوا عادات مثل هذه وأنه مابنفتكر أنهم بلغوا الرشاد البيستحقوا بيهو حكم أنفسهم"( ).

      كما أتفق عبدالله مع أسماء عبد الحليم، قائلاً: إن عبدالحليم كانت على حق عندما استثنت منتقدي محمود محمد طه "على ما يبدو لم يكن طه ورجال مدينة رفاعة مسؤولين عن عدم قدرة المجتمع ليرى أذي الخفاض"، وذكرت عبدالحليم بأن "تعقيد هذه القضية أكبر من هذه الحادثة المنفردة"( ). وأضاف عبدالله بأن عبد الحليم اتفقت مع رقية أبي شرف "في أن فعالية قوانين الخفاض كان شرط لقدوم النساء في الجبهة المتقدمة كمدافعات ناشطات لمحاربة هذه العادة... وعندها يطالبن بحقوقهن"، وأضافت رقية أبو شرف بأن ختان الإناث عادة لها تاريخ وقامت حولها قصص وتحيط بها ثقافة وطقوس لا يمكن أن تحارب بقانون يدفع به للتطبيق دون السعي لدراسة التقاطعات الثقافية والتاريخية لهذه العادة( )، وأتفق عبدالله كذلك مع إستيف هاوردW. Howard Stephen الذي يرى بأن "من انشغل بحقوق المرأة وتحريرها وضرورة مساواتها بالرجل، حال الأستاذ محمود، لا يمكن أن يوصف بأنه وقف ضد الحداثة فيما يتعلق بالخفاض الفرعوني"( ). كما أتفق مع جينس بودي Janice Boddy التي تناولت قضية الخفاض الفرعوني ضمن كتابها الموسوم بـ: ( ) Civilizing Women: British Crusades in Colonial Sudan. فقد خلصت دراسات هؤلاء متفقة مع محمود محمد طه في الرأي، بأن الخفاض الفرعوني كعادة متأصلة ومتجذره لا تحارب بالقانون والبوليس وإنما بالتعليم والتنوير والوعي. كما أن دعوة الإدارة الاستعمارية إلى محاربة الخفاض الفرعوني بالطريقة التي تمت بها ما هي إلا دعوة استعمارية تفسر في اطار المعرفة الاستعمارية وفي اطار تحقيق الأغراض وخدمة السياسات والمصالح الاستعمارية. فماذا قدم المستعمر لرفاهية المرأة وتحريرها حتى يتلهف إلى تطبيق قانون الخفاض الفرعوني؟ وكيف للقانون يعلن وينفذ ويطبق قبل وضع الترتيبات اللازمة من الخطط الصحية والتنويرية والتعريفية لعامة الناس؟ وإن قانون الخفاض الفرعوني يفسر في اطار الآثار الاستعمارية، وهذه ما خلصت إليه الدراسات التي استخدمت منهج دراسات مدرسة ما بعد الاستعمار، في تحليلها ومعالجتها لثورة رفاعة والخفاض الفرعوني.

      غير أن عبدالله علي إبراهيم تميز عن الجميع بأنه درس الحدث في أفقه الثوري، وخرج به من مصاف قضية اجتماعية ثقافية، إلى حقيقة أنه ثورة ضد الاستعمار، وثورة من أجل التحرير. نجح عبدالله في تحرير ثورة رفاعة من التنميط، وفي نقد أحكام المتحاملين. وبهذا فإن عبدالله علي ابراهيم من أوائل الأكاديميين السودانيين، حسب علمي، من غير الإخوان الجمهوريين، الذين درسوا ثورة رفاعة باعتبار أنها ثورة، وخلص إلى نتائج جاءت متفقة مع آراء محمود محمد طه وموقفه بشأن قضية الخفاض الفرعوني.

      تجدر الإشارة إلى أن عبدالله علي إبراهيم يعمل الآن على ترجمة دراسته عن ثورة رفاعة إلى اللغة العربية، بنية اصدارها في كتاب، وقد علمت بأن الترجمة في مراحلها الأخيرة.

      خاتمة: العمل على تفكيك المعرفة الاستعمارية لاستكمال الاستقلال
      دعوة لتنظيم مؤتمر عن المعرفة الاستعمارية في السودان

      إن الإرث المعرفي الاستعماري لا يزال ماثلاً في واقع السودان السياسي والثقافي والاجتماعي والثقافي، بل يمكننا أن نذهب أبعد من ذلك، ونقول بأن المعرفة الاستعمارية لا تزال تسيطر على العقول، وبالتالي فهي لا تزال تتحكم في مسار السودان. ولهذا فإن الحاجة ماسة وملحة إلى نقد الإرث المعرفي للاستعمار في السودان. والحاجة ماسة أيضاً، إلى ضرورة تفكيك البناء الاستعماري المعرفي للمفاهيم والتصورات لطبيعة القضايا وجذور المشكلات. والحاجة ماسة كذلك، لضرورة تفكيك الذاكرة الاستعمارية التي أصبحت ضمن ذواكر أخرى تتفاعل في ثنايا السيرورة التاريخية. لا شك أن هناك بعض الجهود قد تمت في نقد الإرث الاستعماري في السودان، ولكننا في حاجة للمزيد من الدراسات التي تأخذ بمنهج مدرسة ما بعد الاستعمار، إلى جانب جهود عبدالله علي إبراهيم.

      وبهذه المناسبة تدعو هذه الورقة اتحاد الكتاب السودانيين، وقد سبق أن وجه كاتبها في العام 2012م الدعوة للمؤسسات الأكاديمية ومراكز البحوث والدراسات في السودان، إلى ضرورة تبني عقد مؤتمر عن المعرفة الاستعمارية، بهدف الفحص والتمحيص والكشف عن أهدافها ومراميها وأبعادها والتفكيك لمفاهيمها والدراسة لآثارها الاجتماعية والثقافية والفكرية والسياسية في السودان. إن الإرث الاستعماري في السودان بحقبه المختلفة، هو في حاجة لدراسات مكثفة ومعمقة، حتى نستكمل استقلال السودان. أشار محمود محمد طه إلى ضرورة أن السعي "باستمرار لنستكمل استقلالنا، من النواحي الاقتصادية، ومن النواحي الاجتماعية، ومن النواحي الفكرية"( ). وقد أشار البروفيسور عبدالله على إبراهيم في خاتمة كتابه: بخت الرضا: الاستعمار والتعليم، إلى أن المؤسسات الأكاديمية في الدول التي خضعت للاستعمار، قد قطعت شوطاً كبيراً في دراسة المعرفة الاستعمارية، وأضاف بأننا تأخرنا في دراسة المعرفة الاستعمارية، في الوقت الذي تسود بين غيرنا مدرسة دراسات ما بعد الاستعمار وتكتشف في الاستعمار سوءات تقعد بنا دون التحرر والسيادة( ).

      عبدالله الفكي البشير
      الاثنين 17 يوليو 2017م
      الهوامش

      وُلد عبدالله في قرية القلعة ريفي مروي بشمال السودان. وترعرع في مدينة عطبرة، وتلقى تعليمه الأولي بأبي حمد. والأوسط والثانوي بعطبرة. تخرج في كلية الآداب بجامعة الخرطوم عام 1965م. واشتغل كمساعد تدريس بها في 1966م، وحاز منها على الماجستير. تفرغ للعمل بالحزب الشيوعي السوداني في عام 1970م حتى عام 1978م، حيث تقدم باستقالته من الحزب ليواصل مشواره السياسي المستقل. عاد لجامعة الخرطوم وبعثته الجامعة للحصول على الدكتوراه من جامعة انديانا بالولايات المتحدة. عاد منها عام 1987م واشتغل بالتدريس بمعهد الدراسات الأفريقية بجامعة الخرطوم وترأس قسم الفلكلور فيه، وتحرير مجلة الدراسات السودانية حتى عام 1991م. ثم عاد للولايات المتحدة يدرس التاريخ الأفريقي والإسلامي بجامعة ميسوري التي انضم الي هيئة تدريسها في 1994م، وحصل منها على درجة الأستاذية في التاريخ، وهو الآن أستاذ فخري بها professor emeritus. المصدر: كتاب تعريفي ببروفيسور عبدالله مرشح رئاسة الجمهورية. عنوان الكتاب هو: تفاءلوا بالوطن تجدوه، د. عبدالله علي إبراهيم، مرشح رئاسة الجمهورية 2010م، كلمة في وقفة عيد الاستقلال، أحاديث للصحف ومواقف، وسيرة ذاتية.
      ( ) تقع مدينة رفاعة وسط السودان، شرق النيل الأزرق وعلى بعد نحو (125) كلم جنوب شرق الخرطوم.
      ( ) لقد نشر الإخوان الجمهوريون بعض الكتب، منها: الإخوان الجمهوريون، الخفاض الفرعوني، الخرطوم، 1981م؛ إبراهيم يوسف فضل الله (من الإخوان الجمهوريين)، ثورة رفاعة المجهولة: لوحة مشرفة من النضال الوطني وأول ثورة أرغمت الاستعمار، الخرطوم، 2004م. إلى الجانب العديد من المقالات الصحفية. للمزيد أنظر: "ثورة رفاعة (الخفاض الفرعوني)، سبتمبر 1946" ضمن: عبدالله الفكي البشير، صاحب الفهم الجديد للإسلام محمود محمد طه والمثقفون: قراءة في المواقف وتزوير التاريخ، دار رؤية للنشر، القاهرة، 2013م، ص 404- 450.
      ( ) "في رفاعة والحصاحيصا ثورة وتجريدة"، صحيفة السودان الجديد، الجمعة 27 سبتمبر 1946.
      ( ) التجاني عامر، "ذكريات: من مذكرات التجاني عامر"، صحيفة الصحافة، العدد 4772، 16 أبريل 1975م.
      ( ) عبدالله علي إبراهيم، الشريعة والحداثة: جدل الأصل والعصر، مركز البحوث العربية والإفريقية، القاهرة، 2006م. (ملاحظة: هو تعريب لجزء من كتاب: Manichaean Delirium المشار إليه أعلاه).
      ( ) يحتفظ كاتب هذه الورقة بنسخة من نداءات عبدالله علي إبراهيم هذه، وقد وصلته من عبدالله في أوقات مختلفة.
      ( ) من ملف أبادماك بدار الوثائق القومية ضمن وثائق الأحزاب السودانية. وقد أهداني البروفيسور عبدالله علي إبراهيم، نسخة من أصل ملف "أبادماك"، وهو نفس الملف المُودع بدار الوثائق القومية. وقد أودعه البروفيسور عبدالله. ويتضمن الملف البيان المشار إليه أعلاه، ويحتفظ المؤلف بنسخة من الملف.
      ( ) محمود محمد طه، الدعوة الإسلامية الجديدة، ط1، أم درمان، 1974م، 7-11.
      ( ) كان آخر سكرتير إداري في السودان. بدأ عمله في السودان عام 1922م من أول السلم الإداري كمساعد مفتش مركز، وتجول في مناطق السودان المختلفة ثم أصبح فيما بعد سكرتيراً إداراً لمدة ثمان سنوات انتهت عام 1953م، بعد أن أخذ السودان يخطو نحو الاستقلال. نشر روبرتسون مذكراته بعنوان: التحول في إفريقيا: من الحكم المباشر إلى الاستقلال، واستل الأستاذ مصطفى عابدين الخانجي مها الجزء المتعلق بالسودان وترجمه ونشره عام 1996م تحت عنوان: السودان من الحكم البريطاني المباشر إلى فجر الاستقلال. المصدر: جيمس روبرتسون، السودان من الحكم البريطاني المباشر إلى فجر الاستقلال، تعريب مصطفى عابدين الخانجي، دار الجيل، ط1، بيروت، 1996م، ص 5.
      ( ) عبدالرحمن عبدالله، السودان: الوحدة أم التمزق، ترجمة الفاتح التجاني، ط1، شركة رياض الريس للكتب والنشر، 2002م، بيروت، ، ص 76.
      ( ) باذل ديفدسن هو مؤرخ بريطاني. عمل إدارياً في بعض المستعمرات البريطانية، لا سيما السودان. نشر العديد من الكتب والدراسات عن إفريقيا. صدر كتابه الموسوم بـ: إفريقيا تحت أضواء جديدة، في طبعته الأولى باللغة الإنجليزية Africa under new lights عام 1959م. وقام بترجمته إلى اللغة العربية جمال محمد أحمد (1915م-1986م) في عام 1961م.
      ( ) عبدالرحمن عبدالله، مرجع سابق، ص 73.
      ( ) المصدر السابق، ص 76.
      ( ) عبدالله علي إبراهيم، بخت الرضا: الاستعمار والتعليم، سلسلة كاتب الشونة، ط1، دار المصورات للنشر، الخرطوم، 2010م، ص 7.
      ( ) محمود محمد طه، "بيانات الحزب الجمهوري على الموقف الداخلي"، صحيفة أنباء السودان، العدد 166، بتاريخ الأول من نوفمبر 1958م.
      ( ) عثمان سيد أحمد إسماعيل البيلي، "المثقفون في العالم الثالث"، ضمن: بعض أوراق هموم عربي إفريقي، ج 1، مكتبة المتنبي للنشر والتوزيع، الدوحة، 1992م، ص 126.
      ( ) المصدر السابق، ص 51-82.
      ( ) المصدر السابق، ص 36.
      ( ) محمد عمر بشير، تاريخ الحركة الوطنية في السودان (1900م-1969م)، ترجمة هنري رياض وآخرون، الدار السودانية للكتب، الخرطوم، بدون تاريخ نشر، ص 143- 165
      ( ) عبدالله علي إبراهيم، بخت الرضا: الاستعمار والتعليم، مصدر سابق، ص 56.
      ( ) للمزيد أنظر: عبدالله الفكي البشير، "المعرفة الاستعماريـة وإرث السـودان السيـاسـي قراءة في إسهامات البروفيسـور عثمان البيلي النقديـة"، جهود أ. د. عثمان البيلي العلمية وعطاءاته الإنسانية (ندوة علمية)، مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، المدينة التعليمية، الدوحة، قطر، الاثنين 26 مارس 2012م، الدوحة، قطر.
      ( ) إدوارد سعيد، الإمبريالية والثقافة، ترجمة كمال أبو ديب، ط3، دار الآداب، بيروت، 2004م.
      ( ) آنيا لومبا، في نظرية الاستعمار وما بعد الاستعمار الأدبية، ترجمة: محمد عبد الغني غنوم، ط1، دار الحوار للنشر والتوزيع، 2007م، ص 28.
      ( ) يحيىى بن الوليد، "خطاب ما بعد الاستعمار"، من موقع الطليعة العربية في تونس، استرجاع (Retrieved) بتاريخ 23 أغسطس 2011م، الرابط:http://http://www.goutaliezzedine.maktoobblog.comwww.goutaliezzedine.maktoobblog.comhttp://http://www.goutaliezzedine.maktoobblog.comwww.goutaliezzedine.maktoobblog.com
      ( ) Abdullahi Ali Ibrahim, Manichaean Delirium: Decolonizing the Judiciary and Islamic Renewal in Sudan, 1898–1985, Printed in the Netherlands,LEIDEN • BOSTON, 2008.
      ( ) عبدالله علي إبراهيم، الشريعة والحداثة: جدل الأصل والعصر، مصدر سابق.
      ( ) عبدالله علي إبراهيم، "إدورد سعيد في بيت الخليفة"، من موقع سودانيز أونلاين على الإنترنت، استرجاع 10 سبتمبر 2009، الرابط:
      http://www.sudanile.com/index.php؟option=com_contentandview=articleandid=5559:2009-09-10-07-53-09andcatid=56:2008-12-01-11-26-03andItemid=55
      ( ) المصدر السابق.
      ( ) عبدالله علي إبراهيم، بخت الرضا: التعليم والاستعمار، مصدر سابق، 2010م، ص 3.
      ( ) المصدر السابق، ص 6.
      ( ) المصدر السابق ، ص 3.
      ( ) المصدر السابق ، ص 6-7.
      ( ) المصدر السابق، ص 7.
      ( ) محمود محمد طه، محمود محمد طه يدعو إلى تطوير شريعة الأحوال الشخصية، ، ط1، أم درمان، 1971م، ص 8.
      ( ) تعود قصة قيام ثورة رفاعة إلى أن امرأة من أهالي مدينة رفاعة، أجرت عملية خفاض فرعونى لبنتها، في الأول من سبتمبر 1946م، فحكم عليها بأربعة شهور سجناً لمخالفتها قانون منع الخفاض الفرعوني. واتفق أن جاء محمود محمد طه، رئيس الحزب الجمهوري، في يوم 9 سبتمبر في زيارة لمدينة رفاعة لأداء واجب عزاء، فجاء إليه بعض أهالي رفاعة وأخبروه بأمر سجن المرأة. وكان للحزب الجمهوري موقف معلن في بيان عن الخفاض الفرعوني، كما ورد آنفاً، وموقف معلن أيضاً من المجلس الاستشاري لشمال السودان، حيث المقاطعة لكل قرار يصدر عنه وعدم الالتزام به، كما ورد آنفاً، ذهب محمود محمد طه ومعه بعض أعضاء الحزب الجمهوري، لمقابلة المفتش وتناقشوا معه في الأمر، فوافق المفتش على اطلاق سراح المرأة. إلا أن المفتش عاد في 19 سبتمبر وأمر بالقبض على المرأة مرة أخرى واودعت السجن برفاعة. عاد أهالي رفاعة إلى محمود محمد طه وأخبروه بما حدث للمرأة، فطلب منهم الانتظار حتى يوم الغد الجمعة 20 سبتمبر. وفي نهار يوم الجمعة وعقب الصلاة، خطب محمود محمد طه في الناس بشأن المرأة، فخرجوا بأعداد غفيرة بقيادته، وتوجهوا إلى مركز المطالبين باطلاق سراح المرأة، وازاء غضب الجماهير والاصرار، أمر المفتش بإطلاق سراح المرأة. غير أنهم عادوا وقبضوا عليها ليلاً، ونقلوها إلى مدينة ود مدني. وعندما علمت الجماهير بذلك، اتجهت ثائرة في اليوم التالي صوب الحصاحيصا، ورابطت عند مكتب المفتش، ولم تغادره، حتى أمر نائب مدير الجزيرة باحضار المرأة من ود مدني، فأحضروها وتم تسليمها للجماهير التي عادت بها إلى رفاعة. وفي اليوم التالي جاءت قوة عسكرية من الخرطوم، وقامت باعتقال محمود محمد طه تبع ذلك أن تمت محاكمة محمود محمد طه، رئيس الحزب الجمهوري، بمحكمة مدنى الكبرى في يوم الأربعاء 16 أكتوبر 1946م، وكانت التهمة: إثارة الشغب في مدينة رفاعة. مكث محمود محمد طه في السجن 24 شهراً (731 يوماً) بدلاً عن 18 شهراً، بسبب مخالفته لأوامر السجن (معلوم أن العام في قوانين السجون يعادل 9 أشهر)، قضى منها، نحو ثلاثة شهور بسجن مدينة ود مدني، امتدت من يوم المحاكمة 16 أكتوبر 1946 وحتى منتصف يناير 1947م (تقريباً). ثم وبعد مواجهات قادها مع إدارة السجن، استطاع فيها أن ينتزع حقوقه كسجين درجة ثانية بدلاً عن الدرجة الثالثة، بسلاح الصيام الصمدي، تم نقله إلى سجن كوبر بمدينة الخرطوم بحري، بالعاصمة السودانية الخرطوم، ذلك لأن سجن مدينة ود مدني لم تكن به درجة ثانية. وقد تم اطلاق سراح محمود محمد طه في يوم الثلاثاء 21 سبتمبر 1948م. للمزيد أنظر: "ثورة رفاعة (الخفاض الفرعوني)، سبتمبر 1946" ضمن: عبدالله الفكي البشير، صاحب الفهم الجديد للإسلام محمود محمد طه والمثقفون: قراءة في المواقف وتزوير التاريخ، مصدر سابق، ص 404- 450.
      ( ) محمود محمد طه، "خطاب الاسبوع: [سعيد يتساءل] "، صحيفة الشعب، العدد رقم: (8)، السبت 27 يناير 1951م.
      ( ) "مذكرة ايضاحية: قانون المجالس الاستشارية سنة 1943"، اجراءات الدورة الأولى 15- 18 مايو سنة 1944، المجلس الاستشاري لشمال السودان، دار الوثائق القومية، مجموعة المجلس الاستشاري لشمال السودان Advisory Council: 1/2/16، الخرطوم.
      ( ) اجراءات الدورة الرابعة 3- 8 نوفمبر 1945، المجلس الاستشاري لشمال السودان: "وقائع الدورة الثالثة" دار الوثائق القومية، مجموعة المجلس الاستشاري لشمال السودان Advisory Council: 1/6/28؛ "القرارات الثلاثة التي اصدرها المجلس الاستشاري لشمال السودان في دورته الثالثة"، صحيفة السودان الجديد، 1 يونيو 1945؛ أحمد خير المحامي، كفاح جيل: تاريخ حركة الخريجين وتطورها في السودان، الدار السودانية للكتب، الخرطوم، 2002م، ، ص 76-78.
      ( ) دار الوثائق القومية، مجموعة المجلس الاستشاري لشمال السودان Advisory Council: 1/6/28، الخرطوم.
      ( ) التجاني عامر، "ذكريات: من مذكرات التجاني عامر"، مصدر سابق.
      ( ) دار الوثائق القومية، مجموعة المجلس الاستشاري لشمال السودان Advisory Council: 1/6/28، الخرطوم.
      ( ) دار الوثائق القومية، مجموعة المجلس الاستشاري لشمال السودان Advisory Council: 1/11/48؛ "مذكرة عن الخفاض في السودان الإنجليزي المصري"، دار الوثائق القومية، مجموعة المتنوعات: 1/78/971، الخرطوم.
      ( ) تكونت المذكرة من (14) صفحة، وقد أعدها كل من: الدكتور أ. د. بريدي، مدير المصلحة الطبية السودانية- الدكتور أ. الورنزن، نائب مدير المصلحة الطبية السودانية الدكتور أ. كروكشانك، كبير الأطباء بالمصلحة الطبية السودانية- الدكتور ج. س. هوفل، جراح واختصاصي في أمراض النساء- الدكتور د. ر. ماكدونالد، مفتش طبي أول بالمصلحة الطبية السودانية- الدكتور على بدري، مفتش طبي بالمصلحة الطبية- الدكتور عبدالحليم محمد، مفتش طبي بالمصلحة الطبية- الدكتور عبدالله عمر أبو شمة، مفتش طبي بالمصلحة الطبية- التجاني الماحي، طبيب بالمصلحة الطبية. المصدر: دار الوثائق القومية، مجموعة المجلس الاستشاري لشمال السودان Advisory Council: 1/11/48، الخرطوم؛ "مذكرة عن الخفاض في السودان الإنجليزي المصري"، دار الوثائق القومية، مجموعة المتنوعات: 1/78/971، الخرطوم.
      ( ) على الميرغني، "مقدمة صاحب السعادة السير السيد علي الميرغني باشا"، ضمن: مذكرة عن الخفاض في السودان الإنجليزي المصري، دار الوثائق القومية، مجموعة المتنوعات: 1/78/971، الخرطوم.
      ( ) مدثر عبد الرحيم، "الامبريالية والقومية في السودان: دراسة للتطور الدستوري والسياسي في السودان (1899م-1956م)"، دار النهار للنشر، بيروت، 1971م، ص 135.
      ( ) المرجع السابق، ص 135.
      ( ) عندما قامت الثورة في يوم الجمعة 20 سبتمبر 1946، كانت هناك أخبار وتقارير صحيفة ترد عنها بشكل يومي، ففي اليوم الثاني من قيام الثورة، يوم السبت 21 سبتمبر وسمت صحيفة الرأي العام ما حدث بالــ "المظاهرات في رفاعة"، ثم غيرت الوسم في اليوم الثالث، فاطلقت عليها في يوم الاثنين 22 سبتمبر "الاضرابات في رفاعة"، ثم غيرت موقفها في يوم الأربعاء 25 سبتمبر لتطلق عليها "حوادث رفاعة". بينما خرجت صحيفة السودان الجديد، ومن الوهلة الأولى، وكانت صحيفة اسبوعية، في أول اعدادها، بعد اندلاع الثورة، حيث جاء العدد في يوم الجمعة 27 ديسمبر، لتصف ما حدث بالثورة، وقدمت تحت عنوان: "في رفاعة والحصاحيصا ثورة وتجريدة"، وصفاً الأحداث باعتبارها عملاً بطولياً وثورياً، فما لبث أن صدر بيان رسمي من الحكومة نُشر في صحيفة الرأي العام، في يوم الاثنين 7 أكتوبر، مسمياً الثورة بـ "الشغب في رفاعة". بعد ذلك خرجت صحيفة الرأي العام في يوم 16 أكتوبر واصفة الثورة بـ "مأساة رفاعة". ثم استقرت بعد ذلك التسمية في الأخبار والتقارير الصحفية وفي صحيفة الرأي العام على "مأساة رفاعة" و "الشغب في رفاعة" و "حوادث رفاعة".
      ( ) عون الشريف قاسم، موسوعة القبائل والأنساب في السودان وأشهر أسماء الأعلام والأماكن، الجزء الثالث، ط1، شركة آفروقراف للطباعة والتغليف، الخرطوم، 1996م، ص 2244.
      ( ) Abdullahi Ali Ibrahim, “Keep These Women Quiet:” Colonial Modernity, Nationalism, and the Female Barbarous Custom, Hawwa: Journal of Women of the Middle East and the Islamic World 9, 2011, PP. 97–151
      ( ) تمت ترجمة العنوان بالتشاور مع كاتب الورقة عبدالله علي إبراهيم، وتم اعتماد العنوان أعلاه بعد التفاكر معه في الوصول لهذه الصيغة.
      ( ) محمود محمد طه، "لقاء الأستاذ محمود بمندوبي معهد الدراسات الأفريقية والأسيوية"، السبت 22 نوفمبر 1975م، المهدية، الحارة الأولى، أم درمان، من موقع الفكرة الجمهورية على الإنترنت، استرجاع (Retrieved) بتاريخ 27 أكتوبر 2011م، الرابط: http://www.alfikra.org/interview_view_a.php؟talk_id=11http://www.alfikra.org/interview_view_a.php؟talk_id=11http://www.alfikra.org/interview_view_a.php؟talk_id=11http://www.alfikra.org/interview_view_a.php؟talk_id=11
      ( ) المصدر السابق.
      ( ) Asma M. Abdel Halim, Sudanese Women in the United States: The Double Problem of Gender and Culture, the Edwin Mellen Press, New York/ Queenstown, 2006, p39.
      وترجمة العنوان، كما وصلتني من المؤلفة، هي: المرأة السودانية في الولايات المتحدة: مشكلات النوع والثقافة.
      ( ) Rogaia Mustafa Abusharaf, “We Have Supped So Deep in Horrors”: Understanding Colonialist Emotionality and British Responses to Female Circumcision in Northern Sudan, History and Anthropology, Vol. 17, No. 3, September 2006, pp. 209–228.
      "لقد تجرعنا من كأس الأهوال: نحو فهم لعاطفة المستعمر وردود الفعل البريطانية على ختان الإناث في السودان الشمالي"، تمت ترجمة العنوان بالتشاور مع المؤلفة.
      ( ) Howard, W. Stephen, Mahmoud Mohammed Taha and the Repuplicant Sisters: A Movement for Women in Muslim Sudan, Ahfad Journal, Vol. 23, No. 2, December 2006, Omdurman.
      ( ) Janice Boddy, Civilizing Women: British Crusades in Colonial Sudan, Princeton University Press, Princeton and Oxford, 2007.
      ( ) محمود محمد طه، الدعوة الإسلامية الجديدة، مصدر سابق، ص 7-11.
      ( ) عبدالله علي إبراهيم، بخت الرضا: الاستعمار والتعليم، مصدر سابق، ص 56.
                      

    08-30-2017, 12:59 PM

    عبدالله عثمان
    <aعبدالله عثمان
    تاريخ التسجيل: 03-14-2004
    مجموع المشاركات: 19192

    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على (Re: عبدالله عثمان)

      ستينية الكتابة عند عبد الله علي ابراهيم: ملاحظات على الاحتفاء

      بقلم جـمَـال مُحـمّـد إبراهــيْـم
      صحيفة الراكوبة الإليكتروينة

      أقرب إلى القلب:

      (1)
      قدّم الأستاذ عبد الله الفكي البشير ورقة رصينة، في ندوة أقامها اتحاد الكتاب السودانيين بمشاركة الجمعية السودانية للمعرفة، بتاريخ 18 يوليو 2017، بمناسبة الاحتفاء بستينية الكتابة عند البروفسور عبد الله على ابراهيم.
      إن هذا العطاء المتواصل من طرف ع. ع. ابراهيم، لجدير بالفعل أن نحتفي به، ليس احتفالاً للمدح ومهرجاناً للتقريظ، بقدر ما هو اهتبالٌ للسانحة، بغرض الغوص في ما كتب الرجل، واستجلاءُ محطات مسيرته السياسية والإبداعية والكتابية، بوجهٍ خاص..
      (2)
      لقد تزامن دخولنا إلى جامعة الخرطوم، أواخر ستينات القرن الماضي، مع بروز حراك ثقافي تولته حركة "أبادماك" (الإله الأسد في الحضارة المروية)، وعبد الله ع.ابراهيم رأس حربتها، ليس بتنظيمها وادعاء زعامتها، بل بالكتابة الإبداعية، التي رافقت الحراك السياسي الذي جدّ في البلاد. بدا لنا أن اليسار السوداني في عمومه، قد وجد الأبواب مفتوحة على مصاريعها، لابتدار نشاطٍ ثقافيٍّ خلّاق، إثر وقوع انقلاب 25 مايو عام 1969. ولعلّي لا أجانب الصواب إن زعمتُ أن الإبداع والحداثة، كانا من لزوميات تيارات اليسار، أكثر ممّا هو عند بقية التيارات السياسية الناشطة. كان للمسرح الجامعي نشاطه الواسع في تقديم أمّهات المسرحيات العربية العالمية وقتذاك. يتذكّر شباب تلكم السنوات، مسرحيات عديدة منها “الكراسي" و"القبرة" و"مأساة الحلاج"، تقدم من مسرح بسيط التركيب في داخل قاعة امتحانات جامعة الخرطوم، والتي تسع للمئات من الحضور لمشاهدتها. الأمسيات الأدبية والشعرية خاصة، شكلت ملمحاً من ملامح نشاط حركة اليسار بمختلف تياراته ومسمياته، فيما بقيت تيارات تقليدية تملأ الساحة الطلابية، ولكن لم يرصد لها تميزاً إبداعياً في مجال الثقافة أو الشعر أو الكتابات الصحفية.
      يكفي أن نذكر أن أمسية لعروض فولكلورية أقيمت في تلك القاعة، هاج وماج فيها طلابٌ من أنصار التيار الإسلامي-وبعضهم من القيادات الماثلة الآن-واستعملوا عنفاً مستهجناً، أدى إلى انفضاض الفعالية، وتصادم القوم من اليسار ومن اليمين، وذهب أحد الطلاب ضحية ذلك التصادم. تلك حادثة تبيّن كيف توجّه اليسار الديمقراطي لتشجيع الحراك الثقافي والإبداعي بصورة عامة، فيما بدا الانغلاق على التيارات المقابلة. من نجوم تلك الضفة في تلك الحقبة في جامعة الخرطوم، شعراء مثل علي عبد القيوم ومبارك بشير وكامل عبد الماجد وسبدرات..
      (3)
      عُرف عن عبد الله ع. ابراهيم تنوّع اهتماماته وإبداعاته الأكاديمية والسياسية والفكرية، وحقق تميّزه في كلّ ذلك، وحفر اسمه حيزاً في الساحة الثقافية السودانية. في الجانب الأكاديمي، لم يكن معلماً تقليدياً في جامعة الخرطوم، بل انحاز للدراسات الميدانية في الإبداع الشعبي والفولكلور، ويعد من مؤسسي معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية. في السياسة، بقي نشاطه واسعاً متسعاً، فوق الأرض وتحت الأرض. يفتخر التيار الشيوعي بأنّهُ ابتدع نوعاً من النضال المعارض لأنظمة الحكم القائمة، وإدارته، وسمّوه مجازاً " بالاختفاء تحت الأرض"، وحقق نجاحات تذكر. كان الرّاحل محمد ابراهيم نقد، أبرز من مارس ذلك النوع من التخفّي، لكن لعبد الله تجربة في "النضال الخفيّ"، تماثل تجربة نقد تلك.
      في مجال الأدب، ميّز عبد الله ع. ابراهيم كتاباته في القصة والمسرح، مثلما ميّز كتاباته السياسية بنفَسٍ، يخصّه ولا يخصّ الحزب الذي انسلخ منه، بعد أن قضى سنوات اصطفّ فيها نشطاَ في صفوفه. وراء النشاط الإبداعي لليسار، وقف تيار "أبادماك"، وخلفه مبدع ذو قامة، اسمه عبد الله علي ابراهيم ومعه ثلة مناصرة من مبدعين أخر، أساتذة وطلابا في جامعة الخرطوم. .
      (4)
      لعلّ أبرز ميزات عبد الله، وضحتْ في أسلوبه الكتابي، سواءاً بالعربية أو بالإنجليزية. للرّجل قدرة على استصحاب العامّي ومزاوجته بالفصيح، يناور به في كتاباته السياسية، ويتخذ ما يعنّ له من أمثال العامة، أو كلمات تخرج من الحكمة الشعبية، ما يضفي على حجته، إبانة ومصداقية. أتذكّر في ندوة عن أحوال السودان بعد الانفصال، أنه اقتطف من أغنية سودانية شائعة، عبارة شعرية تقول
      "أغالط نفسي في إصرار.... أقول يمكن أنا الما جيت"..
      يزيد ذلك المقتطف من قوة حجته وضربه للأمثال، توضيحاً وتقريباً للمعنى، فصنع لأسلوبه بصمةً وسيمةً وتميزاً.
      ظنّي أنّ اختصاصه في دراسة الفولكلور، وثراء تجاربه في هذا المضمار، أضاف تلك النكهة إلى أسلوب عبد الله، فتجد عباراته، في مجمل كتاباته وعناوين كتبه وقصصه، تقترب من الشعبي، وتبتعد كلّ البعد عن التحذلق الأكاديمي. لا يقدح ذلك في قدرات عبد الله التعبيرية، ولا في رصانة أسلوبه ونقاء لغته الفصحى، سواءاً بالعربية أو بالإنجليزية. . .
      (5)
      لقد قدم الأستاذ فيصل محمد صالح تلك الندوة، بدار اتحاد الكتاب السودانيين يوم الثلاثاء 18 يوليو 2017، والتي تولى فيها عبد الله علي ابراهيم عرض تجربته الكتابية، بأسلوب جاذبٍ واستعراضٍ خلاب، شدّ انتباه الحضور. وبرغم كثرة الشهادات والإفادات التي قدمت، فإنّي وددتُ أن لو تمّ اختصارها ليتاح للحضور التفاعل مع البروف عبد الله، بذات العفوية التي قدم بها عرضه. من بين كلّ ما قدم، وقفتُ عند ورقة الأستاذ عبد الله الفكي البشير، فهي عندي أثمن ما قدم في مناسبة الاحتفاء بستينية الكتابة عند عبد الله علي ابراهيم، للقيمة الفكرية التي تضمنتها.
      لقد قدم الأستاذ عبد الله الفكي البشير، ورقة تميزت بعمق وثراء، لكن بدتْ لي أطول ممّا ينبغي، وأسرفتْ في التركيز على عرض مدارسة عبد الله ع. ابراهيم لـ"ثورة رفاعة"، والتي قصد بها عبد الله البشير، حركة الاحتجاج التي قادها الشهيد محمود محمد طه، ضد التشريع الذي فرضه المستعمر لمنع ختان الإناث. ولعلي أتردّد في قبول توصيف تلك الحركة الاحتجاجية -مع كامل تقديرنا لدوافعها وتداعياتها-بأنها "ثورة". وأقلّ المطلوب هنا من صديقنا عبد الله البشير، هو إيراد تعريفٍ فاصلٍ يبيّن ماهية "الثورة" وماهية “حركة الاحتجاج".. ليس ذلك فحسب، بل لفت نظري وقوع تباين والتباس بين مصطلحات مثل "الإمبريالية" و "الاستعمار" و "الكولونيالية"، وهو ما قد يستوجب بالضرورة، تعريفات تعين على الفهم واستقبال الرؤى، بالوضوح الذي يرمي إليه صديقنا عبد الله الفكي البشير في ورقته ..
      (7)
      ولقد عدّ عبد الله البشير، أن تلك المُدارسة من طرف عبد الله علي ابراهيم، هي ممّا يقع ضمن " دراسات ما بعد الاستعمار"، التي شيخها – حسب تعبير ع.ع.ابراهيم-هو المفكر الفلسطيني الراحل "إدوارد سعيد"، في كتابه "الإمبريالية والثقافة" (الترجمة العربية، بيروت 2004). إنّ التشريع الذي استنه "المستعمِر"، لمنع ظاهرة ختان الإناث، يُفَسّر كنوعٍ من الاستعلاء الذي يضمر دمغ الشعوب المستعمَرة بالتخلف الذي يتطلب تقويماً. يحتفي البشير كلّ الاحتفاء بالنظرة الأعمق، عند عبد الله علي ابراهيم لحركة الاحتجاج التي قادها محمود محمد طه، والتي أبرزتْ فهمه المتقدم لظاهرة الغطرسة الكولونيالية.
      مع تقديري لورقة الصديق عبد الله الفكي البشير في الاحتفاء بستينية المفكر عبد الله علي ابراهيم، لكني افتقدت فيها تعظيم البذل الأدبي والثقافي الكبير له، وهو الأبرز في رؤيتي لمجمل نشاطه الكتابي منذ الخمسينات.

      الخرطوم – 25 يوليو 2017
      [email protected]
                      

    08-30-2017, 01:29 PM

    علي رزق أحمدون


    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على (Re: عبدالله عثمان)

      سبحان الله خلاص غفرتوا لبتاع ميسوري كل كلامو في مقتل محمود محمد طه؟
                      

    08-30-2017, 01:49 PM

    Ali Alkanzi
    <aAli Alkanzi
    تاريخ التسجيل: 03-21-2017
    مجموع المشاركات: 9252

    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على (Re: علي رزق أحمدون)

      باللون الا٫خصر مقتطف من بيان الحزب الجمهوري اعلاه
      بالاحمر للفت نظر القارئ لجملة هامة
      لاشك أن مجرد التفكير في الإلتجاء الى القانون للقضاء على عادة مستأصلة في النفوس، إستئصال الخفاض الفرعوني، دليل قاطع على أن حكومة السودان
      إما أن يكون قد رسخ في ذهنها green]ننا شعب تستطيع القوة وحدها أن تثنيه عن كل مبدأ وعقيدة ادة
      أو أن تكون قد أرادت أن تقول للعالم الخارجي
      أن السودانيين قوم متعنتون وان تعنتهم الذي ألجأنا للقانون لإستئصال عادة الخفاض الهمجية هو التعنت الذي وقف في سبيلنا
      وشل أيدينا عن استثمار الأراضي الواسعة الخصبة في الجنوب والإستفاده من مياه الدندر والرهد والأتبرا والتوسع في التعليم
      إننا شعب تستطيع القوة وحدها أن تثنيه عن كل مبدأ وعقي
      بالله اسا ٬إتا نفسك قايم كدا عشان تأكد لينا انو الاستاذ والجمهوريون يعتقدون بأن الختان اصبح مبدأ وعقيدة؟يا لبؤسكم

      (عدل بواسطة Ali Alkanzi on 08-30-2017, 01:53 PM)

                      

    08-30-2017, 04:50 PM

    عبد الله علي إبراهيم


    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على (Re: Ali Alkanzi)

      عزيزي الكنزي
      أزعجني أن مناقشة مثل التي بين ايدينا حول الحداثة قد انتهت إلى ما انتهت إليه. ولي مؤاخذة عليك, فوددت لو رغبت في أن تطلع على ما كتب شخصي الضعيف في المسألة لنغادر بالنقاش المحطة الأولى التي رمت الأستاذ محمود محمد طه بمقارفة عادة ذميمة. أرادت ورقتي أن ننتقل إلى محطة ثانية مستصحبين معارف استجدت في فهم لاستعمار الذي قال أحدهم إننا لم نقف على جليته حتى بعد أن ركبنا (ومايزال) لعقود. لم آت بالقول الفصل. ولكنها محاولة أن نشيع في معارفنا عن أنفسنا مستجدات للعلم تلزمني أمان المهنة أن اذيعها. وأرنو ليقرأها من يخوض في موضوعها بقلب سليم قبلها فوق بينة أم رفضها فوق بينة. وهذا ميثاق ثقافي أرجو أن نتعاقد عليه فقد اهلكنا الشقاق من فرط التهاجي في المحطة الأولى. فأنظر اخي الكنزي إلى معلق سبقك يطلب من الجهموريين: يا لثأرات الأستاذ،كيف تعفون عن قاتله: ع ع إبراهيم ، أو في ما معناه. فلا توبة نصوح في نحو مثل هذا المعلق وشيعته حتى لو كان مقالي عن ثورة رفاعة باباً في التوبة. وليس هو كذلك.
      الخير أردت.
                      

    08-30-2017, 05:28 PM

    Ali Alkanzi
    <aAli Alkanzi
    تاريخ التسجيل: 03-21-2017
    مجموع المشاركات: 9252

    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: نحو قرآءة جديدة لـ ثورة رفاعة: في الرد على (Re: عبد الله علي إبراهيم)

      ثارات الأستاذ خذوها أنتم على النحو الذي ترونه مناسباً
      الاستاذ مات مقتولاً أو شيهداً أو موتاً طبيعياًفذلك لا يعفينا أن نضع للنقاش طرحكم المعوج عنه
      وقولكم بأنه قاد ثورة في رفاعة عشان خاتنة ادخلت السجن (بالله دي ما فضيحة لإنسان تنويري)
      كلو هوشة في السودان اسموها ( ثورة )إذن ما اكثر الثورات في بلدي
      يبدو أنك تعلمت قليلاً مبدأ الحواروهدأت نفسك من الاساءآت الشخصية والتطاول على الأخر ووصفه بالجهل حتى ولو كان جاهلاً
      والفكر الجمهوري أنا شاربو شراب عديل كداأها قولك شنو في دي؟
      وكما قلت لك جالست الأستاذ وتلاميذهب
      المناسبة أنا تأثرت بمفردات الأستاذ في كتاباتي
      هل لاحظت إني بستخدم كلمة (الترقي) (والصعود)
      بس ما جيت للسلم الحلوزني واحسن ليك تنصدعن الحزب الحمهوري والجمهوريين
      واذا لازم تبقى جمهوري فعليك بترامب

      (عدل بواسطة Ali Alkanzi on 08-30-2017, 05:29 PM)
      (عدل بواسطة Ali Alkanzi on 08-30-2017, 05:33 PM)

                      


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de